من روايتي الجديدة
زغودة (10)
خطوة واحدة بين باب مرقد العيشاوي و مقهى الشباب الرياضي لحي بلكور ، فجأة وجد يحي نفسه في مربع يحصره بلهجة ألفها و تداولها هو أيضا ، حتى خيل إليه أنه في واحدة من مقاهي زيامة منصورية أو جيجل ،
و قد استسلمت الحواجز بجزيئاتها الدقيقة الراسبة بينه وبين حلم أمه في استلام مفتاح الفرج و العودة لتالة لفدور من جهة تخوم المنتصرين ، فالعالم قرية صغيرة على ما يبدو مثل ما أشار إليه المبروك ، تذكر حين وعد أمه ووعد زغودة ، و وعد بترك
الزناد يرتجف بين أصابع كسولة ، و يغمر المسافات الطويلة بالإختصار ، حينها يرتكز كسولة على ركبة و نصف و يرج الرشاش في صدره و من جهة القلب ، فلم يعد ينتظر المبروك الذي تأخر و تاه في شوارع أوكسفورد المرصعة بالحدائق و قهقهات الأزهار ، قالت له أمه و هي تشير إلى خدها بالتحذير ، لا تبتعد يا يحي في الخيال كما ابتعد والدك و بخر حلم الصمود في نسيج عش اتفقنا على تدفئته بالصراحة و الوفاء ، لكن الأنانية و حب الذات غلبته من أول خطوة حطها خارج الميلية ، تزوج في العاصمة بأخرى و حين امتطى الباخرة لوح للعائدين بنية قطع آخر خيط عنكبوت بقي عالقا بوتد الشباك ، لم تتزعزع و ابتسمت من حرقة الخيانة ، و همسات الناس الضاربة في عمق الوريد ، قالت لهم افتراء لتكذب على نفسها ، و تخفف وخز الهزيمة في قلبها و تطفئ فحيح الألم الذي يتجدد كل يوم ،
خرج يحي من المقهى و دلف صوب شارع بلوزداد في اتجاه حسيبة ثم شارع العقيد عميروش ، لا بدا أن السعيد البحري ينتظره أمام البريد المركزي...
،،،/،،،
يتبع
شقيف الشقفاوي
زغودة (10)
خطوة واحدة بين باب مرقد العيشاوي و مقهى الشباب الرياضي لحي بلكور ، فجأة وجد يحي نفسه في مربع يحصره بلهجة ألفها و تداولها هو أيضا ، حتى خيل إليه أنه في واحدة من مقاهي زيامة منصورية أو جيجل ،
و قد استسلمت الحواجز بجزيئاتها الدقيقة الراسبة بينه وبين حلم أمه في استلام مفتاح الفرج و العودة لتالة لفدور من جهة تخوم المنتصرين ، فالعالم قرية صغيرة على ما يبدو مثل ما أشار إليه المبروك ، تذكر حين وعد أمه ووعد زغودة ، و وعد بترك
الزناد يرتجف بين أصابع كسولة ، و يغمر المسافات الطويلة بالإختصار ، حينها يرتكز كسولة على ركبة و نصف و يرج الرشاش في صدره و من جهة القلب ، فلم يعد ينتظر المبروك الذي تأخر و تاه في شوارع أوكسفورد المرصعة بالحدائق و قهقهات الأزهار ، قالت له أمه و هي تشير إلى خدها بالتحذير ، لا تبتعد يا يحي في الخيال كما ابتعد والدك و بخر حلم الصمود في نسيج عش اتفقنا على تدفئته بالصراحة و الوفاء ، لكن الأنانية و حب الذات غلبته من أول خطوة حطها خارج الميلية ، تزوج في العاصمة بأخرى و حين امتطى الباخرة لوح للعائدين بنية قطع آخر خيط عنكبوت بقي عالقا بوتد الشباك ، لم تتزعزع و ابتسمت من حرقة الخيانة ، و همسات الناس الضاربة في عمق الوريد ، قالت لهم افتراء لتكذب على نفسها ، و تخفف وخز الهزيمة في قلبها و تطفئ فحيح الألم الذي يتجدد كل يوم ،
خرج يحي من المقهى و دلف صوب شارع بلوزداد في اتجاه حسيبة ثم شارع العقيد عميروش ، لا بدا أن السعيد البحري ينتظره أمام البريد المركزي...
،،،/،،،
يتبع
شقيف الشقفاوي