الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محاكمة السيدة كورونا بقلم:نزهة أبو غوش

تاريخ النشر : 2020-04-26
نزهة أبو غوش
مسرحية
محاكمة السيّدة كورونا
دخل الممثّل العالمي الكبير المسرح، رفع يديه إِلى الأعلى يحييّ الجمهور، ثمّ صدرت عنه حركات عشوائيّة ليس لها تفسير. كان يشبه تمثالا نحته فنّان مبتدئ من الجبس، طويل القامة عريض المنكبين، فمه عريض رقيق الشّفتين؛ كشفت ابتساماته المتكرّرة عن أسنان مصطفّة ناصعة البياض.
عندما وقف على المسرح صفّق له بعض من الجمهور بحرارة، وبعضهم راح يتهامس ويزمّ شفتيه مرّة لليمين ومرّة لليسار. اختلط جمهور الحاضرين من رجال ونساء وطلّاب مدارس وجامعات وموظّفين، وشرطة، و.... من كلّ الأنحاء.
لأوّل مرة يكتظّ المسرح بهذا الحجم الغفير من الجماهير؛ لأنّ الممثّلة كورونا تشارك المسرحيّة مع الممثّل العالمي (كيري)
على جانب المسرح جلست امرأة وبين شفتيها ابتسامة محايدة، يبدو أنّها تمثّل دور السكرتيرة، أخذت توزّع ابتساماتها على الجمهور، ثمّ تعود إِلى جهاز اللاب توب على الطاولة الّتي امامها. من الجهة الأخرى جلس ممثّل يرتدي ثوب الحاكم، ومقابله محامي النّيابة
طرق الحاكم على الطّاولة: محكمة.
- المتّهمة كورونا، أنت متّهمة بنقل الوباء إِلى الآلاف من البشريّة ممّا تسبّب في قتلهم عام ألفين وعشرين. هل تعترفين بجريمتك النّكراء؟
- لست وحدي يا سيّدي القاضي.
- مال عليها السيّد( كيري) وهمس في أذنها :
- "بخرب بيتك ضيّعتينا"
انتفض وأخذ يوجّه كلامه للنيابة:
- نحن يا سيّدي القاضي نسعى نحو الحريّة والدّيمقراطيّة، والتّطورات العلميّة؛ والمحافظة على أمن شعوبنا، وليس لنا علاقة بشيء اسمه الوباء.
النّيابة: - سيّدي القاضي، السيّد كيري يحاول تمويه المحكمة.


– المعارضة مقبولة.
- اشرح لنا يا أُستاذ، ما علاقة الحريّة والدّيمقراطيّة، والأيديولوجية بالوباء العالمي القاتل للبشريّة؟
- سيّدي القاضي، أطلب من المحكمة الموقّرة محاسبة الفاعلين والدّاعمين لنشر هذا الوباء بمساعدة كورونا.
نفهم من كلامك بأنّك تستبعد نفسك عن دفع كورونا للخطيئة.
هزّ رأسه بمعنى، نعم.
– سيّدة كورونا، عليك أن تعترفي بأسماء الأشخاص الّذين حرّضوك على نشر الوباء في كافّة أنحاء العالم.
مالت كورونا برأسها على كيري وهمست بأُذنه:
- هل أقول الحقيقة، أم أكذب؟
- اكذبي... اكذبي، أيّتها الحقيرة.
احتارت كورونا " يا إلهي، ماذا أقول؟ هل أعترف بالحقيقة، أم ألبس التّهمة وحدي ..لا...لا، ألا يكفي بأنّهم دعوا الوباء على اسمي؟ سأعترف لهم بأنّ السّيطرة والهيمنة هي دافع الإنسان لنشر الوباء.
القاضي:
- هيّا يا كورونا، لماذا أنت صامتة؟
هبّت كورونا كما العاصفة:
- سيّدي القاضي، سأعترف بكلّ الحقيقة:
- بصراحة، أنا عبد مأمور، سيّدي القاضي، كنت فايروسا خامدا نائما إِلى أن أخذني الانسان وطوّرني في مختبراته العلميّة، ثمّ دفعني إِلى أذيّة أخيه الانسان يا سيّدي، لقد صنع الانسان حربا بيولوجيّة، نظرت نحو كيري، ثمّ أشارت نحوه بسبّابتها، وقالت بلهجة قويّة:
- المحرّض يشبه هذا الرّجل بدرجة كبيرة يا سيّدي.

محامي الدّفاع:
- هيئة المحكمة الموقّرة، أودّ أن ألفت انتباهكم، لقد قالت بأنّه يشبهه، وليس هو.
النيابة: - سيّدة كورونا، عليك أن تؤكّدي أقوالك.
تمايلت كسنبلة داعبها الهواء على هواه، وقالت:
- لا أتذكّرهم سيّدي؛ لأنّهم كثر.
النيابة:
- لعنك الله! تتمايلين كأنّك ....- لا أُريد أن أنطقها أمام حضرة القاضي - تهلكين البشريّة، وتقولين، كثر، سيّدي القاضي نطلب من حضرتكم الحكم بالإعدام شنقا على المدعوّة كورونا. والمدعو كيري؛ لأنّهم شوّهوا الحاضر وحطّموا المستقبل، سيّدي لقد أعادونا عشرة أعوام على الأقلّ، إِلى الوراء
- أحضروا الشّهود.
- لا يوجد شهود سيّدي القاضي، الشّاهد الوحيد هي كورونا، لكنّها قالت: "يشبهه، ولا أتذكّر؛ لأنّهم كثر.
بعد المداولة مع هيئة المحكمة تقرّر التّالي:
- صدر الحكم بالإعدام شنقا على كورونا، ثمّ حرقها، ورمي رمادها في مزبلة التّاريخ، وذلك استنادا على اعترافها؛ أمّا السيّد كيري فبراءة لعدم كفاية الأدلّة. رفعت الجلسة.
طفح وجه محامي النيابة باللون الأحمر القاني، وقال بنبرة مهتاجة: سيّدي القاضي، أين العدالة؟ أرجوك، لا تذهب، أعد النّظر في القضيّة، مرّة ثانية وثالثة، و...عاشرة.
هتف الجمهور صارخا بصوت مسرحيّ:
- عشرات آلاف الضّحايا، هل ضاع حقّهم؟ المستقبل يا سيّدي، المستقبل، كيف سنبنيه؟ والله حرام! الأولاد، الأحفاد، فرحهم، حريّتهم، حياتهم....الإنسانية يا سيادة القاضي، الأنسانيّة.
قف عندك أيّها القاضي، لا تذهب، لا تخرج من القاعة.
تدخّل المخرج وراح يدعو الجمهور إِلى التّصفيق للممثّلين من حوله، نظر حوله فلم يجد القاضي، أمّا الممثّل العالمي كيري، فقد اختفى تماما.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف