الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتابات طفلة بروح شائخة بقلم شيماء عمر الخطيب

تاريخ النشر : 2020-04-26
جالسة أحتسي قهوة الأسى مستحضرة ذكريات تحت ضوء القمر على مسافة من النافذة،معلنة أن الأمس بات أمسا..
ارتشفت قهوتي بهدوء، كنت في الحادية عشر عندما فتحت عيناي على أشعة شمس معتمة مليئة بالماء، وكانت حرب بلادي قد أيقظت روحي على جشاعتها، ومشت أمامي إلى نار الدماء، حيث تمر الأيام كالسنين الفاجعة لم يبق لي من تلك الأيام المؤلمة سوى ذكريات موجعة ترفرف كالأجنحة غير المنظورة حول رأسي مثيرة تنهدات الأسى في أعماق صدري مستقطرة دموع اليأس والأسف من أجفاني...
دفنتنا تلك الحرب بقبور لن ينظر إليها أحد من كثرة عددها وفوق رؤسنا غبار قذائف حرب دوت محطمة جميع أحلامنا، ساحقة ابتسامة كانت على ثغرها الجميل بينما كنت أنا ممسكة بيدها،قبل أن تدوي قذيفة على مدرستي منهية كل شيء وكل مابق لأنفسنا الطفولية مفترقة عن الجميع وعن روحي، جالسة بحضن أمي أصرخ خائفة من مستقبل لن يكون لي به أما ولا أبا.
بعد أن بدأت الذهاب إلى صديقة أمي لكي تعطني دروسي التي سرقتها الحرب من مدرستي.لم يكن هناك مقاعد ولا أصدقاء لم تكن سوى أرض باردة مليئة بألم الذكريات مستحضرة دموع قلبي التي لم تهدأ.
حتى سمعتها تهوي ثم تسقط بجانب المنزل هرولت خائفة إلى حضن المرأة باكية ورافعة يداي للسماء راجية من الله أن تكون عائلتي بخير....
لم أستطع الاحتمال أكثر ركضت للنافذة مهشمة الروح ،يائسة متمسكة بآمال ضعيفة، لم أرَ سوى دخان وأناس يصرخون،كان منزلنا لم يكن منزلا قد سكنته يوما لم يكن سوى فتات أحجار متناثرة هنا وهناك.هرولت صارخة أمي ...أمي ،أبي.
ككل الجثث الهامدة كانت أمي على حافة الرصيف مليئة بالدماء صامتة جميلة كعادتها.وضعت يداي على وجهها أمسحه مبتسمة،أتى الاسعاف يبعدني فأبعدتها أصرخ :
- لا، أمي هي بخير متعبة فقط حزينة من الحرب كعادتها أخذت قيلولة لكي ترتاح من صراخ أخوتي ولعبهم لكن ستيتقظ.. .
كانت أمي بلا حجاب ناذفة من رأسها دماء امتدت طويلا في الشارع خلعت حجابي أضعه لها ثم ابتسمت هذه هي أمي مازالت حية مازالت جميلة.قوية كما تدعي .جاءت جارتنا ناظرة بعيون خائفة واضعة كفاها على فمها وهي تشاهد أمي ثم أمسكت بيدي قائلة حسبي الله ،إنا لله وإنا إله لراجعون....
علمت حينها أنها النهاية حقا لم تكن نائمة، كانت روحها العفيفة مرفرفة لسماء هادئة، ابعدت جارتنا وارتميت إلى حضن أمي باكية ،باكية أمي وأحزاني باكية صديقتي الوحيدة التي أحبتني رغم اني اتعبتها، هي أمي وكل مالي، نظرت لهم وهم يحملونها واضعين غطائا على وجهها الجميل، ذهبت كحلم بات بأمس المساء، وقفت متسمسرة بمكاني كل شيء كان يتحرك سواي كنت ساكنة منهم من كان يصرخ،يبكي رافعا يداه للسماء سواي أنا أنظر لها وهم يضعونها بسيارة الاسعاف مع الكثير من الجثث الهامة رأيت أبي يهرول إلي فأشرت إلى أمي في سيارة التسعاف لم يفهم قصدي مسكت يده أجري مشيرة على جثة أمي :
-هذه أمي ،هذه ماما باتت هامدة لم أسمع صوتها ولم تحضني بحنيتها كما اعتدت أن تفعل بي عندما أراها
انتهى كل شيء لم يبق سوى ذكريات مؤلمة في ماض مؤلم، كتبت على دفتري وأنا حابسة في عيني دمعة جاهدت كثيرا كي لاتنحدر على وجنتي، في حلقي غصة جاهدت كثيرا كي لا أظهرها بعد تلك السنين السحيقة التي مضت.
لكن هيهات ثمة أشياء لا يمكن أن أخفيها، باكية حد شهقات السماء، داعية يارب معلقة قلبي الضعيف، كتبت النهاية والغربة على روحي بعد فراق أمي وكل مالي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف