الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التشكيلي المغربي حمزة المخفي لوحات بألوان الفرح و حب الحياة

التشكيلي المغربي حمزة المخفي لوحات بألوان الفرح و حب الحياة
تاريخ النشر : 2020-04-25
الفنان التشكيلي المغربي حمزة المخفي لوحات بألوان الفرح و حب الحياة

محمد الصفى :

        فنان يمتلك عفوية فطرية وتناغم بين الألوان المختزلة للتعبير عن كل ما يمكن أن يبعث في المتلقي السرور و الفرح و حب الحياة، بصم اسمه في قائمة أبرز الأسماء التشكيلية في الساحة الوطنية و الدولية، فمنذ صغره و هو يغوى الطبيعة و اللهو بين أحضانها، مما أعطاه الدفعة الأولى لممارسة هواية الرسم، مما خول له يكون دائما من الأوائل خلال دراسته سواء الابتدائية بعد فوزه بالجائزة الثانية في مسابقة الرسم عن جهة دكالة - عبدة (سابقا) و هو ابن التاسعة، من خلال أعمال تفيض بالأحاسيس الجياشة، التي تعبر عن الحالات الوجدانية و صراعه الدائم بين أحلامه وارتباطه بالواقع للوصول إلى توافق حميمي بينهما، إنه ابن مدينة آزمور العريقة، الفنان التشكيلي " حمزة المخفي " من مواليد 1992 تابع دراسته بنفس المدينة حيث تفوق فيها كما تفوق في مجال الرسم خاصة بالثانوي الإعدادي بتشجيع من أساتذته الذين ابهروا بموهبته هذه، إلى أن تمكن من الحصول على شهادة الماجيستر في إدارة نظام المعلومات و التواصل،  لكن غواية الفن التشكيلي اجتذبته بقوة لينمي قدراته و يطورها من خلال البحث و التواصل مع فنانين و نقاد تشكيليين، سبر فيها أغوار المدارس الفنية كما تعرف على أبجديات الفن التشكيلي و بعض تقنيات الاشتغال، التي أضاف عليها بعضا مما يمتلكه بحكم تفننه في تدوير النفايات، من بلاستيك وورق و مطاط و .. إلى جانب احترافه للرسم عن طريق الخيوط الحريرية.    

          اعتمد حمزة المخفي في اشتغاله على أسلوبه الذي حاول أن يمزج فيه ما بين السريالي و التجريدي المتداخل مع الانطباعي و التكعيبي أحيانا، وبجولة بين لوحاته يمكنك أن تستشف تلك الصورة التي توحي بالمشهد المتداخل في كل حيثياته و أحيانا بالمشهد المتناثر و الزئبقي عبر مساحة اللوحة،  حيث تألق الشكل و الرمز بشكل متناغم  من خلال المسافات والألوان الزاهية المتفتحة، كمزهرية تنبض حياة و سعادة، تجعل المتلقي قريبا منها، لما يلمسه فيها من مخيال الفنان وإمتاع للحواس. أعمال تحمل بين طياتها مشاعر رهيفة تعكسها الألوان التي يوظفها، ( الأبيض، البنفسجي، الأزرق، الأخضر، ..) ألوان الفرح و السعادة، ألوان تحمل رسالة من أجل العيش في حب و أمان و سلام، بعيدا عن دائرة الكآبة و التشاؤم، خارج الدائرة اللونية و كل ما هو أكاديمي، دون أن يؤثر لون على الآخر بتقنية وإحساس إبداعي متجدد، مجسدا ذلك في أعمال رائعة حملت الرموز التراثية وجماليات الطبيعة وألوانها البهية وروح المرأة في خيال مفتوح للمتذوق، تميز جعل من لوحاته قصائد كونية تلامس كلماتها و حروفها عمق التجربة التي راكمها حمزة المخفي، تجربة إنسانية مليئة بالأمل و العطاء مادام الكيان الإنساني و الحياة بصفة عامة بالنسبة له زاخرة بالحياة المفعمة بالحب والجمال، و بضرورة عشقها لما تحمله من عمق مادي ومعنوي للذات الإنسانية، يقول عنه الفنان التشكيلي عبد الله زخروف " حمزة المخفي فنان لمع اسمه في عالم الفن التشكيلي كشاب من بين العشرات الذين استهواهم هذا الفن، حيث اقتحمه بخطوات ثابتة وواعدة كلها طموح و رغبة في بلوغ الشهرة و العالمية بإصرار و مثابرة، فأعماله التي سبق لي أن تابعتها من خلال المعرض التي نظمها بشكل فردي أو التي شارك فيها آخرين بمدينة الجديدة، كانت عبارة عن تراكيب و أشكال بألوان متناغمة تعبر عن جمل شعرية مرئية، و هذا ما يدفعنا للقول أن حمزة المخفي فنان متمكن من الأدوات التعبيرية التشكيلية مما قاده بكل طواعية لإنجاز أعمال رائعة تنتمي لعالم التأمل و التفكير الايجابي . "    

       و لعل ما يثير انتباه المتتبع للشأن التشكيلي بالمغرب لأعمال حمزة المخفي أنها قد مرت عبر مراحل كما هو الشأن لي فنان تشكيلي خلال مساره الفني، مخلفا خلفه خطوات و مراحل هذه التجربة، حيث أن حمزة اشتغل على مواضيع لها صلة بالطبيعة الحية و الهادئة إلى جانب أعز الحيوانات لديه ( الفرس و الصقر) لينتقل لموضع التراث المغربي المتجلي في المعمار منجذبا بسحر أسوار مدينة آزمور و دروب مدينته العتيقة و كل مكان له صلة بالتراث من زي و حلي و... ليدخل بعدها مرحلة المرأة كذات وروح تحتضن العالم بسموها و نبلها و رقتها و حنانها، فيما المواضيع الأخرى ذات الطابع التجريدي الممزوج بالسريالي فقد جسدت جمالية الحياة بأزهارها المعبرة عن الأمل و الحب و الفرح، كدلالات تكشف عن ذاتية الفنان محاولا إشراك المتلقي الوجه المشرق والجميل من حياتنا التي لا تسحق منها أن نهجرها أن نعاركها،  جاعلا من كل الألوان ألوان فرح وسرور ومحبة، وهكذا وظف الألوان في أعماله لتعكس ما يراه في الغد لنا ولأطفالنا و للإنسانية جمعاء. أعمال لا ترتكز على المادة الواحدة بل تتعدد وفق ما يمكن أن تهبه له أي مادة من أفكار محاولا من خلالها ترجمتها إلى إبداع في صور مادية بحكم أن السطح و الفضاء و المادة تحرك حواس الفنان لتخلق علاقة تشكيلية مشبعة بالمعاني و الدلالات وفق رؤية بصرية تتجاوب فيها ألوان و اللغة البصرية، التي تكشف عن قيمة العمل الفني، فكل مادة محسوسة لها خاصية لدى حمزة المخفي، حيث اشتغل على الورق بكافة أنواعه و القماش و الخشب و الخيط و التربة و ... بتقنيات متعددة منها التلصيق و التكديس و الحفر، موظفا الصباغة الزيتية و الكريليك إضافة لمواد أخرى من وحي الطبيعة.

      وبهذا البعد كان اشتغال الفنان حمزة المخفي، اشتغال لم يكن لقضية مادية أو بناء مجد بالدرجة الأولى بل إشراك المتلقي روح التجلي والفرحة الداخلية التي تسكنه، لتنفيسها عبر الشكل و المؤثرات اللونية على سطح اللوحة، و هذا ما ميز لوحاته و جعلها تحضى بإعجاب عاشقي هذا الفن من خلال المعارض الفردية التي نظمها بدءا من سنة 2010 بكل من الصويرة و البيضاء و الجديدة و مراكش و طنجة و الرباط إلى جانب فرنسا و تونس و مصر، أو مشاركته في عدد من المعارض الجماعية داخل المغرب أو خارجه كالولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا و فرنسا و بريطانيا، كما تمكن من الظفر بعدد من الجوائز القيمة من بينها جائزة مهرجان ألوان دكلة و جائزة JCI بالجديدة و جائزة دورة 2015 لمهرجان الصقر، و جائزة الأخوة الافريقية و جائزة ملتقى الخيوط الحريرية 


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف