من روايتي الجديدة
زغودة (08)
في اللحظة التي كان يحي يهم بالخروج من مرقد العيشاوي في بلكور ، كان المبروك داخل جامعة إكسفورد للتسجيل في السنة الأولى مجستير قانون ، و قد أبلغته إدارة الجامعة على إلزامية تعلم اللغة كشرط للإلتحاق بقاعات الدروس ، حينها خرج من الجامعة و تاه في الشارع المحادي للباب الرئيسي ، همس في نفسه بنوع من التشاؤم مقلدا أمه : كسفورد ، كسفورد ها أنا في كسفورد يا أمي ، إنها مدينة لا تشبه الميلية في شيئ ، حتى وادها يختلف عن وادي الرمال وتضاريسها أقرب إلى بوتياس أو تابريحت قبل أن تغزوها طائفة بني خطاب ، و تملؤها مخازنا للسميد و أغذية الأنعام ، الناس هنا يمشون بثقة مفرطة و يحيون معارفهم بلباقة و احترام ، على غير ما تعودنا عليه نحن من لهفة حيث يختلط الهرج و المرج و الصياح و التنادي على الغير من بعيد ، ثم كيف استطيع تعلم لغة هذه المدينة الموحشة بالرتابة و الإنضباط الغارقة في دمس الضباب ، لماذا حتمت علي أمي المغامرة من أجل زغودة و ثمة مئات الزغودات في الميلية وغيرها ، و حتم علي أبي مواصلة الدراسة كي يتفاخر بي بين أولاد عيدون و أولاد علي و بقية أبناء الميلية المهوسين بحب الافتخار
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
زغودة (08)
في اللحظة التي كان يحي يهم بالخروج من مرقد العيشاوي في بلكور ، كان المبروك داخل جامعة إكسفورد للتسجيل في السنة الأولى مجستير قانون ، و قد أبلغته إدارة الجامعة على إلزامية تعلم اللغة كشرط للإلتحاق بقاعات الدروس ، حينها خرج من الجامعة و تاه في الشارع المحادي للباب الرئيسي ، همس في نفسه بنوع من التشاؤم مقلدا أمه : كسفورد ، كسفورد ها أنا في كسفورد يا أمي ، إنها مدينة لا تشبه الميلية في شيئ ، حتى وادها يختلف عن وادي الرمال وتضاريسها أقرب إلى بوتياس أو تابريحت قبل أن تغزوها طائفة بني خطاب ، و تملؤها مخازنا للسميد و أغذية الأنعام ، الناس هنا يمشون بثقة مفرطة و يحيون معارفهم بلباقة و احترام ، على غير ما تعودنا عليه نحن من لهفة حيث يختلط الهرج و المرج و الصياح و التنادي على الغير من بعيد ، ثم كيف استطيع تعلم لغة هذه المدينة الموحشة بالرتابة و الإنضباط الغارقة في دمس الضباب ، لماذا حتمت علي أمي المغامرة من أجل زغودة و ثمة مئات الزغودات في الميلية وغيرها ، و حتم علي أبي مواصلة الدراسة كي يتفاخر بي بين أولاد عيدون و أولاد علي و بقية أبناء الميلية المهوسين بحب الافتخار
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي