الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صابر حجازي يحاور الأديبة والإعلامية الأردنية سارة السهيل

صابر حجازي يحاور الأديبة والإعلامية الأردنية سارة السهيل
تاريخ النشر : 2020-04-20
 في إطار سلسلة اللقاءات التي يقوم بها الاديب المصرى صابر حجازى بقصد اتاحة الفرصة أمام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضآلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية عبر أنحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا

وفي ما يلي نص الحوار

*‏‎كيف تقدمي نفسك للقارئ من خلال زاوية جديدة لم تذكر عنك عبر الكتابات السابقة التي تناولت سيرة وإبداع الاديبة سارة السهيل ..؟ **


**أتصور أني طائر محلق في سماء الحروف ودروب الكلمات يغرد بالأمل وهو يتألم بألام الناس في الحروب وانين المطالبين بالحرية والكرامة والعيش في أمان وعزة اوطان هذا الطائر وهو يهاجر موطنه لبعض الوقت بحثا عن الدفء ينتظر تفريخ الاجيال الجديدة وافكار الاصلاح الجديدة التي تعمر الاوطان والاكوان بمعاني الاخلاق والتطهير واعادة البناء على ارضية إقتسام الحياة مع الآخرين والتعاون معا من أجل النمو والتطور والازدهار وتحطيم دعوات الهدم، ونبذ العنف واعلاء انشودة التكامل من أجل عودة الغريب الى وطنه وانتشال الغريق من بحار ظلمات النفس والمجتمع، و لملمة شمل الاسرة التي فككتها اعاصير الحياة، والحنو على الارملة واليتيم ومساندته ليعبر نهر الحياة بسلام.


اتصور أني نحلة تشتم رحيق ازاهير افتكار المبدعين من كل زهرة وكل بستان لتضع عسلها مخلوطا بتراث الماضي وافاق الحاضر ورؤية المستقبل وفقا لمعاني انسانية تنشد الحب والخير السلام والعدل والرحمة لكل مخلوق في هذا الكون الرحيب من انسان وحيوان وجماد اهدف بكتاباتي دوما لنشر الفكر النير المتحضر انبذ العنف و العنصرية و العصبية بكل اشكالها أدعو للتطوير دون التخلي عن الجذور الأصيلة ابحث دوما عن نفسي بين المشاعر الانسانية  التي تتعاطف مع الطير و الشجر و الحيوان بعد اهتمامها بقضايا الانسان في كل ارض وكل مكان فالإنسان عندي يستحق الحب و العيش بسلام مهما كانت قوميته او جنسيته او لونه او دينه او طائفته

كتبت للاطفال و عن الأطفال وكتبت للكبار و عن الكبار و كتبت للأوطان و عن الأوطان فأنا لدي ثلاث اوطان العراق و الأردن و مصر حبهم في دمي الى ما لا نهاية

*‏‎تنوع انتاجكم في مجال كتابة قصص الأطفال والكتب العلمية في مرحلة الحضانة بخلاف الكتب الثقافية الأخرى للمراحل العمرية المختلفة- كيف جاء.. وايهم كان له السبق في بداية ابداعكم..؟

** قال الله تعالى في محكم كتابه ” وخلقناكم أطوارا ” ففي هذه الآية الكريمة نجد مراحل تطور الإنسان من نطفة ثم علقة ثم تكون مضغة، ثم تكون عظاما، ثم تكسى العظام لحما يشكل الجنين، كل ذلك يجري في رحم  الام، وعندما يخرج الانسان الى الدنيا يعيش في اطوار ايضا من الطفولة وريعان الشباب الي الكهولة.

وكذلك في مجال الفكر والإبداع يتدرج فيه الكاتب من طور إلى آخر او من مرحلة لأخرى وكل مرحلة يكتسب فيها من الخبرات التي تحقق له الإشباع الفكري والعقلي والوجداني والإبداعي، حتى تتوق نفسه إلى تطوير أدواته فيعرج إلى مناطق جديدة من التجريب وصولا الى الابتكار والتجديد، وهكذا كانت روحي مشبعة بالشعر منذ الطفولة  ففاضت بالتعبير شعرا في محاولات اولى، وبعد قليل وجدتني عاشقة للاطفال ووجدت بداخلي طفولة تناجي كل طفل حولها فجاءت كتاباتي للاطفال معبرة عن هذا التلازم الروحي بالأطفال عبر قصص وكتب تعليمية مختلفة، ولكن سرعان ما تحول اهتمامي بالأطفال الى بحث مشاكلهم والعنف الذي يمارس ضدهم وانتهاك حرمتهم اما بالتهجير عبر الحروب أو بانفصال الابوين او بيتم الاطفال او المتاجرة بهم وغيرها من القضايا الخاصة بالطفولة فتحولت من النص الأدبي إلى النص المقالي لتعبر عن صرخة انسانية لانقاذ الطفولة وحمايتها من القسوة والعنف وامتهان براءتها.

ومع انتفاضة الشعر بداخلها  يأخذني وطني العراق في ديوان ” دمعة على أعتاب بغداد “ ، ويأخذني الوجد الشعري فلسطين الذبيحة على أيدي المحتل فتنطلق الأبيات دعما لشعب صامد أبي مقاوم ببسالة لتحرير وطن غالي ، وترجمت هذه المعاني في قصة “اللؤلؤ والأرض”؛ التي عبّرت فيها عن القضية الفلسطينية وأطفالها.

وبين الكتابة للطفل والمرأة والشعر، يموج المجتمع الإنساني بقضايا ساخنة عيش اشتعالها مثل قضايا البيئة وضرورة التعاون الدولي للحفاظ عليها، وبين فكر التطرف والغلو والإرهاب، والمذهبية والطائفية، وكل مواجع انسانية لابد للكاتب أن يعبر عنه ويطلق صرخات التحذير من خطورتها حماية للمجتمع الإنساني والحفاظ على أمنه وسلامه وهكذا تتنوع اطوار الكاتب حسب كل مرحلة بحسب تطور تجربته ونضجها وتنوع اهتماماتها التي تتسع بمرور الوقت لتشمل الكون.

ولأن الأم هي الحاضنة للاطفال فكان لزاما بحث مشاكلها والعنف الاجتماعي والفكري الممارس بحقها، وهو ما يؤثر سلبا في طريقة تعاطيها وتعاملها مع صغارها، وهو ما استلزم كتابة العشرات من المقالات و الأبحاث في هذا السياق لحماية المرأة والدفاع عن حقوقها المشروعة في الامان الاسري والاجتماعي الذي كفلته الاديان السماوية الثلاث والاتفاقيات الدولية في هذا الصدد. كما كتبت عن معاناة النازحين من خلال قصص قصيرة جدا كالومضات بعنوان تصريح دخول صدر من دار المعارف المصرية

*‏‎للطفوله وريعان الصبا تأثير في تدرج النمو الفكرى للانسان.. كيف كانت طفولتكم ومرحلة الشباب الاولى.. وكيف كانت الاجواء العائلية..؟

** لاشك ان للحاضنة التي  ترعرت فيها كان لها أكبر الاثر في تشكيلي، فقد نشأت في اسرة تهتم بالفكر والثقافة والسياسة ايضا، فكان أبي يشجعني على قراءة القصص والرّواياتِ التي تحثُّ على حبّ الوطن والانتماء له، وبعض الأعمال الأدبية لكِبار الكُتَّابِ في الوطنِ العربي والعالَم، بينما كانت أمي تصطحبني للمكتبة لقراءة الكتب المتنوعة، بجانب دراستي الاولى بمدرسة الراهبات  وتعلمي فيه قيم النظام والتسامح، كل هذه المعاني شكلت فضائي الانساني، فبدأت كتاباتي الاولي علي مقاعد الدراسة  مثل  ديوان “صهيل كحيلة ” باللهجه العاميه  وديوان” نجمة سهيل”  وديوان “دمعة على أعتاب بغداد”.


ولأنني عشت طفولة يتيمة بوفاة ابي الشهيد، فأجدني أحيا بروح طفولة دائمة بداخلي تدفعني للاهتمام بالأطفال في كل مناسبة، واعتقد ان بداخلي نزوع فطري للكتابة للأطفال سواء من خلال كتابة القصص لهم او المؤلفات التعليمية او التعبير عن قضاياها عبر المقالات  النقدية التي تستهدف بها حماية الطفولة من اي عنف أو انتهاك.

وكانت قصة “سلمى والفئران الأربعة “ من اول تجاربي وتحولت لعمل مسرحي ، وقصة” نعمان والأرض الطيبة “ و طبعت بطريقة برايل للمكفوفين، و“ليلة الميلاد “ وكتب المقدمة لها البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، و” قمة الجبل “، و” قصة حب صينية أو سور الصين الحزين “ باللغتين العربية والصينية، ” واللؤلؤ والأرض “مهداة للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وتم ترجمتها للغة الفرنسية و قصة أميرة البحيرة التي تؤكد على دور المرأة و قدرتها للقيادة و قصة ندى و طائر العقاقير وغيرها الكثير من القصص عشت في بيئة وسطية صالحة نظيفة والدتي عملت على تكريس كل القيم الاخلاقية النبيلة بداخلي كما ان تضحيات والدي و نضاله علمني حب الناس و العطاء لانه كان يبذل نفسه وماله وروحه من اجل الاخرين ولم يرضى ان يقبض اَي ثمن ،في فترة مراهقتي عارض بعض من اهلي عملي و ظهوري ربما خوفا علي لكن أمي شجعتني ومن هنا تعرفت على معاناة المراة الكاتبة التي كونها امرأة محظور عليها الكثير و يقص من جناحاتها كل من مر بجانبها ،في البداية لم يشجعني احد غير امي و بعض رفاقي في مصر ،ولكنني تحديت الجميع تخيل حتى ان البعض كان يتدخل بآرائي و توجهاتي وكأن الكاتب ناطق باسم العائلة و العشيرة وليس مفكر وأديب و باحث يعبر عن نفسه و عن المجتمع ولكن رغم كل هذا ارى بأعينهم الفخر و الاعتزاز بي لما وصلت اليه دون دعم من اَي شخص او اَي جهة


*‏‎في البدايات نتاثر ببعض الشخصيات التاريخية أو الأدبية – فمن هي الشخصية التي تركت فيكم اثر.. ولمن كانت قراءتكم الاولية.. ومن.. من الكتاب كان له صدى في تكوين شخصيتكم الأدبية..؟


** الحقيقة ان الشعر كان اقرب الفنون الي قلبي لذلك كانت ابداعات المتنبي  ابو فراس الحمداني وعنترة وغيرهم من  الشعراء القدماء  متماسين مع نزعتي الشعرية التي تواصلت مع مبدعي شعراء العصر الحديث خاصة  أمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي التي تبكيني قصائده كما تأخذني اشعار السياب ونازك الملائكة  والجواهري وحافظ إبراهيم ونزار قباني .


كما تاخذني كتابات قصص نجيب محفوظ بواقعيتها الاجتماعية، ويوسف ادريس في تحليلها لاغوار النفس الانسانية وكذلك رضوي عاشور في مجال الكتابة التاريخية وغيرهم.و الكاتب العراقي الذي أراه طبيب نفسي الدكتور علي الوردي و اعشق كتابات جبران خليل جبران الشديدة العمق بالروحانية و احب كتابات أمين المعلوف التي تسرد التاريخ برومانسية

*‏‎لماذا اتخذتم مجال الكتابة الادبية طريق للتعبير عن رؤاكم وما يجول في داخلكم من افكار واراء..؟

** نشأت في أسرة تشتغل بالسياسة فقد كان أبي الشيخ  طالب السهيل رحمه الله  زعيما معارضا سياسا ومناضلا وثوريا من اجل العراق، وورثت بعض أسرتي العمل السياسي في خدمة الوطن، ولكني بالمقابل ورثت عن ابي عشق الفنون والاداب، حيث كان بيتنا يتحول الى صالون ثقافي اسبوعي يفد اليه المبدعين والمفكرين كما يفد إليه السياسيين بشكل يومي .

وجدتني في الطفولة المبكرة اكثر ميلا للشعر وفن الرسم، وأظن أن ذلك يرجع الى ملكة خاصة واستعداد فطري للكتابة الأدبية كلغة للتعبير، فكل واحد منا يولد موهوبا في مجال معين، فهناك موهوبا في الرياضيات وآخر العلوم وثالث في العمارة ورابع التأليف الموسيقي وهكذا وعندما تنمي هذه الموهبة الفطرية وتصقل بالدراسة والتدريب تشكل خط الإنسان في الحياة وترسم اتجاه المستقبلي.

هكذا كان التعبير بالأدب موهبة ساهمت البيئة الثقافية في البيت والمدرسة على اظهارها والقراءة والتواصل الثقافي على انضاجها، وعلى ذلك وجدتني كاتبة اديبة  لا احترف العمل السياسي كباقي بعض افراد أسرتي، لكن اهتم بالقضايا السياسية من منظور نقدي اجتماعي وطني عبر العديد من المقالات وهذا شيء طبيعي لان الكاتب لا ينفصل عن قضايا مجتمعه مهما كانت اداة التعبير التي يستخدمها.

*لقد أثريتم المكتبة الأدبية العربية بنتاجكم الأدبي المطبوع – حدثينا عن هذه الإصدارات ..؟

** رحلة الكتابة انطلقت من الشعر في بواكير التجربة الادبية، حيث أصدرت  ثلاثة دواوين شعرية وهي: – ديوان صهيل كحيلة كتبته وأنا طالبة بالمدرسة، وديوان نجمة سهيل ، وديوان دمعة على أعتاب بغداد .

وعندما اقتحمت عالم الاطفال بدأت  بقصة (سلمى والفئران الأربعة) التي قدمها الفنان القدير الراحل عبدالمنعم مدبولى وترجمتة إلى اللغة الإنجليزية والكردية، وتوالت بعدها مجموعة قصص للأطفال منها، قصة ( قمة الجبل )، و(نعمان والأرض الطيبة ) وتم عملها أيضاً على طريقة برايل وأهديتها إلى الأطفال المكفوفين، و قصة حب صينية (السور الحزين) التي قدمت باللغتين العربية والصينية.

وكذلك قصص (اللؤلؤ والأرض) التي تتحدث عن التراث الفلسطيني مهداة إلى المقاومة الفلسطينية وترجمت الي اللغة الفرنسية، وقصة (أميرة البحيرة) التي يتم تحويلها إلى فيلم كرتوني، وقصة (ليلة الميلاد) التي قدم لها البابا شنودة الثالث بطريارك الكرازة المرقسية بالإسكندرية. بجانب كتاب تعليمي للطفل بمراحله التعليمية المبكرة FROM 0 TO 10 و اميرة البحيرة و ندى و طائر العقاقير و كتاب تصريح دخول و المناهج التعليمية للاطفال المراحل الثلاث الاولى والعديد من القصص و الكتب التعليمية التي طبعت او تحت الطبع

*المشهد الأدبى الحالى فى الوطن العربى .. كيف هى الحركة الثقافية والأدبية فى رايك ..؟

** يموج المشهد الأدبي والثقافي بالتقلبات السريعة ارتباطا بالتقلبات السياسية والثورية التي تجري في بلادنا، حيث يواصل لكتاباتهم كل حسب موقفه ورؤيته الجمالية والفكرية ما بين المحافظة على الكتابة المتأنية التي لا ترتبط بحدث سياسي او ثوري، وبين الكتابة بمداد المتغيرات السياسية السريعة المتلاحقة التي ترجمتها ثورات ما يسمى الربيع العربي واستمرار تبعاتها بالجزائر والسودان والعراق ولبنان حاليا، ينتج ما يعرف بأدباء الثورة الذين يأتي نتاجهم الادبي سريعا مثل وجبات التيك أوي يهضم بسرعة ولايبقي منه شيئا في الذاكرة الأدبية الا القليل.

وفي مثل هذا المشهد السياسي والثوري ايضا تبرز كتابات في فضاء الرواية مثل اعمال ابراهيم عبد المجيد ” قطط العام الفائت ” و“جبل الزمرد “ لمنصورة عز الدين و“بياض ساخن”  لسهير المصادفة في مصر، ولكن يبقى الشعر كاشفا ومترجما عن حالة الاحتقان السياسي والثوري في سوريا من الوطنيين السوريين او المتآمرين .

وأفرزت الصراعات السياسية والثورية  ظاهرة أدب “الديستوبيا”، وهو الأدب المضاد لـ”اليوتوبيا ” – المدينة الفاضلة – والذي جاء  كرد فعل للواقع العربي المرير، حيث تقوم الروايات  فيه بتعرية الواقع دون تجميل او رؤية مستقبلية، وهي ما تجلي في كتابات بعض المصريين، واليمنين والعراقيين  كما في أعمال الروائي العراقي علي بدر.

*ما هي الانعكاسات  التى حدثت بعد الأحداث الأخيرة التى مر بها الوطن العربى على المسرح الأدبى فى العالم العربى، وهل فى رأيكم حدثت تغيرات فى أساليب الكتابة تحت هذا الزخم..؟

** فرضت تكتولوجيا الاتصال والمعلومات واقع التواصل الاجتماعي نفسها على المشهد الأدبي، حيث استطاع فيس بوك ان يكون وسيطا أدبيا جماليا يعبر معطيات عصر ما بعد الحداثة، ويتلقف جمهوره العريض الإبداع الشعري والقصصي بشغف كبير وهو ماحقق حضورا كبيرا للشعر على مستوى المتلقي والانتشار بعد ان كان حبيس جدران الندوات والمقاهي الثقافية.


وقد انعكس ذلك على شكل القصيدة التي جاءت قصيرة مكثفة وموحية عبر نص تفاعلي مباشر مع جمهوره، مما زاد من مساحة انتشار الشعر، واتاح الفرصة للأصوات الشعرية الجديدة ما  في استطاعتها تقديم نفسها للجمهور عبر النص المطبوع ورقيا لارتفاع تكاليف الطباعة، لكنه في المقابل جعل هناك غثاء من الكتابات التي لا معنى لها وهي كتابات حطمت قدسية اللغة العربية وفن الإبداع الحقيقي . وللأسف فان الغث من هذه الكتابات باتت تزاحم الكتابات الثمينة في  مبارزة غير متكافئة تضيع الوقت والجهد.

*كيف حدث ان تم ترجمة بعض ابدعاتكم الى اللغات المختلفة .. وماأثر ذلك عليكم ؟

** الترجمة هي جسر اصيل من جسور التواصل المعرفي الحضاري والإنساني، وبفضل هذه الترجمة انتشرت العلوم والمعارف وتزودت الحضارات الإنسانية وتكاملت أدوراها في  إعمار الكون. فحركة الترجمة الأوربية لعلوم وفكر وإبداع الحضارة العربية والإسلامية كانت الأساس التي قامت عليها جهود خروج أوروبا من ظلمات العصور الوسطي.


وبالطبع فان سعادتي لا توصف بترجمة بعض اعمالي للغات الاوربية والصينية والكوردية، وان ينجح الكاتب في توصل أفكاره اوبداعه الى شعوب وثقافات اخرى يعد خطوة مهمة تعزز ثقة الكاتب في نفسه وقدراته وتمنحه مزيدا من العمل والجهد والمثابرة على انجاز اعمال تستحق القراءة والترجمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*‏‎ما احب النصوص واقربها تعبيرا عن شخصية الاديبة – سارة السهيل – وما هي السطور التي بعد كتابتها اطلقتي عبارة – هذة انا فعلا -..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** هذا النص قصير جدا لكنه مفعم بكل المعارف والعلوم وهو عبارة عن  حكمة صينية تقول ” من يعرف أكثر يغفر أكثر ” فهذه الحكمة كثيرا ما تأملتها بعقلي وقلبي معا، وكم هي تختزل خبرات سنوات طويلة من المعرفة الانسانية، حتى وصلت لادراكها وتحققت في داخلي، فكل انسان منا يعرف انه كلما زادت معرفته بالعلوم والحضارات والثقافات والذات البشرية، وكلما راقب محطات حياته بما فيها من نجاحات ادرك  جهله وأنه لا يزال امامه الكثير ليغترف من بحور المعرفة والخبرة، بل ان كل محطة يخفق فيها الإنسان يجد نفسه يلتمس الأعذار لغيره فيما وقع فيه من اخطاء ويغفر له زلاته.

فالعلم واكتساب الخبرة قرين بالصبر وصولا للحكمة، ولعل قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر اكبر دليل على ذلك لان سيدنا موسى اعترض على قتل الصبي وخرق السفينة وبناء الجدار لليتامي دون ان يصبر على معرفة الحكمة الالهية مما نراه في الظاهر شر وهو في باطنه يحمل الخير والرحمة، فنسي سيدنا موسى انه قتل نفسا عندما اعترض على قتل صبيا كان ان ظل حيا سبيطش بوالديه الكبار، ولم يدرك ان خرق السفينة كان حماية لها من ان يستولي عليها القراصنة، وبناء الجدار كان ضرورة للحفاظ علي خبيئة الذهب المدفونة لصالح الابناء اليتامي حتي يكبروا ويستفيدوا منها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏‎*فهمت من خلال بعض المنشور عنكم عبر الشبكة العنكبوتية شغف لديكم بالسفر والسياحة والانتقالات- اى البلدان( بعد بلدكم) كان لها تاثير في النفس وانطباعات شجية في ذاكرتكم..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** كل منا يرث من والديه وعائلته مورثات اخلاقية ودينية، كما نورث من بيئاتنا القيم الجمالية والثقافية، وبحكم انتمائي بالعصب للعراق، والمولد والنشأة للأردن، وهما موطنان للحضارات التاريخية العريقة، فاني تشربت منهم حب الحضارات القديمة وما بقي من أثارهما رغم حبي للحياة المعاصرة وما فيها من جمال وإبداع إنساني وفق لزماننا.


وعلى ذلك فان روحي كانسانة وكاتبة تعشق السفر والترحال بحثا عن حضارات وافكار وابداعات الماضي وتواصلها عبر الاجيال من خلال فنون العمارة والموسيقي والشعر والملابس والمأكولات وغيرها.

حيث اشعر في هذا الترحال تواصلا فكريا وعقليا يغذي ذاتي الانسانية بالكثير من المعاني والمعارف، فبعد تشرب جماليات الحضارات الاشورية والبابلية والبغدادية بالعراق، وحضارة الانباط ومدينة البتراء  بالاردن تواصل عشقي ثقافات وحضارات الهند بلد العجائب بتراثها الخالد وعاداتها شعبها المتباين، وكذلك التراث الحضاري الذي يجمع بين معطيات ثقافة الشرق والغرب معا في تركيا كذلك بريطانيا التي درست بها لعدة سنوات والصين التي كتبت بها قصة حب صينية وإيطاليا و تراثها الفني و المعماري  العريق مصر بلد الاهرامات و تاريخ عريق يثري الفكر و يجعلنا نحدث أنفسنا ماذا أبقى المصريين للعالم فمصر سبقت الجميع من الاف السنين و يحزنني أيضا ان حضارة العراق العظيمة والتي هي مهد الحضارات لم يسلط عليها الضوء ويعرفها فقط الباحث إنما انا تطمح ان يعرف العالم كله تاريخ العراقيون وحضاراتهم وان تنسى ارضنا الحروب و تلتفت للأعمار كما كان أجدادنا الأولين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*‏‎حدثينا عن المؤلفات التي لم تصدر- بعد- لكم في شكل كتب ومطبوعات..؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 **تحت الطبع اكثر مما طبع .وذلك لأسباب انني ركزت في الفترة الماضية لإتمام كتاباتي حتى لا أضيع جهدي في فرحة طبع كتاب كتاب و تضيع مني أفكاري فجلست الثلاث سنوات الأخيرة على الكتابة و اختفيت بعض الشيء من المشاركات حتى انتهي من كتاباتي التي أتمنى ان ترى النور قريبا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*اترك لكم المجال للحديث عما تريدين.. والخروج من حالة توجيه الأسئلة مني في هذا الحوار..؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرا جزيلا على هذا الحوار الممتع الذي تناول مواضيع مختلفة و متنوعة و جوانب هامة في محطات حياتي الأدبية والشخصية اشكر  الاستاذ الاديب المصرى صابر حجازى على هذا الحوار الممتع الذي أتاح لي التعبير عن نفسي للجمهور محبتي و اصدق امنياتي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف