الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشاعر ميلود خيزار لاجئ في أرض الكتابة

الشاعر ميلود خيزار لاجئ في أرض الكتابة
تاريخ النشر : 2020-04-19
حاوره بعلي جمال 
ميلود خيزار شا عر تروبادور يتعانق والمدن المقدسة. كنخلة خرافية ... صعب المراس فيه طيبة مستفزة إبن الصحراء المتجدر في الأصالة .مثقف ،متمرد على الإستهلاكيات الوقحة ...قال عنه السعيد بوطاجين : إنه يقف على الأرض مثل نبتة ،تعرف وضعها وقدرها .
وقال هو عن نفسه : ساقفز مباشرة الى ما يسميه صديقي بالكتابات. فلا شيء يهم القارىء من سيرتي الذاتية. عدا اني افضل ترك هذه الفترة "للنجوم" و هواة "سير النجوم". علاقتي بالكتابة اول الامر كانت بتشجيع كثير من الذين قذفت بهم الصدف الجميلة في حياتي، بعضهم لم يكن كاتبا و لكنه كان يعيش الكتابة بروحه و حضوره و جمال كينونته. انا مدين للحبّ بالكثير. مررت ككاتب بمحطات كثيرة ن اولها كمقلد للشابي. لم اثق يوما بمقولة "الموهبة". ما مزقته هو اكثر مما نشرت مئات المرات.ككل كاتب، وجدت نفسي مضطرا للانخراط في جماعة (كانت تسمى اتحاد الكتاب) و لكن سرعان ما تبين لي ان "القطيع" ليس مصيري. لا ككاتب و لا كانسان. فاستقلت من المجلس الوطني لاتحاد الكتاب و من رئاسة مكتبه المحلي (بسكرة). مباشرة بعد "تعيين" رئيس لاتحاد الكتاب اثر ما صار يدعى بمؤتمر سطيف.و منذ تلك اللحظة لم انم تحت سقف اي جمعية ثقافية.و منذ تلك اللحظة بدات علاقتي "بالمنخرطين" يشوبها الكثير من الحذر و الريبة.انا الان مجرد "لاجىء" في ارض الكتابة.
جمال: كسؤال إفتتاحي: عن المدينة و تفاصيلها في نصوصك ؟ عن بداية ميلاد الشاعر ؟
الشاعر ميلود خيزار : المدينة كفضاء يحضن التعدّد و يحمل سمات الانوثة (كما تحمل الارحام اشكل الانسان) هي ما يغريني.، للاسف المدن التي عرفتها متخمة بالذكورة. لا ادري ما السر في ذكر "المدينة" و "القرية" و "البدو" في القران الكريم. اعتقد ان "التعدّد و ربما "الخير" جزء من هذا الاختلاف بمنظور قراني. الميدنة هي الانسان. و ربما غياب "الانسان" في المشروع الوطني هو الذي جعل "الميدنة" تختفي بهذا الشكل الموحش لفائدة البداوة و القروية. المدينة تختلف في كل شيء عن الفضاءات الاجتماعية الاخرى. زمنها غير زمن القرية. المدينة و القرية هي كالفرق بين لغة "عالمة" و اخرى "شفوية"
جمال: لكن بعض الامكنة سيرة ذاتية في حد ذاتها ؟
الشاعر ميلود خيزار: المدن و رغم ما بفترض ان تقدمه من فرص (اختلاف، تعدد، صراعات، معرفة...) الّا انها ، هندسيا، تقدم صورة عن "السلطة"، اضخم بنايات المدينة هي تحديدا تلك التي تقدم صورة عن الهيمنة : المسجد، المحكمة، المقرات الحكومية، السجون...قصور الثقافة و المسارح.السلطة في القرية هي اخلاقية، معنوية، و مرتبطة اكثر بقيم الانسان و الارض.اعتقد صوتي امتدادا للساقيةـ كلامي محاولة لتقليد العشب و روحي شبيهة بعباءة الريح التي تلبسها البراري.
جمال: بعض الكتاب يعتبر دفقة الكتابة تحديا وجوديا ... كيف يصنف الشاعر ميلود خيزار حالات التلاقي و تمرد الميلاد في مخاض نص متشظي ؟
الشاعر ميلود خيزار: كلامك بحاجة الى تفكيك.فهو اولا في صيغة "جواب".ان ارقى تمثل رمزي للوجود بمنظور انساني خالص هو الرقم و الحرف و اللون و النوتة. و اعني بذلك ابجديات الفنون. اللغة هي ارقى ما يمكن ان يتمثل الوجود. هذه المنطقة التي تلتقي في عتمتها الموجودات و اسماؤها.لذلك، فان الشعر هو اقرب ممكنات الوجود. لم يكن فرويد مخطئا حين اعاد فضل اكتشاف اللاشعور الى الشعراء....لكني الى حد الساعة لم ارى اصواتا تموت عند النبع و لأجل النبع.
جمال: على ذكر المتن الشعري ..أكيد للشاعر ميلود خيزار مرتكز تراكمي من القراءات المتنوعة ؟
الشاعر ميلود خيزار: انا بطبيعة تكويني مزدوج اللسان (العربية ام و الفرنسية عشيقة).منحتني هذه الوضعية فرصة الاطلاع على المتن الشعر الفرنسي (الكلاسيكي و الحديث).تياراته و منابعه و علاماته...حتى اني "تجرات" و ترجمت بعض اصواته.بالنسبة لثقافتي العربية فهي "ميراث"،ميراث متعدد المشارب والأصوات .
جمال: من ترى انه ترك فيك اثر صادما ..من الشعراء الفرنسيين ؟ او الأقرب إليك ؟
الشاعر ميلود خيزار : كنت دائما اقول ان شعراء العالم و باختلاف السنتهم و رؤاهم انما يكتوب قصيدة "كونية" واحدة.كثيرون: بودلير، رامبو، فاليري، بيرس، و اراغون...هؤلاء عشت نصوصهم و هي تتوهج بالروح الانسانية كالمزامير.
جمال: و عن الشعراء العرب ..عن تجربة التلاقي ومتن الشعر العربي ؟
الشاعر ميلود خيزار : قراءاتي متعددة و متنوعة و لا يمثل الشعر الا جزءا يسيرا منها (اكثر قراءاتي للشعر هي من باب الفضول )والإطلاع .حديثااحترم محمود درويش و السياب...و بشكل اقل خليل حاوي.لكن الادب ليس الشعر فحسب، هو ايضا تلك النصوص العظيمة لجبران و هو ايضا قصيدة النثر.
جمال: التجربة العربية ايضا اسست لكينونة شعرية عالمية ...ربما اصيبت ببعض مكر العولمة الذي ورطها في فخ القراءات الإنتقائية لمجمل الإرث العربي ..
الشاعر ميلود خيزار: ما يحدث للشعرية العربية هو تماما ما يحدث لشعرية الشرق الاقصى و امريكا اللاتينية و افريقيا. هذا "التغييب" هو بفعل فاعل. هذا الفاعل يمكن تسيمته بالعولمة و يمكن تسميته بالهمينة الامبريالية او بالمركزية الغربية و لكن النتيجة واحدة: بقاء هذه الشعريات في الظل بعيدا عن "المشاركة الانسانية". و كان "الشوق الانساني" لم يعد "واحدا" و لا "مشتركا". ان مفهوم "الانسانية" صار شديد البياض و شديد الذكورة. و ينتهي عن حدود "اثينا" . و هذا مؤسف حقا.
جمال: يعني هل هذا إيذانا بموت الثقافات المحلية ؟
الشاعر ميلود خيزار : هناك عوامل اخرى ليست اثل اهمية: كحجم الابداع و كثافة الترجمة و المنظومات الجمالية و الفكرية. اضافة الى "الاعلام الثقافي".لست من المبشرين بالموت و لكن احترم نواميس الطبيعة. الثقافة ليست نشاطا معزولا عن شروط كثيرة. ربما هي متوفرة بشكل اقل لدى "الثقافات المحلية".
جمال: إلى اي حد يمكن ان يثبت الأدب العربي بمختلف تنوعاته اليوم ؟
الشاعر ميلود خيزار : انا اربط تطور اللسان بتطور الانسان. بغض النظر عن "طبيعة هذا اللسان". مناهج و طرق تدريس اللغات صارت في متناول من "يريد" و لكن صديقي يعلم جيدا ان "اي منظومة تربوية" هي مرتبطة اساسا بتطور منظومات اخرى و على راسها المنظومة السياسية.
جمال: كثيرا ما تحدثت عن عثمان لوصيف ؟
الشاعر ميلود خيزار : الحديث عن المرحوم عثمان لوصيف هو كالحديث عن "ضرورة" ادانة "نظام كامل" و بكل قوة. النظام الذي يقتل الانسان "حيا" و يستعيده "جثة", نظام شبيه بالهوام التي تقتات على "الموت". الموت هو كا يستطيع هذا النظام انتاجه و الترويج له. انه نظام "يغتال الحرية" و بالتالي يغتال "الحياة". رايت بامّ عيني "بعض الكلاب الضالة" تحاول نهش لحم المرحوم حتى قبل ان يدفن. لكن "عثمان" كصوت" و "كروح" انتصر اخيرسيظل خارج "رغباتهم المنحظة" و سينتصر بارادة الحرية و الحياة و المحبة التي كانت تسكنه. لو كان عثمان لوصيف في منظومة مغايرة (امريكية او انجليزية)، ربما كنا سنرى وضعا مغايرا. انا من انصار ""نظرية المؤامرة". و اقولها بصراحة: هناك فعلا مؤامرة على اللغة العربية في المغرب العربي (و في الجزائر بالخصوص). و عثمان لوصيف من ضحايا هذه المؤامرة. لما "يمثله" كتجربة مغايرة بالنسبة للشعرية العربية.
جمال: حقيقة الحديث إليك حقا مغامرة ذكرتني بكتيب مرزاق بقطاش "الكتابة قفزة في الظلام "
الشاعر ميلود خيزار : اعرف الكثير من الكتاب الذين يتصورون الكتابة "غنيمة كذب". و هم يمارسون ذلك بادعاء كبير الى درجة الوقاحة. هم اقرب الى "النجوم" منهم الى "الكتاب". صرت اعرف تلك الكتابة التي تمارس الدعارة الفكرية بملابس "حميمية". صرت اعرف "الكتابة المثيرة للغبار" و "الضجيج". كتابة بائسة و تعيسة و لكنها هي كل ما يستحقه "واقع تعيس و مبتذل و يعيش كذبة وجودية عملاقة". صرت اعرف تلك الكتابات الكسيحة التي تقتات على "استيراد الاسئلة" لمعانا في "احتقار الانسان" لديها.صرت اعرف تلك الكتابات التي تعيش على مقولات "الجسد المعطوب" مفرغة تماما من اي سؤال فلسفي او وجودي.
جمال: للبدأ آخر ممتد في تجربة عطاء متجددة ،بماذا يحلم الشاعر ميلود خيزار ؟
الشاعر ميلود خيزار : احلامي كثيرة و هي بحجم اشكال الحرمان التي يعيشها الكائن الجزائري المرغم على العيش في ظل نظام مهنته "هدر الفرص التاريخية" على الجزائريين.
له : دفقة من الكتابات المتنوعة بين الشعر و المقال النقدي و الترجمة لعيون الإبداع ..
شعر "اني اري " عن دار النهضة العربية
شعر "ازرق حد البياض" عن دار العين للنشر
شعر"نبي الرمل " عن إتحاد الكتاب الجزائري
شعر"شرق الجسد " عن منشورات الإختلاف
شعر"قداس زهرة الملح "عن دار ميم
.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف