الغربةُ في بدايتها ظلامٌ دامسٌ ، عيونٌ ذابلةٌ في الدموعِ كلَّ الوقت ، وقلبٌ مأساوي كَمن فقد حذائهُ بين أكوامٍ من الشوكِ وأخذَ يُعاني ليصلِ إليه ، لا المللُ هُنا ملل ، ولا الحزنُ حُزن ، تبتسم بمكالمةٍ من والدتك في التاسعة صباحًا ، وتعودُ باكيًا بعد إنتهائِها ، تُحاول لِتصل ، قلبٌ يشتاقُ كلَّ يوم ، في حنينٍ دائم ، كَمن يُسجنُ ويخرجُ بعد عام من سِجنهِ ، قدْ بالغتُ في الوصفِ قليلًا لكنّ الغربةُ تصفُ نفسُها ، غاءٌ غرابٌ أضاع طريقهُ في بلادٍ غيرَ بلادهُ ، راءٌ كراءِ فيروز عندما قالت راجعٌ ، باءٌ كَبيتٍ خالٍ من أمي ، وتاء ٌ أبعدُ عن الوصفِ كَتاءِ تباعدُ المرء عمّن يُحب ، ولكنّني لا أخفِ عليكِ إنّها جميلةٌ كجمالِ أمٍ تنتظرُ مولودها بعدَ الشهرِ التاسع