الأخبار
الاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عاملنا والمقلوبة بقلم:وليد الهودلي

تاريخ النشر : 2020-04-12
قصة نجاح كورونية فلسطينية.. عاملنا والمقلوبة.

) قصة حقيقية)

بعد غياب ثلاثة أسابيع متتالة في عمله المتواصل في الداخل المحتلّ، وبعد أن أكل الطعام الناشف معدته واشتاق كثيرا للّمة العائلة والتحلّق حول المقلوبة في ربيع بلدته الجميلة، كان لا بدّ من العودة وعناق الاحبّة، دخل الاعداء عيدهم ودخلوا في سبات ذاك العيد فحمل عاملنا نفسه وراح يسابق الريح الى سباته الجميل حيث أحضان عائلته الدافئ وتناول حبات اللوز المخملية من فناء بيته الهادئ، وتأخذه مشاعره سريعا الى استرخاء ممتع في إجازة عليلة بعد كل هذا العناء والضنك، إجازة جميلة بانتظاره خاصة وأن الجيب مليان ولا ينقصه سوى فرحة الأبناء وسعادة الزوجة الذين هم أيضا في أشد درجات الاشتياق.

كان يسابق الريح، يحاول اللّحاق بشوقه الذي يسبق جسده عدة أميال، شعر بحالة غير طبيعية تنتابه في هذا الطريق السريع الفاصل بين الورشة والفرشة، قشعريرة في جسمه، جبينه يتعرّق، وحرارة ترتفع، هل هو ضغط الشوق والحنين أم هو ذاك الكورونا اللعين؟ قال في نفسه: يا رجل توكّل على الله وهل أنت تصدّق كل ما يشاع عن هذا الذي يقال عنه فيروس كورونا، قد تكون عوارض فلونزا طبيعية، قد تكون حمّى عابرة، أنا لم أحتكّ الا مع الخشب والمسامير والطوبار، ولكنّك يا سعيد الحال كنت تذهب الى البقالة وتشتري وتصادف هناك من لا تعرف من البشر، وكنت تسير على الشارع وتلامس الأوراق النقدية وكنت وكنت .. ما يدريك يا سعيد الحال أنك قد حملت هذا الخطر؟ وهل من التوكّل أن  تورّط اهلك وبنيك في هذا الخطر. إذا أردت ان تكون متوكّلا فخذ بالأسباب وإياك أن لا تفكّر الا في نفسك، فكّر بأهلك وبلدك ولا تجعل من جسدك ثغرة ينفذ منه هذا العدوّ الخبيث.

كان يقترب من بلدته ودرجة حرارته تزداد ارتفاعا، شوقه يزداد لهيبا وجبينه يزداد نارا ، على مشارف قريته نظر اليها وادعة هادئة مطمئنة، أأكون سببا في قلب هذا الامن والسكينة لهذه البلدة الطيبة، ليس من التوكّل إلا أن أطمئن على وضعي حامل للفيروس أم نقيّا الا بالفحص المخبري، هل من التوكّل التهاون في الامر، لا بدّ من الفحص قبل كلّ شيء لرؤية هذه الحمّى، انها المسئولية الوطنية والعائلية والاجتماعية والأخلاقية.

طلب من السائق التوقّف، نزل من السيارة على الشارع الرئيسي وعلى ما يقارب الثلاثة كيلو مترات عن بلدته، طلب الإسعاف وقال لهم أني عائد من الداخل المحتلّ ولديّ حمّى وأخشى أن أكون مصابا، حدّد موقعه، جاءته سيّارة الطبّ الوقائي، خضع للفحص فكان مصابا وحاملا لهذا الفيروس.

نجى ونجت بلدته من هذه الكارثة.

وكان في خضمّ الحمّى التي تتناوبه يستمع لأفراد الطاقم الطبي يتناجون: هذا مثال للوعي والمسئولية من عمالنا الاشاوس، هذا قصّة نجاح، ليت الذين نقلوا المرض الى أهلهم وأحبتهم تصرّفوا كما تصرّف هذا الرجل.

وكان في هلوسته يقول: راحت عليّ المقلوبة، لو وصلتها لصارت عائلتي وبلدتي كلّها مقلوبة.     
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف