القمر في كبد السماء
دقت الساعة التي طالما اعتدتها ، الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل، أصبحت عادتي التفكير عمّا يدور داخل جوانحي بالوقت الذي يكون القمر في كبد السماء و ضوء انعكاس الشمس في قلبي و كبدي، استلقيت على سريري و آخذت شكل قوقعتي المعتاد ، أسدلتُ جفوني و غرقت في هجود تام، بدأت أسمع ضجيج بداخلي كان هذا الضجيج مألوف كثيرا لكن هذا المشهد مختلف ؛ لأنه مزج بين اللون الأبيض و الأسود.
هذا الضجيج كان ضجيج أصوات اشخاصا بداخلي .
الجنود؟ الاسلحة ؟ الرصاصات؟ الاستعدادات المجهزة و المخططة بحذافيرها ؟
قائدهم يقول لهم :خذوا اماكنكم بإحتراس شديد ككل ليلة ، الخطأ بهذه الليلة غير مغفور لانها هذه الليلة هي الحاسمة؛ ليأمر كل جندي بتوجه سلاحه أمامها!
الجنود على أهبة الاستعداد لإطلاق النار، ينتظرون فقط إشارة من قائدهم لتبدأ مشاعرها تتهاوى واحدة تلو الأخرى، كل جندي اسلحته اتجاهها؛ هدفهم هي وهي مكان لتسديد طلقاتهم.
أمرهم بأن يهدفوا أول عشر رصاصات نحوها ؛ لكن لا أحد سمع نداء قائدهم الأول بإطلاق النار؛ ربما لأنه لم يستعمل الصافرة أو لأنه عالأغلب منهم مختبئ خلف سلاحه و البعض الآخر مختبئ خلف مشاعره!
سَقَطَتْ أمامهم على ركبتيها من رهبة منظر الجنود حولها و الأسلحة الموجهة نحوها ، أغرورقت عيناها بالدموع و همت بالبكاء إلا أنها عندما نظرت في وجه كل جندي رأتهم ملثمين، لم تستطع أن ترى إلا عيون الجنود الموجهة إليها، رأت في عيونهم المشاعر الختلطة في بعضهم و البعض الآخر الاختباء من الخوف و التظاهر بالمواجهة لكن بداخلهم بياض هش كبياض غيمة بعد هطول المطر و في عيون البعض الآخر القوة و الجبروت لكن في داخلهم حقد يملأ البشرية كلهم و يزيد عليهم و كأنهم مروضين لوقت ما، هم أشبه بأشخاص غطتهم الغيوم و لم يستطيعوا أن ينظروا للنجوم اللامعة في كبد السماء.
هذا المشهد كل ليلة أراه لكن الأحداث تقف هنا عادة و استيقظ من هجودي لكن الكابوس خرج عن إطاره المألوف و غطست في نومي إلى أعماق محيطي.
كانت مكبلة بالأغلال و السلاسل، شعرت بشعور غريب عندما رأت دمها على يديها و بين أظافرها، رؤيتها مشوشة قليلا لكن لا بأس سترى ما سيحدث لها.
لا أريد الهروب هذه ليلة منهم، أرادت أن أرى كامل خطتهم هذه المرة.
هدفهم أن يتخلصوا مني وأنا دائما أهرب منهم؟ هذه المرة أردت الشعور و عيش خطتهم بحذافير التي لم يستطيعوا تنفيذها قبل.
سمعت صوت الصافرة من فوه القائد حتى يكرر أمره الثاني والأخير بالتسديد والتصويب نحو الهدف المطلوب لآخر مرة، انتفض قلبها و كأنه جناح طير ارتطم و أصيب بكسر احدى جناحيه لكنها ما زالت تداوي هذا الجناح ليتعلم الطير مجددا مثلما كان؛ لكن سرعان ما ارتطم جناحه الآخر بالأرض و كسر!
شعرت بإطلاقهم للرصاصات نحوها، رأتهم وهم يطلقون الرصاصات نحو كافة جسدها كان شيئا يسيل من جسدها كاللون الأحمر القاني ، رؤيتها الأخيرة لدمها و للذي سدد نحو فؤادها رصاصته المحظوظة التي كانت تنظرها؛ لتتخلص من بياض قلبها الذي قتلها بالحياة هَمَت بدموعها على خدها، الرصاصة خرجت بإعتذار بخوف و فزع خارجة من قلب ابيض هش عندما هدفها.
يقول لي الجندي بها : أنا أفعل ما يأمرني قائدي على فعله أعذريني لم أقصد قتلك سامحيني اطلقتها و عيناي مغلقة لم أقصد فعلها.
سقط السلاح على الأرض و الجندي أصابه الذهول و الهستيريا لما فعل اجتمع الجنود حوله و تركوها تنتقع باللون الأحمر القاني الذي تغلغلها.
دار آخر حوار بينها و بين نفسها و هي تتلفظ أنفاسها الأخيرة و تنظر لسماء و الدموع تنهمر بجانب خديها الأخيرة قالت:
رغم أنني أوشكت على الموت إلا انني كنت خائفة على من في فؤادي أن يصيبهم ما شعرت به من ألم الرصاصات و فرحة بالوقت ذاته لأنني سأتخلص من فؤادي سأتخلص من شعوري اتجهاهم و من لوعتي و شوقي و حنيني سأتخلص من ذكرياتي ، ابتسمت و الدموع بعينها و الدم نحو محيطها.
هوى الجندي عالارض بجانب جثتها ، رأى القائد ما جرى أمرهم بالانسحاب الفوري و ترك القاتل بجانب جثتها لكي يعي و يعود للمعسكر فورا عندما يرى ما جنته يداه، ذهبوا جميع الجنود و بقي أخاه جانبه قال لهم:
اذهبوا أنا لست ذاهب معكم، تركتم أخي يقتل و تخليتم عنا بعد أن وعدتنا بالترقية؟
وقف القائد أمام الجندي و صفعه على وجهه قال:
كيف تجرؤ على مواجتهي يا هذا أنت مطورد من العمل من الآن فصاعدا.
رفع الجندي سلاحه على قائده أراد التخلص منه و قال له:
يا ذا القلب الأسود لقد تشربت لون الأسود في قلبك و هل لشخص مثلك لديه قلبِ يا أنت أنت وعدت فاخلفت لله درك أينما حللت و ارتحلت .
نزل سلاحه و بكى على أخيه بكاء حتى أشتعلت كبده من حر حزنه على أخيه و ما فعل.
ركض القائد بأسرع ما عنده للجنود و أمر جندي من متشربين السواد أن يغدر بالقاتل و أخيه ، ذهب الجندي إليه و غدر أخاه و قتل القتيل بأمر من القائد.
استيقظت مرتبكة من الكابوس الذي حلمت به سمعت صوت آذان الفجر و استوقفت عند (الصلاة خير من النوم) هذه الجملة لها تأثير كبير بنفسي و بقلبي تشعرني وكأنني سأذهب إلى لقاء و اتصال مع الله.
استعذت بالله من كابوسي و شربت الماء، انتهى الآذان ، رأيت نافذتي مبللة بالماء صوت ارتداد الشتاء بالارض بيشبه طفل يرقص فرحا بالغيث، صوت الشتاء يعزف لحن الراحة النفسية، بعد صراع في كابوس يأتي الوضوء ليخرج الانسان من حالة الحزن و الكآبة إلى الفرح و السور و كأن الوضوء ماء يسقي الروح لتخضر و تزهر، ماء الوضوء هي كرستال الروح و هي بريق الذهب للنفس، لهُ تأثير عجيب من غسل اليدين و حتى وصول الرأس كأن الماء يعبر من رأسي ليروي قلبي و كأن ماء الوضوء مسك طاهر و مطهر الروح و الوضوء جزءا من الطمأنينة ليصل للقلب مباشرة انتهاء بغسل القدمين و كأنك تسقي النبتة من جذورها سبحانك ربي ما أعظمك، كان هذا الوضوء مميز لانه سابقه قلق و توتر، جاء الوضوء ليهدي الاعصاب و يريح الخاطر.
فرشت سجادتي الصلاة و لبست لباسي الصلاة وقفت بين يدي الخالق هو شعور ليس له مثيل هو الأمان و هو الحنان الوقوف بين يدي الله أي أن جميع مشاكلك انحلت و مصائبك فكت الوقوف بين يدي الله مكمل هو الطمأنينة ذاتها، بدأت (ببسم الله الرحمن الرحيم و قرأت الفاتحة و أكملت..) وكأنه لم يكن شيء أصابني قبل ، شعرت بأيادي ملائكية تحيطني و شيء ما يزيح عن قلبي ما أحمله أكملت صلاتي و في السجود عندما قلت (سبحان ربي الأعلى و بحمده) بدأت دموعي ب الانهمار على خدي و كأن سجادة الصلاة يدان رقيقتان تكفكف دمعي الذي سال عليها و كأنها حضن دافئ يحتضنني،( سلمت على يمين و عن شمالي) .
انتهيت من صلاة الفجر و جلست ادعوه؛ لأنه حتما سيستجيب قال المولى:
" ادعوني أستجب لكم اني قريب" صدق الله العظيم.
أنا بين يدي القادر المقتدر العزيز الرحيم الحاكم العدل، دعوت و دعوت اغمضت عيني وكأنني طير يحلق فالسماء بعيدا يرى كل شيء حوله أخضر و نبت و أزهر؛ لأنني بين يدي الله.
في داخلي بحر يتخبط.
بدأ يومي بفنجان قهوتي الذي يمتزج مع روحي برائحته الفواحة.
سواد لون القهوة يلفتني جدا، أنظر إليه بغرابة و كأنه يذكرني بالجندي المروض!
شربت فنجان قهوتي وأنا أنظر لسماء و بياض الغيوم الهش الذي يشبه الجندي و أخيه،
تذكرت حلمي ليلة البارحة و أنا أنظر للسماء الممتلئة بالغيوم، تقدمت خطوة نحو الخلف و بقيت ثابتة هناك خطوة متقدمة نحو الخلف و لم أتقدم بعدها أو اتحرك!
إلا عندما تذكرت شعوري لصلاة فكان شعورا مليئا بالطمأنينة و الراحة، وكأنك ترى هذا الكوكب مبهج و مفرح وأنت بجانب الله، نحن نعبد الله لانه لا ملجأ لنا إلا إياه
دقت الساعة التي طالما اعتدتها ، الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل، أصبحت عادتي التفكير عمّا يدور داخل جوانحي بالوقت الذي يكون القمر في كبد السماء و ضوء انعكاس الشمس في قلبي و كبدي، استلقيت على سريري و آخذت شكل قوقعتي المعتاد ، أسدلتُ جفوني و غرقت في هجود تام، بدأت أسمع ضجيج بداخلي كان هذا الضجيج مألوف كثيرا لكن هذا المشهد مختلف ؛ لأنه مزج بين اللون الأبيض و الأسود.
هذا الضجيج كان ضجيج أصوات اشخاصا بداخلي .
الجنود؟ الاسلحة ؟ الرصاصات؟ الاستعدادات المجهزة و المخططة بحذافيرها ؟
قائدهم يقول لهم :خذوا اماكنكم بإحتراس شديد ككل ليلة ، الخطأ بهذه الليلة غير مغفور لانها هذه الليلة هي الحاسمة؛ ليأمر كل جندي بتوجه سلاحه أمامها!
الجنود على أهبة الاستعداد لإطلاق النار، ينتظرون فقط إشارة من قائدهم لتبدأ مشاعرها تتهاوى واحدة تلو الأخرى، كل جندي اسلحته اتجاهها؛ هدفهم هي وهي مكان لتسديد طلقاتهم.
أمرهم بأن يهدفوا أول عشر رصاصات نحوها ؛ لكن لا أحد سمع نداء قائدهم الأول بإطلاق النار؛ ربما لأنه لم يستعمل الصافرة أو لأنه عالأغلب منهم مختبئ خلف سلاحه و البعض الآخر مختبئ خلف مشاعره!
سَقَطَتْ أمامهم على ركبتيها من رهبة منظر الجنود حولها و الأسلحة الموجهة نحوها ، أغرورقت عيناها بالدموع و همت بالبكاء إلا أنها عندما نظرت في وجه كل جندي رأتهم ملثمين، لم تستطع أن ترى إلا عيون الجنود الموجهة إليها، رأت في عيونهم المشاعر الختلطة في بعضهم و البعض الآخر الاختباء من الخوف و التظاهر بالمواجهة لكن بداخلهم بياض هش كبياض غيمة بعد هطول المطر و في عيون البعض الآخر القوة و الجبروت لكن في داخلهم حقد يملأ البشرية كلهم و يزيد عليهم و كأنهم مروضين لوقت ما، هم أشبه بأشخاص غطتهم الغيوم و لم يستطيعوا أن ينظروا للنجوم اللامعة في كبد السماء.
هذا المشهد كل ليلة أراه لكن الأحداث تقف هنا عادة و استيقظ من هجودي لكن الكابوس خرج عن إطاره المألوف و غطست في نومي إلى أعماق محيطي.
كانت مكبلة بالأغلال و السلاسل، شعرت بشعور غريب عندما رأت دمها على يديها و بين أظافرها، رؤيتها مشوشة قليلا لكن لا بأس سترى ما سيحدث لها.
لا أريد الهروب هذه ليلة منهم، أرادت أن أرى كامل خطتهم هذه المرة.
هدفهم أن يتخلصوا مني وأنا دائما أهرب منهم؟ هذه المرة أردت الشعور و عيش خطتهم بحذافير التي لم يستطيعوا تنفيذها قبل.
سمعت صوت الصافرة من فوه القائد حتى يكرر أمره الثاني والأخير بالتسديد والتصويب نحو الهدف المطلوب لآخر مرة، انتفض قلبها و كأنه جناح طير ارتطم و أصيب بكسر احدى جناحيه لكنها ما زالت تداوي هذا الجناح ليتعلم الطير مجددا مثلما كان؛ لكن سرعان ما ارتطم جناحه الآخر بالأرض و كسر!
شعرت بإطلاقهم للرصاصات نحوها، رأتهم وهم يطلقون الرصاصات نحو كافة جسدها كان شيئا يسيل من جسدها كاللون الأحمر القاني ، رؤيتها الأخيرة لدمها و للذي سدد نحو فؤادها رصاصته المحظوظة التي كانت تنظرها؛ لتتخلص من بياض قلبها الذي قتلها بالحياة هَمَت بدموعها على خدها، الرصاصة خرجت بإعتذار بخوف و فزع خارجة من قلب ابيض هش عندما هدفها.
يقول لي الجندي بها : أنا أفعل ما يأمرني قائدي على فعله أعذريني لم أقصد قتلك سامحيني اطلقتها و عيناي مغلقة لم أقصد فعلها.
سقط السلاح على الأرض و الجندي أصابه الذهول و الهستيريا لما فعل اجتمع الجنود حوله و تركوها تنتقع باللون الأحمر القاني الذي تغلغلها.
دار آخر حوار بينها و بين نفسها و هي تتلفظ أنفاسها الأخيرة و تنظر لسماء و الدموع تنهمر بجانب خديها الأخيرة قالت:
رغم أنني أوشكت على الموت إلا انني كنت خائفة على من في فؤادي أن يصيبهم ما شعرت به من ألم الرصاصات و فرحة بالوقت ذاته لأنني سأتخلص من فؤادي سأتخلص من شعوري اتجهاهم و من لوعتي و شوقي و حنيني سأتخلص من ذكرياتي ، ابتسمت و الدموع بعينها و الدم نحو محيطها.
هوى الجندي عالارض بجانب جثتها ، رأى القائد ما جرى أمرهم بالانسحاب الفوري و ترك القاتل بجانب جثتها لكي يعي و يعود للمعسكر فورا عندما يرى ما جنته يداه، ذهبوا جميع الجنود و بقي أخاه جانبه قال لهم:
اذهبوا أنا لست ذاهب معكم، تركتم أخي يقتل و تخليتم عنا بعد أن وعدتنا بالترقية؟
وقف القائد أمام الجندي و صفعه على وجهه قال:
كيف تجرؤ على مواجتهي يا هذا أنت مطورد من العمل من الآن فصاعدا.
رفع الجندي سلاحه على قائده أراد التخلص منه و قال له:
يا ذا القلب الأسود لقد تشربت لون الأسود في قلبك و هل لشخص مثلك لديه قلبِ يا أنت أنت وعدت فاخلفت لله درك أينما حللت و ارتحلت .
نزل سلاحه و بكى على أخيه بكاء حتى أشتعلت كبده من حر حزنه على أخيه و ما فعل.
ركض القائد بأسرع ما عنده للجنود و أمر جندي من متشربين السواد أن يغدر بالقاتل و أخيه ، ذهب الجندي إليه و غدر أخاه و قتل القتيل بأمر من القائد.
استيقظت مرتبكة من الكابوس الذي حلمت به سمعت صوت آذان الفجر و استوقفت عند (الصلاة خير من النوم) هذه الجملة لها تأثير كبير بنفسي و بقلبي تشعرني وكأنني سأذهب إلى لقاء و اتصال مع الله.
استعذت بالله من كابوسي و شربت الماء، انتهى الآذان ، رأيت نافذتي مبللة بالماء صوت ارتداد الشتاء بالارض بيشبه طفل يرقص فرحا بالغيث، صوت الشتاء يعزف لحن الراحة النفسية، بعد صراع في كابوس يأتي الوضوء ليخرج الانسان من حالة الحزن و الكآبة إلى الفرح و السور و كأن الوضوء ماء يسقي الروح لتخضر و تزهر، ماء الوضوء هي كرستال الروح و هي بريق الذهب للنفس، لهُ تأثير عجيب من غسل اليدين و حتى وصول الرأس كأن الماء يعبر من رأسي ليروي قلبي و كأن ماء الوضوء مسك طاهر و مطهر الروح و الوضوء جزءا من الطمأنينة ليصل للقلب مباشرة انتهاء بغسل القدمين و كأنك تسقي النبتة من جذورها سبحانك ربي ما أعظمك، كان هذا الوضوء مميز لانه سابقه قلق و توتر، جاء الوضوء ليهدي الاعصاب و يريح الخاطر.
فرشت سجادتي الصلاة و لبست لباسي الصلاة وقفت بين يدي الخالق هو شعور ليس له مثيل هو الأمان و هو الحنان الوقوف بين يدي الله أي أن جميع مشاكلك انحلت و مصائبك فكت الوقوف بين يدي الله مكمل هو الطمأنينة ذاتها، بدأت (ببسم الله الرحمن الرحيم و قرأت الفاتحة و أكملت..) وكأنه لم يكن شيء أصابني قبل ، شعرت بأيادي ملائكية تحيطني و شيء ما يزيح عن قلبي ما أحمله أكملت صلاتي و في السجود عندما قلت (سبحان ربي الأعلى و بحمده) بدأت دموعي ب الانهمار على خدي و كأن سجادة الصلاة يدان رقيقتان تكفكف دمعي الذي سال عليها و كأنها حضن دافئ يحتضنني،( سلمت على يمين و عن شمالي) .
انتهيت من صلاة الفجر و جلست ادعوه؛ لأنه حتما سيستجيب قال المولى:
" ادعوني أستجب لكم اني قريب" صدق الله العظيم.
أنا بين يدي القادر المقتدر العزيز الرحيم الحاكم العدل، دعوت و دعوت اغمضت عيني وكأنني طير يحلق فالسماء بعيدا يرى كل شيء حوله أخضر و نبت و أزهر؛ لأنني بين يدي الله.
في داخلي بحر يتخبط.
بدأ يومي بفنجان قهوتي الذي يمتزج مع روحي برائحته الفواحة.
سواد لون القهوة يلفتني جدا، أنظر إليه بغرابة و كأنه يذكرني بالجندي المروض!
شربت فنجان قهوتي وأنا أنظر لسماء و بياض الغيوم الهش الذي يشبه الجندي و أخيه،
تذكرت حلمي ليلة البارحة و أنا أنظر للسماء الممتلئة بالغيوم، تقدمت خطوة نحو الخلف و بقيت ثابتة هناك خطوة متقدمة نحو الخلف و لم أتقدم بعدها أو اتحرك!
إلا عندما تذكرت شعوري لصلاة فكان شعورا مليئا بالطمأنينة و الراحة، وكأنك ترى هذا الكوكب مبهج و مفرح وأنت بجانب الله، نحن نعبد الله لانه لا ملجأ لنا إلا إياه