
سيدتي وخمس نساء
قصة قصيرة، بقلم: حسين المناصرة
لستَ وحدكَ ملومًا، لكنكَ السبب أيضًا في كل ما حصل وسيحصل لك في هذه الحياة القصيرة، ها أنت تجاوزت الخمسين عاماً من عمرك، ولاؤك مطلق لسيدتك الوحيدة في هذا العالم: "أنت السيدة العظيمة التي تشعرينني في هذا الكون الصاخب بفقاعات الموت: إنّ للحياة معنىً!!"
كل الذين ماتوا في عمركِ المديد إلى ثمانين عامًا، يشعرون الآن أنكِ الحياة الإنسانية، والطيبة التي لم تبخل عليهم يومًا بما ينفعهم...وأنا حمار، وكثيرًا ما ناديت عليّ: "يا حمار!!". وكثيرًا ما ردّدتِ في وجهي: "لا تستحمر!!".
أنا حمار؟!!
لقد غدت بيني وبين الحمير ألفة عجيبة!! كأنكِ "توحمتِ" يوم أن حملتني في أحشائك الدافئة، قبل خمسين عاماً، بذلك الحمار المسكين الذي عطفت عليه، وحزنت، وبكيت من أجله، وهم يزيحون الثلج عنه، وقد مات، مات في الثلجة الكبرى!! كنتِ عروسًا، وأنا جنينك الوحيد!! كان بإمكانك أن تتوحّمي على سنام الجمل شامخًا في قاع البيت، في الدفء بين الأغنام، أو على الديك الملون الذي يقضي الليل يهمهم قرب دجاجاته المتكدسات في زاوية التبن؛ أو ذكر الحمام وهو يهدل بين الحين والآخر، كأنه ذكر بط!! أو على ذلك الفأر وقد حفر جحره بعيدًا، وكنت تشفقين عليه، وترفضين أن يضعوا له سم الفئران!!
لماذا تركتم الحمار خارج قاع البيت؟! كان بإمكانكم أن تربطوه قرب المسطبة، ويُقصَّر له الحبل، وإن نهق... الله يعين على صوته المزعج لدقيقة أو أقل!! مات المسكين، وبكيت عليه؛ فسالت دموعك في الحوش، وجف ريقي في أحشائك... ثم كان أن توحمتِ على هذا الحمار...مئة مرة قصصتِ لي تلك الحكاية، حتى صرتِ مؤخرًا تنسين أنك حدثتني إياها قبل أن تنتهي منها!! أنا حمار وألف حمار!! كم أشتاق لندائك الحميم : "يا ولدي، يا حمار، لا تستحمر في كل شيء...هناك أشياء عليك أن تفلح بها...يا مصيبتي في الدنيا... أربع نساء تطلقهن!!. من تقبل بك بعد هذا الكم الهائل من المطلقات؟!! الله يرحم الأموات.. كان الطلاق في أيامنا من المحرمات..ما في طلاق: البنت من بيت أهلها إلى بيت زوجها..إلى قبرها"!!
(1)
عبلاء السقّاي!!
طويلة، جميلة، طيبة في كل شيء، كانت تحبني، ولا تريد أن يشاركها فيّ أحد !!
- ولكن هذه سيدتي، وأنا وحيدها، ولا يمكن أن أتخلى عنها يا عبلاء...
فترد عليّ :
- أمك تتدخل في كل شيء، وتغار مني، ولا تريدني أن أعبر عن نفسي..ما تعصبي، ما تسبي، ما تتدخلي، ما يصير... عيشة تقرف..سكّني وحدي في بيت مستقل مثل صبحة بنت خالتي... أو طلقني ..خليني أتزوج ابن عمي، ما له أم، ولا أب، ودائمًا كانت عينه عليّ ".
- أنت تهينينني، يا عبلاء، بقصص ابن عمك الفاشل.. تقارنيني بابن عمك السرسري الهامل!!
- سكّني وحدي أو طلقني ...
مع القلعة... طلقتها؛ لأنني لا أقبل أن تكون امرأتي ضرة لسيدتي.. في مئة قلعة ... صحيح أنها طيبة ...!! لكنها تزعم أنها تخنق وهي تكتم أنفاسها، حتى لا تسمعي صوتها وهي تتأوه !! إلى الهاوية، لا توجد امرأة في الوجود تقارن بك يا سيدتي ... صحيح أنني لم أقل لك ذلك يومًا ...لكن مجرد التفكير بأن تكون امرأتي ندًا لك؛ فلا بدّ أن أطلقها... طلقتها بكت..، لم تكن تتوقع طلاقها؛ كانت تظن أنني أحببتها، وأغرمت بجسدها؛ فقد أخطأتُ يومًا، وقلت لها : "أنت في عيني أجمل امرأة في الكون"!! أعترف أنني كنت حمارًا حقيقيًا يوم أن قلت لها هذه الجملة الساذجة؛ كان ينبغي أن أضيف عليها، "بعد سيدتي". ولكن هذا ما حدث... زلة لسان.. وطيش شباب في لحظة أنس، كنتِ في لحظتها مشغولة في دار جيراننا، تغسلين وتكفنين ابنتهم المسكينة " فاطمة" ا، التي ماتت بعد سنوات طويلة من الجنون... كانت الدار خالية، وتحررت عبلاء من كل ما حولها، وأطلقت صوتها للريح، تأوهت كما أرادت..وسألتني :
- هل تحبني ...؟!
فزلّ لساني ..وربما خفت منها ؛ فلم أقل لها:
" بعد سيدتي"!! سامحيني يا سيدتي!! أعرف أنك تسمعين كلامي، وأنّ قلبك الواسع يتساهل كثيرًا للغرباء؛ فكيف والأمر يتعلق بحمارك؛ أقصد ابنك الوحيد !!
(2)
نعمات المواوسي
نعمات...!! لا أنعم الله عليها، لا وجه للمقارنة بينها وبين عبلاء ؛ صحيح أنك أحببتها؛ لأنها تستطيع أن تقش مسطبة العقد، وقاع البيت، والحوش منذ أذان الفجر، وبإمكانها أن تقش عشرة بيوت للجيران، وتجمع زبل غنهم، وتزبّل الطابون، وتنثر نصفه في الأرض تحت الشجر؛ حتى أنني لا أفرق كثيرًا بين ريحتها وريحة زبل الغنم، وإن كنت في الشتاء أحب رائحة زبل الغنم ؛ لأنه يعطي حرارة ودفئًا للعقد؛ لكن أن تتحول مرتي إلى مزبلة، وكأنها شوال مسطح في الفراش، ولا حس ولا نس، وإذا أقبلت عليها يسيل كل شيء فيها، فأشعر أنني في طَوَل ماء الغنم...صحيح أنها تحبكِ، وأنت تحبينها ...لكنها ليست مرة ...نعم يمكن أن تكون خادمة، في غير الفراش...ربما لو تزوجتها قبل عبلاء، لسكتت على مضض ...لكن كل ما أتصوره هو الفرق الشاسع بينهما. وكل ما أحدثها عن وضعنا في الفراش .. تتأزم، وتتمنن، وتردد عبارتها المشهورة :" هذا جزائي؛ لأني قايمة بك وبأمك، وحاطكم فوق راسي، وفي عيوني"!! أحزنني وضعها، ولم يريحني قصرها، كأنها كل شيء إلا أن تكون زوجتي .. هنا بدأت أتململ من كوني حمارًا غبيًا.. ينبغي ألا أجهض حياتي من أجل سيدتي.. سيدتي لها حياتها أيضًا، ولكن أي حياة عاشتها، وأنا ولدها الوحيد، ورفضت كل من تقدموا للزواج بها، بعد وفاة رجلها، وأنا في أيامي الأولى بعد الولادة.. حتى هذا الرجل توفي بسببك!! في الشهر الأول من ولادتي، ركب الفرس بدون سرج، احتفاء بطهوري، وتسابق مع الآخرين، لكنه سقط عن الفرس ومات!! عشر سنوات من زواجكم لم تنجبوا، ثم فتحها الله عليكما؛ فما ذنبي في أن يركب فرسه بلا سرج!! نعم، كان لا بدّ أن أطلق نعمات المواوسي؛ فقد صبرت على أن تكون زوجتي ثلاث سنوات وعدة أيام. لم تنجب، وليس بإمكانها أن تنجب، ولا تريدني أن أتزوج امرأة أخرى وهي على ذمتي، تزعم أنها ستخدم ثلاثة إن تزوجت عليها، امرأة تنجب أبنائي، وتزعم أيضًا أنها ستكون خادمة لأبنائي، وهذا ترفضه بكل عقلها وقلبها!! حاولت معها،: "يا بنت الناس، ويا شينه!! أنت بنتي، وخلي زلمتك يتجوز، وينجب، هذا الرزق بده ناسه يا لطخة... افهمي ما في للمرة غير بيت زوجها... أحسن من أن تخدمي نسوان إخوتك!!
طلبت مني أن أطلقها، لأنّ رأسها عنيدة ؛ فطلقتها، وأعطيتها مؤخرها، ولم أشعر أنها بكت أمامي.. وراحت في حال سبيلها!! ثم تزوجتْ الحاج شحدة، الذي كان يريد زوجة تخدمة، بعد أن توفيت زوجته الوحيدة، وهو في الستينيات من عمره، وأولاده كلهم كبار!!
(3)
خُدَّج بنت خالتي
ابنة أختك الأمريكية، خديجة بنت الوعر، زوجتي الثالثة، أيقنتْ بعد أن تزوجتها أنني حمار ابن حمار، بعيد عنك!! كيف قبلت أن أتزوج هذه الفتاة القاصر؛ لقد خُدعت عندما جاءت خالتي من أمريكا، جاءت بابنتها من هناك ؛ لأنها لا تستطيع أن تتحكم بها هناك؛ في تلك البلاد الأبناء للدولة، والآباء والأمهات الشرقيون لا يملكون صفع أبنائهم مرة واحدة. جاءت بها هاربة من بلاد الحرية والانفتاح، الحرية المطلقة في ممارسة العلاقات قبل الزواج وبعده.. كانت الحُجَّة زيارة أهلها وبلدها، وقد تحايلت على ابنتها ؛ كي تأتي معها في رحلة مدة أسبوعين، تاركة زوجها وأبناءها الذكور الثلاثة مع أبيهم هناك... لا مشكلة في أن يفعل الذكور بفتيات أمريكا ما يشاؤون، لكن البنات العربيات ما يفعلنه يعدّ من المحرمات. يبدو أنك اتفقت مع أختك على مؤامرة صغيرة، وأقنعتها أن تحضر ابنتها لتحافظ على شرفها، وتزوجها للحمار الذي عندك، قصدك أنا!! وكانت فرصة لأختك كي تتخلص من عار ابنتها القاصر؛ أقنعتني خالتي أنّها في التاسعة عشرة من عمرها، ثم اكتشفت أن عمرها ست عشرة سنة، صحيح أنها ربيبة الهرمونات الأمريكية، لكن المهم أنني سأحولها إلى دجاجة بلدية، بالسمن والبيض البلدي، وسهل أن أمتص الهرموناتت منها، وعلى رأي المثل " لط خدادك من طينة بلادك" أو من طينةخالتك!! تزوجتها، وفي ليلة الدخلة اكتشفت أنها ليست "بنت بنوت"، والحمد لله أنني عرفت البير وغطاه من أول ليلة، وكانت "خُدَّج" كما يدلعونها هناك صريحة معي، فاعترفت لي بأن عدد الذين مارسوا الخبث معها كانوا أقل من عشرة، بحسب اعترافها، وأنها كانت تتعاطى حبوب منع الحمل؛ وللأمانة أكدت أنّ أمها وأباها وإخوانها، ودود الخل منه وفيه، لا يعرفون شيئًا عن علاقاتها هذه مع زملائها في المدرسة ...والله يستر من "المثليات"!! من ليلتها طلقتها، ولم أر في حياتي امرأة تفرح لطلاقها كفرح هذه القاصر اللعينة!! كانت متشوقة للعودة إلى أميركا، وأخبرتني أنها تحب ابن صفها "جوزيف" العربي ابن جيرانهم، وأنهما اتفقا على التساكن ثم الزواج بعد أن يصبحا غير قاصرين؛ فباركت لها هذا الحب العظيم، ولم أسألها إن كانت لها علاقة جنسية بجوزيف؛ يعني يوسف ابن جيرانهم!! وقد حمدت الله أنني حمار لا يستحمر دائمًا، ولست بليدًا كابنة خالتي القاصر!! أخذت خالتي بنتها بعد أسبوعين من الزيارة، بحجة أنها تحتاج إلى جواز سفر أمريكي مستقل؛ كي تقيم عند زوجها الذي هو أنا، وقد طلقتها، فيبدو أنك، يا سيدتي، لممتِ طابق فضيحة بنت خالتي بالسترة، وفهَّمتِ خالتي أن بنتها لم تعد صالحة للاستهلاك المحلي أو الوطني في بلدتنا المحافظة، ويا دار ما دخلك ريح أو شر!! بنت أختك ليست "بنت بنوت"، وكان سؤالك : وأمها : تعرف؟! لا، تصرّفي مع خالتي... وتركتك لتدبري أمور الحمار أنا بحكمتك!!وسمعتُك ترددين : "أكثر من هالقرد الله سبحانه وتعالى ما سخط"!! من حمار إلى قرد!! سأبقى أحبك مهما وصفتِني؛ فالقرد في عين أمه غزال. حتى القرود نفسها جميلة جدًا؛ لذلك يحرص زائرو حدائق الحيوانات السؤال عنها قبل غيرها: "أين القرود؟!!".
(4)
زهرة البدّاوية
كانت في الصباح تجيء من البادية أو المسفرة تركب على حمارتها " ركوب الشندلاوي"، مؤخرتها على ظهر الحمارة، ورجلاها معًا جهة اليسار!! وما أن تسرح الحمارة أو تربع، أراها لا تتحرك من مكانها، كأنها فارسة صغيرة !! حجمها أكبر من جسها ؛ فملابسها البدوية كأنها عدة طبقات.. غازلتها مرة، عندما رأيت عينيها المكحولتين، وقد أخفت وجهها باستثناء عينيها:
- تتزوجيني يا زهرة .
- الكديش ما ينط على الأصيلة!!
- أنا كديش، حرام عليك.. نعم أنت أصيلة!! لكنني لست بغلًا!! وأمي تناديني يا حمار!!
رأيت الابتسامة في عينيها، فأدركت أنها أعجبت بي عندما أخبرتها عن حماريتي، وهي تركب دومًا حمارتها... ويبدو أيضًا أنها أعطتني المفتاح، عندما قالت، ثم أسرعت بحمارتها:
- ادخلوا البيوت من أبوابها!!
ذهبت إلى عمي الشيخ باجس البدّاوي، ولما وضع القهوة في يدي، وضعتها على الأرض، فطلب مني أن أشربها؛ وأنه سيحقق لي ما يقدر عليه...تزوجتها؛ فكانت أصيلة من ظهر أصيل!! بنت ولا كل البنات!! عشنا ثلاثة أشهر، كأننا في جنان النعيم.. وكنتِ لزهرة أمها.. وقلت لها: "من زينك يا زهرة .. أول مرة الحمار يعرف ينقي .. عيني عليك باردة"!!
ليس لي في الطيب نصيب يا سيدتي، ماتت زهرة، كأنها لم تكن، أنجزت كل شيء في البيت، ثم نامت، وماتت... في تلك اللية سهرت مع شلتي إلى وقت متأخر...عدت إلى البيت، انسحلت في الفراش قربها!! ظلت هادئة، اقتربت منها فكانت باردة!! تمحكت بها، لا حراك، وضعت يدي على قلبها ..لا نفس، هززتها .. زهرة ..زهرة!! ماتت زهرة، يا سيدتي، ..ثم كانت مصيبتي أعظم عندما أخبرني الطبيب أنها كانت حامل في شهرها الثاني!! كان لي ابن، وقبل أن يولد ماتت أمه، وأخذته في أحشائها إلى قبرها!!
(5)
وأخيرًا سارة، امرأة تشبهك!!
ماتت زهرة، ومات معها حبي لطفل يولد من رحمها، أصيلًا كأصالتها، ولم أعد راغبًا في كل النساء... عشر سنين مرت بلا نساء، كنت أخدمك كأنني ابنتك الوحيدة... لا عيب في أن تضع سيدتك على كفوف الراحة!! أمك ..ثم أمك..ثم أمك.
هذه أختكِ الصغرى المغتربة في دولة خليجية، أنجبت ابنتها الكبرى.. كأنها تشبهك. مرات قليلة رأيتها، لكنها اليوم في الخامسة والعشرين من عمرها، تحمل درجة عليا في إدارة الأعمال، وأنا على مشارف الخمسين، لم تعودي تنادينني : يا حمار!! اليوم تقولين : يا دكتور!! وتقولين لصديقتك الأرملة، عمرها من عمرك : جاء الدكتور.. فتطلب مني أن أصف لها علاجًا لآلام رأسها، فغمزتني أن أسايرها، فقلت لها : شوفي يا حجة، لازم تتركي أولًا الزعوط في الأنف، هذا هو سبب الصداع، وثانيًا اشربي بابونج كل صباح وكل مساء.."!! فردت : ما بقدر أترك الزعوط .. وإذا تركت أمك الغليون أنا أترك الزعوط"!! وحينها اعترفتِ لها أنني ليس دكتور أدوية .. "الدكتور ما هو دكتور أدوية.. هذا دكتور تعليم يالهبلة"!!
لم يقف فارق السن عائقًا، عندما أقنعتني سيدتي أن أتزوج سارة بنت أختها الخليجية، بعد أن أخذت درجة علمية عليا:
- تقول خالتك ماستر... وعنّست!!
- عنّست؟!
- أيوه في زماننا، كانت البنت تتزوج وعمرها 11 و12 سنة!!
- وبنت خالتي موافقة، هل شاورتها!!
- يي.. بس يصح لها واحد دكتور مثلك!! وهي من جيلك!!
- يا ستي، حرام .. أنا أكبر منها بربع قرن!!
- المهم البنت كويسة، وبنت ناس، وبتظل مثل بنتي!! الخالة أم!
- إن شاء الله !!
وها أنتِ ثلاثة أشهر، بلا وعي... وافقت سارة أن أتقدم لخطبتها، لكنك وحدك من يخطبها لي ..أرجوك لا ترحلي.. هيا يا سيدتي، لن أخطبها بدونك...!! كان جسدها هادئًا.. تابعتها بكل حواسي، رأيت أصبعها الشاهد، في يدها اليمنى، يتحرك، كأنه العنقاء .. امتد إلى نهايته .. تابعت شفتيها، وهما تتحركان بصعوبة .. كأنها تتلفظ : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله ...
ورحت أردد معها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله...!!
قصة قصيرة، بقلم: حسين المناصرة
لستَ وحدكَ ملومًا، لكنكَ السبب أيضًا في كل ما حصل وسيحصل لك في هذه الحياة القصيرة، ها أنت تجاوزت الخمسين عاماً من عمرك، ولاؤك مطلق لسيدتك الوحيدة في هذا العالم: "أنت السيدة العظيمة التي تشعرينني في هذا الكون الصاخب بفقاعات الموت: إنّ للحياة معنىً!!"
كل الذين ماتوا في عمركِ المديد إلى ثمانين عامًا، يشعرون الآن أنكِ الحياة الإنسانية، والطيبة التي لم تبخل عليهم يومًا بما ينفعهم...وأنا حمار، وكثيرًا ما ناديت عليّ: "يا حمار!!". وكثيرًا ما ردّدتِ في وجهي: "لا تستحمر!!".
أنا حمار؟!!
لقد غدت بيني وبين الحمير ألفة عجيبة!! كأنكِ "توحمتِ" يوم أن حملتني في أحشائك الدافئة، قبل خمسين عاماً، بذلك الحمار المسكين الذي عطفت عليه، وحزنت، وبكيت من أجله، وهم يزيحون الثلج عنه، وقد مات، مات في الثلجة الكبرى!! كنتِ عروسًا، وأنا جنينك الوحيد!! كان بإمكانك أن تتوحّمي على سنام الجمل شامخًا في قاع البيت، في الدفء بين الأغنام، أو على الديك الملون الذي يقضي الليل يهمهم قرب دجاجاته المتكدسات في زاوية التبن؛ أو ذكر الحمام وهو يهدل بين الحين والآخر، كأنه ذكر بط!! أو على ذلك الفأر وقد حفر جحره بعيدًا، وكنت تشفقين عليه، وترفضين أن يضعوا له سم الفئران!!
لماذا تركتم الحمار خارج قاع البيت؟! كان بإمكانكم أن تربطوه قرب المسطبة، ويُقصَّر له الحبل، وإن نهق... الله يعين على صوته المزعج لدقيقة أو أقل!! مات المسكين، وبكيت عليه؛ فسالت دموعك في الحوش، وجف ريقي في أحشائك... ثم كان أن توحمتِ على هذا الحمار...مئة مرة قصصتِ لي تلك الحكاية، حتى صرتِ مؤخرًا تنسين أنك حدثتني إياها قبل أن تنتهي منها!! أنا حمار وألف حمار!! كم أشتاق لندائك الحميم : "يا ولدي، يا حمار، لا تستحمر في كل شيء...هناك أشياء عليك أن تفلح بها...يا مصيبتي في الدنيا... أربع نساء تطلقهن!!. من تقبل بك بعد هذا الكم الهائل من المطلقات؟!! الله يرحم الأموات.. كان الطلاق في أيامنا من المحرمات..ما في طلاق: البنت من بيت أهلها إلى بيت زوجها..إلى قبرها"!!
(1)
عبلاء السقّاي!!
طويلة، جميلة، طيبة في كل شيء، كانت تحبني، ولا تريد أن يشاركها فيّ أحد !!
- ولكن هذه سيدتي، وأنا وحيدها، ولا يمكن أن أتخلى عنها يا عبلاء...
فترد عليّ :
- أمك تتدخل في كل شيء، وتغار مني، ولا تريدني أن أعبر عن نفسي..ما تعصبي، ما تسبي، ما تتدخلي، ما يصير... عيشة تقرف..سكّني وحدي في بيت مستقل مثل صبحة بنت خالتي... أو طلقني ..خليني أتزوج ابن عمي، ما له أم، ولا أب، ودائمًا كانت عينه عليّ ".
- أنت تهينينني، يا عبلاء، بقصص ابن عمك الفاشل.. تقارنيني بابن عمك السرسري الهامل!!
- سكّني وحدي أو طلقني ...
مع القلعة... طلقتها؛ لأنني لا أقبل أن تكون امرأتي ضرة لسيدتي.. في مئة قلعة ... صحيح أنها طيبة ...!! لكنها تزعم أنها تخنق وهي تكتم أنفاسها، حتى لا تسمعي صوتها وهي تتأوه !! إلى الهاوية، لا توجد امرأة في الوجود تقارن بك يا سيدتي ... صحيح أنني لم أقل لك ذلك يومًا ...لكن مجرد التفكير بأن تكون امرأتي ندًا لك؛ فلا بدّ أن أطلقها... طلقتها بكت..، لم تكن تتوقع طلاقها؛ كانت تظن أنني أحببتها، وأغرمت بجسدها؛ فقد أخطأتُ يومًا، وقلت لها : "أنت في عيني أجمل امرأة في الكون"!! أعترف أنني كنت حمارًا حقيقيًا يوم أن قلت لها هذه الجملة الساذجة؛ كان ينبغي أن أضيف عليها، "بعد سيدتي". ولكن هذا ما حدث... زلة لسان.. وطيش شباب في لحظة أنس، كنتِ في لحظتها مشغولة في دار جيراننا، تغسلين وتكفنين ابنتهم المسكينة " فاطمة" ا، التي ماتت بعد سنوات طويلة من الجنون... كانت الدار خالية، وتحررت عبلاء من كل ما حولها، وأطلقت صوتها للريح، تأوهت كما أرادت..وسألتني :
- هل تحبني ...؟!
فزلّ لساني ..وربما خفت منها ؛ فلم أقل لها:
" بعد سيدتي"!! سامحيني يا سيدتي!! أعرف أنك تسمعين كلامي، وأنّ قلبك الواسع يتساهل كثيرًا للغرباء؛ فكيف والأمر يتعلق بحمارك؛ أقصد ابنك الوحيد !!
(2)
نعمات المواوسي
نعمات...!! لا أنعم الله عليها، لا وجه للمقارنة بينها وبين عبلاء ؛ صحيح أنك أحببتها؛ لأنها تستطيع أن تقش مسطبة العقد، وقاع البيت، والحوش منذ أذان الفجر، وبإمكانها أن تقش عشرة بيوت للجيران، وتجمع زبل غنهم، وتزبّل الطابون، وتنثر نصفه في الأرض تحت الشجر؛ حتى أنني لا أفرق كثيرًا بين ريحتها وريحة زبل الغنم، وإن كنت في الشتاء أحب رائحة زبل الغنم ؛ لأنه يعطي حرارة ودفئًا للعقد؛ لكن أن تتحول مرتي إلى مزبلة، وكأنها شوال مسطح في الفراش، ولا حس ولا نس، وإذا أقبلت عليها يسيل كل شيء فيها، فأشعر أنني في طَوَل ماء الغنم...صحيح أنها تحبكِ، وأنت تحبينها ...لكنها ليست مرة ...نعم يمكن أن تكون خادمة، في غير الفراش...ربما لو تزوجتها قبل عبلاء، لسكتت على مضض ...لكن كل ما أتصوره هو الفرق الشاسع بينهما. وكل ما أحدثها عن وضعنا في الفراش .. تتأزم، وتتمنن، وتردد عبارتها المشهورة :" هذا جزائي؛ لأني قايمة بك وبأمك، وحاطكم فوق راسي، وفي عيوني"!! أحزنني وضعها، ولم يريحني قصرها، كأنها كل شيء إلا أن تكون زوجتي .. هنا بدأت أتململ من كوني حمارًا غبيًا.. ينبغي ألا أجهض حياتي من أجل سيدتي.. سيدتي لها حياتها أيضًا، ولكن أي حياة عاشتها، وأنا ولدها الوحيد، ورفضت كل من تقدموا للزواج بها، بعد وفاة رجلها، وأنا في أيامي الأولى بعد الولادة.. حتى هذا الرجل توفي بسببك!! في الشهر الأول من ولادتي، ركب الفرس بدون سرج، احتفاء بطهوري، وتسابق مع الآخرين، لكنه سقط عن الفرس ومات!! عشر سنوات من زواجكم لم تنجبوا، ثم فتحها الله عليكما؛ فما ذنبي في أن يركب فرسه بلا سرج!! نعم، كان لا بدّ أن أطلق نعمات المواوسي؛ فقد صبرت على أن تكون زوجتي ثلاث سنوات وعدة أيام. لم تنجب، وليس بإمكانها أن تنجب، ولا تريدني أن أتزوج امرأة أخرى وهي على ذمتي، تزعم أنها ستخدم ثلاثة إن تزوجت عليها، امرأة تنجب أبنائي، وتزعم أيضًا أنها ستكون خادمة لأبنائي، وهذا ترفضه بكل عقلها وقلبها!! حاولت معها،: "يا بنت الناس، ويا شينه!! أنت بنتي، وخلي زلمتك يتجوز، وينجب، هذا الرزق بده ناسه يا لطخة... افهمي ما في للمرة غير بيت زوجها... أحسن من أن تخدمي نسوان إخوتك!!
طلبت مني أن أطلقها، لأنّ رأسها عنيدة ؛ فطلقتها، وأعطيتها مؤخرها، ولم أشعر أنها بكت أمامي.. وراحت في حال سبيلها!! ثم تزوجتْ الحاج شحدة، الذي كان يريد زوجة تخدمة، بعد أن توفيت زوجته الوحيدة، وهو في الستينيات من عمره، وأولاده كلهم كبار!!
(3)
خُدَّج بنت خالتي
ابنة أختك الأمريكية، خديجة بنت الوعر، زوجتي الثالثة، أيقنتْ بعد أن تزوجتها أنني حمار ابن حمار، بعيد عنك!! كيف قبلت أن أتزوج هذه الفتاة القاصر؛ لقد خُدعت عندما جاءت خالتي من أمريكا، جاءت بابنتها من هناك ؛ لأنها لا تستطيع أن تتحكم بها هناك؛ في تلك البلاد الأبناء للدولة، والآباء والأمهات الشرقيون لا يملكون صفع أبنائهم مرة واحدة. جاءت بها هاربة من بلاد الحرية والانفتاح، الحرية المطلقة في ممارسة العلاقات قبل الزواج وبعده.. كانت الحُجَّة زيارة أهلها وبلدها، وقد تحايلت على ابنتها ؛ كي تأتي معها في رحلة مدة أسبوعين، تاركة زوجها وأبناءها الذكور الثلاثة مع أبيهم هناك... لا مشكلة في أن يفعل الذكور بفتيات أمريكا ما يشاؤون، لكن البنات العربيات ما يفعلنه يعدّ من المحرمات. يبدو أنك اتفقت مع أختك على مؤامرة صغيرة، وأقنعتها أن تحضر ابنتها لتحافظ على شرفها، وتزوجها للحمار الذي عندك، قصدك أنا!! وكانت فرصة لأختك كي تتخلص من عار ابنتها القاصر؛ أقنعتني خالتي أنّها في التاسعة عشرة من عمرها، ثم اكتشفت أن عمرها ست عشرة سنة، صحيح أنها ربيبة الهرمونات الأمريكية، لكن المهم أنني سأحولها إلى دجاجة بلدية، بالسمن والبيض البلدي، وسهل أن أمتص الهرموناتت منها، وعلى رأي المثل " لط خدادك من طينة بلادك" أو من طينةخالتك!! تزوجتها، وفي ليلة الدخلة اكتشفت أنها ليست "بنت بنوت"، والحمد لله أنني عرفت البير وغطاه من أول ليلة، وكانت "خُدَّج" كما يدلعونها هناك صريحة معي، فاعترفت لي بأن عدد الذين مارسوا الخبث معها كانوا أقل من عشرة، بحسب اعترافها، وأنها كانت تتعاطى حبوب منع الحمل؛ وللأمانة أكدت أنّ أمها وأباها وإخوانها، ودود الخل منه وفيه، لا يعرفون شيئًا عن علاقاتها هذه مع زملائها في المدرسة ...والله يستر من "المثليات"!! من ليلتها طلقتها، ولم أر في حياتي امرأة تفرح لطلاقها كفرح هذه القاصر اللعينة!! كانت متشوقة للعودة إلى أميركا، وأخبرتني أنها تحب ابن صفها "جوزيف" العربي ابن جيرانهم، وأنهما اتفقا على التساكن ثم الزواج بعد أن يصبحا غير قاصرين؛ فباركت لها هذا الحب العظيم، ولم أسألها إن كانت لها علاقة جنسية بجوزيف؛ يعني يوسف ابن جيرانهم!! وقد حمدت الله أنني حمار لا يستحمر دائمًا، ولست بليدًا كابنة خالتي القاصر!! أخذت خالتي بنتها بعد أسبوعين من الزيارة، بحجة أنها تحتاج إلى جواز سفر أمريكي مستقل؛ كي تقيم عند زوجها الذي هو أنا، وقد طلقتها، فيبدو أنك، يا سيدتي، لممتِ طابق فضيحة بنت خالتي بالسترة، وفهَّمتِ خالتي أن بنتها لم تعد صالحة للاستهلاك المحلي أو الوطني في بلدتنا المحافظة، ويا دار ما دخلك ريح أو شر!! بنت أختك ليست "بنت بنوت"، وكان سؤالك : وأمها : تعرف؟! لا، تصرّفي مع خالتي... وتركتك لتدبري أمور الحمار أنا بحكمتك!!وسمعتُك ترددين : "أكثر من هالقرد الله سبحانه وتعالى ما سخط"!! من حمار إلى قرد!! سأبقى أحبك مهما وصفتِني؛ فالقرد في عين أمه غزال. حتى القرود نفسها جميلة جدًا؛ لذلك يحرص زائرو حدائق الحيوانات السؤال عنها قبل غيرها: "أين القرود؟!!".
(4)
زهرة البدّاوية
كانت في الصباح تجيء من البادية أو المسفرة تركب على حمارتها " ركوب الشندلاوي"، مؤخرتها على ظهر الحمارة، ورجلاها معًا جهة اليسار!! وما أن تسرح الحمارة أو تربع، أراها لا تتحرك من مكانها، كأنها فارسة صغيرة !! حجمها أكبر من جسها ؛ فملابسها البدوية كأنها عدة طبقات.. غازلتها مرة، عندما رأيت عينيها المكحولتين، وقد أخفت وجهها باستثناء عينيها:
- تتزوجيني يا زهرة .
- الكديش ما ينط على الأصيلة!!
- أنا كديش، حرام عليك.. نعم أنت أصيلة!! لكنني لست بغلًا!! وأمي تناديني يا حمار!!
رأيت الابتسامة في عينيها، فأدركت أنها أعجبت بي عندما أخبرتها عن حماريتي، وهي تركب دومًا حمارتها... ويبدو أيضًا أنها أعطتني المفتاح، عندما قالت، ثم أسرعت بحمارتها:
- ادخلوا البيوت من أبوابها!!
ذهبت إلى عمي الشيخ باجس البدّاوي، ولما وضع القهوة في يدي، وضعتها على الأرض، فطلب مني أن أشربها؛ وأنه سيحقق لي ما يقدر عليه...تزوجتها؛ فكانت أصيلة من ظهر أصيل!! بنت ولا كل البنات!! عشنا ثلاثة أشهر، كأننا في جنان النعيم.. وكنتِ لزهرة أمها.. وقلت لها: "من زينك يا زهرة .. أول مرة الحمار يعرف ينقي .. عيني عليك باردة"!!
ليس لي في الطيب نصيب يا سيدتي، ماتت زهرة، كأنها لم تكن، أنجزت كل شيء في البيت، ثم نامت، وماتت... في تلك اللية سهرت مع شلتي إلى وقت متأخر...عدت إلى البيت، انسحلت في الفراش قربها!! ظلت هادئة، اقتربت منها فكانت باردة!! تمحكت بها، لا حراك، وضعت يدي على قلبها ..لا نفس، هززتها .. زهرة ..زهرة!! ماتت زهرة، يا سيدتي، ..ثم كانت مصيبتي أعظم عندما أخبرني الطبيب أنها كانت حامل في شهرها الثاني!! كان لي ابن، وقبل أن يولد ماتت أمه، وأخذته في أحشائها إلى قبرها!!
(5)
وأخيرًا سارة، امرأة تشبهك!!
ماتت زهرة، ومات معها حبي لطفل يولد من رحمها، أصيلًا كأصالتها، ولم أعد راغبًا في كل النساء... عشر سنين مرت بلا نساء، كنت أخدمك كأنني ابنتك الوحيدة... لا عيب في أن تضع سيدتك على كفوف الراحة!! أمك ..ثم أمك..ثم أمك.
هذه أختكِ الصغرى المغتربة في دولة خليجية، أنجبت ابنتها الكبرى.. كأنها تشبهك. مرات قليلة رأيتها، لكنها اليوم في الخامسة والعشرين من عمرها، تحمل درجة عليا في إدارة الأعمال، وأنا على مشارف الخمسين، لم تعودي تنادينني : يا حمار!! اليوم تقولين : يا دكتور!! وتقولين لصديقتك الأرملة، عمرها من عمرك : جاء الدكتور.. فتطلب مني أن أصف لها علاجًا لآلام رأسها، فغمزتني أن أسايرها، فقلت لها : شوفي يا حجة، لازم تتركي أولًا الزعوط في الأنف، هذا هو سبب الصداع، وثانيًا اشربي بابونج كل صباح وكل مساء.."!! فردت : ما بقدر أترك الزعوط .. وإذا تركت أمك الغليون أنا أترك الزعوط"!! وحينها اعترفتِ لها أنني ليس دكتور أدوية .. "الدكتور ما هو دكتور أدوية.. هذا دكتور تعليم يالهبلة"!!
لم يقف فارق السن عائقًا، عندما أقنعتني سيدتي أن أتزوج سارة بنت أختها الخليجية، بعد أن أخذت درجة علمية عليا:
- تقول خالتك ماستر... وعنّست!!
- عنّست؟!
- أيوه في زماننا، كانت البنت تتزوج وعمرها 11 و12 سنة!!
- وبنت خالتي موافقة، هل شاورتها!!
- يي.. بس يصح لها واحد دكتور مثلك!! وهي من جيلك!!
- يا ستي، حرام .. أنا أكبر منها بربع قرن!!
- المهم البنت كويسة، وبنت ناس، وبتظل مثل بنتي!! الخالة أم!
- إن شاء الله !!
وها أنتِ ثلاثة أشهر، بلا وعي... وافقت سارة أن أتقدم لخطبتها، لكنك وحدك من يخطبها لي ..أرجوك لا ترحلي.. هيا يا سيدتي، لن أخطبها بدونك...!! كان جسدها هادئًا.. تابعتها بكل حواسي، رأيت أصبعها الشاهد، في يدها اليمنى، يتحرك، كأنه العنقاء .. امتد إلى نهايته .. تابعت شفتيها، وهما تتحركان بصعوبة .. كأنها تتلفظ : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله ...
ورحت أردد معها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله...!!