من روايتي الجديدة
زغودة (07)
بات يحي ليلته الاولى في العاصمة صاحيا و لم يزره النعاس طول الليل ، فقد كان يتقلب في الفراش ، مثل تمساح غرق في بركة لا تغمره ، في حين كان السعيد البحري يشخر شخيرا مزعجا كالمنشار الآلي في خشب يابس ، رغم ذلك لم يشعر به عندما غادر في الصباح ، لكنه ترك له ورق كتب له فيها لا تبتعد ...؟ و عد في المساء إلى نفس المرقد ،
نهض يحي كعادته ، تثاءب في البداية ، تذكر أمه حين ودعته قالت له : احذر أن تنزلق و تنسى أو تكبر على زغودة و تتخلى عنها للمبروك ، حتى ولو ذهب إلى كسفورد و السربون أو أكبر الجامعات في العالم فلن
يرتق إلى مستوى شهامتك و شجاعتك ، لكنه رد عليها بغضب
قال لها : والده جاهد على الجبهتين ، على جبهة الثورة و على جبهة الاحتلال ، و اليوم استطاع أن يرسل ابنه ليكمل دراسته في الخارج ، أما أنا فبقيت مثل حصان المدينة لا يصهل و لايحمحم ، سأتصدي لابنه إن عاد و فكر في زغودة ، سأغير مجرى وادي الرمال ، و أكشف للناس تلك الحقائق التي بقيت سرا طيلة هذا الاستقلال ، أما غبة فلا أعتقده يتجرأ على الكلام معها ، فهو حمل السلاح ليسدوا به طغرة تالة لفدور فقط و يكون الضحية المسبقة لإنذارهم بقدوم الموت ،سنسمع خبره في الأيام القادمة ، لا أطن أن كسولة العلوي سيشفع له أو لغيره أمام لملوم أو الكينغ ، سيضطر للإستسلام بلا شرط إن لم يتوقف قلبه عن النبض من شدة الخوف ، فتالة لفدور يحيط بها الموت من جميع الجوانب ، و قد انهزمت فرنسا في جبالها المتداخلة التي شكلت قلب الشمال القسنطيني و القيادة التاريخية للولاية الثالثة حين ذاك ، قد تكون هذه الحرب انتقاما من أهلها الذين أعجزوا خالد نزار على ترويدهم للاستعمار يوم ارسله ديغول إلى الميلية ، فها هو التاريخ يتكرر في تاسكيفت و بوتياس و الموزينة و بنفس الأوجاع و الوجوه ،
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
زغودة (07)
بات يحي ليلته الاولى في العاصمة صاحيا و لم يزره النعاس طول الليل ، فقد كان يتقلب في الفراش ، مثل تمساح غرق في بركة لا تغمره ، في حين كان السعيد البحري يشخر شخيرا مزعجا كالمنشار الآلي في خشب يابس ، رغم ذلك لم يشعر به عندما غادر في الصباح ، لكنه ترك له ورق كتب له فيها لا تبتعد ...؟ و عد في المساء إلى نفس المرقد ،
نهض يحي كعادته ، تثاءب في البداية ، تذكر أمه حين ودعته قالت له : احذر أن تنزلق و تنسى أو تكبر على زغودة و تتخلى عنها للمبروك ، حتى ولو ذهب إلى كسفورد و السربون أو أكبر الجامعات في العالم فلن
يرتق إلى مستوى شهامتك و شجاعتك ، لكنه رد عليها بغضب
قال لها : والده جاهد على الجبهتين ، على جبهة الثورة و على جبهة الاحتلال ، و اليوم استطاع أن يرسل ابنه ليكمل دراسته في الخارج ، أما أنا فبقيت مثل حصان المدينة لا يصهل و لايحمحم ، سأتصدي لابنه إن عاد و فكر في زغودة ، سأغير مجرى وادي الرمال ، و أكشف للناس تلك الحقائق التي بقيت سرا طيلة هذا الاستقلال ، أما غبة فلا أعتقده يتجرأ على الكلام معها ، فهو حمل السلاح ليسدوا به طغرة تالة لفدور فقط و يكون الضحية المسبقة لإنذارهم بقدوم الموت ،سنسمع خبره في الأيام القادمة ، لا أطن أن كسولة العلوي سيشفع له أو لغيره أمام لملوم أو الكينغ ، سيضطر للإستسلام بلا شرط إن لم يتوقف قلبه عن النبض من شدة الخوف ، فتالة لفدور يحيط بها الموت من جميع الجوانب ، و قد انهزمت فرنسا في جبالها المتداخلة التي شكلت قلب الشمال القسنطيني و القيادة التاريخية للولاية الثالثة حين ذاك ، قد تكون هذه الحرب انتقاما من أهلها الذين أعجزوا خالد نزار على ترويدهم للاستعمار يوم ارسله ديغول إلى الميلية ، فها هو التاريخ يتكرر في تاسكيفت و بوتياس و الموزينة و بنفس الأوجاع و الوجوه ،
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي