يشير مفهوم الثورة الى أي تغيير سياسي جذري يحصل في دولة من دول العالم. فالأصلاحات حتى المهمة منها قد لا ترقى الى مستوى الثورات ويجري التمييز عادة بين الثورات السياسية والثورات الأجتماعية-الأقتصادية والثورة بمفهومها السياسي الضيق ينصرف الى عملية إزالة وأبدال القيادة السياسية. ويسبق أو يصاحب الثورة عادة أنتفاضات شعبية وجماهيرية مصحوبة بأستخدام القوة والعنف. والمثال على ذلك الثورة التي قادها فيدل كاسترو في كوبا والتي تكللت بالنجاح في أوائل عام 1959 عندما قاد كاسترو جيشاً من الثوار دخلوا العاصمة الكوبية هافانا كفاتحين حيث هرب الرئيس الكوبي (باتيستا) الى خارج البلاد.
أما بالنسبة الى الثورات الأجتماعية والأقتصادية فأنها أعّم شمولاً وتهدف الى تغيير كبير وجذري لا للكيان السياسي فقط بل للكيان والوضع الأجتماعي والأقتصادي أيضاً في بلد ما. ومن أمثال هذه الثورات الثورة الفرنسية لعام 1789 والثورة الروسية لعام 1917 والثورة الصينية لعام 1949 والمشكلة تكمن في محاولة إيجاد المعيار للتمييز بين هذين النوعين من الثورات. ففي العديد من الحالات يتداخل المفهومان. فالثورة الكوبية عقب نجاحها تحولت الى ثورة أقتصادية-أجتماعية والثورة الفرنسية لم تغيّر مختلف الأوضاع في فرنسا بل تركت أثارها على أوربا أيضاً ووصل صداها الى مختلف أنحاء العالم وكذلك الحال بالنسبة للثورة الشيوعية في روسيا.
هل تعتبر حروب الأستقلال ثورات؟ حروب الأستقلال التي يصاحبها في أغلب الأحيان أستخدام القوة والعنف يساهم فيها أفراد الشعب هي بذاتها أنواع خاصة من الثورات كالثورة الجزائرية (1954-1962) ضد فرنسا والثورة الأمريكية ضد بريطانيا (1765-1783) وثورات الأستقلال هي ثورات ضد محتل أجنبي وإذا تكللت ثورات الأستقلال بالنجاح فأنها تخرج الى العالم الخارجي كدول مستقلة.
التفريق بين مفهومي الثورة والأنقلاب
الأنقلابات عادة ترمي الى تغيير النظام السياسي أو الحكومة. والأنقلابيون عادة هم أُناس وجماعات تحمل صفة رسمية وتعمل لدى الحكومات مثل عناصر من أفراد الجيش أو الشرطة حيث تقوم هذه العناصر عادة بأحتلال مبانٍ للدولة ورئاسة الحكومة ومفترق الطرق. ويجري التدبير للأنقلاب عادة بشكل سري وهي تجري أيضاً بشكل مفاجئ وسريع. وإذا نجح أنقلاب ما فأن بأمكان الأنقلابيون فرض واقع سياسي ودستوري جديد في البلاد. وخلال النصف الأول من القرن العشرين أشتهرت دول أمريكا اللاتينية بتعدد وسرعة حدوث أنقلابات عسكرية فيها. أما في البلاد العربية فأن أشهر أنقلاب فيها حصل في مصر عام 1952 من قبل مجموعة من أفراد الجيش (الضباط الأحرار) وأطاح الأنقلابيون بالنظام الملكي وأعلنوا النظام الجمهوري عقب فترة من أستلامهم الحكم. وشهد العراق أول أنقلاب عسكري في الوطن العربي في التاريخ الحديث عندما قامت عناصر من الضباط على رأسهم بكر صدقي في 29 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1936 بأرغام الملك غازي للإستجابة لمطالبهم وأبدال الحكومة وتشكيل حكومة جديدة من أفراد أرادهم الأنقلابيون وقد جرى تغيير كامل للنظام الملكي في العراق عقب نجاح أنقلاب 14 تموز (يوليو)، 1958 برئاسة عدد من الضباط الذين حولوا النظام الملكي في العراق الى نظام جمهوري وقد صاحب ذلك الأنقلاب سفك للدماء حيث قُتل خلاله الملك فيصل الثاني، ملك العراق وبعض أفراد الأسرة المالكة.
ولا يشترط فقط أستعمال صفة الثورة على حكومات تطلق على نفسها صفة التقدمية. فقد أستعملت بعض الأنظمة المحافظة كلمة ثورة للإشارة الى أصلاحات ترمي تلك الحكومات أجراؤها. ففي الستينات من القرن العشرين أعلن شاه ايران محمد رضا بهلوي بأنه سيقوم (بثورة بيضاء) نحو التقدم والبناء في أيران.
أُستخدم مصطلح الثورة من قبل بعض الحُكام أو الحكومات بدون أن يكون هناك تغيير جذري في نظام الحكومة أو البنية الأجتماعية والأقتصادية مما أدى فقدان مصطلح “الثورة” بعض هيبته، كل ذلك أدى الى صعوبة وضع نظرية عامة لمفهوم “الثورة” أو حتى تحديد أين تبدأ ثورة ما وأين تنتهي.
وكذلك يُستخدم أصطلاح “الثورة” اليوم للإشارة الى التغييرات السياسة والأجتماعية والأقتصادية لا على مستوى الدول فقط بل على مستوى العالم بأكمله. فهناك “الثورة الزراعية” و “الثورة الصناعية” و “ثورة التكنلوجيا” …الخ واليوم يُستخدم أصطلاح “الثورة” للإشارة الى التغيير العالمي التام لأوضاع المرأة منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم. فقد حصلت المرأة على حقوق سياسية وأجتماعية في أغلب أنحاء العالم بعد أن كانت محرومة منها عموماً في الماضي.
أما بالنسبة الى الثورات الأجتماعية والأقتصادية فأنها أعّم شمولاً وتهدف الى تغيير كبير وجذري لا للكيان السياسي فقط بل للكيان والوضع الأجتماعي والأقتصادي أيضاً في بلد ما. ومن أمثال هذه الثورات الثورة الفرنسية لعام 1789 والثورة الروسية لعام 1917 والثورة الصينية لعام 1949 والمشكلة تكمن في محاولة إيجاد المعيار للتمييز بين هذين النوعين من الثورات. ففي العديد من الحالات يتداخل المفهومان. فالثورة الكوبية عقب نجاحها تحولت الى ثورة أقتصادية-أجتماعية والثورة الفرنسية لم تغيّر مختلف الأوضاع في فرنسا بل تركت أثارها على أوربا أيضاً ووصل صداها الى مختلف أنحاء العالم وكذلك الحال بالنسبة للثورة الشيوعية في روسيا.
هل تعتبر حروب الأستقلال ثورات؟ حروب الأستقلال التي يصاحبها في أغلب الأحيان أستخدام القوة والعنف يساهم فيها أفراد الشعب هي بذاتها أنواع خاصة من الثورات كالثورة الجزائرية (1954-1962) ضد فرنسا والثورة الأمريكية ضد بريطانيا (1765-1783) وثورات الأستقلال هي ثورات ضد محتل أجنبي وإذا تكللت ثورات الأستقلال بالنجاح فأنها تخرج الى العالم الخارجي كدول مستقلة.
التفريق بين مفهومي الثورة والأنقلاب
الأنقلابات عادة ترمي الى تغيير النظام السياسي أو الحكومة. والأنقلابيون عادة هم أُناس وجماعات تحمل صفة رسمية وتعمل لدى الحكومات مثل عناصر من أفراد الجيش أو الشرطة حيث تقوم هذه العناصر عادة بأحتلال مبانٍ للدولة ورئاسة الحكومة ومفترق الطرق. ويجري التدبير للأنقلاب عادة بشكل سري وهي تجري أيضاً بشكل مفاجئ وسريع. وإذا نجح أنقلاب ما فأن بأمكان الأنقلابيون فرض واقع سياسي ودستوري جديد في البلاد. وخلال النصف الأول من القرن العشرين أشتهرت دول أمريكا اللاتينية بتعدد وسرعة حدوث أنقلابات عسكرية فيها. أما في البلاد العربية فأن أشهر أنقلاب فيها حصل في مصر عام 1952 من قبل مجموعة من أفراد الجيش (الضباط الأحرار) وأطاح الأنقلابيون بالنظام الملكي وأعلنوا النظام الجمهوري عقب فترة من أستلامهم الحكم. وشهد العراق أول أنقلاب عسكري في الوطن العربي في التاريخ الحديث عندما قامت عناصر من الضباط على رأسهم بكر صدقي في 29 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1936 بأرغام الملك غازي للإستجابة لمطالبهم وأبدال الحكومة وتشكيل حكومة جديدة من أفراد أرادهم الأنقلابيون وقد جرى تغيير كامل للنظام الملكي في العراق عقب نجاح أنقلاب 14 تموز (يوليو)، 1958 برئاسة عدد من الضباط الذين حولوا النظام الملكي في العراق الى نظام جمهوري وقد صاحب ذلك الأنقلاب سفك للدماء حيث قُتل خلاله الملك فيصل الثاني، ملك العراق وبعض أفراد الأسرة المالكة.
ولا يشترط فقط أستعمال صفة الثورة على حكومات تطلق على نفسها صفة التقدمية. فقد أستعملت بعض الأنظمة المحافظة كلمة ثورة للإشارة الى أصلاحات ترمي تلك الحكومات أجراؤها. ففي الستينات من القرن العشرين أعلن شاه ايران محمد رضا بهلوي بأنه سيقوم (بثورة بيضاء) نحو التقدم والبناء في أيران.
أُستخدم مصطلح الثورة من قبل بعض الحُكام أو الحكومات بدون أن يكون هناك تغيير جذري في نظام الحكومة أو البنية الأجتماعية والأقتصادية مما أدى فقدان مصطلح “الثورة” بعض هيبته، كل ذلك أدى الى صعوبة وضع نظرية عامة لمفهوم “الثورة” أو حتى تحديد أين تبدأ ثورة ما وأين تنتهي.
وكذلك يُستخدم أصطلاح “الثورة” اليوم للإشارة الى التغييرات السياسة والأجتماعية والأقتصادية لا على مستوى الدول فقط بل على مستوى العالم بأكمله. فهناك “الثورة الزراعية” و “الثورة الصناعية” و “ثورة التكنلوجيا” …الخ واليوم يُستخدم أصطلاح “الثورة” للإشارة الى التغيير العالمي التام لأوضاع المرأة منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم. فقد حصلت المرأة على حقوق سياسية وأجتماعية في أغلب أنحاء العالم بعد أن كانت محرومة منها عموماً في الماضي.