الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيرحل كورونا... وسيولد نظام عالمي جديد بقلم: إسماعيل عبد الهادي إسماعيل

تاريخ النشر : 2020-04-09
سيرحل كورونا... وسيولد نظام عالمي جديد بقلم: إسماعيل عبد الهادي إسماعيل
سيرحل كورونا... وسيولد نظام عالمي جديد

في عام 2006م وإبان الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش خططت وزيرة خارجيته آنذاك الدكتورة/ كونداليزا رايس إلى خلق شرق أوسط جديد وكان العراق ولبنان وسوريا هم محور الإنطلاق الأولي لخطوات المشروع الجديد المدمر للمنطقة والذي قام على مبدأ تفتيت الكيانات الحالية وتأجيج الطائفية والإثنية في المنطقة وذلك بفتح طريق لإعادة رسم الحدود كما حدث قبل مائة عام من خلال المشروع البريطاني الفرنسي (سايكس-بيكو).

ولم يكن ذلك المخطط يخرج إلى النور لولا أن الخونة والحالمين بالسلطة من أبناء هذه الدول وضعوا أيديهم في أيدي هؤلاء المتنمرين والمخططين ولم يكن لدى هؤلاء الخونة من أبناء الوطن أفاق بعيدة ولا نظرة مستقبلية لما ستؤول إليه الأمور, ولحقت مصر وتونس بهذا الركب ثم زادت الأمور تعقيداَ حينما تعاون حلف الناتو مع المرتزقة المتطرفين الليبيين بالإقدام على قتل الرئيس الليبي معمر القذافي والتنكيل بجثته بأسلوب منفر لا يقبله عقل ولا يرضاه أي شخص لديه وازع من ضمير ثم تسارعت الأحداث نحو الأسوأ وهو ما تفطرت له القلوب وذرفت منه الدموع دماً حينما تم تهجير الملايين من الشعب السوري الذي كان شعباً أمناً مطمئناً يأتيه رزقه رغدا فأضحوا متفرقين في شتى أصقاع الأرض ومات الكثير من الأطفال الأبرياء غرقاً وأبرز هذه الأحداث ألماً الطفل السوري الذي انتشر فيديو له عبر وسائل التواصل في حينها قبل موته وهو يقول بحسرة وأسى وعفوية ودموعه تنهمر من عينيه " سأخبر الله بكل شيء"!.

وبعد مرور أربعة عشر عاماً من هذا المخطط الدنيء كانت إرادة الله أعلى وأقوى من إرادة كونداليزا رايس وإرادة من وضع يده بيديها من الخائنين والمرتزقة من أبناء الدول العربية وكأن أنين الثكالى وصراخ الأرامل واليتامى وبكاء الطفل البريء الصغير الذي انتقل إلى مولاه قد شكانا فعلاً إلى الله سبحانه فاستجاب لشكاياه وبسببها أنزل علينا جميعاً جام غضبه سواء من قام بالتخطيط كما أسلفنا أو من أعان المخطِط وساعده ومد له يد العون للوصول لهذا الخراب ليغتال براءة الأطفال ويهتك عرِض النساء ويُبيح نكاح الجهاد بإسفاف ومباهاة وافتخار والذي أسفر عن أطفال سفاح لا يعرفون لهم أب فكان من الطبيعي أن يحل الوباء الذي لم يبقِ ولا يذر حتى ولو افترضنا جدلاً أنه مخلّق بيولوجياً عبر معامل سواء بأمريكا أو الصين إلا أن إرادة الله كانت للجميع بالمرصاد لأنه هو الذي يقول للشيء كون فيكون أياً ما كانت إرادة البشر سلباً أو إيجاباً.

ومن استقراء ما يدور خلال هذه الأزمة أنها ستسفر عند انحسار الوباء إلى  أن كافة الدول ستعيد ترتيب أوراقها وإعادة حساباتها وربما تغلق حدودها بعد أن كشفت تلك الجائحة عن خراب اقتصادي ودمار مالي على مستوى العالم وسوف تعتمد الدول على نظام الشمول المالي والحفاظ على مواردها ومدخراتها وسينشأ اقتصاد ما بعد كورونا الذي سيكون مخيفاً مرعباً رغم أن المنطق في مثل تلك الظروف يدعوا إلى تضافر جهود العالم نحو تعاون أفضل لإن الوباء لم يستثنِ أحد سواء أكانت دول غنية أو فقيرة بل الملمة ألمت بالجميع إلا أن مقدمات كورونا أسفرت عن نتائج اتسمت بالأنانية ويتبدى ذلك من خلال ما نراه من تراشق بين مواطنين الدول العربية والمناوشات التي تتسم بالعنصرية العفنة والأنانية المقيتة التي لا تليق بعقيدة المسلمين وما يحض عليه الإسلام من التضافر والتعاون عند نزول المصائب ويدعوا إلى التعاضد الإيجابي في الأطراح والمشاركة في الأفراح.

من هنا أستطيع أن أخرج بنتيجة حتمية مؤداها أنه على العالم بأسره الاستعداد للأسوء فيما بعد كورونا من علاقات الدول بعضها بعضاً سواء أكانت عربية أو أجنبية وأن ما حل بالعالم لم يدعوه للاعتبار والتأمل وينظر إلى ما نعانيه ونكابده على أنه غضب من رب العباد حل بالعالم نتيجة سوء أفعالنا أياً ما كان الدين والانتماء العقائدي وأننا ظلمنا بعضنا بعضاً ولكن ما رأيناه من رد الفعل للأحداث هو العكس وأن الوباء والداء أدى إلى مزيد من العنصرية والبغضاء والصلف والغرور وتباهي من لديه زاد على من لا زاد له بل رأينا الأغنياء سعوا لتهديد الفقراء بقطع مصدر رزقهم الذي يعتمدون عليه في معيشتهم وحياة أبنائهم وأسرهم ثم نتشدق بأننا مسلمون وأننا ننتمي لوطن واحد وبيننا مصير وهدف واحد ومؤاخاة وأن الحدود من صنع الاستعمار فلا فاصل ولا حائل بين البلدان العربية الإسلامية وفجأة وبين عشية وضحاها جاء فيروس لا نراه بالعين المجردة ليظهر نواينا ويفضح كذب ما نتشدق به وأنه لا يخرج عن كونه خطب عنترية منبرية ما أنزل الله بها من سلطان وأن الواقع هو عدم نقاء سريرتنا!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف