الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثروة لا تحمي من الجائحة بقلم:د .مروان هائل

تاريخ النشر : 2020-04-09
الثروة لا تحمي من  الجائحة بقلم:د .مروان هائل
د .مروان هائل
الثروة لا تحمي من  الجائحة    

عقدت قمة مجموعة العشرين الطارئة في  شكل مؤتمر بالفيديو بسبب الجائحة ، وكان هدفها تنسيق الجهود لمكافحة فيروس كورونا وعواقبه الاقتصادية ، حتى سويسرا التي ليستعضوًا في مجموعة العشرين شاركت في القمة بدعوة من المملكة العربية السعودية "رئاسة مجموعة العشرين لهذا العام" ، وذلك بسبب قلق سويسرا من الجائحة ، التي  اجبرتها على المشاركة واجبرت رئيسة  البلاد  سيمونيتا  سوماروغا على القول " أن سويسرا هي واحدة من أكثر الدول ازدهارًا في العالم  لكن الثروة لم تحمينا من الجائحة ، إن بلدي متأثر جدا بهذا الفيروس و على ما يبدو أن هناك أشياء لا يمكن شراؤها مقابل المال  ".

تشير التجارب التاريخية إلى أن اغلب  ضحايا أي وباء أو كارثة طبيعية  دائما هي تلك الفئات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والدينية التي كانت ، حتى قبل حالة الطوارئ في أوضاع الفئات الأكثر حرمانًا، هذه المجموعات هي الأكثر عرضة لخطر قطع العلاقاتالاجتماعية التقليدية  ونقص الرعاية الطبية الجيدة وزيادة البطالة ومشاكل أخرى و مع بدء سريان القيود الصارمة في الهند ، تم فرض الحجر الصحي إلى حد ما على الأقل على 7.8 مليار شخصعلى هذا الكوكب ، و يعتبر الحجر الصحي في الهند غير مسبوق من حيث شدته وسيضرب الفقراء بقوة  وهم الأشخاص، الذين يعملون كبائعين  وحمالين وعمال بناء وتنظيف  ، لانهم يشكلون الجزء الرئيسي من سوق العمل في البلاد وفي نفس الوقت ليس لديهم تأمين صحي والقدرة على أخذ إجازة مرضية مدفوعة الأجر  ، كذلك القارة الأفريقية تعيش بعض بلدانها  حالة  الحجر الصحي ، واليوم هناك أكثر من  70% من المواطنين الأفارقة أي حوالي 200 مليون شخص  يعيشون في أحياء ومناطق فقيرة حضرية مزدحمة مع وصول محدود إلى الماء والكهرباء  و في مثل هذه الظروف  تكون المسافة الاجتماعية مستحيلة تقريبًا ، بعبارةأخرى ستصبح هذه الفئات الفقيرة  ضمن دائرة مناطق الغذاء المثالي  لفيروس كورونا ، خطورة الجائحة كذلك تشمل قطاع غزة المكتظبالسكان  ، حيث ضعف النظام الصحي بسبب الحصار،  وهو نظام  لم يتمكن من خدمة السكان بهذه الكثافة العالية حتى قبل ظهور COVID-19 ، ماذا عن أفغانستان ، حيث انتشرت العدوى عبرالحدود مع إيران  والان تبذل الدولة الافغانية  الجهود للتصالح مع طالبان مناجل مواجهة الفيروس ، ماذا عن ليبيا  و جنوب غرب سوريا واليمن  ، حيث يعيق العنف بالفعل الجهود المبذولة لمكافحة تفشي شلل الأطفال في سوريا والكوليرا في اليمن  حتى يومنا هذا  .

  على الدول المتقدمة ، حتى عندما تكون مشغولة بإنقاذ نفسها  أن تحول اهتمام قطاعي الصحة والاقتصاد بشكل كبيرإلى الدول الضعيفة والأسواق الناشئة ، لأن تأثير الفيروس عليها على الأرجح سيكون أكثرتدميراً وزعزعة للاستقرار وإطالة أمده ، فقد يواجه العالم أسوأ عواقب COVID-19 في الأحياء الفقيرة الصاخبة وحشود مخيمات اللاجئين والمناطق غير المحسومة الصراعات وحتى بين أكبر اقتصادات الأسواق الناشئة مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ،  والاخيرة تعتبر أغنى دولة في القارة الافريقية ،والتي تراقبها الكثير من دول العالم ، ولكن اليوم يوجد  فيها أقل من 1000 سرير للعناية المركزة لسكان يزيد عددهم عن 56 مليون شخص.

بحسب تقديرات منظمة العمل الدولية الجائحة سوف تمحو  6.7%   من  ساعات العمل عالمياً ومن المتوقع أن يزداد عدد العاملين الفقراء زيادة كبيرة ، وتقدر منظمة العمل الدولية أنما بين  8.8  مليون و  35 مليون شخص إضافي من العاملين في العالم سيعيشون في فقر، مقارنة بالتقدير الأصلي لعام 2020 وهو  14 مليوناً في جميع أنحاء العالم  ومن المرجح أن يكون الضرر الواقع على الدول الضعيفة والأسواق الناشئة أعمق وأطول  منالدول المتقدمة  وسيترتب عليه عدم استقرار سياسيأ و حتى اندلاع العنف و من الممكن كذلك أن تؤدي الكارثة الاقتصادية في هذه الأجزاء من العالم إلى اضطرابات سياسية واجتماعية ، حيث اشار معهد التمويل الدولي أنه على مدى الشهرين الماضيين  خرج أكثر من 70مليار دولار من عشرين سوق من الأسواق الناشئة الرائدة ، بما في ذلك البرازيل أو الصين أو الهند أو جنوب إفريقيا وهذا يتناقض بشكل حاد مع التدفق إلى نفس البلدان البالغ 79 مليار دولار في العام الماضي.

لقد أصبح فيروس كورونا بالفعل الحدث الرئيسي لسنة   2020 وتبين  أنه الاختبار الأكثر شدة  للإنسانية و لقوة النظام الاقتصادي والمالي العالمي ومن يعتقد  أن منظمة الصحة العالمية يمكن أن تصبح مقراً عالمياً فعالاً حقاً لمحاربة الفيروس فهو واهم ،لان الميزانية الإجمالية لمنظمة الصحة العالمية لا تتجاوز ميزانية مستشفى أمريكي كبير  ومازاد الطين بله تهديد  ترامب  بتعليق المساهمة الماليّة لبلاده في موازنة منظمة الصحة العالمية، متهما إياها بالانحياز إلى الصين في أزمة تفشي فيروس كورونا، بالمقابل ايضا يظهر القادة السياسيون للدول الكبرى إحجامًا عنيدًا لإجراء تغييرات كبيرة في جداول أعمالهم الدولية وخاصة فيما يخص مساعدة الدول الفقيرة التي ينتشر فيها فيروس كورونا.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف