الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جرائم لا تسقط بالتقادم بقلم:ميادة مدحت

تاريخ النشر : 2020-04-09
جرائم لا تسقط بالتقادم
بقلم/ ميادة مدحت
[email protected]

هل كان الخفاش حقًا هو المذنب الحقيقي في مأساة تفشي وباء كورونا عالميًا؟
في أواخر ديسمبر 2019 لوحظ انتشار حالات الالتهاب الرئوي الشديد في مدينة ووهان الصينية مما دفع الطبيب لي وينليانج إلى توجيه رسالة تحذير إلى زملائه الأطباء يدعوهم إلى توخي الحذر حيث لاحظ انتشار فيروس جديد يشبه سارس. وفي 31 ديسمبر أصدرت مفوضية الصحة في ووهان بيانًا تكذب فيه ادعاءات وينليانج الذي تم القبض عليه ووجهت له اتهامات بنشر الشائعات المغرضة، ولم يطلق سراحه إلا بعد توقيعه إقرارًا بعدم ارتكاب أفعال غير قانونية مستقبلاً.
وفي نفس اليوم الذي غادر فيه وينليانج مقر الاحتجاز، قام 157.000 شخص بمغادرة مدينة ووهان إلى أماكن أخرى داخل وخارج الصين. واصل وينليانج كفاحه ضد الفيروس كطبيب حتى أصابه الوباء وفقد حياته شهيدًا للواجب وللصدق. وانتشر فيروس كورونا في ربوع الأرض مما دفع المجتمع الدولي للضغط على حكومة الصين لتكف عن الكذب وتعلن الحقيقة وتم فرض العزل الكامل على مدينة ووهان ولكن العزل جاء متأخرًا بعد أن تفشي الوباء.
ومع تصاعد الأحداث وارتفاع نسبة الإصابات عالميًا، تعرض الشعب الصيني لموجه عالمية من التنمر والعنصرية بحجة أنهم يأكلون الخفاقيش والفئران وأن عاداتهم الغذائية هى التي جلبت الموت الجماعي لشعوب العالم. لم يسأل المتنمرون أنفسهم ما الذي يدفع شعبًا لالتهام كل ما تعاف النفس من مجرد ذكر اسمه أو تخيل مذاقه؟ لقد تعرض الشعب الصيني عبر التاريخ لمجاعات كبرى لكن أشدها وطأةً تسبب فيه –وياللعجب- ماوتسي تونج الذي ينسب إليه الفضل في نهضة الصين الحديثة. جاء ماوتسي تونج بأحلام كبيرة لإقامة الصين العظمى، و نشر بين الصينيين ثورته الثقافية التي كان لها آثار إيجابية لا ينكرها أحد فقد قرر إيقاف عادة ربط الأقدام التي كانت سببًا في معاناة ملايين من الفتيات في الصين، كما أمر بوقف زواج الأطفال وأتاح للمرأة حق طلب الطلاق. وقام ماوتسي بتجريم إدمان الأفيون متحديًا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس حيث كانت بريطانيا العظمى هى الراعي الأول لزراعة وتجارة الأفيون داخل الصين.
ولكن ماوتسي العظيم– مثل كل ديكتاتور- كان يرى أن أحلامه أكبر من حرية الناس وكرامتهم وحياتهم أحيانًا فانتشر رجاله في القرى ينزعون ملكيات الأرض الزراعية من الفلاحين ويجبرونهم على العمل بالأجرة وأحيانا بالسخرة فيما سبق أن كانت أراضيهم. وتم تحويل الريف إلى سلة غلال للمدن التي شهدت نهضة صناعية كبرى. لكن من زرعوا الغلال كانوا لا يجدون ما يقيم أودهم فانتشرت بينهم الأمراض وعصف بهم الجوع حتى أكلوا كل متحرك وثابت صادفوه. امتلأت المقابر الجماعية لكن العمل في الحقول لم يتوقف ولو دقيقة حدادًا على من رحلوا وكان الإعلام يهلل في سعادة للنهضة التي تولد دون أن يذكر شيئًا عن الفقراء الذين ماتوا جوعًا ليعيش حلم ماوتسي. وقد سجل الكاتب الصيني يانج جيسنج وقائع تلك المأساة التي حدثت بين عامي 1958-1962 في كتاب بعنوان "شاهد قبر.. المجاعة الصينية الكبرى".
ربما يقول البعض أن ماوتسي تونج - له ما له وعليه ما عليه- و أنه أفضى إلى ما قدم وأن جرائمه قد مضى عليها زمان بعيد ولكن الحق أن هناك جرائم لا تسقط بالتقادم بل تزيد جرائرها مع الزمن فجريمة ديكتاتور واحد دفع ثمنها الملايين غاليا وقتها، ويدفع العالم بأسره الثمن اليوم لأن ماوتسي تونج جوع شعبه في القرن الماضي حتى أكلوا ما لا يؤكل ولأن حكومة الصين الحالية ملأت الدنيا كذبا حتى تفاقم أمر الفيروس وحصد في طريقه أرواح الجميع بلا تمييز فالأصفر والأبيض والأسود سواء أمام الموت، والكل ضحايا محتملين سواء في الدول الديمقراطية أو في البلاد التي ترزح تحت الأنظمة الاستبدادية التي ما زالت تكذب وتمعن في الكذب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف