مسؤولية بريطانيا في سرقة الأرض والتراث الفلسطيني
د.إبراهيم فؤاد عباس
وعد بلفوروتوابعه ليس الخطيئة الوحيدة التي ارتكبتها بريطانيا في حق الشعب الفلسطيني، فقد كان تأسيس صندوق استكشاف فلسطين عام 1865 - وهو الصندوق الأول من نوعه في العالم- الخطيئة الأكبر في حق هذا الشعب. فمن جهة شجع تأسيس الصندوق كافة البعثات الأثرية للدول الاستعمارية حينذاك للتوجه إلى فلسطين يجمعهم هدف وقاسم مشترك واحد هو جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الواردة في الكتاب المقدس حول (أرض الميعاد) في محاولة لكشف الجذور اليهودية للأرض المقدسة من خلال ما يتم اكتشافه من آثار، إلى جانب نهب أكبر عدد ممكن من الآثار التي يمكن العثور عليها، وتدمير أي آثار تتعلق بالوجود الفلسطيني القديم على تلك الأرض، وهو ما سبق وأن أفصح عنه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشى دايان. من جهة أخرى ساهمت هذه البعثات – وفي مقدمتها هذا الصندوق – في تشجيع وزيادة الهجرة اليهودية الى فلسطين، حتى اننا نرى عالم الآثار الصهيوني "كوندر" يفخر بأن الفضل في هجرة اليهود ، وتزايد أعدادهم في فلسطين، وفي القدس بشكل خاص، يعود إلى ما كتبه من مقالات وأبحاث.
ويرى عالم الآثار الفلسطيني د. غطاس جريس صايغ أن بريطانيا رسخت وجودها التنقيبي في فلسطين من خلال تأسيس المدرسة البريطانية للآثار عام 1912 بهدف تعزيز وجهة النظر التوراتية في إعادة كتابة تاريخ فلسطين دون الأخذ في الاعتبار الدور الحضاري والثقافي للفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين الذين ما زالوا يعيشون على هذه الأرض.
وكان من الطبيعي أن تزداد حمى التنقيب في فلسطين من قبل علماء الآثار (التوراتييون) خلال فترة الانتداب البريطاني، وبصرف النظر عن أساليب الحفر غير العلمية التي أجريت في تلك الفترة – حتى فترة الثلاثينيات بتدشين د. كاتلين كينيون لنشاطها التنقيبي في أريحا- فإنه جرت العديد من المحاولات لتهويد ما يتم اكتشافه من آثار ومحاولة طمس معالم الآثار الفلسطينية القديمة، واتسع نطاق القرصنة الصهيونية في هذا المجال إلى حد التلاعب في تسمية التسلسل الزمني للحضارات الفلسطينية القديمة ووضعها تحت مسميات عرقية ودينية استنادًا إلى مسميات العهد القديم، وأكبر مثال على ذلك تسمية عصر الحديد بأطواره الثلاثة بالعصر الإسرائيلي.
وتواصلت جرائم بريطانيا في حق الشعب الفلسطيني في هذا المجال بتأسيسها قسمًا للآثارفي فلسطين، دون أن تبذل أي جهد حقيقي لتدريب وتشجيع علماء الآثار الفلسطينيين على إدارة موارد التراث الآثاري الضخمة التي تم اكتشافها حتى ذلك الوقت، في الوقت التي بذلت فيه قصارى جهدها لتشجيع ودعم علماء الآثار اليهود (التوراتيون) أمثال الصهيوني (جلوك)، الذي استخدم علم الآثار لتبرير مزاعمهم بأحقيتهم في امتلاك فلسطين وسرقتها من أصحابها الحقيقيين.
واقتصرعمل المنقيون التوراتيون ، والإسرائيليون بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 على التنقيب في مواقع (التل الفلسطيني) في طبقات التل الأحدث التي تعود إلى الوجود الإسرائيلي في فلسطين وأهملوا الطبقات الأقدم المطمورة تحتها التي تؤكد على الوجود الحضاري الأقدم والأرسخ للفلسطينيين.
وباستثناء د. كاتلين كينيون وفلندرز بتري الانجليزيان، فإنه يصعب العثور على علماء آثار بريطانيين أسهموا بشكل إيجابي في عمليات تنقيبهم في فلسطين بعيدًا عن الأهداف التوراتية، وبالرغم من أن العديد من علماء الآثار الإسرائيليين واليهود – أمثال زئيف هيرتزوج ومئير بن دوف، وإسرائيل فنكلشتاين وغيرهم ساهموا بشكل طيب في إبراز عيوب الأسلوب التنقيبي لعلماء الآثار التوراتييين، واعترفوا بأن المزاعم التوراتية لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع، خاصة في ظل فشل الحفريات والتنقيبات الأثرية الأنجلو- أميركو- صهيونية في العثور على أية آثار يهودية تثبت أساطير العهد القديم
د.إبراهيم فؤاد عباس
وعد بلفوروتوابعه ليس الخطيئة الوحيدة التي ارتكبتها بريطانيا في حق الشعب الفلسطيني، فقد كان تأسيس صندوق استكشاف فلسطين عام 1865 - وهو الصندوق الأول من نوعه في العالم- الخطيئة الأكبر في حق هذا الشعب. فمن جهة شجع تأسيس الصندوق كافة البعثات الأثرية للدول الاستعمارية حينذاك للتوجه إلى فلسطين يجمعهم هدف وقاسم مشترك واحد هو جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الواردة في الكتاب المقدس حول (أرض الميعاد) في محاولة لكشف الجذور اليهودية للأرض المقدسة من خلال ما يتم اكتشافه من آثار، إلى جانب نهب أكبر عدد ممكن من الآثار التي يمكن العثور عليها، وتدمير أي آثار تتعلق بالوجود الفلسطيني القديم على تلك الأرض، وهو ما سبق وأن أفصح عنه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشى دايان. من جهة أخرى ساهمت هذه البعثات – وفي مقدمتها هذا الصندوق – في تشجيع وزيادة الهجرة اليهودية الى فلسطين، حتى اننا نرى عالم الآثار الصهيوني "كوندر" يفخر بأن الفضل في هجرة اليهود ، وتزايد أعدادهم في فلسطين، وفي القدس بشكل خاص، يعود إلى ما كتبه من مقالات وأبحاث.
ويرى عالم الآثار الفلسطيني د. غطاس جريس صايغ أن بريطانيا رسخت وجودها التنقيبي في فلسطين من خلال تأسيس المدرسة البريطانية للآثار عام 1912 بهدف تعزيز وجهة النظر التوراتية في إعادة كتابة تاريخ فلسطين دون الأخذ في الاعتبار الدور الحضاري والثقافي للفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين الذين ما زالوا يعيشون على هذه الأرض.
وكان من الطبيعي أن تزداد حمى التنقيب في فلسطين من قبل علماء الآثار (التوراتييون) خلال فترة الانتداب البريطاني، وبصرف النظر عن أساليب الحفر غير العلمية التي أجريت في تلك الفترة – حتى فترة الثلاثينيات بتدشين د. كاتلين كينيون لنشاطها التنقيبي في أريحا- فإنه جرت العديد من المحاولات لتهويد ما يتم اكتشافه من آثار ومحاولة طمس معالم الآثار الفلسطينية القديمة، واتسع نطاق القرصنة الصهيونية في هذا المجال إلى حد التلاعب في تسمية التسلسل الزمني للحضارات الفلسطينية القديمة ووضعها تحت مسميات عرقية ودينية استنادًا إلى مسميات العهد القديم، وأكبر مثال على ذلك تسمية عصر الحديد بأطواره الثلاثة بالعصر الإسرائيلي.
وتواصلت جرائم بريطانيا في حق الشعب الفلسطيني في هذا المجال بتأسيسها قسمًا للآثارفي فلسطين، دون أن تبذل أي جهد حقيقي لتدريب وتشجيع علماء الآثار الفلسطينيين على إدارة موارد التراث الآثاري الضخمة التي تم اكتشافها حتى ذلك الوقت، في الوقت التي بذلت فيه قصارى جهدها لتشجيع ودعم علماء الآثار اليهود (التوراتيون) أمثال الصهيوني (جلوك)، الذي استخدم علم الآثار لتبرير مزاعمهم بأحقيتهم في امتلاك فلسطين وسرقتها من أصحابها الحقيقيين.
واقتصرعمل المنقيون التوراتيون ، والإسرائيليون بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 على التنقيب في مواقع (التل الفلسطيني) في طبقات التل الأحدث التي تعود إلى الوجود الإسرائيلي في فلسطين وأهملوا الطبقات الأقدم المطمورة تحتها التي تؤكد على الوجود الحضاري الأقدم والأرسخ للفلسطينيين.
وباستثناء د. كاتلين كينيون وفلندرز بتري الانجليزيان، فإنه يصعب العثور على علماء آثار بريطانيين أسهموا بشكل إيجابي في عمليات تنقيبهم في فلسطين بعيدًا عن الأهداف التوراتية، وبالرغم من أن العديد من علماء الآثار الإسرائيليين واليهود – أمثال زئيف هيرتزوج ومئير بن دوف، وإسرائيل فنكلشتاين وغيرهم ساهموا بشكل طيب في إبراز عيوب الأسلوب التنقيبي لعلماء الآثار التوراتييين، واعترفوا بأن المزاعم التوراتية لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع، خاصة في ظل فشل الحفريات والتنقيبات الأثرية الأنجلو- أميركو- صهيونية في العثور على أية آثار يهودية تثبت أساطير العهد القديم