الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة فى يوتوبيا أحمد خالد توفيق بقلم:رضا البطاوى

تاريخ النشر : 2020-04-08
قراءة فى يوتوبيا أحمد خالد توفيق  بقلم:رضا البطاوى
قراءة فى يوتوبيا أحمد خالد توفيق
طوبى أو المدينة الفاضلة أو الجنة كما تعنى كلمة طوبى فى القرآن تحولت فى رواية أحمد خالد توفيق إلى مدينة الأغنياء أو بالأخرى تحولت لسدوم فى العهد القديم مدينة الفسق والعهر
المفترض فى أى رواية تتكلم عن المستقبل أن تسمى التخيلات عن كذا وعنوان الحكاية ليس دالا على أحداثها وإنما كان يجب تسميتها بأى اسم دال على آلام البشر أو عذابهم أو دنياهم
الرواية قامت على أساس عالمين :
الأول عالم الأغنياء وهو عالم قام على احتكار الأغنياء كل السلع من دواء وطعام وغير ذلك كما قام على سلب الفقراء وظائفهم الحكومية وغير الحكومية وأيضا سلبهم المعونات وحتى لا يسقط المجتمع الغنى هاجروا إلى الساحل الشمالى وأقاموا وطنهم أو مستعمرتهم الجديدة والتى يحميها الأمريكان المتقاعدون من الجيش الأمريكى أحاطوها بأسوار وتقنية عالية استغنوا عن الوسائل التقليدية كالوقود الحفرى بما أسماه المؤلف البايرول واستعاضوا عن الطعام والدواء بسائل سحرى سماه الفلوجستين لكنهم لم يستطيعوا الاستغناء عن بقية البشر الذين يستخدمونهم كخدم او بغيات أو بغاة ودين المجتمع الغنى هو المال مع احتفاظهم بالأسماء المسلمة والنصرانية
العالم الثانى أو الأخر هو الفقراء الذين فقدوا كل شىء تقريبا حتى تحولت المصالح والمؤسسات الحكومية سابقا لخرائب وتعطلت عن العمل وأصبح مشروع كمترو الأنفاق وكر للعصابات وهم كالمجتمع الأخر يعيشون على الظلم فيما بينهم تحولوا لطائفة من العاطلين والمجرمين والبغايا إلا ما ندر
العالم الأول ظن أنه أمن خطر العالم الثانى بإقامة تلك المستعمرة الشمالية التى هى غالبا عند الكاتب رمز لرجال الأعمال ولكن الملل الموجود عند شباب العالم الأول تحول لحب المغامرة لاصطياد الناس من العالم الثانى والتسلى بتعذيبهم وقتلهم واغتصابهم والاحتفاظ بتذكارات من أعضاء أجسامهم بعد القتل كالأيدى المقطوعة بتحنيطها على غرار ما يسمى بصيد الرءوس عند البعض القبائل كما يحكى لنا الغربيين فى كتب الاجتماع التى ألفوها عن وحشية الشعوب البدائية بينما كانوا هم الوحوش بالفعل
العالم الثانى لم يعدم أن يوجد فيه بعض المثقفين الذين حلموا بكسر هذا الظلم وكالعادة كانوا على نوعين :
الأول يظن أن حسن معاملة العدو سيؤثر فيه ويجعله يتخلى عن شيطانيته التى تسمى بالأنانية خطأ وتمثل هذا فى جابر فاقد قرنية احدى عينيه الذى أنقذ الصيادين من بطش المجتمع الفقير بهما رغم علمه أنهما كانا آتيان لايذاء بعض أفراده وهربهما حتى أوصلهما إلى المستعمرة وكان الجزاء هو أن قتله الرجل الصياد واحتفظ بعضو منه كتذكار وكان قد سبق أن اغتصب أخت جابر التى قاومته
الثانى علم أن مجتمع الأغنياء خائن لا يمكن الوثوق به وأنه لا يعرف لغة سوى لغة واحدة هى لغة القوة وكان الممثل لهذا النوع هو عبد الظاهر الذى خطط ودبر حتى أفسد المستعمرة كلها بخطة سرقة البايرول وتعبئة الطائرات وغيرها من وسائل نقل القوم بسائل المجارى الفقيرة وحاصر المستعمرة حتى قرر أهلها الهروب منها وكانوا قد أنشأ كل منهم مطار خاص به للهرب بالطائرة بدلا من اقامة مطار عام قد يسيطر عليه الثوار ويمنعون هربهم
أحمد خالد توفيق وضع أيدينا على ما يحرك الجماهير فالجوع وعدم العلاج لا يحرك فيهم شيئا إلا القليل ولكن انتهاك العرض وخيانة اليد الممتدة بالخير هو الذى يجعل الكل يثور انتقاما وهى وجهة نظر خاطئة بالفعل فالأنظمة فى مختلف بلاد العالم دأبت منذ أزمان سحيقة على خيانة الأكابر للصغار وعلى انتهاك عروضهم ومع هذا لم تقم الثورات أو التغييرات لهذا السبب وإنما السبب هو إرادة الناس التغيير كما قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
الرواية تحدثت عن مجرد انتقام لم تتحدث عن إصلاحات لا فى جانب الأغنياء ولا فى جانب الفقراء ومن ثم فهى مجرد انتقال للسلطة من أيدى أفراد لأفراد آخرين فمن يحمل السلاح حتى وهو فقير ما يلبث أن يتحول إلى صفوف الأغنياء والغريب هو أن الكثير من الأغنياء يتقربون منهم ويزوجوهم بناتهم وبهذا تعود ريمة إلى عادتها القديمة
هذا هو واقع الحال مع أناس لا يفكرون فى اقامة العدالة وإنما يريدون أن يكونوا فى موقع السلطة انتقاما ممن كانوا فيها يوم ما وظلموهم
وأما من يريدون التغيير الحقيقى فهم عملة نادرة لأنهم يفكرون فى إصلاح المجتمع وتحويله لمجتمع عادل بلا فقراء وبلا أغنياء وهذه هى رسالة الرسل ومن يقتدون بهم
طوبى كما أسماها أحمد خالد توفيق اسم على غير مسمى والمفترض تسميتها ظلم فى الأرض أو جحيم فى الأرض فحتى هذه المستعمرة لم يكن فيها كل شىء متوفر فالموت موجود والمرض موجود والملل موجود أى كل عيوب الأرض موجودة فى مجتمع الأغنياء
الرجل يبدو فى الرواية والتى يذكر فيها احصائيات وأخبار من الصحف المصرية عن البطالة والإدمان وغيرها من المشاكل كان يتنبأ بأن مجتمع رجال الأعمال والذى رمز له بالساحل الشمالى سوف ينهار بسبب تلك المشاكل لأن الكل كان يحاول جمع المال واحتكار السلع حتى لو وكان هذا بالسرقة من الشعب المتعب
التاريخ الذى وضع فى الرواية للانهيار كان2020 ولكنه انهار قبل هذا بتسع سنوات 2011 فيما سمى خطأ بثورة يناير والتى سيتبين مستقبلا أن قائدها ومخطط خطواتها كان هو عبد الفتاح السيسى وأنه ضحك على الكل أعداء وأصدقاء وساقهم إلى ما أراده
ويبدو أن الولد بطل الحكاية كان يرمز به لجمال مبارك فهو الولد الذى تسبب بكارثة انهيار المستعمرة لأنه كان يريد أنه يحقق كل نزواته ويجمع كل السلطات فى يده والآن تتكرر نفس الحكاية بمجتمع اسمه قادة الجيش يحتكرون اقتصاد البلاد والولد وهو محمود السيسى يقوم بنفس دور جمال مبارك وهو ما يعنى أن هناك ثورة أو انقلاب قادم من داخل الجيش نفسه ممن يرون أنه تعدى على حقوقهم خاصة أن شبكة الكبار معظمها زيجات من داخلها ومن ثم فمن يتغول منهم يكون الرد عليه من جانبهم وإن غاب فترة من الوقت
ما فات أحمد خالد توفيق هو أن الثورات لا يقوم بها الفقراء وإنما يدفعون للقيام بها من جانب فريق من الأغنياء يرى أن هناك تغول على ما يراه حقوقه من الأغنياء الكبار ولذا فهو يدفعهم لتحقيق مصالحه فى النهاية ومن ثم يعود المجتمع لنفس الجرح الذى لا يندمل وتتكرر نفس الحكاية
رضا البطاوى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف