أنا العربيّ لا أخجل
تحيّرتُ في أوراق نثري، أسوريّ أكتب عن نفسي أم عربيّ!
خفقَانُ قلبي كان يهمسُ : دوّن بالخطّ العريضِ أنا عربيّ.
أنا العربيّ لا أخجل، ولماذا أخجل من نسبي؟
أنا من أشرفِ الأجناس وأنبلهم أنا سَنيُّ النسبِ، أنا سوريّ وأصلي جزائريّ وضعتني أمّي تحت شجرة الأرْزُ في لبنان وصبغتْ جلدي بألوان حجارة البتراء الأردنية ولحَفتني بورقِ العنبِ، سُقيتُ بكفٍ سعوديّ من نهر النيل في مصر ثم ساقني النهر إلى الخرطوم في السودان، نظرتُ من حولي فوجدت نفسي على شاطئ البحرين بجوار لافتةٍ مرصّعة بالذهبِ مكتوب عليها هُنا عُمان، وثَبتُ إلى جذع نخلةٍ فهززته إلى أن تَساقطَ عليّ رُطباً أكلته عنباً شاميّاً في المغربِ وما أزكاه من عنب، عِنبٌ مدلّى من داليةٍ متدلّية تشربُ من وادي مَجردَة في تُونس، أنا عربيّ أقولها بفخرٍ ولا أخجل، في داخلي تمشي فلسطين وبلاد الرافدين تجري في شرياني، ، أنا خليجيُّ جيبوتي وفي الصومالِ تُصب ماءٌ مِنَ الرافدين منْ شرياني، أوتار عودي يمنيّة وفي ليبيا تثملُ مسامعك من خمر ألحاني
أنا العربيّ في أيسر صدري قلبٌ اسمه القدسُ، قدسٌ عربيٌّ تكالبتْ عليه أعداء المحبةِ والسلامِ، قلبٌ عطوفٌ لطالما احتضنً أعرق الأديان، وأمّا عن كبِدي فإنّه شامخٌ رغمَ أنفِ بائعه وشاريه، إنّه الجولان غارت فيه مخالبُ أتباع الشيطانِ، أنا العربيّ تؤلمني عثراتُ ممثلينا فهذا خرِقٌ وذاك خوانٌ تَباً لهم من مذّاقينَ مُماذقينَ منافقينَ جرّدوا أرضنا من الأمنِ والأمانِ، آهٍ على وطنٍ تحكمُ فيه الرعاعُ شعوباً أصغر من فيها ضِرغام، اذهب للموت إن كنت تجرؤ واسأله عنيّ أنا العربيّ، سيخبرك أنّه كلماّ حاولَ أن يحاصرني حاصرته، وأنّه أتاني في سورية ليرميني فرميته، وأنّه في ليبيا قلقٌ من طفلٍ مهاب يصدّ رياحه إذ تهُبُّ، اسأله عنّي في فلسطين سيخبرك بأنّه شاخَ وهرمَ وأنا ما هرمتُ وأنّه رآني أزداد شباباً كلّما كبرتُ، اسأل الذلّ عنّي والهوانَ، سيردفان بعد قسمٍ أنّ العربَ منهم من مات واقفاً كالشجر وما استكانَ، وأنّ منهم من أضرمَ نار الحروب لئلا يُهان، سأظلّ أرددُ أبيات شعرٍ عالقة في رأسي مذ كنت في المهدِ صبياً، أبيات أظنّ أبي رددها على مسامعي بعد أن انتهى من الأذانِ، مطلعُ الأبيات "بلاد العرب أوطاني" سأظلّ أرددها إلى أن تستفيق إخوتي وتثور في وجه الفتنة والتفرقة والطغيانِ، وكلّي ثقة بأننا سنعود من بعدِ انزواءٍ إلى انضمام، أنا العربيّ غيّور على العربِ هكذا علمني أبي أن أكون وعلى هذا ربّاني، إن سمعتك ولو همساً تشتم عربياً ستُعَنونُ الأخبارُ أنّك قتيلٌ وأنّي أنا الجاني، شِبلٌ من سلالةِ العربِ افترسَ نعجةً حمقاءَ هكذا ستروى قصتنا في قادمِ الزمانِ
محمود عبد السلام.
تحيّرتُ في أوراق نثري، أسوريّ أكتب عن نفسي أم عربيّ!
خفقَانُ قلبي كان يهمسُ : دوّن بالخطّ العريضِ أنا عربيّ.
أنا العربيّ لا أخجل، ولماذا أخجل من نسبي؟
أنا من أشرفِ الأجناس وأنبلهم أنا سَنيُّ النسبِ، أنا سوريّ وأصلي جزائريّ وضعتني أمّي تحت شجرة الأرْزُ في لبنان وصبغتْ جلدي بألوان حجارة البتراء الأردنية ولحَفتني بورقِ العنبِ، سُقيتُ بكفٍ سعوديّ من نهر النيل في مصر ثم ساقني النهر إلى الخرطوم في السودان، نظرتُ من حولي فوجدت نفسي على شاطئ البحرين بجوار لافتةٍ مرصّعة بالذهبِ مكتوب عليها هُنا عُمان، وثَبتُ إلى جذع نخلةٍ فهززته إلى أن تَساقطَ عليّ رُطباً أكلته عنباً شاميّاً في المغربِ وما أزكاه من عنب، عِنبٌ مدلّى من داليةٍ متدلّية تشربُ من وادي مَجردَة في تُونس، أنا عربيّ أقولها بفخرٍ ولا أخجل، في داخلي تمشي فلسطين وبلاد الرافدين تجري في شرياني، ، أنا خليجيُّ جيبوتي وفي الصومالِ تُصب ماءٌ مِنَ الرافدين منْ شرياني، أوتار عودي يمنيّة وفي ليبيا تثملُ مسامعك من خمر ألحاني
أنا العربيّ في أيسر صدري قلبٌ اسمه القدسُ، قدسٌ عربيٌّ تكالبتْ عليه أعداء المحبةِ والسلامِ، قلبٌ عطوفٌ لطالما احتضنً أعرق الأديان، وأمّا عن كبِدي فإنّه شامخٌ رغمَ أنفِ بائعه وشاريه، إنّه الجولان غارت فيه مخالبُ أتباع الشيطانِ، أنا العربيّ تؤلمني عثراتُ ممثلينا فهذا خرِقٌ وذاك خوانٌ تَباً لهم من مذّاقينَ مُماذقينَ منافقينَ جرّدوا أرضنا من الأمنِ والأمانِ، آهٍ على وطنٍ تحكمُ فيه الرعاعُ شعوباً أصغر من فيها ضِرغام، اذهب للموت إن كنت تجرؤ واسأله عنيّ أنا العربيّ، سيخبرك أنّه كلماّ حاولَ أن يحاصرني حاصرته، وأنّه أتاني في سورية ليرميني فرميته، وأنّه في ليبيا قلقٌ من طفلٍ مهاب يصدّ رياحه إذ تهُبُّ، اسأله عنّي في فلسطين سيخبرك بأنّه شاخَ وهرمَ وأنا ما هرمتُ وأنّه رآني أزداد شباباً كلّما كبرتُ، اسأل الذلّ عنّي والهوانَ، سيردفان بعد قسمٍ أنّ العربَ منهم من مات واقفاً كالشجر وما استكانَ، وأنّ منهم من أضرمَ نار الحروب لئلا يُهان، سأظلّ أرددُ أبيات شعرٍ عالقة في رأسي مذ كنت في المهدِ صبياً، أبيات أظنّ أبي رددها على مسامعي بعد أن انتهى من الأذانِ، مطلعُ الأبيات "بلاد العرب أوطاني" سأظلّ أرددها إلى أن تستفيق إخوتي وتثور في وجه الفتنة والتفرقة والطغيانِ، وكلّي ثقة بأننا سنعود من بعدِ انزواءٍ إلى انضمام، أنا العربيّ غيّور على العربِ هكذا علمني أبي أن أكون وعلى هذا ربّاني، إن سمعتك ولو همساً تشتم عربياً ستُعَنونُ الأخبارُ أنّك قتيلٌ وأنّي أنا الجاني، شِبلٌ من سلالةِ العربِ افترسَ نعجةً حمقاءَ هكذا ستروى قصتنا في قادمِ الزمانِ
محمود عبد السلام.