جائحة كورونا ورأس المال الاجتماعي الفلسطيني
ضياء الدين شريتح
سجل الشعب الفلسطيني بطولات من الملاحم سطر فيها دروسا وعبر في التضحية والإنتماء والصمود والروح الوطنية، فلا يوجد ازمة او محنة مر بها الشعب الفلسطيني إلا وأثبت لنفسه اولا وللاخرين ثانيا انه مختلف ولن يتكرر، شعب واع متلاحم منتم وصابر.
إن لخصوصية السياقات التاريخية والإقتصادية والإجتماعية للشعب الفلسطيني الذي لم يعرف الإستقرار طوال السنوات السابقة خلقت حالة فريدة من نوعها، فهو يهزم الأزمة في عقر دارها فهو مهيأ نفسيا وإقتصاديا وإجتماعيا على هذه الأزمات وعلى الية التصدي لها ومواجهتها.
كما هي جائحة الإحتلال الإسرائيلي، ها هي جائحة كورونا تدق أبوابنا سريعا وبدون رحمة ، ومن البداية كنا السباقين في التعامل الأكثر نجاحا مع هذا الوباء وقدوة حسنة لغيرنا في العالم وهذا بشهادات مؤسسات عالمية رسمية وغير رسمية ومنها منظمة الصحة العالمية، أثبت الشعب الفلسطيني قدرته على التصدي والصمود ورفع الروح المعنوية والوطنية، وتأصلت فيها القيم والأخلاق من تعاون والتعاضد وتشبيك على درجة عالية من التنسيق وإحترام الاخر وتعززت الثقة فيما بينها، وتوج فيها حالة الإنسجام والتناغم والتكامل الكافي والمرن بين الحكومة والشعب، فالشعب يقوم بواجبه كما هي الحكومة تقوم بواجبها على أكمل وجه وتخاطب كافة فئات الشعب بالمنطق وبموضوعية تامة وشفافية عالية وتصبح كافة أجهزة الحكومة المدنية والعسكرية منها تعمل كخلايا النحل تواصل النهار مع الليل برغم الامكانيات المادية الضعيفة في سبيل حصر هذا الوباء والتخفيف من اثاره.
كذلك الشعب وفي لحظات سريعة وعفوية كما في كل ازمة ، تشكل اللجان في المواقع وتكون على جهوزية عالية وتبدأ قوافل الإعانة والمساعدة بالانطلاق بمبادرات فردية وجماعية رسمية وغير رسمية، لم نخف من المجاعة ولم نر اكتظاظ في الاسواق او في الافران فنحن شعب تدرب على مثل هذه الأزمات.
إن نوعية الروابط والشبكات الاجتماعية التي يتكون منها أفراد الشعب الفلسطيني ونوع التضامن الاجتماعي والعمل التعاوني والعادات والتقاليد، وكذلك القيم المتأصلة في الشعب الفلسطيني المتمثلة بالتعاون والتعاطف والعونة وسدّ العوزة والتبادلية الحقّيقية ( رأس المال الاجتماعي ) الذي تشكلت جميعها عبر سنوات مارس فيها الاحتلال أبشع أساليبه في محاولة منه للتخلص منها،هو الذي خلق هذه الحالة الفريدة التي تملك القدرة والقوة والارداة و الخبرة معا في التصدي للأزمات كذلك بقدرتها على التكيف مع الظروف ويسمح للناس بتطوير استراتيجيات للتعامل مع الأمور الطارئة والصعبة.
فبرغم التباعد الجسدي ان جاز لنا التعبير الذي هو ضرورة ملحة في ازمة جائحة كورونا، إلا ان الشعب الفلسطيني مازال متكافل اجتماعيا ويتحمل مسؤوليته على أكمل وجه و إن كان هناك بعض الحالات التي تخرق صورة المسؤولية الاجتماعية لأبناء شعبنا ولكنها نادرة وقليلة.
في هذه الازمة تجلى دور المجتمع الفلسطيني بشكل واضح في إمكانية التحكم والمساهمة الهامة في الحد من إنتشار هذا الوباء والتقليل من مخاطره على حياة الافراد، كما هي الجهود المباركة والجبارة من المؤسسة الرسمية و أهمها وزارة الصحة الفلسطينية.
إن هذه الازمة تعلمنا درس كما علمتنا الازمات السابقة الانتفاضة الاولى والانتفاضة الثانية والاجتياح، ان مصدر قوتنا وإرادتنا هو وحدتنا وليس الجغرافية فقط، بل وحدتنا في تقرير مصيرنا، ومقاومتنا ضد الاحتلال الاسرائيلي، تكامل كافة فئات المجتمع وتوافقها على الاهداف والخطط والبرامج التي تحقق أمنيتنا في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ضياء الدين شريتح
سجل الشعب الفلسطيني بطولات من الملاحم سطر فيها دروسا وعبر في التضحية والإنتماء والصمود والروح الوطنية، فلا يوجد ازمة او محنة مر بها الشعب الفلسطيني إلا وأثبت لنفسه اولا وللاخرين ثانيا انه مختلف ولن يتكرر، شعب واع متلاحم منتم وصابر.
إن لخصوصية السياقات التاريخية والإقتصادية والإجتماعية للشعب الفلسطيني الذي لم يعرف الإستقرار طوال السنوات السابقة خلقت حالة فريدة من نوعها، فهو يهزم الأزمة في عقر دارها فهو مهيأ نفسيا وإقتصاديا وإجتماعيا على هذه الأزمات وعلى الية التصدي لها ومواجهتها.
كما هي جائحة الإحتلال الإسرائيلي، ها هي جائحة كورونا تدق أبوابنا سريعا وبدون رحمة ، ومن البداية كنا السباقين في التعامل الأكثر نجاحا مع هذا الوباء وقدوة حسنة لغيرنا في العالم وهذا بشهادات مؤسسات عالمية رسمية وغير رسمية ومنها منظمة الصحة العالمية، أثبت الشعب الفلسطيني قدرته على التصدي والصمود ورفع الروح المعنوية والوطنية، وتأصلت فيها القيم والأخلاق من تعاون والتعاضد وتشبيك على درجة عالية من التنسيق وإحترام الاخر وتعززت الثقة فيما بينها، وتوج فيها حالة الإنسجام والتناغم والتكامل الكافي والمرن بين الحكومة والشعب، فالشعب يقوم بواجبه كما هي الحكومة تقوم بواجبها على أكمل وجه وتخاطب كافة فئات الشعب بالمنطق وبموضوعية تامة وشفافية عالية وتصبح كافة أجهزة الحكومة المدنية والعسكرية منها تعمل كخلايا النحل تواصل النهار مع الليل برغم الامكانيات المادية الضعيفة في سبيل حصر هذا الوباء والتخفيف من اثاره.
كذلك الشعب وفي لحظات سريعة وعفوية كما في كل ازمة ، تشكل اللجان في المواقع وتكون على جهوزية عالية وتبدأ قوافل الإعانة والمساعدة بالانطلاق بمبادرات فردية وجماعية رسمية وغير رسمية، لم نخف من المجاعة ولم نر اكتظاظ في الاسواق او في الافران فنحن شعب تدرب على مثل هذه الأزمات.
إن نوعية الروابط والشبكات الاجتماعية التي يتكون منها أفراد الشعب الفلسطيني ونوع التضامن الاجتماعي والعمل التعاوني والعادات والتقاليد، وكذلك القيم المتأصلة في الشعب الفلسطيني المتمثلة بالتعاون والتعاطف والعونة وسدّ العوزة والتبادلية الحقّيقية ( رأس المال الاجتماعي ) الذي تشكلت جميعها عبر سنوات مارس فيها الاحتلال أبشع أساليبه في محاولة منه للتخلص منها،هو الذي خلق هذه الحالة الفريدة التي تملك القدرة والقوة والارداة و الخبرة معا في التصدي للأزمات كذلك بقدرتها على التكيف مع الظروف ويسمح للناس بتطوير استراتيجيات للتعامل مع الأمور الطارئة والصعبة.
فبرغم التباعد الجسدي ان جاز لنا التعبير الذي هو ضرورة ملحة في ازمة جائحة كورونا، إلا ان الشعب الفلسطيني مازال متكافل اجتماعيا ويتحمل مسؤوليته على أكمل وجه و إن كان هناك بعض الحالات التي تخرق صورة المسؤولية الاجتماعية لأبناء شعبنا ولكنها نادرة وقليلة.
في هذه الازمة تجلى دور المجتمع الفلسطيني بشكل واضح في إمكانية التحكم والمساهمة الهامة في الحد من إنتشار هذا الوباء والتقليل من مخاطره على حياة الافراد، كما هي الجهود المباركة والجبارة من المؤسسة الرسمية و أهمها وزارة الصحة الفلسطينية.
إن هذه الازمة تعلمنا درس كما علمتنا الازمات السابقة الانتفاضة الاولى والانتفاضة الثانية والاجتياح، ان مصدر قوتنا وإرادتنا هو وحدتنا وليس الجغرافية فقط، بل وحدتنا في تقرير مصيرنا، ومقاومتنا ضد الاحتلال الاسرائيلي، تكامل كافة فئات المجتمع وتوافقها على الاهداف والخطط والبرامج التي تحقق أمنيتنا في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.