الأخبار
الصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيراني
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غيوم بقلم: د. ميسون حنا

تاريخ النشر : 2020-04-07
غيوم بقلم: د. ميسون حنا
غيوم

قصة قصيرة بقلم د ميسون حنا/ الأردن

1غيمة متفتقة


نظر صاحبنا إلى السماء إذ بغيمة متفتقة عن عدة نوافذ ، قال في سره : لو أستطيع أن ألج إحدى تلك النوافذ وأطلع على الحياة بين الغيوم ، وربما أجد مكانا آمنا بعيدا عن متنازعات حياتنا الأرضية ، ضحك للشطط الذي أصابه ، ولكن الفكرة بدأت تلح عليه حتى أنه لم يستطع منها فكاكا ، وفي لحظة حاسمة ما بين إقدام وإحجام امتطى سهم ريح ، ولما كان يحسن الرماية ، وجه السهم إلى إحدى تلك البؤر أو النوافذ الغيمية وولج في الحال ، وجد نفسه محاطا بهالة بيضاء من خيوط الغيوم ، قال في سره: هذا مكان حالم ومهيب في آن ، وهنا ينعم المقر ... الثبات الثبات إذن ، هيّأ حجرته الجديدة ، واستوى على فراش وثير من قطن الغيوم ، وأغمض عينيه يحلم ويتأمل ويتخيل الهناءة التي تنتظره ، وبينما كان مسبلا جفونه ، مستغرقا في تأملاته ، إذ فجأة أحس بالفراش الذي يرتاح عليه يهتز تحته ، فتح عينيه ونظر بذعر إذ كان سريره يتفكك ويتحلل ، والغيمة المتفتقة تنهار رويدا رويدا ، أدرك أنه في مأزق لم يحسب حسابه ، إذ أن الغيوم لا تلبث على حال وهي دائمة التشكل ما بين هدم وبناء ، كانت الغيوم تتراكض وتتداخل ، وهو يتوارى تارة خلف إحدى الغيوم ليجد نفسه متعلقا بذيل غيمة أخرى . انفردت الغيوم أخيرا على صفحة السماء وكأن شيئا لم يكن ، وابتدأت دورة حياة جديدة ، كانت هادئة ومبتسمة ، فقط صاحبنا كان عابسا ، وكان ينظر حوله بذهول وشعور بالقلق يسيطر عليه .

 

2خيوط غيمية

حط طير على غصن مرتفع من شجرة باسقة ، ونظر إلى الأعلى ، رأى الغيوم تنشر خيوطها البيضاء على صفحة السماء ، أحس الطير ببهجة وفرح عندما لمح الشمس تتغلغل بين خيوط الغيوم ، فكر الطير مع نفسه ، وقال: ربما أصعد بدوري وأمتطي أحد تلك الخيوط الغيمية ، فأقترب من الشمس أكثر وأكثر ، وعندما يأتي المساء وتهجع الشمس ستنطلق النجوم من مخابئها ، حينها سأختار نجمة متألقة وأصطادها على الفور . صعد الطير وامتطى خيطا ولما كانت تلك الخيوط متحركة ، أسلم نفسه لقيادة الخيط ، وأغمض عينيه ، وتدفقت الأحلام إلى مخيلته ، وبعد مدة قصيرة أو طويلة ، توقف الخيط السائر ليرتطم بصخرة بيضاء . اهتز الطير وترنح وأوشك على السقوط إلاّ أنه تشبث بالخيط وتمالك نفسه ، أخذ الخيط يتحلل مما اضطر الطائر الاعتماد على نفسه ليحلق بدوره بين الغيوم المتفككة ، وقال في سره : لن يطول الأمر ، وبعد أن تستقر الغيوم سأهبط على أجمل موقع . تعب الطير وهو يحلق وينتظر ، وأخيرا حط على هضبة بيضاء ، ونسج عشا من قطن مندوف ، وجلس مبتهجا بعشه الجميل الذي لا يوجد له مثيل على الأرض ، ولكن أين الطيور لترى العش بأم عينها ، ومن نظرات افتتانها سيكتمل جمال العش . فكر الطير : هذا عش يليق به أن يعرض في أجمل معرض من معارض الطيور لتؤمه الطيور عامة ، وهنا لا يمكن إقامة معارض حيث لا طيور ولا حياة ... نظر إلى العش بانبهار ، خبى بريق عينيه فجأة ثم انقض عليه ومزقه وترك نفسه ينزلق إلى الأسفل حيث سيقترب من الأرض ، حينها ستتألب الطيور حوله لتستطلع سبب غيابه ، سيعتلي غصنه المرموق على الشجرة وسيقول للطيور أن الإشتياق أعاده إليهم . وعندما وصل إليهم وتألبوا حوله حقا مبتهجين بعودته نظر إلى النجمة المتألقة التي حلم باصطيادها ، نظر إليها وابتسم ورمى بنفسه وسط سرب الطيور ، وهو ينظر للقطن المندوف في العلى .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف