الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المستعمر الجديد بقلم : صلاح صبحية

تاريخ النشر : 2020-04-07
المستعمر الجديد
بقلم : صلاح صبحية

دخل فايروس كورونا عقولنا وبيوتنا دون استئدان منا ، واحتل قلوبنا خوفاً وهلعاً ورعباً ، واستعمر شوارعنا ونصب حواجزه في كلّ مكان ، قوة بيولوجية لا تُرى بالعين المجردة لكن فعلها وآثارها تراه في كل مكان في أرجاء العالم ، فكل واحد منا مكبل بأصفاد هذا الفايروس اللعين الذي لم يُكشف سره كاملاً حتى اللحظة ، وهو الذي جعل الناس جميعاً سواسية أمامه ، لا يفرق بين غني وفقير أو بين مواطن ومسؤول ، ولا يفرق بين أحياء الفقراء وأحياء الأغنياء ، الجميع يجلس في بيته ، يمنع التجوال ليلاً ونهاراً في معظم دول العالم ، فالوضع خطير خطير ، وهو ليس بالأمر الذي يُترك على عواهنه أو لا يتم وضعه على الطاولة لمناقشة جميع جوانبه الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الأخلاقية .
فايروس كورونا وسيلة الحرب البيولوجية القائمة الآن بين قوى كبرى تتصارع للسيطرة على العالم اقتصادياً ، وهذه القوى لا تخفي ذلك وإن اختلفت طرق التعامل مع هذا الفايروس ، فإذا كان البعض منها يسعى للمحافظة على الإنسان كإنسان ، في حين أنّ البعض الآخر راح يضحي بالإنسان تحت شعار البقاء للأفضل .
فما دامت هي الحرب للسيطرة على العالم فلا مانع أن تزول مجتمعات ودولاً ، فالأخلاق لا مكان لها في الحرب ، وأي قوى تستخدم الفايروس سلاحاً لها فهي تؤمن أن الغاية تبرر الوسيلة وتفخر بذلك وتستحوذ على كل ما يقي الآخرين شر هذا الفايروس الوباء ، فالحرب تدار الآن عبر وسائل الإعلام، فقد أصبح فايروس كورونا هو محور التصريحات الصحفية لكبار المسؤولين في العالم ، وذلك لأنّ هذا الفايروس هو قوة التدمير الشاملة لأوسع مساحة ولأكثر بشراً ولا سيما دخول العامل النفسي كقوة تدميرية للذات البشرية ، فتوقف الحياة بكل مرافقها يعني انهيار الدول مهما كانت تملك من مقومات البقاء ، ولا سيما إنّ الإنسان سوف يتمرد على بقائه في بيته أمام عجز الحكومات عن تأمين متطلبات الحياة اليومية ، وهذا سيقود إلى انهيار الدول من داخلها بسبب عجزها عن امتلاك مقومات وجودها الذي تتمثل في الزراعة والصناعة والتجارة ، فهل سيثور الإنسان ضد الوباء أم ستتحول ثورته ضد الحكومات .
نحن إذا أمام معادلة صعبة إما المحافظة على سلامة الإنسان أو المحافظة على بقاء الدولة ، فأيهما سيضحي بالآخر ، أم إن القوى التي فجرت هذه الحرب البيولوجية ستضحي بالإنسان والدولة معاً وإن دفعت من ذاتها جزءاً ثمن ذلك ، فالغاية تبرر الوسيلة ، فالتضحية بمئات الألوف من مواطنيها مقابل تدمير دول العالم يكون ثمناً زهيداً لذلك ، ويمكن اعتبارهم جنوداً سقطوا في ساحات الحرب ، إنها حرب قذرة والحرب القذرة لا أخلاق لها ، إنه المستعمر الجديد .

٢٠٢٠/٤/٧ صلاح صبحية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف