الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-04-07
الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية بقلم:مروان صباح
الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية ...

مروان صباح / عندما يحدق المرء ملياً ، سيجد هناك من يستفيق كلما الطبقة السياسية الأمريكية غفلت قليلاً ، نعم ، ايضاً يمكن للذاكرة المسيرة أن تتجاهل التشابه بين الرأسمالية الليبرالية ( الأمريكية ) وبين الرأسمالية الصينية ، بل الصين الجديدة سبقت أوروبا وأمريكا بالرأسمالية عندما أعادت تحرير اقتصادها من قيود الفكر الشيوعي الاشتراكي ، وايضاً لا يصح البدء هذا المقال دون التذكير بمشروع الصيني الأممي ، الذي يتشابه بمشروع الكولونيالي الغربي ، فالصين لديها مشروع موازي للمشروع الغربي لكنها استفادت من أخطاء الكولوينالية العالمية وبالتالي تسير نحو أهدافها بطريقة الكونغ فو ، اللعبة الأشهر بين الصنيون والتى تعني ( الوقت والجهد ) ، لقد تكرثت مع الوقت بين الشعب ثقافة الدفاع عن النفس ومن ثم القتال ، وبالتالي تأصلت ثقافة الباطنية في تحقيق الأهداف وهذا يشاهد ببساطة بالتعامل الصينيين مع الآخرين ، أما الأمريكي فثقافته بنيت على الاستعراض ولا بد أن تكون الضربة القاضية مفتاح الفوز ، أي الطريقة الكوبوية ( الكوبوي ) أو اللاعب الأخرى ، جميعها دلالات على التنميطات الأمريكي التى تنطلق من مفهوم ، show off ، إذن هي فلسفات مختلفة ، والتكوين هنا يختلف عن هناك ، بل على سبيل المثال ، من يطالب الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحول إلى كوريا الجنوبية أو هونغ كونغ ، يبدو صاحب الفكرة الرومانسية لا يعي لبديهيات العلوم السياسية ، لأن في نهاية المطاف ، المنطقتين تعتبران نموذجين أمريكي ، لقد استطاعت واشنطن عبر الهيمنة الناعمة خلق نموذجين ، يجتهدان بالتعليم والبنية التحتية وبالتالي هما ناتج تحالفهما لها ، أي الترويض الأليف .

إذن ، النظام الرأسمالي في الصين قائم على التنافس وفي حدود الاقتصاد والإنتاج ، لكن الليبرالية تغيب عن الحياة السياسية ، لا يوجد حرية سياسية ابداً ، لقد اقتطع النظام الصيني الفكرة وأعاد طباعة الجزء الذي يريده ، وبالتالي عملية النسخ والطبعة تعتبر الفكرة السائدة في مناحي الحياة ، بالفعل لا يوجد إبداعات فكرية بقدر ما هو تقليد أعمى ، وهذا التقليد يسكن في البيئة الديكتاتورية ، القاسية ، إذن لا يوجد إعتبار للفرد ، وبالتالي لا يمكن صنع مقارنات بين النظامين ، فالصين ، الحياة الصحافية مكبلة وتعتبر اداء طوعية بيد الحزب الحاكم ، غير مسموح إظهار الحقائق ، وبالتالي إذا أخذنا وضع العمالة ، يوجد في الصين اكثر من 10 مليون عاطل عن العمل بنسبة 5,2 % ، لكن لا أحد يهتم بوضعهم ، أي لا قيمة لهؤلاء ، في المقابل ، في الولايات المتحدة الأمريكية نسبة العاطلين عن العمل قبل أزمة كورونا وصلت إلى 3,5% ، لكن الناخب والحزب المعارض والمؤسسات وأصحاب الرأي والصحافة جميعهم ، يقومون الدنيا ويقعدوها فوق رأس ادارة البيت الأبيض إذا ارتفعت هذه النسبة ويتم المحاسبة الحزب في صناديق الاقتراع ، ايضاً نتيجة سياسات الرئيس ترمب مع بكين ، تراجع الاقتصاد الصيني ( السنوي ) ب 27 مليار دولار ، وبالتالي هذا مؤشر آخر على القوة الشرائية للفرد الأمريكي .

بالفعل ، الصين لم تخض حروب باستثناء حرب الاستقلال ، لكنها تنفق على تصنيع السلاح وتحديثه سنوياً ما يقارب 200 مليار دولار ، في المقابل ، البنتاغون خاض من خلال جيشه حروب كثيرة تكاد لا تحص ، بل يطلق على الجيش الأمريكي ، بالجيش الذي لا يهدأ ، لقد انفقت واشنطن على الحروب أكثر 3000 مليار دولار وتنفق على التسلح 700 مليار دولار سنوياً ، لكن جميع حروبها كان الهدف منها ، عاملين أساسين ، البترول العالمي وفتح الأسوق العالمي أمام صناعتها وتجارة السلاح المشروعة والممنوعة بالإضافة ، هيمنتها على المواقع الاستراتيجية ، لقد عملت الإدارات المختلفة التى تعاقبت على البيت الأبيض في إنشاء قواعد عسكرية حتى وصلت تعدادها 750 قاعدة في 130 دولة ، بالإضافة إلى سفاراتها العملاقة ، وبالتالي جميعها ايضاً تدر مبالغ ومعلومات هائلة ، بل إلى جانب ذلك ، السفارات الأمريكية وبمساندة من قواعد البنتاغون تدير اقتصاديات العالم وموارده ، لكن إذا كانت الصين غير موجودة ، لا يعني هذا تعفف منها ، بل في الآونة الأخيرة ، أقامت الصين أول قاعدة عسكرية لها في جيبوتي ، على مساحة 90 دونما في ساحل مدينة أوبوك القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي ، لأن المضيق يشكل ممراً ل (20 ) % من حجم التجارة العالمية وللصين النصيب الأكبر ، بالإضافة إلى واردات النفط ، 50 % يصدر للصين ، بل اشتغلت الصين على بناء طريق تاريخي لا يمكن أن تحلم به أي دولة كبرى ، بنت طريق بري يربط مدينة كاشغر في الصين وميناء كوادو الباكستاني ، بتكلفة 65 مليار دولار ، وبالتالي الصين تتعامل مع ذاتها بأنها مشروع دولة كبرى تبحث دائماً عن الوسائل التى تبقيها وتتمدد ، إذن هناك أسس لا تتقادم مع الزمن وهي سنة الحياة والبشرية ، تقوم على مفهومين ، السنة الأول ، امتلاك الدولة العادية لوسائل دفاعية أمر يعزز شعورها بالحماية من الدول الشبيهة لها ، أما الدول الكبرى ، سبب بقائها ، امتلاكها أسلحة نوعية ومتطورة وهجومية ومتفوقة ، لأن الاقتصاد والأمن الغذائي والعولمة الجديدة ، جميعهم بحاجة إلى قوة كبرى التى تكفل للدولة بالاستمرار والتمدد .

كان دائماً السبب الحقيقي في تعزيز وحدة الإمبراطوريات الكبرى ، هو قدرة الإدارة في رفع مستوى دخل الفرد ، وفي مراجعة سريعة لخطبة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عندما تولى شؤون الدولة ، من أهم البنود الذي ذكرها ، قال بالحرف ، عليكم عليّ أن أزيد عطياكم ، أي دخلكم ، في الولايات المتحدة ، دخل الفرد متوسط الحالي ، يبلغ ( 3500) دولار شهرياً ، أما في الصين يختلف من منطقة إلى أخرى ، لكن سنستعين بأعلى دخل في أفضل مدينة ، دخل الفرد في مدينة شانغهاي 700 دولار شهرياً ، ايضاً ، حجم التبادل التجاري على سبيل المثال بين أمريكا والاتحاد الأوروبي ، يصل إلى 1,3 تريلون ، أما حجم التبادل التجاري بين الصين والإتحاد يبلغ ( 682) مليار دولار ، بالرغم أن عدد السكان في الصين ، يقدر بأربعة أضعاف سكان الولايات المتحدة ، أي أن دخل المواطن الأمريكي العادي يوازي خمسة مواطنين من الصين ، لكن ما يملكه الفرد الأمريكي من مدخرات ومقتنيات ، يوازي 50 ألف صيني ، وهذا يعود للتسهيلات التى تقدمها الحكومة ونوع النظام التجاري ، في الأغلب لا يوجد ضرائب على التصنيع ، على سبيل المثال ، كل سيارة في الصين تعادل ثمنها بثلاثة سيارات ممتازة في أمريكا ، أكثر من ذلك ، الدين العام الأمريكي ، الحالي ، وصل إلى 23 تريليون دولار ، 70 % من الدين يعود إلى مؤسسة التقاعد الأمريكية ومؤسسات وطنية أخرى ، أي بالمفهوم البسيط ، ( داخلي ) وهو مرتبط مع كبار العائلات التى أسست الدولة وبالتالي يعود عليهم بطرق مختلفة ، أما الصين ، الدين العام وصل 40 تريليون دولار ، بالرغم ، الحياة المعيشية للفرد الصيني متدنية وحياة الأغلبية في القرى والمدن التى تعيش على الزراعة ، تنذر بلكارثية .

لقد اختاروا المؤسسين لأمريكا خيار البقاء ، عندما ألقى ابراهام لنكولن خطبة العمر ، كانت عينيه تلمع ببريق إمبراطوري ، لقد اختار النار على الماء ، لهذا تعتمد أمريكا نظامين للتعليم ، نخبوي وشعبي ، الثاني يختص بعامة الناس كحق من حقوق المواطنة ، أما الآخر فقط للمتميزون ، وبالتالي لا مجال للجلوس في قاعة الإبداع سوى للمبدعين ، لكن يبقى الشيء الذي يهدد أمريكا ، طمع الطبقة الحاكمة ، الدولة العميقة التى تدير سياسات البلد ، هذا الطبقة لا تشبع وليس لها حدود لاطماعها ، والفجوة بينها وبين المواطن العادي ، باتساع على الدوام ، وبالتالي أي نكسة عسكرية كبرى ، ستكون بالفعل تهديد للداخل الأمريكي الذي يحيى على اقتصاديات الخارج ، وهنا نذكر النخب في العالم ، التاريخ لم يسجل سقوط لأي امبراطورية بسبب ضعف الاقتصاد أو الأوبئة أو الصراعات الداخلية ، جميع الإمبراطوريات سقطت بالحروب . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف