عبور الأزمات وتحقيق الغايات ..!
بقلم د.عبدالرحيم جاموس
ما من فرد أو جماعة أو دولة إلا وتمر بأزمات، وإن اختلفت حدتها من ازمة إلى اخرى، فهي تضع صاحبها في تحدٍ أو جملة تحديات، فمن يمتلك الإرادة الصلبة القوية ومن ثم وسائل مواجهة الأزمة بحيث يتجاوزها بأقل الخسائر والأضرار يكون قد نجح في الإبتلاء أو في الإمتحان وتجاوز الصعاب والعقبات ولوجا إلى تحقيق الغايات صغيرها وكبيرها، يكون قد جعل من الأزمة ومواجهتها حافزا للتطلع إلى الأمام والى المستقبل الأفضل، وكما يقول المثل الشائع الرجال معادن ولا تظهر معادنها الصلبة والأصيله إلا وقت الشدائد والصعاب والأزمات، وما ينطبق على الرجال أو على الفرد ينطبق ايضا على الجماعة وعلى الدولة وعلى العالم اجمع.
يتفق الجميع أن العالم اليوم يمر في تحدٍ بالغ الخطورة وفي ازمة عامة على مستوى الأفراد والجماعات والدول دون استثناء احدثتها تفشي وانتشار جائحة فايروس الكورونا، لاشك أن كافة البشر على اختلاف الوانهم واجناسهم ومناطقهم ودولهم يستشعرون خطورة هذا التحدي وكل منهم يواجه هذه الجائحة بطريقته التي توفر له اسباب التفوق والإنتصار عليها وتجاوزها، للفرد وللجماعة وللدولة لكل منهم فيها دور رئيسي وإن تفاوتت هذه الأدوار إلا أنها في علاقة تكاملية لتحقيق غاية وهدف واحد مشترك وهو النجاة وتجاوز هذه الأزمة الجائحة بأقل الخسائر والأضرار.
لازالت الازمة في بداياتها ولم تنتهي بعد لِنقَيم مدى النجاح أو الفشل على مستوى الدول فرادى وعلى مستوى العالم بشكل عام، وكون هذه الازمة باتت ازمة عالمية فإما أن ينتصر العالم في مواجهتها أو يفشل وعلى ضوء تلك النتيجة سوف يتحدد شكله ووضعه وشكل ووضع دوله.
وهنا علينا أن نستحضر مقياس الدولة الناجحة من الدولة الفاشلة، فالدولة الناجحة هي التي تتمثل شروط النجاح في تحقيق الأمن بكل صوره لشعبها، والآن في هذه الازمة تبرز اهمية الأمن الصحي والدوائي والغذائي، وتحقيق الرفاه الذي لا يتحقق بدون جودة التعليم والتنمية الإقتصادية المستدامة وصولا إلى جودة الحياة وتحقيق السعادة للجميع، بالتغلب على الفقر والجهل والمرض، عندها تكون الدولة قد حققت الغاية من وجودها ودون ذلك تكون دولة فاشلة.
إن ازمة الجائحة الفايروسية هذه قد وضعت كافة الدول في هذا الإختبار الكوني والذي سيترتب على نتائجه وضع مختلف الدول ووضع العالم بشكل عام واستحداث نظم اقليمية وقارية وصولا إلى نظام دولي عام لابد أن يعكس واقعه بما ستستقر عنه وعليه بعد نهاية هذا الوباء وهذه الأزمة، آخذا بعين الإعتبار جملة من التحولات والتغيرات المادية والقيمية والروحية والأخلاقية الإنسانية العامة التي ستتمخض ايضا عن مواجهة عن هذه الازمة العالمية، فما كان من مبادىء وقيم واخلاق تسود نظامنا الدولي السابق والتي قد ثبت سقوطها، سوف يتم التخلي عنها وتجاوزها في صياغة نظام دولي جديد يكفل للمجتمع الدولي التوازن والإستقرار والأمن والسلام للجميع في هذه القرية الكونية.
يبقى السؤال الذي يحتاج إلى جواب اين سيكون موقع ومقعد العالم العربي في النظام الدولي الجديد، هل سيتغير عما كان عليه في النظام الدولي القديم، سلبا أم ايجابا، أم سيبقى يراوح في مكانه ومحط اطماع الأقوياء..؟
العالم العربي بما يمتلك من طاقات بشرية وعقول وثروات طبيعية وموقع استراتيجي هام لم يفقده عبر كل الحقب التاريخية وسيبقى كذلك في قادم الزمان، عليه أن يأخذ بأسباب النجاح وحجز مقعده الذي يستحق والذي يليق به وبمنظومته القيمية المادية والروحية والأخلاقية الإنسانية العالية.
وللحديث بقية..!
د. عبدالرحيم جاموس
06/04/2020م
بقلم د.عبدالرحيم جاموس
ما من فرد أو جماعة أو دولة إلا وتمر بأزمات، وإن اختلفت حدتها من ازمة إلى اخرى، فهي تضع صاحبها في تحدٍ أو جملة تحديات، فمن يمتلك الإرادة الصلبة القوية ومن ثم وسائل مواجهة الأزمة بحيث يتجاوزها بأقل الخسائر والأضرار يكون قد نجح في الإبتلاء أو في الإمتحان وتجاوز الصعاب والعقبات ولوجا إلى تحقيق الغايات صغيرها وكبيرها، يكون قد جعل من الأزمة ومواجهتها حافزا للتطلع إلى الأمام والى المستقبل الأفضل، وكما يقول المثل الشائع الرجال معادن ولا تظهر معادنها الصلبة والأصيله إلا وقت الشدائد والصعاب والأزمات، وما ينطبق على الرجال أو على الفرد ينطبق ايضا على الجماعة وعلى الدولة وعلى العالم اجمع.
يتفق الجميع أن العالم اليوم يمر في تحدٍ بالغ الخطورة وفي ازمة عامة على مستوى الأفراد والجماعات والدول دون استثناء احدثتها تفشي وانتشار جائحة فايروس الكورونا، لاشك أن كافة البشر على اختلاف الوانهم واجناسهم ومناطقهم ودولهم يستشعرون خطورة هذا التحدي وكل منهم يواجه هذه الجائحة بطريقته التي توفر له اسباب التفوق والإنتصار عليها وتجاوزها، للفرد وللجماعة وللدولة لكل منهم فيها دور رئيسي وإن تفاوتت هذه الأدوار إلا أنها في علاقة تكاملية لتحقيق غاية وهدف واحد مشترك وهو النجاة وتجاوز هذه الأزمة الجائحة بأقل الخسائر والأضرار.
لازالت الازمة في بداياتها ولم تنتهي بعد لِنقَيم مدى النجاح أو الفشل على مستوى الدول فرادى وعلى مستوى العالم بشكل عام، وكون هذه الازمة باتت ازمة عالمية فإما أن ينتصر العالم في مواجهتها أو يفشل وعلى ضوء تلك النتيجة سوف يتحدد شكله ووضعه وشكل ووضع دوله.
وهنا علينا أن نستحضر مقياس الدولة الناجحة من الدولة الفاشلة، فالدولة الناجحة هي التي تتمثل شروط النجاح في تحقيق الأمن بكل صوره لشعبها، والآن في هذه الازمة تبرز اهمية الأمن الصحي والدوائي والغذائي، وتحقيق الرفاه الذي لا يتحقق بدون جودة التعليم والتنمية الإقتصادية المستدامة وصولا إلى جودة الحياة وتحقيق السعادة للجميع، بالتغلب على الفقر والجهل والمرض، عندها تكون الدولة قد حققت الغاية من وجودها ودون ذلك تكون دولة فاشلة.
إن ازمة الجائحة الفايروسية هذه قد وضعت كافة الدول في هذا الإختبار الكوني والذي سيترتب على نتائجه وضع مختلف الدول ووضع العالم بشكل عام واستحداث نظم اقليمية وقارية وصولا إلى نظام دولي عام لابد أن يعكس واقعه بما ستستقر عنه وعليه بعد نهاية هذا الوباء وهذه الأزمة، آخذا بعين الإعتبار جملة من التحولات والتغيرات المادية والقيمية والروحية والأخلاقية الإنسانية العامة التي ستتمخض ايضا عن مواجهة عن هذه الازمة العالمية، فما كان من مبادىء وقيم واخلاق تسود نظامنا الدولي السابق والتي قد ثبت سقوطها، سوف يتم التخلي عنها وتجاوزها في صياغة نظام دولي جديد يكفل للمجتمع الدولي التوازن والإستقرار والأمن والسلام للجميع في هذه القرية الكونية.
يبقى السؤال الذي يحتاج إلى جواب اين سيكون موقع ومقعد العالم العربي في النظام الدولي الجديد، هل سيتغير عما كان عليه في النظام الدولي القديم، سلبا أم ايجابا، أم سيبقى يراوح في مكانه ومحط اطماع الأقوياء..؟
العالم العربي بما يمتلك من طاقات بشرية وعقول وثروات طبيعية وموقع استراتيجي هام لم يفقده عبر كل الحقب التاريخية وسيبقى كذلك في قادم الزمان، عليه أن يأخذ بأسباب النجاح وحجز مقعده الذي يستحق والذي يليق به وبمنظومته القيمية المادية والروحية والأخلاقية الإنسانية العالية.
وللحديث بقية..!
د. عبدالرحيم جاموس
06/04/2020م