بقلم أحمد علام
آن الأوان
تأتيني بين حين وحين وما زالت تُراودني ؛ أيها الشقية المجنونة لتحملني إلى مكان بعيد لا يراه أحد يعلو عن مستوى البصر، ويتخطى الأفق حيث لا صوت ولا صخب وتتطاير الأفكار والهواجس ؛ ولا يبقى إلا أنتي والصمت يحيط بالمكان أكاد أن أسمع له صوت.
الأنين ينادي من مكان بعيد ويعلو طرقه للأذن ، حاملاً كل صرخات الإستغاثة المحتضرة التي تلهث في الآفاق لمجيب ؛ ولو بحرف يدمع ويلمع على حافة الانهيار الكوني ، ويُعلن عن نفسه بكل جسارة وهو في الرمق الأخير.. يتساقط منه الدم ويهوي في دوائر من الظلام ليس لها نهاية.
يحين الوقت لتدخل قوة خفية تتمسك بما تبقي من الأنين.. ليلامس بحوافره الغشاء الرقيق الباقي من القلب الحي النابض ، خلف الأبواب المغلقة والقابع في زاوية منزوية داخل ستائر أحد الأركان ؛ يُخفي ضرباته الموجعة التي ترمي بشرارات من اللهب ، تنبعث من فوهة بركان نفسية ، تتصارع فيه الحمم في كل مكان باحثة عن نسيم يُلطف تلاطم الصدمات داخله.
ألا يا نفسي متي تُعلني عن وجودك الحقيقي ، وتُحطمي جدار الصمت والإستسلام والخضوع لكل ذي راية يخطف بَصرِك ، فتُلقي إليه بمفاتيحك وتُصغي إلي حروفه الشريرة وتنفعل مشاعرِك مع دموع حركاته الخبيثة المتوغلة في وحل نواياه .. حتى تستسلمين إليه كاملاً دون حِراك أو أدنى مقاومة لها قيمة تُوزن أو يكون لها أي مكيال في عالم الوجود.
تحركي يا نفسي، واجهي مصيرك واستغني بوجودك عن غيرك ، فليس في الوجود أغلي مما تملكين.. وفيكي انطوى العالم الأكبر، تخلصي من نارك وادخلي جنتك لتنعمين إلى الأبد، تعرفي علي كل كنوزك من اللؤلؤ والماس والياقوت وكل هو عزيز وغالي لا يعد ولا يحصى.
إفتحي عينيك بكل قوة وحماس؛ وأكشفي عن أنيابك وأندفعي بكل ما لديك، وأرفعي صوتك ليعلو علي كل صوت لتستيقظي من تلك الغفلة المميتة ؛ والسبات الغائر لإعلان الحرب عل كل من تسول له نفسه الإنقضاضُ عليكي لتدميرك وهدم قلعتكي المصــون وحصنكي الحصين، وقدس أقداسك في أحــلك وآخر أنفاسك .. ألا قد حان وقت المواجهة.. ألا قد آن الآوان.
آن الأوان
تأتيني بين حين وحين وما زالت تُراودني ؛ أيها الشقية المجنونة لتحملني إلى مكان بعيد لا يراه أحد يعلو عن مستوى البصر، ويتخطى الأفق حيث لا صوت ولا صخب وتتطاير الأفكار والهواجس ؛ ولا يبقى إلا أنتي والصمت يحيط بالمكان أكاد أن أسمع له صوت.
الأنين ينادي من مكان بعيد ويعلو طرقه للأذن ، حاملاً كل صرخات الإستغاثة المحتضرة التي تلهث في الآفاق لمجيب ؛ ولو بحرف يدمع ويلمع على حافة الانهيار الكوني ، ويُعلن عن نفسه بكل جسارة وهو في الرمق الأخير.. يتساقط منه الدم ويهوي في دوائر من الظلام ليس لها نهاية.
يحين الوقت لتدخل قوة خفية تتمسك بما تبقي من الأنين.. ليلامس بحوافره الغشاء الرقيق الباقي من القلب الحي النابض ، خلف الأبواب المغلقة والقابع في زاوية منزوية داخل ستائر أحد الأركان ؛ يُخفي ضرباته الموجعة التي ترمي بشرارات من اللهب ، تنبعث من فوهة بركان نفسية ، تتصارع فيه الحمم في كل مكان باحثة عن نسيم يُلطف تلاطم الصدمات داخله.
ألا يا نفسي متي تُعلني عن وجودك الحقيقي ، وتُحطمي جدار الصمت والإستسلام والخضوع لكل ذي راية يخطف بَصرِك ، فتُلقي إليه بمفاتيحك وتُصغي إلي حروفه الشريرة وتنفعل مشاعرِك مع دموع حركاته الخبيثة المتوغلة في وحل نواياه .. حتى تستسلمين إليه كاملاً دون حِراك أو أدنى مقاومة لها قيمة تُوزن أو يكون لها أي مكيال في عالم الوجود.
تحركي يا نفسي، واجهي مصيرك واستغني بوجودك عن غيرك ، فليس في الوجود أغلي مما تملكين.. وفيكي انطوى العالم الأكبر، تخلصي من نارك وادخلي جنتك لتنعمين إلى الأبد، تعرفي علي كل كنوزك من اللؤلؤ والماس والياقوت وكل هو عزيز وغالي لا يعد ولا يحصى.
إفتحي عينيك بكل قوة وحماس؛ وأكشفي عن أنيابك وأندفعي بكل ما لديك، وأرفعي صوتك ليعلو علي كل صوت لتستيقظي من تلك الغفلة المميتة ؛ والسبات الغائر لإعلان الحرب عل كل من تسول له نفسه الإنقضاضُ عليكي لتدميرك وهدم قلعتكي المصــون وحصنكي الحصين، وقدس أقداسك في أحــلك وآخر أنفاسك .. ألا قد حان وقت المواجهة.. ألا قد آن الآوان.