الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كورونا : سقوط الأقنعة الديمقراطية وقرصنة الأقنعة الطبية بقلم:د. طارق موقدي

تاريخ النشر : 2020-04-05
كورونا : سقوط الأقنعة الديمقراطية وقرصنة الأقنعة الطبية بقلم:د. طارق موقدي
كورونا : سقوط الأقنعة الديمقراطية وقرصنة الأقنعة الطبية

د. طارق موقدي

بالأمس فقط، كانت سمعة جهاز الموساد الإسرائيلي  مرتبطة بتنفيذ عمليات إغتيال في هذه الدولة أو تلك، فجأة تحولت مهامه للحصول وبأي طريقة ممكنة على أجهزة تنفس إصطناعي وإحضارها الى الداخل المحتل بالسرعة القصوى، وقد قام أكثر من مرة وفي زمن قياسي في أكثر من دولة بهذه المماراسات ومنها دول خليجية، إما بالاتفاق مع مسؤولين في هذه الدول أو بالسطو المباشر على مستودعات تحتوي هذا النوع من الأجهزة، وكذلك فعل أجزة أمنية أخرى.

 إن ممارسات دولة الاحتلال هذه لا تدعو للغرابة، فهي تمارس القتل والاغتيال بشكل منظم بحق النشطاء الفلسطينيين في  داخل فلسطين وخارجها وعلى مدى عقود من الاحتلال المجرم، مدعية أنها تقوم بذلك لحماية مواطني دولة إسرائيل والمهام الحالية هذه تقع تحقق نفس الهدف، فقد جاءت لإنقاذ ضحايا كورونا من الإسرائيليين.

لكن ماذا عن الدول التي كانت قبيل إيام  تتغنى بنظرتها الشمولية لحقوق الانسان العالمية وتقدم  دروسا وعظات في الممارسات الديموقراطية وحق الآخر في الحياة، ماذا عن العولمة والعالمية الغربية، بل أن الاتحاد الأوروبي الذي قام على ايدلوجية توحيد دول الشينغل وفتح الحدود فيما بينها ،ترى هذه الدول قد أغلقت حدودها بطريقة هستيرية، ولم يعد للعيش المشترك والمصير المشترك ذات قيمة تذكر ..فقد تخلت دول الاتحاد الأوروبي عن أيطاليا المنكوبة، كأن لم تربطها بها رابطة، وكذلك فعلوا مع اسبانيا، فتعالت أصوات أكثر المتحمسين للاتحاد الأوروبي لإعادة التفكير فيه، وتساءلوا عن ماهية الفائدة المرجوة منه، فاقتصنت كل من الصين وروسيا الفرصة لتقول للطليان نحن معكم، وهبطت طائرات المساعدات في ميلانو وروما، بينما الجار القريب لم يلقي لجاره الأوربي بالا، ولسان حاله يقول: اللهم نفسي.

الأبشع من كل هذا  أن دولا متحضرة - وليس عصابات المافياالمجرمة -  عادت وبين عشية وضحاها الى ممارسة القرصنة الجوية والبرية والبحرية وبأسلوب  متوحش جدا، بل يقترب كثيرا من ذلك الذي كان يعتمده قراصنة بحر الكرايبي والمحيط الهادي في القرن الثامن عشر ....فتلك شحنات أقنعة طبية كان يفترض أن تتوجه إلى فرنسا بعد أن تم شراؤها من الصين، يقوم أمريكيون بشرائها على مدارج المطارات الصينية قبل إقلاع الطائرات لتسليمها، فيصيح مسؤولون فرنسيون  باستهجان "الأمريكيين يدفعون نقدا ثلاث أو أربع مرات ثمن الأقنعة الواقية التي طلبتها فرنسا، وأن الطائرات تتوجه لاحقا إلى الولايات المتحدة وليس فرنسا".

وهذه دولة التشيك قد قرصنت باخرة كاملة محملة بشحنة من الكمامات الطبية كانت أرسلتها  الصين كمساعدات الى إيطاليا المنكوبة ...وإيطاليا بدورها ليست بريئة، فقد اعترضت باخرة محملة بالكحول الطبي كانت متوجهة الى تونس..أما ألمانيا وعلى ذمة دير شبيغل فقد أعلنت عن "اختفاء ستة ملايين كمامة طبية للحماية من عدوى كورونا في أحد مطارات كينيا، كانت في طريقها إلى ألمانيا"

أما المغرب وكاجراء احتياطي ضد قراصنة البحر في زمن كورونا فقد فضل توجيه طائرة للشحن تابعة للخطوط الجوية الملكية قادمة من الصين محملة بالمعدات الطبية، الى روسيا وعدم التوقف بمطارات اوروبا خوفا من الاستيلاء على الشحنة،  فحطت الطائرة بأحد المطارات الروسية للتزود بالوقود قبل أن تواصل رحلة العودة الى المغرب...!!

قلد أسقطت كورونا كل الشعارات الزائفة زمن الرخاء، وأن المباديء الإنسانية تتهاوى أمام أول أختبار حقيقي مالم تكن هذه المباديء قائمة على عقيدة راسخة وإيمان مطلق، ومما لا شك فيه أن جائحة كورونا هذه ستدفع الكثيرين لإعادة النظر في المفاهيم المتعلقة بالعلاقات الدولية وأن تحالفات كبيرة ربما ينفلت عقدها وينحل رباطها بعيد عن شماعات العولمة، والحداثة، لا بد من إعاد الإعتبار للمجتمعات المحلية والأسرة بكل ما تحمله من نظم وقيم إنسانية كأساس ونواة لمجتمع إنساني كلاسيكي، بعد الفشل  الذريع الذي أصاب المنظزمة القيمية التي قامت عليها النهضة الأوروبية، رغم نجاحها الملوحظ على المستوى المادي باعتمادها على الفرد والفردانية التي دمرت نظام العائلة كمكون فطري طبيعي لأي مجتمع.

أخيرا، نستطع القول أن فيروس كورونا  وقبل أن يفرض على البشرية جمعاء وضع الأقنعة الطبية، فقد أسقط عنها اقنعة زائفة اختفت خلفها وجوه ساسة القرن الواحد والعشرين،  ليعيد صياغة التاريخ والإنسان الحديث فيسود قانون الغاب وقانون "البقاء للأقوى" بدل الحق في الحياة لكل كائن بشري على هذا الكوكب الذي يسير مصطربا في فضاء مخيف ومستقبل غامض.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف