الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القذارة السياسية بقلم: عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2020-04-05
القذارة السياسية بقلم: عادل بن مليح الأنصاري
القذارة السياسية

(عادل بن مليح الأنصاري)

من المؤكد أن الإنسان هو الكائن الوحيد على هذه الأرض الذي يعلم أنه يمتلك صفات لا يمكن أن يشاركه مخلوق آخر على الكوكب , فالإنسان هو المخلوق الذي يعرف أنه يكذب ويستطيع أن يكذب بلا توقف , والأهم أنه لا يستحي من أكاذيبه ويواجه الجمهور بكل صفاقة وهو يعلم أنهم يعلمون أنه يكذب , ومن الصفات الفريدة لهذا المخلوق أنه يمتلك القدرة على قلب الحقائق , وتغطية تصرفاته القذرة ومخططاته الحقيرة ثم يظهر للإعلام ويتحدث عن نزاهته وقدرته على إدارة الأمور وتسيير مصالح الأخرين بكل اقتدار .
والسياسيين هم أصحاب السبق في تلك الصفات , فهم يشعلون النار في طرف ثوبك ثم يوهموك بأنهم يطفؤونها , ويأخذون الخبز من يدك اليمنى ليعيدوه ليدك اليسرى ثم يستعبدوك بمنحك ما هو لك , لا نكاد نبالغ لو قلنا أن مصائب العالم الثالث جُلّها من تخطيط وتنفيذ سياسيي العالم الأول , نشروا المجاعات , والأمراض , والحروب , والفقر , ثم أنشأوا منظمات المجتمع المدني التي تواجه كل ما أفرزوه من قاذورات , نهبوا ثروات الدول بكل السبل الممكنة واستعمرت شركاتهم وأذنابهم في كل دولة كل شبر من تلك الدول , ولو بحثنا عن تلك الممارسات في الكثير من الدول وخاصة الإفريقية , لطال بنا الحديث , ولكن المهم أننا أمام سلوك بشري لا يقل بأي قدر عن سلوك القراصنة واللصوص .

لن يكفينا المقام هنا لنتتبع عبث أولئك السياسيين في دول العالم وخاصة الشرق الأوسط , وأفريقيا , في كل المصائب التي حلت بهم , ابتداء من الفقر ومرورا بالصراعات الإقليمية والعرقية والطائفية , وحتى الحروب بين الدول , ذلك العبث الذي يمكن للمراقب العادي بملاحظته , ومنه ما يحتاج لتحليل ومتابعة وبحث حتى نجد أصابعهم خلفه , ولكن وفي كل الحالات لا يخلو الأمر من مكمن إثارة يمتد منهم لتلك الأحداث مهما كان نوعها , كلنا يدرك حجم التخبطات التي استوطنت دول العالم الثالث خاصة الشرق الأوسط وأفريقيا , سواء على المستوى الداخلي أو حتى على المستوى الخارجي بين تلك الدول .
ربما تقف الحالة العراقية مثلا كمأساة قائمة تفوح منها رائحة الفسوق الغربي بكل صفاقته , وهناك الكثير من الأمثلة في الشرق الأوسط , ولكن الحالة العراقية حتى العامة الذين لا يدركون قذارات السياسة سمعوا بتصريحات عديدة لسياسيين غربيين عن مدى قذارة المؤامرة على العراق بحجة تصنيع أسلحة الدمار الشامل , تم سحق هذا البلد العظيم ورميَ في حضن الفرس تارة وفي حضن التناحر الطائفي أو تهديدات الانفصال الكردي , كل ذلك لن يغيّب عن ذاكرتنا الحية تلميح السفيرة الأمريكة لصدام بابتلاع الكويت ليوقع بيديه قرار إعدامه وسحق العراق العظيم , وهدم السد المنيع الذي كان يحجب أطماع الفرس في شرقنا العربي , وما حصل اليوم يوضح لنا حقيقة تلك الخسارة التاريخية التي وقعنا فيها .
نحن اليوم شهداء على العصر , وما وقع في ذلك التاريخ المشؤوم نذكره جيدا وعايشناه , وتوقعنا نتائجه المدمرة , كنا بسطاء نتابع وندرك ولا نملك القدرة على التغيير أو المشاركة بأرائنا , ولكن تبعات تلك السقطة مازلنا وسنستمر في دفع فاتورتها , الحالة العراقية ليست فريدة أو نادرة , بل هي حالة تتكرر بين فينة وفينة , ولكنها قد تكون حالة ذات وجهين قبيحين , فالأولى تمثل صفاقة ودناءة وحقارة سياسيي الغرب الذين دمروا ذلك البلد ومازالوا يتحدثون عن تقديم الحلول له , والوجه الأخر , يتمثل في ضعفنا وغباءنا حتى نسلمهم رؤوسنا رغم ذلك , الحديث يطول جدا ولن تكفية صفحات قليلة حتى نتتبع تلك المؤامرات القذرة في كل شرقنا العربي من عراقه وحتى الصحراء المغربية .

وهنا أشير سريعا لتصريحات ترامب الكثرة والمملة عن منّهِ علينا بالحماية والكثير من التصريحات المهينة , وكذلك ما صرح به السناتور (دان سوليفان) , حين قال نحن نصد إيران عنكم , أقول لمثل هذه التصريحات لترامب وغيره من مجرمي الغرب :
( أنكم لم تفعلوا غير شيئ واحد , هو أنكم تعاملتم مع القاذورات التي كانت صنيعتكم أنتم لا نحن , أمريكا وأوربا سكبت قاذورات سياساتها العسكرية والاقتصادية والتآمرية , لتنهكنا وتسلب حياتنا وترهنها لإرادتهم الاستعمارية بكل أوجهها القبيحة , فالاستعمار العسكرية الذي مضى زمنه أُستخلف باستعمار أكثر حقدا ودهاء وخسة من سابقه , فأُستعمرت العقول والأنظمة والسياسات , وفرضت الحاجة للعيش الكريم سطوتها لتكسر قوة الشعوب وإشغالها بالبحث عن لقمة العيش ورفاهية الحياة ودرء المخاطر والكوارث عن حياتها .
ربما كانت أمريكا وفي مرحلة ما تمسك عصا الإرهاب لتهددنا بها , ولتجلد ظهورنا صبح مساء بتلك الكذبة التي كانت من صناعتها هي أولا , وفي مقال سابق هنا تحت عنوان ( إرهاب الفوضى وفوضى الإرهاب ) , تحدثت عن فزاعة الإرهاب التي زرعتها أمريكا في الشرق الأوسط لتزرع الفوضى في حياتنا , واليوم ها هي أمريكا بعد أن بهتت صورة الإرهاب الشرق أوسطي واختفى دوره (بقدرة قادر) , عادت لترقص على ضعفنا بقذارة جديدة اسمها (إيران) , أمريكا تقذف قاذوراتها ودسائسها ومؤامراتها وتضرب الجميع بيد الجميع ثم تأتي بغرورها وخيلائها لتضع الحلول لنا , ثم تمنّ علينا بتخفيف مصائبنا التي كانت من صنع يديها .

نعم يا سيد ترامب و يا سيد سوليفان , أنتم لم تصدوا عنّا قاذورات إيران وأياديها العفنة في كل مكان , بل أنتم صديتم عنا قاذوراتكم التي صنعتوها مع إيران , ولكن الأيام دول , وسيأتي يوم ستجدون فاتورة متراكمة سيصعب تسديدها ذات يوم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف