القذارة السياسية
(عادل بن مليح الأنصاري)
من المؤكد أن الإنسان هو الكائن الوحيد على هذه الأرض الذي يعلم أنه يمتلك صفات لا يمكن أن يشاركه مخلوق آخر على الكوكب , فالإنسان هو المخلوق الذي يعرف أنه يكذب ويستطيع أن يكذب بلا توقف , والأهم أنه لا يستحي من أكاذيبه ويواجه الجمهور بكل صفاقة وهو يعلم أنهم يعلمون أنه يكذب , ومن الصفات الفريدة لهذا المخلوق أنه يمتلك القدرة على قلب الحقائق , وتغطية تصرفاته القذرة ومخططاته الحقيرة ثم يظهر للإعلام ويتحدث عن نزاهته وقدرته على إدارة الأمور وتسيير مصالح الأخرين بكل اقتدار .
والسياسيين هم أصحاب السبق في تلك الصفات , فهم يشعلون النار في طرف ثوبك ثم يوهموك بأنهم يطفؤونها , ويأخذون الخبز من يدك اليمنى ليعيدوه ليدك اليسرى ثم يستعبدوك بمنحك ما هو لك , لا نكاد نبالغ لو قلنا أن مصائب العالم الثالث جُلّها من تخطيط وتنفيذ سياسيي العالم الأول , نشروا المجاعات , والأمراض , والحروب , والفقر , ثم أنشأوا منظمات المجتمع المدني التي تواجه كل ما أفرزوه من قاذورات , نهبوا ثروات الدول بكل السبل الممكنة واستعمرت شركاتهم وأذنابهم في كل دولة كل شبر من تلك الدول , ولو بحثنا عن تلك الممارسات في الكثير من الدول وخاصة الإفريقية , لطال بنا الحديث , ولكن المهم أننا أمام سلوك بشري لا يقل بأي قدر عن سلوك القراصنة واللصوص .
لن يكفينا المقام هنا لنتتبع عبث أولئك السياسيين في دول العالم وخاصة الشرق الأوسط , وأفريقيا , في كل المصائب التي حلت بهم , ابتداء من الفقر ومرورا بالصراعات الإقليمية والعرقية والطائفية , وحتى الحروب بين الدول , ذلك العبث الذي يمكن للمراقب العادي بملاحظته , ومنه ما يحتاج لتحليل ومتابعة وبحث حتى نجد أصابعهم خلفه , ولكن وفي كل الحالات لا يخلو الأمر من مكمن إثارة يمتد منهم لتلك الأحداث مهما كان نوعها , كلنا يدرك حجم التخبطات التي استوطنت دول العالم الثالث خاصة الشرق الأوسط وأفريقيا , سواء على المستوى الداخلي أو حتى على المستوى الخارجي بين تلك الدول .
ربما تقف الحالة العراقية مثلا كمأساة قائمة تفوح منها رائحة الفسوق الغربي بكل صفاقته , وهناك الكثير من الأمثلة في الشرق الأوسط , ولكن الحالة العراقية حتى العامة الذين لا يدركون قذارات السياسة سمعوا بتصريحات عديدة لسياسيين غربيين عن مدى قذارة المؤامرة على العراق بحجة تصنيع أسلحة الدمار الشامل , تم سحق هذا البلد العظيم ورميَ في حضن الفرس تارة وفي حضن التناحر الطائفي أو تهديدات الانفصال الكردي , كل ذلك لن يغيّب عن ذاكرتنا الحية تلميح السفيرة الأمريكة لصدام بابتلاع الكويت ليوقع بيديه قرار إعدامه وسحق العراق العظيم , وهدم السد المنيع الذي كان يحجب أطماع الفرس في شرقنا العربي , وما حصل اليوم يوضح لنا حقيقة تلك الخسارة التاريخية التي وقعنا فيها .
نحن اليوم شهداء على العصر , وما وقع في ذلك التاريخ المشؤوم نذكره جيدا وعايشناه , وتوقعنا نتائجه المدمرة , كنا بسطاء نتابع وندرك ولا نملك القدرة على التغيير أو المشاركة بأرائنا , ولكن تبعات تلك السقطة مازلنا وسنستمر في دفع فاتورتها , الحالة العراقية ليست فريدة أو نادرة , بل هي حالة تتكرر بين فينة وفينة , ولكنها قد تكون حالة ذات وجهين قبيحين , فالأولى تمثل صفاقة ودناءة وحقارة سياسيي الغرب الذين دمروا ذلك البلد ومازالوا يتحدثون عن تقديم الحلول له , والوجه الأخر , يتمثل في ضعفنا وغباءنا حتى نسلمهم رؤوسنا رغم ذلك , الحديث يطول جدا ولن تكفية صفحات قليلة حتى نتتبع تلك المؤامرات القذرة في كل شرقنا العربي من عراقه وحتى الصحراء المغربية .
وهنا أشير سريعا لتصريحات ترامب الكثرة والمملة عن منّهِ علينا بالحماية والكثير من التصريحات المهينة , وكذلك ما صرح به السناتور (دان سوليفان) , حين قال نحن نصد إيران عنكم , أقول لمثل هذه التصريحات لترامب وغيره من مجرمي الغرب :
( أنكم لم تفعلوا غير شيئ واحد , هو أنكم تعاملتم مع القاذورات التي كانت صنيعتكم أنتم لا نحن , أمريكا وأوربا سكبت قاذورات سياساتها العسكرية والاقتصادية والتآمرية , لتنهكنا وتسلب حياتنا وترهنها لإرادتهم الاستعمارية بكل أوجهها القبيحة , فالاستعمار العسكرية الذي مضى زمنه أُستخلف باستعمار أكثر حقدا ودهاء وخسة من سابقه , فأُستعمرت العقول والأنظمة والسياسات , وفرضت الحاجة للعيش الكريم سطوتها لتكسر قوة الشعوب وإشغالها بالبحث عن لقمة العيش ورفاهية الحياة ودرء المخاطر والكوارث عن حياتها .
ربما كانت أمريكا وفي مرحلة ما تمسك عصا الإرهاب لتهددنا بها , ولتجلد ظهورنا صبح مساء بتلك الكذبة التي كانت من صناعتها هي أولا , وفي مقال سابق هنا تحت عنوان ( إرهاب الفوضى وفوضى الإرهاب ) , تحدثت عن فزاعة الإرهاب التي زرعتها أمريكا في الشرق الأوسط لتزرع الفوضى في حياتنا , واليوم ها هي أمريكا بعد أن بهتت صورة الإرهاب الشرق أوسطي واختفى دوره (بقدرة قادر) , عادت لترقص على ضعفنا بقذارة جديدة اسمها (إيران) , أمريكا تقذف قاذوراتها ودسائسها ومؤامراتها وتضرب الجميع بيد الجميع ثم تأتي بغرورها وخيلائها لتضع الحلول لنا , ثم تمنّ علينا بتخفيف مصائبنا التي كانت من صنع يديها .
نعم يا سيد ترامب و يا سيد سوليفان , أنتم لم تصدوا عنّا قاذورات إيران وأياديها العفنة في كل مكان , بل أنتم صديتم عنا قاذوراتكم التي صنعتوها مع إيران , ولكن الأيام دول , وسيأتي يوم ستجدون فاتورة متراكمة سيصعب تسديدها ذات يوم .
(عادل بن مليح الأنصاري)
من المؤكد أن الإنسان هو الكائن الوحيد على هذه الأرض الذي يعلم أنه يمتلك صفات لا يمكن أن يشاركه مخلوق آخر على الكوكب , فالإنسان هو المخلوق الذي يعرف أنه يكذب ويستطيع أن يكذب بلا توقف , والأهم أنه لا يستحي من أكاذيبه ويواجه الجمهور بكل صفاقة وهو يعلم أنهم يعلمون أنه يكذب , ومن الصفات الفريدة لهذا المخلوق أنه يمتلك القدرة على قلب الحقائق , وتغطية تصرفاته القذرة ومخططاته الحقيرة ثم يظهر للإعلام ويتحدث عن نزاهته وقدرته على إدارة الأمور وتسيير مصالح الأخرين بكل اقتدار .
والسياسيين هم أصحاب السبق في تلك الصفات , فهم يشعلون النار في طرف ثوبك ثم يوهموك بأنهم يطفؤونها , ويأخذون الخبز من يدك اليمنى ليعيدوه ليدك اليسرى ثم يستعبدوك بمنحك ما هو لك , لا نكاد نبالغ لو قلنا أن مصائب العالم الثالث جُلّها من تخطيط وتنفيذ سياسيي العالم الأول , نشروا المجاعات , والأمراض , والحروب , والفقر , ثم أنشأوا منظمات المجتمع المدني التي تواجه كل ما أفرزوه من قاذورات , نهبوا ثروات الدول بكل السبل الممكنة واستعمرت شركاتهم وأذنابهم في كل دولة كل شبر من تلك الدول , ولو بحثنا عن تلك الممارسات في الكثير من الدول وخاصة الإفريقية , لطال بنا الحديث , ولكن المهم أننا أمام سلوك بشري لا يقل بأي قدر عن سلوك القراصنة واللصوص .
لن يكفينا المقام هنا لنتتبع عبث أولئك السياسيين في دول العالم وخاصة الشرق الأوسط , وأفريقيا , في كل المصائب التي حلت بهم , ابتداء من الفقر ومرورا بالصراعات الإقليمية والعرقية والطائفية , وحتى الحروب بين الدول , ذلك العبث الذي يمكن للمراقب العادي بملاحظته , ومنه ما يحتاج لتحليل ومتابعة وبحث حتى نجد أصابعهم خلفه , ولكن وفي كل الحالات لا يخلو الأمر من مكمن إثارة يمتد منهم لتلك الأحداث مهما كان نوعها , كلنا يدرك حجم التخبطات التي استوطنت دول العالم الثالث خاصة الشرق الأوسط وأفريقيا , سواء على المستوى الداخلي أو حتى على المستوى الخارجي بين تلك الدول .
ربما تقف الحالة العراقية مثلا كمأساة قائمة تفوح منها رائحة الفسوق الغربي بكل صفاقته , وهناك الكثير من الأمثلة في الشرق الأوسط , ولكن الحالة العراقية حتى العامة الذين لا يدركون قذارات السياسة سمعوا بتصريحات عديدة لسياسيين غربيين عن مدى قذارة المؤامرة على العراق بحجة تصنيع أسلحة الدمار الشامل , تم سحق هذا البلد العظيم ورميَ في حضن الفرس تارة وفي حضن التناحر الطائفي أو تهديدات الانفصال الكردي , كل ذلك لن يغيّب عن ذاكرتنا الحية تلميح السفيرة الأمريكة لصدام بابتلاع الكويت ليوقع بيديه قرار إعدامه وسحق العراق العظيم , وهدم السد المنيع الذي كان يحجب أطماع الفرس في شرقنا العربي , وما حصل اليوم يوضح لنا حقيقة تلك الخسارة التاريخية التي وقعنا فيها .
نحن اليوم شهداء على العصر , وما وقع في ذلك التاريخ المشؤوم نذكره جيدا وعايشناه , وتوقعنا نتائجه المدمرة , كنا بسطاء نتابع وندرك ولا نملك القدرة على التغيير أو المشاركة بأرائنا , ولكن تبعات تلك السقطة مازلنا وسنستمر في دفع فاتورتها , الحالة العراقية ليست فريدة أو نادرة , بل هي حالة تتكرر بين فينة وفينة , ولكنها قد تكون حالة ذات وجهين قبيحين , فالأولى تمثل صفاقة ودناءة وحقارة سياسيي الغرب الذين دمروا ذلك البلد ومازالوا يتحدثون عن تقديم الحلول له , والوجه الأخر , يتمثل في ضعفنا وغباءنا حتى نسلمهم رؤوسنا رغم ذلك , الحديث يطول جدا ولن تكفية صفحات قليلة حتى نتتبع تلك المؤامرات القذرة في كل شرقنا العربي من عراقه وحتى الصحراء المغربية .
وهنا أشير سريعا لتصريحات ترامب الكثرة والمملة عن منّهِ علينا بالحماية والكثير من التصريحات المهينة , وكذلك ما صرح به السناتور (دان سوليفان) , حين قال نحن نصد إيران عنكم , أقول لمثل هذه التصريحات لترامب وغيره من مجرمي الغرب :
( أنكم لم تفعلوا غير شيئ واحد , هو أنكم تعاملتم مع القاذورات التي كانت صنيعتكم أنتم لا نحن , أمريكا وأوربا سكبت قاذورات سياساتها العسكرية والاقتصادية والتآمرية , لتنهكنا وتسلب حياتنا وترهنها لإرادتهم الاستعمارية بكل أوجهها القبيحة , فالاستعمار العسكرية الذي مضى زمنه أُستخلف باستعمار أكثر حقدا ودهاء وخسة من سابقه , فأُستعمرت العقول والأنظمة والسياسات , وفرضت الحاجة للعيش الكريم سطوتها لتكسر قوة الشعوب وإشغالها بالبحث عن لقمة العيش ورفاهية الحياة ودرء المخاطر والكوارث عن حياتها .
ربما كانت أمريكا وفي مرحلة ما تمسك عصا الإرهاب لتهددنا بها , ولتجلد ظهورنا صبح مساء بتلك الكذبة التي كانت من صناعتها هي أولا , وفي مقال سابق هنا تحت عنوان ( إرهاب الفوضى وفوضى الإرهاب ) , تحدثت عن فزاعة الإرهاب التي زرعتها أمريكا في الشرق الأوسط لتزرع الفوضى في حياتنا , واليوم ها هي أمريكا بعد أن بهتت صورة الإرهاب الشرق أوسطي واختفى دوره (بقدرة قادر) , عادت لترقص على ضعفنا بقذارة جديدة اسمها (إيران) , أمريكا تقذف قاذوراتها ودسائسها ومؤامراتها وتضرب الجميع بيد الجميع ثم تأتي بغرورها وخيلائها لتضع الحلول لنا , ثم تمنّ علينا بتخفيف مصائبنا التي كانت من صنع يديها .
نعم يا سيد ترامب و يا سيد سوليفان , أنتم لم تصدوا عنّا قاذورات إيران وأياديها العفنة في كل مكان , بل أنتم صديتم عنا قاذوراتكم التي صنعتوها مع إيران , ولكن الأيام دول , وسيأتي يوم ستجدون فاتورة متراكمة سيصعب تسديدها ذات يوم .