الأخبار
38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطيني
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاقتصاد الاسرائيلي وتداعيات الوباء بقلم: د. رمزي عطية مزهر

تاريخ النشر : 2020-04-04
الاقتصاد الاسرائيلي وتداعيات الوباء بقلم: د. رمزي عطية مزهر
بقلم: د. رمزي عطية مزهر  

الاقتصاد "الإسرائيلي" و تداعيات الوباء

يواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات كبيرة، فقد تم إغلاق فروع اقتصادية بكاملها، وبينها مؤسسات التعليم، وقطاع السياحة، وتضرر قطاع الصناعة والزراعة، مع زيادة الإنفاق الحكومي على القطاع الصحي،  وعدم تحصيل ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة وارتفاع نسبة البطالة وضعف الشيقل مقابل الدولار ما أدى إلى استنزاف خزينة الدولة ومن هنا، فإن الضرر الاقتصادي حتمي. وأشارت المحللة الاقتصادية في صحيفة "ذي ماركر"، ميراف أرلوزوروف يسود خلاف شديد بين صناع القرار في إسرائيل حول مواجهة وباء الكورونا. وفيما تطالب وزارة الصحة بدعم من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإغلاق فعلي للمرافق الاقتصادية والإعلان عن حالة طوارئ، تعمل خلالها المصالح التجارية الضرورية فقط، وهو وضع يتوقع المصادقة عليه قريباً. رجحت المحللة  أن من شأن المصادقة على ذلك أن يلحق ضرراً اقتصادياً هائلا.

·         قطاع السياحة: أشار تقرير صادر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أن الضربة القاسية تلقاها قطاع السياحة الإسرائيلي، فقد تم إغلاق أكثر من200  فندق في شهر آذار السابق، وتم إلغاء ما يقارب 80% من حجوزات الفنادق، التي بدأت بتسريح آلاف العاملين لديها في إجازات ليست مدفوعة الأجر، ويقدر رئيس اتحاد الفنادق الإسرائيلية أمير حايك، بأن خسائر الفنادق ودور الضيافة على مختلف مستوياتها والسياحة بشكل عام، قد بلغت حتى خلال شهر آذار أكثر من  3.5 مليار دولار، وتأتي هذه الضربة  ونحن نقترب من عيد الفصح العبري وعيد الفصح المسيحي في نيسان، وبات من الواضح أن الغالبية الساحقة جداً من الحجوزات لزيارة إسرائيل في هذا الموسم تم إلغاؤها. وقررت شركة طيران الاحتلال "العال" إيقاف جميع رحلاتها من وإلى الكيان “الإسرائيلي” بدءاً من منتصف الليلة وحتى الرابع من نيسان الحالي، الذي يُعد واحداً من أهم أشهر السياحة.

·         قطاع الصناعة: أشار معهد التصدير الإسرائيلي وهو معهد حكومي  أن أشباه الموصلات بلغت حصتها 3.9 مليار دولار من إجمالي صادرات البضائع في2019 . وتفيد الإحصاءات أن إجمالي صادرات البضائع الإسرائيلية للصين باستثناء الألماس، أرتفع إلى 4.7 مليار دولار. وتشير صحيفة كالكاليست الإسرائيلية أن الضرر المباشر لحق بالصادرات الإسرائيلية إلى الصين في مجال التكنولوجية الفائقة وقطاع الماس، وتابع موقع كالكاليست الإسرائيلي أن الصناعات التكنولوجية من الصين لإسرائيل تضررت، وقال الموقع الإسرائيلي حوالي 70٪ من الواردات هي إنتاج أجهزة الكمبيوتر والمعدات الإلكترونية والبصرية و11% كيماويات وبلغت الواردات ما يزيد عن  3.6 مليار دولار، وسيتعرض المستهلك الإسرائيلي لنقص قدره   1.8مليار دولار سنوياً في المعدات الكهربائية والكاميرات والهواتف الذكية من الصين. وتابعت كالكاليست  إلى تأثر شراكات الغاز، وهذا يرجع بشكل رئيسي إلى عقود الغاز، والتي يتم تسعيرها في الغالب بسعر برميل النفط، أي أن شركات الغاز والبنية التحتية في إسرائيل هي الضحية من كورونا، حيث ازداد اعتماد صناعة البنية التحتية الإسرائيلية على الشركات الصينية في السنوات الأخيرة. وتشمل المشاريع البارزة بناء ميناء أسدود، وبناء طريق الدخول الجديد إلى القدس، وتشغيل الميناء الجديد في حيفا ومشروع السكك الحديدية في تل أبيب. وتأثر الواردات القادمة إلى إسرائيل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي بلغت 27.8 مليار دولار بارتفاع بلغ 3٪ عن الفترة المناظرة من العام الماضي فيما بلغت صادراتها إليهم 22.51 مليار دولار أضافة إلى ضرر سيلحق بالصادرات في الأسلحة وغيرها تقدر بمليارات الدولارات.

·         قطاع الصحة: أشار نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في القدس أنه سيقوم بتخصيص مليار شيقل إسرائيلي (حوالي 281 مليون دولار أمريكي) لقطاع الصحة. وقال "نعطي الأولوية لجهاز الصحة، ونستثمر مبلغ مليار شيقل بهدف زيادة مخزون الأدوية بالدرجة الأولى، وإفساح المجال أمام التزود باللوازم الطبية وتجهيز المستشفيات لاستيعاب قدر أكبر من المرضى وتجهيز الطواقم الطبية، حيث وصل عدد الإصابات إلى 7030 وعدد الوفيات إلى 39 إسرائيلي  بسبب تفشي فيروس كورونا حسب وزارة الصحة الإسرائيلية، ما يزيد من الأنفاق الحكومي على قطاع الصحة.

·         القطاع الزراعي: نقلت i24NEWS أن أزمة كورونا تسببت بخسائر كبيرة للمزارعين وبائعي الزهور بإسرائيل وتكدس المنتجات وانخفاض الاستهلاك 70٪ ، فإن قطاع الزهور الإسرائيلي تقريباً ينهار مع تكدس المنتجات على الرفوف بدون طلب وتزامنت الأزمة مع حلول فصل الربيع وشهر آذار المليء بالمناسبات التي تحث على شراء الزهور إلا أن منع كافة الفعاليات والمناسبات ومطالبة المواطنين الالتزام بالبقاء في البيت أدى إلى تكدس هذه الكميات الكبيرة من الزهور في المحلات. وقال أحد العاملين الإسرائيليين من شمال البلاد أنهم الآن في موسم قطف الزهور ، ومحلات الزهور أغلقت والغيت الرحلات الجوية إلى خارج البلاد ومنتجاتهم في الثلاجات ، وهذا تسبب لهم ضرر بملايين الشواقل ،  فالمزارعون يعملون على مدار العام من أجل هذا الموسم ، ونقلاً عن مسؤول بوزارة الزراعة يتم بيع  وتصدير أكثر من 400 مليون زهرة سنوياً  في السوق المحلية و الخارجية، في الربيع هناك الكثير من الأعياد والمناسبات والتي يعمل المزارعون على الاستعداد لها ، لكن الازمة في إسرائيل وباقي العالم تسبب لهم خسائر فادحة وانهيار كبير.

·           البطالة: تشير مصلحة التشغيل الإسرائيلية اليوم 30/آذار أن عدد المتضررين بلغ 944,832 طالب عمل، بينهم 786.991  طالب عمل تسجلوا للحصول على مخصصات البطالة منذ مطلع الشهر الحالي، و90% أخرجوا إلى إجازة غير مدفوعة الأجر، في أعقاب التعليمات والقيود التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية لمنع انتشار فيروس كورونا.  وأفادت مصلحة التشغيل إن نسبة البطالة ارتفعت إلى 22.7%، يشار أن نسبة البطالة  العام الماضي حسب دائرة الإحصاء المركزية كانت 4%، بينما قالت تقديرات وزارة المالية إن عددهم سيصل إلى أكثر من (1,000,000) مليون، ومن جهة أخرى تتوقع مؤسسة التأمين الوطني انخفاضاً بنسبة 20% في الدخل من جباية رسوم التأمين الوطني، إثر موجة إخراج عاملين إلى إجازة بدون راتب، حسبما قال مدير عام التأمين الوطني، مئير شبيغلر، وأضاف أن التأمين الوطني ستستخدم الأموال التي بحوزتها من أجل دفع المخصصات الآخذة بالارتفاع وستحول وزارة المالية أموالاً على حساب الفائض في ميزانية التأمين الوطني من السنوات الماضية.

·          خزينة الدولة: أوردت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ أنّ تراجعاً سيطرأ على نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي بسبب انتشار الفيروس محلياً وخارجياً، وأن تأثير الفيروس عالمياً ستكون له تداعيات محلية. وذكر تقرير موسع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، أن إسرائيل ستخسر ثمانية مليارات شيقل 2.16 مليار دولار حتى نهاية شهر آذار الماضي بفعل الإجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس. وأوضحت الصحيفة أن الخسائر ستكون فقط من خزينة الدولة ولا تشمل خسائر القطاع الخاص، كما بينت أن هذا الرقم من الخسائر سيكون فقط نتيجة عدم تحصيل ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة، وضرائب الشراء والتعريفات مع زيادة الإنفاق الحكومي، وقال وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون إن الحكومة ستزيد حجم حزمة مساعدة لدعم الشركات المتضررة جراء أزمة فيروس كورونا بمقدار خمسة مليارات شيكل إضافية (1.3 مليار دولار). يضاف هذا المبلغ إلى حزمة حجمها عشرة مليارات شيقل أُعلنت الأسبوع الماضي، منها ثمانية مليارات في صندوق لتقديم قروض ميسرة للشركات.

·         تذبذب سعر صرف الدولار: معالم الدهشة باتت واضحة على جمهور الدولار، فبعد أن شهد الدولار انخفاضاً وصل لـ 3.44 مقابل الشيقل؛ عاد ليرتفع خلال هذه الأيام ليسجل أعلى قيمة منذ بداية عام 2020 إذ سجل الدولار 3,86 ثم انخفض 3.59 مقابل الشيقل ، حيث أشار الخبير الاقتصادي "صدقة" إلى أن قرار المستثمرين بتحويل ما يملكون من سلع لنقد قابلته أوضاع اقتصادية صعبة في "إسرائيل" ناتجة عن الحالة التي تعيشها، هذا أدى لانخفاض العملة الإسرائيلية، كما أنه عامل إضافي لارتفاع الدولار أمام الشيقل"، أي أن الدولار يرتفع لأسباب متعلقة بالاقتصاد العالمي والأمريكي،  والشيقل ينخفض نتيجة لأسباب محلية متعلقة بالاقتصاد الإسرائيلي. وتابع قائلاً إن القدرة على التوقع في ظل هذه الظروف المتذبذبة عالمياً صعبة، لكن في الواقع أن اغلب المستثمرين يهربون من باقي الأدوات الاستثمارية ويتجهون نحو الملاذ الآمن الذهب والدولار.

·         البورصة: أشارت صحيفة يديعوت أن مؤشر تل أبيب 35 انخفض حوالي 7.2%، وأن مؤشر تل أبيب 125 سجل انخفاض بمقدار 7.5%، كما انخفضت قيمة أسهم بنك ديسكونت بنسبة 8.3%، وبنك مزراحي تبوحوت 8%، وبنك هبوعليم بنسبة 7.8%، وبنك لئومي بنسبة 6.6%، ذلك خلال الشهر الماضي.

·         السيناريوهات المحتملة :

 (1) الاقتصاد الإسرائيلي على موعد مع ركود طويل سيوصل إسرائيل إلى خسارة اقتصادية كبيرة تفوق الــ 50 مليار دولار، وأما إذا توسع انتشار الفيروس وإعلان حالة الطوارئ بشكل كامل وأغلاق البلاد لمدة تصل ستة أشهر على الأقل وهى إحدى مراحل الدورة الاقتصادية عادة ما تزداد فيها البطالة وتنخفض قيمة الاستثمارات وأرباح الشركات، مما يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلى الإجمالي، وتدنى وهبوط في الإنتاج والأسعار والوظائف، وكذلك الإيرادات وتنخفض السيولة النقدية وتفلس العديد من المؤسسات والشركات المختلفة، وبالتالي يفقد كثير من العمال والموظفين وظائفهم. فأن الاقتصاد الاسرائيلي سيدخل مرحلة كساد نسبي.

 (2) في حالة نجحت إسرائيل في احتواء فيروس كورونا والحد من انتشاره خلال شهر ونصف حسب الخطة الموضوعة، سيتم احتواء الأزمة وسيتعافى الاقتصاد لديهم بشكل تدريجي وسيترك بعض الآثار السلبية.

 ( (3توقعات الشيقل مقابل الدولار: من الصعب أن نتنبأ بدقة أين يتجه الدولار مقابل الشيقل، لكن بشكل عام أرجح أن         يبقى الدولار هو العملة القوية والمتداولة عالمياً ، بالتالي إما سيبقى الدولار مستقراً عند المستويات الحالية، أو سيرتفع بتذبذبات، لكن لن يصل لارتفاعات حادة، إلا في  حالة أن تشدد حكومة إسرائيل  من إجراءات الحظر والحركة في الكيان وتعطل المزيد من الدوائر الاقتصادية، سيدفع "إسرائيل" للاستنجاد بالبنك المركزي الذي يملك احتياطي  بقيمة 120 مليار دولار، إذ يستطيع هذا البنك أن يتدخل ويضخ الدولار في السوق الإسرائيلي، ولديهم السقف المعقول للدولار عند 4 شيقل، وضمن هذا الحد سيكون الوضع ليس سيء للغاية. وممكن أن يقفز عن 4 شيقل بقليل في حالة عدم السيطرة على انتشار الفيروس وإغلاق كامل للمرافق الاقتصادية.

·         ملاحظة: تجنباً لأي مخاطر في تقلبات أسعار الصرف ينصح عادة المستثمرين والشركات والأفراد من حيث المبدأ  "لاتضع البيض في سلة واحدة"، ولخفض المخاطر يجب عليهم امتلاك محفظة الأوراق المالية بالوقت الحالي ما مفاده جزء يستثمر بالدولار، وجزء يستثمر بالذهب لأنه اصبح الآن أكثر أماناً، وجزء يبقي بالشيقل.

كاتب و باحث في الشؤون الاقتصادية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف