الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليس هكذا تورد الإبل يا حياة الفهد بقلم: منجد صالح

تاريخ النشر : 2020-04-04
ليس هكذا تورد الإبل يا حياة الفهد بقلم: منجد صالح
أعتبر نفسي وبحق من أشدّ محبّي الكويت وشعبها. فأوّل قراءاتي فتيّا، خارج إطار الكتب المدرسيّة، كانت مجلّة العربي الغرّاء الكويتية. منذ ذلك الوقت كوّنت في داخلي وفي كيّاني هالة وصورة جميلة عن هذا البلد الخليجي، صغير المساحة وقليل عدد السكان، كبير بسمعته ناصعة البياض وتقدّمه الثقافي والصحفي بالقبس والأنباء.وما زلت أذكر وأنا فتى تلك الصورة العتيقة عندما إصطحبني الأهل معهم الى مطار قلنديا، بجوار بيت المقدس، لإستقبال عمّتي وزوجها القادمين من ربوع الكويت على متن الطائرة التي حطّت على مدرج المطار صيف عام 1965. أول مرّة أشاهد فيها طائرة عن قرب وأتواجد داخل مطار ونستقبل ركّابا واقارب قادمين من الكويت. فهل من الممكن أن تُمحى هذه الصورة المعتّقة من ذاكرتي عن الكويت؟ وخاصة وأن مطار قلنديا كما القدس وكامل الضفة الغربية ترزح تحت إحتلال بغيض منذ صيف عام 1967، وأن مطار قلنديا منذ ذلك الحين اصبح بأيدي قوّات الإحتلال خرابا مهجورا. مؤخّرا يعمل الإحتلال على بناء حي إستيطاني عدواني عنصري مكانه.لكن هذا الموقع سيبقى في ذاكرتنا الفردية والجمعية مطار قلنديا الذي كان يستقبل الطائرات القادمة من الكويت قبل إحتلاله من قبل جنود موشي دايان في حزيران عام 1967.الكويت كانت من أكثر الداعمين في العالم للجامعات في فلسطين. دولة تزخر بالنور والعلم أهدت قبسا من موقدها المتّقد لجامعة بير زيت في مدينة بير زيت قرب مدينة رام الله، أعرق واهم الجامعات في فلسطين، وجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، وغيرها من الجامعات على امتداد الوطن الفلسطيني.وأعتبر نفسي وبحق من أشدّ كارهي ومناهضي ومعارضي غزو الكويت وإحتلالها صيف عام 1990 من قبل جحافل جيش صدام حسين. معارضتي لهذا الغزو غير المبرر والعدواني جاءت من منطلق حبّي للكويت وتجربتها الرائدة والديمقراطية التي كانت تسود فيها بالمقارنة مع جاراتها العربيات والعجميّات من الممالك والإمارات والجمهوريّات. ومن منطلق رفضي المطلق للإحتلال. فكيف سنبرر لانفسنا مناهضة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين إذا لم نقف ضد الإحتلال الصدّامي العراقي للكويت؟! فلا يوجد إحتلال بغيض وإحتلال حميد. فمبدأ الإحتلال لا يتجزّأ ومبدا الحريّة والإستقلال والسيادة لا يتجزّأ.من موقفي هذا ومن هذا المنطلق أودّ أن أعبّر عن أسفي ورفضي الشديد لتصريحات السيدة الفنانة القديرة حياة الفهد وهجومها المفاجئ والفجّ على “الوافدين” والمصابين بفيروس كورونا في الكويت. حيث قالت “النجمة” في مداخلة مع برنامج “أزمة وتعدّي”، على قناة “إيه تي في” الكويتية: “لقد مللنا منهم، ليس لدينا مستشفيات تأوينا، ولماذا لا تأويهم بلادهم ونحن نبتلي بهم؟ “قطّوهم برّا ديرتنا”. لقد أكلوا الخير ولعبوا واستانسوا، لكن فليذهبوا من بلادنا”.خطير والله خطير، كلام خطير وغير مقبول ولا ينفع لا في العير ولا في النفير!!! كلام لا يسرّ الصديق ولا يكيد العدوّ.هذا الموقف وهذه التفوّهات لا تليق بك يا سيّدة حياة، فمن إسمها حياة لا تحضّ على الموت!!! لا تليق بفنّانة قضت اكثر من خمسين عاما من عمرها وهي تُجسّد دور الفتاة المظلومة، تلبس ثوب المسكينة في دور المرأة المظلومة، دور الإنسانة المقموعة. وفجأة تخلع هذا الرداء الانساني وتتمنطق بعباءة الظالم، تركب فرسا جانحة جامحة وتضرب بحسامها البتّار، على اليمين وعلى الشمال، رؤوس المظلومين ورؤوس جمهورها ومُريديها ومُحبّيها.بتاريخ 16 آذار 2020 كتبت مقالا نُشر بعنوان: “الطبع غلب التطبّع … سمير جعجع الضبع”، هاجمت فيه هذا القاتل المجرم وتصريحاته العنصرية بمطالبته الحكومة اللبنانية “بضرورة الحجر على المخيمات الفلسطينية والسورية في لبنان” واقفالها “بالضبّة والمفتاح” وفرض حصار شامل عليها وعدم خروج او دخول اللاجئين منها واليها، درءا لتسّرب فيروس كورونا منها!!!مع العلم انه وحتى اللحظة لم تُسجّل حالة إصابة واحدة بالفيروس في المخيّمات المستهدفة بالتصريحات العنصرية، وأن جلّ الأصابات بالكورونا وقعت في “المجتمع المُخملي اللبناني”، وليس أدّل على ذلك الا حادثة اصابة المذيعة وعارضة الازياء اللبنانية لُجين عضاضة، التي وثّقت إصابتها ومعاناتها مع الفيروس في شريط فيديو مصوّر.أنا أعرف تماما الفرق الشاسع والبون الواسع بين حياة الفهد وكنهها وتكوينها ومسيرة حياتها وبين سمير جعجع وحياته ومسيرته الصاخبة المتخمة بالإجرام والقتل والعمالة والخندزة والدسدسة والمُداهنة ولعب الثلاث ورقات. لكنني أخشى أن تتقاطع في الأثير الرحب تصريحات الفهد مع تصريحات جعجع، وهذا لا يسرّني ولا يُرضيني.كما لا يسرّني ولا يُرضيني أن تتزاحم في الوحل تصريحات “النجمة” مع ممارسات المحتلّ الإسرائيلي العنصري البغيض، الذي بدل أن يُطبّب العمّال الفلسطينيين العاملين لديه في ورش البناء والمصانع والمزارع، يقوم بحذف ورمي كل من يشتبه بإصابته منهم بفيروس الكورونا، إلى اقرب حاجز يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية، على قارعة الطريق، يفترشون الحصى والتراب وشوك الارض ويتدثّرون بلحاف برد ومطر الشتاء، إلى أن تأتي سيارة طوارئ الهلال الاحمر الفلسطيني لتغيثهم وتنجدهم وتبلسم إصابتهم.كما أن الوافدين الذين تريدين أن “تقطّيهم من ديرتك” لا يجلسون القرفصاء في ديارك العامرة ولا يتمنطقون بالشورت المزركش و”الكسكيت” الابيض وسنّارة صيد السمك في يدهم “يقعمزون” على شاطئ الخليج لصيد السمك والإستئناس والإسترخاء والإستجمام، بل أنّ مسامات جلودهم وجباههم تسيل و”تنضح” بعرق العمل والجد والجهد. صحيح أنّهم يتنعّمون بخيرات الكويت وكرم اهل الكويت، لكن صحيح ايضا أن الكويت وشعب الكويت يتنعّمون بنفس المقدار بمردود عمل الوافدين وعلمهم ومهنيّتهم وتفانيهم في خدمة هذا البلد العربي الاصيل الذي يحبّون ويعشقون ويقدّمون له افضل ما عندهم.تصوّري يا سيدة حياة الفهد لو أنّك إستيقظت باكرا غدا صباحا ووجدت، بقدرة قادر، وقد تحققت أمنياتك، وقد تبخّر 70% من ساكني الكويت في الفضاء الفسيح؟؟ ماذا سيكون حالك واين ستؤول أحوالك؟؟!! أخشى أنّك ربما ستجدين صعوبة، بعد فتح عينيك وتمتمة “يا فتّاح يا عليم يا رزّاق يا كريم”، من إيجاد نعليك البيتية (البابوج أو الشبشب أو الحفّاية أو الشاحوط أو زنّوبا أو المشّايه أو القبقاب أو الشليكة) من تحت سريرك، بسبب تبخّر خادمتك الفلبينية أو السيرلنكية أو الاثيوبية أو الاربتيرية، مع الذين تبخّرو إستجابة لتصريحاتك وأمنياتك.لسنا متعوّدين أن تهب علينا من الكويت رياح صرصر، لكننا متعوّدين على النسمات الدافئة الحانية التي تهب علينا من سواحل وشواطئ الكويت، تحمل على بساطها الطائر الميمون الفارس مرزوق الغانم . “بالغانم تغنم الأمة وبالبرهان تهان”، مقال كتبته ونشر بعد إجتماع مجلس البرلمانات العربية في عمان، وتمزيق مرزوق الغانم أوراق صفقة القرن على الهواء مباشرة وحذفها في سلّة المُهملات.لا أريد أن أبدو وكأنني أدافع عن أبناء جلدتي وموطني الكنعانيين الفلسطيننين عاشقي الكويت وترابها وهوائها ونسيم بحرها. أنا أدافع عن مبدأ إنساني، عن فكرة إنسانية، بغض النظر عن هويّة وجنس وبشرة وسواد عيون او خضرة عيون الناس والبشر. وأن هناك من لبّ عقر دار الكويت الشمّاء من يدافع عن المختصّين والمهنيين والمعلّمين الفلسطينيين. عضو مجلس الأمة الكويتي البرلمانية اللامعة صفاء الهاشم قالت كلمة حق في المعلّمين والمُدرّسين الفلسطينيين منذ أوائل الستسنيّات وحتى يومنا هذا، حين صدحت كالبلبل المغرّد، كالنسر الجسور، من على منصة مجلس الأمة قائلة: “إن المعلّمين الفلسطينيين ربّوا جيلا لا يتكرر من الكويتين الأوائل”. وتفتخر صفاء الهاشم أنّها كانت واحدة من جيل الاوائل هذا.إلتمس لاخيك عذرا. سنلّتمس لأختنا حياة الفهد عذرا عن تصريحاتها التي ربّما أدلت بها تحت ضغط هول اللحظة وظرف هول سوط  فيروس الكورونا الذي يجلد به جلود مواطني سكان الكرة الارضية من المحيط المتجمّد الشمالي إلى المحيط المتجمّد الجنوبي ومن شرق الجزر اليابانية الى غرب كاليفورنيا وتكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يفرّق بين “مواطن اصلي ووافد”.فأستغفري ربّك وقولي قولا سديدا. أمتعينا بمزيد من عطائك الفني والدرامي ولا “تُتحفينا” بآرائك حول السياسة والمواطنة والجنسية وعلم الوبائيّات. إتركي ذلك للسياسيين والأطباء والمُختصين.
كاتب فلسطيني

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف