حب في زمن الكارونا
ــــــــــــــــــــــــــ
*** قصة محمد عارف مشّة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو العبد ، هو أول من كسر حظر التجول ، فما أن انتهت منبهات بدء حظر التجول ، حتى بدأ بالصراخ على أولاده للدخول إلى الشقة من مدخل العمارة ، فرفض أولاده الانصياع لأمره ، مما أجبره الخروج وإجبارهم الانصياع لأمر الحظر .
أم سعيد زوجة أبي خالد جارتنا في الشقة التي تعلو شقتي ، فعلت مثل أبي العبد وكسرت الحظر حين خرجت تحمل أكياس القمامة لتضعها في الحاوية ، ففوجئت بسيارة الأمن تقف مقابل العمارة ، فكان أن خرجت من السيارة امرأة بزيها العسكري ، في محاولة لإلقاء القبض عليها ووضعها في السيارة العسكرية لتجاوز أم سعيد زوجة أبي خالد الحظر .
ـ ما اسمك ؟ سألت الشرطية
ـ أم سعيد زوجة أبي خالد
ضحكت الشرطية ثم سألت : أم سعيد زوجة أبي خالد ؟ كيف ؟
القصة طويلة ، هل لديك وقت لسماعها ؟
* أسمعك ..
ـ تزوجت زوجي الأول منذ ما يزيد عن أحد عشر عاما ، فانجبنا طفلا معاق أسمينها سعيدا ، وكان تفاؤلنا أن يكون أول الأبناء سعيدا ، فكان معاقا ، أنجبت بعدها بنتا ، فكانت البن معاقة جسديا ، ماتت بعد شهرين .. الثالث الرابع ... ماتوا جميهم وبقي سعيد ، فطلقني زوجي لينجب من ابناء أسوياء .
مرّت الشهور إلى أن تقدّم لي أبو خالد بالزواج ، فوافقت ، وكان أبو خالد رجلا وزوجا وأخا وأبا لي ، لكنه لم ينجب بحكم عمره .
صوت منبه سيارة الشرطة ، أعادت تذكير الشرطية بالعودة للسيارة ، فقطع المنبه متعة استمتاع الشرطية بقصة ابنة جنسها ، وكأن أم سعيد كانت تحكي قصتها . أشارت الشرطية لأم سعيد بدخول شقتها ، بعد أن سمحت لها بإلقاء القمامة في الحاوية ، فدخلت مرتعدة خائفة .
نظر أبو خالد من نافذة شقته ، فوجد أن سيارة الأمن قد غادرت المكان .
توجه لباب شقته وأعلن للجيران بفك حظر التجول بإخراجه أولاده في ممرات العمارة ، وليثبت حسن نواياه وجرأته .
خرج لباب العمارة وراح يدخن سجائره ويفتعل سعاله بصوت مرتفع ليلفت الأنظار إليه .
فتح أبو العبد نافذة شقته وسأل أبا خالد ممازحا : أصابك فايروس الكارونا ؟ فعلاجك عندي .
وجد أبو خالد أن الفرصة قد جاءت له لتسويق منتوجه لعلاج الكارونا قبل تصنيعه فقال : حتى لو أصابني الفايروس فالعلاج الذي أملكه قوي وفعال .
صوت منبه سيارة الشرطة عاد من جديد . خاف أبو خالد وراح يلملم أولاده من الشارع ودخل مسرعا لباب العمارة قبل أن يتم إلقاء القبض عليه .
فجأة صرخ ابن أبي العبد مذعورا قبل الدخول للشقة ، لصوت طائر صغير .
مالك ؟ سأل أبو العبد بدهشة
أشار الولد بيده مذعورا متأتأ : عــ . عصــ . عصف.. عصفور
نظر أبو العبد باتجاه المكان الذي أشار له الولد
كتم أبو العبد خوفه وهمس : خفّاش ؟
لملم أبو العبد أولاده وأشلاء خوفه ودخل شقته .
******** ************** **********
ساد الرعب والخوف من دخول الخفاش لأول مرة للعمارة ، فصار الكل حريصا على سد منافذ شقته ، خشية دخول الخفاش والإصابة بفيروس الكورونا .
تفقد أبو العبد كافة المنافذ لشفته ، وفي داخله شيء ما يهمس له ، بأن وجود الخفاش وخوف سكان العمارة من الوباء ، جعله يعيد التفكير بإصرار على أن يكون الوحيد صاحب براءة اختراع علاج الكورونا في العمارة ضد أبي خالد الذي يحاول بطرق السحر والشعوذة إرعاب سكان العمارة والسيطرة عليهم تماما .
جلس أبو العبد في معمله يخلط الماء بالأملاح والأصباغ الوهمية لعلاج مصابي الكورونا المرتقبين .
رن جرس هاتفه النقّال عن بعد ، فصرخ على ابنه أن يحضر له الهاتف ، ثم سأله عن المتكلم ، فأجابه بأنه الطبيب ساكن الطابق السادس .
ــ أهلا دكتور اؤمرني
• الحقنا يا أبا العبد . أنا بالمستشفى طوارئ لو سمحت تتأكد من إغلاق المنافذ والثقوب التي يمكن أن يدخل الخفاش .. سهام موجودة في الشقة .
ــ حاضر قال أبو العبد وأضاف : سأذهب أنا وزوجتي للتأكد
أغلق أبو العبد سماعة هاتفه ، وألقى بالهاتف بلا مبالاة بعيدا عنه ، وعاد لتحضير الدواء في معمله الوهمي .
صرخت أم أحمد التي سافر زوجها للعمل في الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر فقط ، وبُح صوتها ، قبل أن يطرق الباب أبو خالد للتأكد مما أصاب جارته وسببّ لها كل هذا الذعر والخوف . لكن صوتها كان باهتا خافتا لم يستطع معرفة سبب صراخها ، قبل أن يصمت صوتها تماما .
بواسطة اتصال هاتفي ،استنجد أبو خالد بأبي العبد لمعرفة سبب صراخ أم أحمد وصمتها المفاجئ ، فتجاهل استنجاد أبي خالد متعذرا بانشغاله مع أفراد أسرته لأمر خاص . فاستنجد أبو خالد بزوجته أم سعيد بأن قاما بكسر باب الشقة للاطمئنان على أم أحمد ومعرفة سبب صراخها .
دخل مع زوجته فوجداها ملتصقة بالجدار ترتجف من شدة الخوف ، وتشير بإصبعها نحو إحدى الزوايا . نظرت أم سعيد صوب المكان الذي تشير له أم أحمد ، فسقطت مغشيا عليها . نظر أبو خالد لزوجته ولأم أحمد مذهولا مما حدث لهن .
أعادت أم أحمد لتشير بإصبعها نحو المكان ، نظر أبو خالد نحو المكان ، حاول أن يخفي خوفه أمام زوجته وجارته فهمس : خفاش ؟
اقترب من زوجته ليخفف من روعها ، فتحت عينيها . نظرت نحو الزاوية التي يقف فيها الخفاش . رفرف الخفاش بجناحيه خائفا نحوها . أغمي عليها ثانية.
ــــــــــــــــــــــــــ
*** قصة محمد عارف مشّة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو العبد ، هو أول من كسر حظر التجول ، فما أن انتهت منبهات بدء حظر التجول ، حتى بدأ بالصراخ على أولاده للدخول إلى الشقة من مدخل العمارة ، فرفض أولاده الانصياع لأمره ، مما أجبره الخروج وإجبارهم الانصياع لأمر الحظر .
أم سعيد زوجة أبي خالد جارتنا في الشقة التي تعلو شقتي ، فعلت مثل أبي العبد وكسرت الحظر حين خرجت تحمل أكياس القمامة لتضعها في الحاوية ، ففوجئت بسيارة الأمن تقف مقابل العمارة ، فكان أن خرجت من السيارة امرأة بزيها العسكري ، في محاولة لإلقاء القبض عليها ووضعها في السيارة العسكرية لتجاوز أم سعيد زوجة أبي خالد الحظر .
ـ ما اسمك ؟ سألت الشرطية
ـ أم سعيد زوجة أبي خالد
ضحكت الشرطية ثم سألت : أم سعيد زوجة أبي خالد ؟ كيف ؟
القصة طويلة ، هل لديك وقت لسماعها ؟
* أسمعك ..
ـ تزوجت زوجي الأول منذ ما يزيد عن أحد عشر عاما ، فانجبنا طفلا معاق أسمينها سعيدا ، وكان تفاؤلنا أن يكون أول الأبناء سعيدا ، فكان معاقا ، أنجبت بعدها بنتا ، فكانت البن معاقة جسديا ، ماتت بعد شهرين .. الثالث الرابع ... ماتوا جميهم وبقي سعيد ، فطلقني زوجي لينجب من ابناء أسوياء .
مرّت الشهور إلى أن تقدّم لي أبو خالد بالزواج ، فوافقت ، وكان أبو خالد رجلا وزوجا وأخا وأبا لي ، لكنه لم ينجب بحكم عمره .
صوت منبه سيارة الشرطة ، أعادت تذكير الشرطية بالعودة للسيارة ، فقطع المنبه متعة استمتاع الشرطية بقصة ابنة جنسها ، وكأن أم سعيد كانت تحكي قصتها . أشارت الشرطية لأم سعيد بدخول شقتها ، بعد أن سمحت لها بإلقاء القمامة في الحاوية ، فدخلت مرتعدة خائفة .
نظر أبو خالد من نافذة شقته ، فوجد أن سيارة الأمن قد غادرت المكان .
توجه لباب شقته وأعلن للجيران بفك حظر التجول بإخراجه أولاده في ممرات العمارة ، وليثبت حسن نواياه وجرأته .
خرج لباب العمارة وراح يدخن سجائره ويفتعل سعاله بصوت مرتفع ليلفت الأنظار إليه .
فتح أبو العبد نافذة شقته وسأل أبا خالد ممازحا : أصابك فايروس الكارونا ؟ فعلاجك عندي .
وجد أبو خالد أن الفرصة قد جاءت له لتسويق منتوجه لعلاج الكارونا قبل تصنيعه فقال : حتى لو أصابني الفايروس فالعلاج الذي أملكه قوي وفعال .
صوت منبه سيارة الشرطة عاد من جديد . خاف أبو خالد وراح يلملم أولاده من الشارع ودخل مسرعا لباب العمارة قبل أن يتم إلقاء القبض عليه .
فجأة صرخ ابن أبي العبد مذعورا قبل الدخول للشقة ، لصوت طائر صغير .
مالك ؟ سأل أبو العبد بدهشة
أشار الولد بيده مذعورا متأتأ : عــ . عصــ . عصف.. عصفور
نظر أبو العبد باتجاه المكان الذي أشار له الولد
كتم أبو العبد خوفه وهمس : خفّاش ؟
لملم أبو العبد أولاده وأشلاء خوفه ودخل شقته .
******** ************** **********
ساد الرعب والخوف من دخول الخفاش لأول مرة للعمارة ، فصار الكل حريصا على سد منافذ شقته ، خشية دخول الخفاش والإصابة بفيروس الكورونا .
تفقد أبو العبد كافة المنافذ لشفته ، وفي داخله شيء ما يهمس له ، بأن وجود الخفاش وخوف سكان العمارة من الوباء ، جعله يعيد التفكير بإصرار على أن يكون الوحيد صاحب براءة اختراع علاج الكورونا في العمارة ضد أبي خالد الذي يحاول بطرق السحر والشعوذة إرعاب سكان العمارة والسيطرة عليهم تماما .
جلس أبو العبد في معمله يخلط الماء بالأملاح والأصباغ الوهمية لعلاج مصابي الكورونا المرتقبين .
رن جرس هاتفه النقّال عن بعد ، فصرخ على ابنه أن يحضر له الهاتف ، ثم سأله عن المتكلم ، فأجابه بأنه الطبيب ساكن الطابق السادس .
ــ أهلا دكتور اؤمرني
• الحقنا يا أبا العبد . أنا بالمستشفى طوارئ لو سمحت تتأكد من إغلاق المنافذ والثقوب التي يمكن أن يدخل الخفاش .. سهام موجودة في الشقة .
ــ حاضر قال أبو العبد وأضاف : سأذهب أنا وزوجتي للتأكد
أغلق أبو العبد سماعة هاتفه ، وألقى بالهاتف بلا مبالاة بعيدا عنه ، وعاد لتحضير الدواء في معمله الوهمي .
صرخت أم أحمد التي سافر زوجها للعمل في الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر فقط ، وبُح صوتها ، قبل أن يطرق الباب أبو خالد للتأكد مما أصاب جارته وسببّ لها كل هذا الذعر والخوف . لكن صوتها كان باهتا خافتا لم يستطع معرفة سبب صراخها ، قبل أن يصمت صوتها تماما .
بواسطة اتصال هاتفي ،استنجد أبو خالد بأبي العبد لمعرفة سبب صراخ أم أحمد وصمتها المفاجئ ، فتجاهل استنجاد أبي خالد متعذرا بانشغاله مع أفراد أسرته لأمر خاص . فاستنجد أبو خالد بزوجته أم سعيد بأن قاما بكسر باب الشقة للاطمئنان على أم أحمد ومعرفة سبب صراخها .
دخل مع زوجته فوجداها ملتصقة بالجدار ترتجف من شدة الخوف ، وتشير بإصبعها نحو إحدى الزوايا . نظرت أم سعيد صوب المكان الذي تشير له أم أحمد ، فسقطت مغشيا عليها . نظر أبو خالد لزوجته ولأم أحمد مذهولا مما حدث لهن .
أعادت أم أحمد لتشير بإصبعها نحو المكان ، نظر أبو خالد نحو المكان ، حاول أن يخفي خوفه أمام زوجته وجارته فهمس : خفاش ؟
اقترب من زوجته ليخفف من روعها ، فتحت عينيها . نظرت نحو الزاوية التي يقف فيها الخفاش . رفرف الخفاش بجناحيه خائفا نحوها . أغمي عليها ثانية.