وباء
ركاد حسن خليل
***
ماجت جموعُ الورى خوفًا مِنَ الجائحةْ
صفراءُ جاءت بموتٍ هبَّ بالرّائحة
حلّت علينا كأنّ الأرض في ملكِها
محراثها يَثلِمُ الأجسادَ كالفالِحةْ
في زفرةٍ هاجمَتْنا بغتَةً في دُجىً
فيهِ الزّؤامُ ارتدى ألوانَهُ الفاضِحَةْ
ما أمهلتنا، ولمْ نجمَعْ غِلالَ المنى
حتى سُلبْنا شَذى أنْسامِنا الفائحَةْ
جُنّتْ ليالٍ قضيناها بويلاتها
هامتْ وتاهتْ بها أحلامُنا الطّامحة
واستيقظَ العالمُ المَغلوبُ منْ كبوةٍ
حتى يرى ما جرى في غفلةٍ كالحة
بعض البلادِ استغاثت، لم تجِدْ آزرًا
في بُؤسها وحدها، في خوفِها كادحةْ
أكذوبةٌ بانَ في الويلاتِ أنجاسُها
في كلِّ قطرٍ حزينٍ نكسَةٌ شارِحَةْ
عدوى أطاحتْ صُروحَ الأَمْنِ منْ أسِّهِ
فيها تساوتْ نفوسٌ لمْ تَعُدْ مازِحَةْ
داءٌ وباءٌ يعادي الصّدرَ مُستَنْفِرٌ
لا يكتفي، راح يطوي الأرضَ كالماسِحَة
من أينَ يأتي بلا إذنٍ ، بلا رحمَةٍ
يجتاحُنا، يَخْطِفُ الأرواحَ كالكاسِحَة
فَيْروسُ من آل كورونا فشى غاشمًا
والناسُ حيرى بهِ أصْواتُهُمْ نائِحَة
في ليلةٍ أو ضحاها حلَّ مُسْتَصْغِرًا
مُستسهلاً خنق أهل الأرضِ في سانِحةْ
ما مِنْ عَقارٍ ولا مَصلٍ لِنَنجوا بِهِ
كلُّ الحكوماتِ ضجّتْ في الرّدى صادحَةْ
رُعبٌ وذُعزٌ وعجزٌ باتَ مُستحكِمًا
شُلّتْ قُوانا وصارَ اليومُ كالبارحةْ
لا نَبْرَحُ الدّارَ إلاّ في ضروراتنا
والعَقلُ مالتْ بهِ أفكارُهُ الكابحةْ
والقلبُ ما نامَ ليلاً في هدوءٍ وما
فيهِ سوى جمرَةٍ، أحزانُهُ طافِحَةْ
جُلُّ القضايا مشاريعٌ وقدْ أُجّْلَتْ
لا نار يَخبو لظاها بالمدى لافحة
كُلُّ البلادِ استمرّتْ في جنازاتها
في كلِّ حينٍ نعدُّ الموتَ في لائِحَةْ
وانْهارَ بُرجٌ من الأعمالِ في لحظةٍ
في الاقتصادِ انكسارٌ، نكبَةٌ فادِحَةْ
يا ربُّ قدْ مسّنا ضُرٌّ، أغثنا وكنْ
في صفّنا ما اعتصمنا نحنُ بالفاتِحة
وابعدْ عنِ الأهلِ والأحبابِ كلّ الأذى
والطُفْ بنا من عُقولٍ أصبحتْ جامحة
ركاد حسن خليل
***
ماجت جموعُ الورى خوفًا مِنَ الجائحةْ
صفراءُ جاءت بموتٍ هبَّ بالرّائحة
حلّت علينا كأنّ الأرض في ملكِها
محراثها يَثلِمُ الأجسادَ كالفالِحةْ
في زفرةٍ هاجمَتْنا بغتَةً في دُجىً
فيهِ الزّؤامُ ارتدى ألوانَهُ الفاضِحَةْ
ما أمهلتنا، ولمْ نجمَعْ غِلالَ المنى
حتى سُلبْنا شَذى أنْسامِنا الفائحَةْ
جُنّتْ ليالٍ قضيناها بويلاتها
هامتْ وتاهتْ بها أحلامُنا الطّامحة
واستيقظَ العالمُ المَغلوبُ منْ كبوةٍ
حتى يرى ما جرى في غفلةٍ كالحة
بعض البلادِ استغاثت، لم تجِدْ آزرًا
في بُؤسها وحدها، في خوفِها كادحةْ
أكذوبةٌ بانَ في الويلاتِ أنجاسُها
في كلِّ قطرٍ حزينٍ نكسَةٌ شارِحَةْ
عدوى أطاحتْ صُروحَ الأَمْنِ منْ أسِّهِ
فيها تساوتْ نفوسٌ لمْ تَعُدْ مازِحَةْ
داءٌ وباءٌ يعادي الصّدرَ مُستَنْفِرٌ
لا يكتفي، راح يطوي الأرضَ كالماسِحَة
من أينَ يأتي بلا إذنٍ ، بلا رحمَةٍ
يجتاحُنا، يَخْطِفُ الأرواحَ كالكاسِحَة
فَيْروسُ من آل كورونا فشى غاشمًا
والناسُ حيرى بهِ أصْواتُهُمْ نائِحَة
في ليلةٍ أو ضحاها حلَّ مُسْتَصْغِرًا
مُستسهلاً خنق أهل الأرضِ في سانِحةْ
ما مِنْ عَقارٍ ولا مَصلٍ لِنَنجوا بِهِ
كلُّ الحكوماتِ ضجّتْ في الرّدى صادحَةْ
رُعبٌ وذُعزٌ وعجزٌ باتَ مُستحكِمًا
شُلّتْ قُوانا وصارَ اليومُ كالبارحةْ
لا نَبْرَحُ الدّارَ إلاّ في ضروراتنا
والعَقلُ مالتْ بهِ أفكارُهُ الكابحةْ
والقلبُ ما نامَ ليلاً في هدوءٍ وما
فيهِ سوى جمرَةٍ، أحزانُهُ طافِحَةْ
جُلُّ القضايا مشاريعٌ وقدْ أُجّْلَتْ
لا نار يَخبو لظاها بالمدى لافحة
كُلُّ البلادِ استمرّتْ في جنازاتها
في كلِّ حينٍ نعدُّ الموتَ في لائِحَةْ
وانْهارَ بُرجٌ من الأعمالِ في لحظةٍ
في الاقتصادِ انكسارٌ، نكبَةٌ فادِحَةْ
يا ربُّ قدْ مسّنا ضُرٌّ، أغثنا وكنْ
في صفّنا ما اعتصمنا نحنُ بالفاتِحة
وابعدْ عنِ الأهلِ والأحبابِ كلّ الأذى
والطُفْ بنا من عُقولٍ أصبحتْ جامحة