عيونهم تتكلم،تلك الهالة التي تشبه لون البن حول جفونِ عيونهم تتكلم،ولكن بجهدٍ باشتياق ،تروي قصة صمودٍ صبرٍ وتضحية،،هناك في أحياء تلك المدينة خرج من بيته مرتدياً خوذته وبدلته العسكرية تاركاً أهله في ودائع الرحمن،كان شعارُ قلبه الله أولاً ثم الوطن،خرج مع أقرانه لتكون السماء غطائهم والنجوم أنيستهم،كانت أرواحهم تدعو مرددتاً :يا الله أنقذ أمنا الأرض من هذا الوباء أنقذ عائلاتنا وأصدقائنا،أعد للمساجد فرحتها من جديد لتعود وتصدح بالتكبير والتهليل،،وهناك ليس بالمكان البعيد كثيراً كان يمشي بين ممرات المشفى مرتدياً قميصه الأبيض يضعُ سماعات القلب على رقبته وكأنها كشالٍ يحميه من البرد محتضناً قفازاتِ يديه ويستنشق من كماماتِ أنفه يحتضنُ صغيراً يخبره بأن لا يحزن فهو سيشفى ويعود للعب مرةً أخرى ،ويمرُ بجانب مسنٍ ليربت على كتفيه ويطمئنه عن نصفه الآخر أنها ستشفى وتعود قرة عيني له، تاركاً أهله في ودائع الرحمن ، مجافياً للنوم ،آخذاً على نفسه عهداً بأن يرسم الابتسامة على كل مريض ،،مرت الأزمات وأشرقت شمس الراحة من جديد ولكن تركت على وجوههم أوسمة وليست كأي أوسمة بل أوسمةِ الشرف والصمود،أوسمةُ التضحية والإيثار ،فطوبى لهم.