الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الترميز التاريخي ودلالاته في قصيدة كورناليزيم للشاعر عبد الكريم السبعاوي

تاريخ النشر : 2020-04-02
الترميز التاريخي ودلالاته في قصيدة كورناليزيم للشاعر عبد الكريم السبعاوي
الترميز التاريخي  ودلالاته  في قصيدة كورناليزيم للشاعر : عبد الكريم السبعاوي 
     بقلم  الدكتور  محمد بكر البوجي 

تعد شخصية عبد الكريم السبعاوي الأدبية من الشخصيات  المهمة جدا في الحركة الأدبية في فلسطين بل ومن الشخصيات التي استطاعت ان تضع نفسها على خريطة الرواية العربية من خلال رواياته الرائعة ، رباعية أرض كنعان ، العنقاء ،  الغول ،الخل الوفي ، رابع المستحيل  ، كذلك روايته ، الترياق في بلاد واق الواق .أيضا من أهم دواوينه الشعرية : ديرة عشق ، ونوديت باسمي ، زهرة الحبر السوداء ،إضافة إلى عشرات القصائد على صفحته الخاصة ، منها قصيدة ،كورناليزم ،  نسبة إلى كورونا الفايروس السائد الآن الذي كشف  ضعف الحضارة الغربية أمام هذا الفايروس الصغير ، وأمام روحانية الإنسان . ترتكز القصيدة على أعمدة رئيسية في الترميز . بداية هو يتحدث عن الشاعر العربي الجاهلي الذي مات نتيجة تسمم عباءة ملوثة أهداها له قيصر الروم  ، يرى أنها هي الحالة الأولى في العالم  التي وصلتنا في حرب الجراثيم عندما  تقرح جسد الشاعر العربي  ثم مات وطلب أن يدفن على جبل عسيب وحدث ذلك ، جبل عسيب موجود في أنقرة و مازال قبر امرىء القيس موجود الآن على سفح  هذا الجبل في أنقرة . أيضا يعد الرمز الثاني دائرة الطباشير التي أشار اليها و هي مسرحية لبريخت الكاتب  الالماني الشهير التي يحث فيها الفقراء على الثورة ، عبد الكريم السبعاوي هنا يتحدث عن دائرة الطباشير الخاصة به الفقراء هم وقود الحرب ، وأيضا كبريت الثورة . الإمبريالية الأمريكية والأوروبية لوثت الحياة والهواء إذن لا بد من الفقراء الذين لا يجدون هواء طيبا يتنفسونه لا بد من الثورة كما يقول السبعاوي فالامبريالية الأمريكية والأوروبية أمام هذا الفايروس تضعف حالتهم ويبقى الفقراء بعيدين عن الحياة بل هم وقود التجارب المعملية الأوروبية ، لن يموت في هذه الحرب الجرثومية إلا الفقراء في كثير من دول العالم . أيضا ترتكز القصيدة على العشاء الأخير ، معروف عندما اجتمع السيد المسيح مع تلاميذه وتناول العشاء، قبل تناول العشاء طرح معظم أفكاره و نصائحه لتلاميذه وبعد العشاء ألقى اليهود عليه القبض و صلبوه وقتلوه أو شبه لهم كما جاء في الأديان. هنا أيضا يتحدث في القصيدة عن قتل الملايين في أمريكا عندما ذهب الأوربيون إلى أرض أمريكا المكتشفة  ورأوا أنها الأرض الموعودة لكن فيها سكان أصليين ، الهنود الحمر ، أرادو القضاء عليهم فقاموا بتسميم أغطية ، بطاطين ، وإهدائها لهم والمساكين الهنود الحمر لا يعرفون ما بها مما قضى على حوالي مليون منهم  في أمريكا واستراليا وفي كثير من مناطق العالم ، نحن لسنا الهنود الحمر ، فلسطين ليست الهنود الحمر كما يرى نزار قباني وكما يرى السبعاوي في أن أرض فلسطين باقية وأن المحاصرين في فلسطين قادرون على أن يفعلوا شيئا حتى يثوروا  في حصارهم ، فكما كان العشاء الأخير هو حدث أدى إلى سر القربان في التاريخ ، أيضا الحصار الغاشم الامبريالي الأمريكي الصهيوني على فلسطين أيضا هو سر القربان في هذا الكون  . عبد الكريم السبعاوي في هذه القصيدة أراد ان يرسل مجموعة من الرسائل أهمها : أن الحضارة الأوروبية هي حضارة فارغة إنسانيا ،  رغم أنها ماديا هي من الطراز الأول ،  يريد أن يقول بأنهم قتلة وان حضارتهم قائمة على دم الهنود الحمر،  وأيضا قائمة في الكيان الصهيوني على الدم الفلسطيني وأن أمريكا وأوروبا هي التي ساعدت الكيان الصهيوني على تشريد الشعب الفلسطيني الذين هم من الفقراء الذين هم وقود الحروب والذين هم وقود الثورة وكبريتها أيضا . 

القصيدة قائمة على الصراع الطبقي الذي خلفته لنا الأمبريالية ولهذا أطلق على القصيدة اسم ، كورناليزم ، قريبة من فعل الامبريالية في المجتمع يقول الشاعر:       .. اسرجوا خيلكم واعبروا ليلكم لعل النهار يطل على الأرض ..

 النهار غائب في فلسطين والعتمة طالت في فلسطين ، إنه يدعو ويحرض المحاصرين في فلسطين على الثورة لأن الامبريالية الغربية هي التي صنعت الكيان الصهيوني وهي التي لا زالت تساعده ، كما قتلت الهنود الحمر في أمريكا وأرسلت لهم أغطية أصيبوا بمرض الجدري  . القصيدة في لغتها هي لغة بسيطة سهلة ليست مقعرة إطلاقا لكن لغة السهل الممتنع، لغة تحمل طاقة سلبية تمردية نحو قتلة البشر من أجل المال  ، الرمز هنا يحمل طافة يعمق المفردات يعمق الجمل التي أراداها الشاعر في دلالاته حينما  يحث المتلقي على التفكير ليصل آخر العتمة إلى نقطة  الضوء، كما حدث  في ثورات أخرى في العالم  ، القصيدة هي مجموعة من الصور المتلاحقة تدعم رؤية الشاعر للعالم :

            الآن البطاطين تكفي للجميع ..الحواة يلهونكم بالألاعيب  .. سأرسم دائرة بالطباشير .. يزرع الفقراء ولا ياكلون .. يعصر الفقراء ولا يشربون .. الفقراء لهم أذرع يبطشون .. أعدوا لنا المائدة وعليها العشاء الأخير .. وعليها المحاصرون .. اسرجوا خيلكم واعبروا ليلكم خلف أخر نقطة ضوء لعل النهار يطل على الأرض .. مجموعة من الصور الراقية جدا التي تعبر كأننا أمام فيديو أو فيلم وثائقي نشاهده، نشاهد كيف قتل الأوروبيون الهنود الحمر بالبطاطين ومرض الجدري ينهش أجسادهم ، نشاهد كيف صنعوا إسرائيل والصهاينة وكيف تضرب قنابلها على الدم الفلسطيني وكيف حدث العشاء الفلسطيني الآن الآن العشاء الأخير للحضارة الأوروبية التي ستندثر قريبا كما يرى الشاعر . أيضا يستحضر قصة امرء القيس كأنها فيديو أمامنا استلهام الأحداث التاريخية في قتل العروبة ممثلة  بسيد الشعر العربي وكأن اليوم امتداد له ، الشاعر عبد الكريم السبعاوي أراد أن يعبر عن طموح الأمة العربية عن طموح الفقراء في الوطن العربي عن طموح المحاصرين في الأمة العربية  عن طموح كل أفراد الشعب الفلسطيني لأنه باندثار هؤلاء يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه لم يعد هناك سببا لوجود إسرائيل . أيضا تعود المنطقة العربية آمنة مطمئنة من هؤلاء في حضارتهم المادية . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف