الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطلب على التعليم الإلكتروني في زمن كورونا وغزارة المحتوى العربي على الانترنت

تاريخ النشر : 2020-04-02
الطلب على التعليم الإلكتروني في زمن كورونا وغزارة المحتوى العربي على الانترنت.

محمود حوامدة-جامعة القدس المفتوحة

يعرف الخبراء المحتوى الرقمي بإنه ذلك المحتوى المتوفر على شبكة الإنترنت والمتمثل في الكم الهائل من المعلومات التي نحتاجها في مختلف حقول المعرفة كالعلوم الانسانية والتطبيقية وغيرها من المعلومات في المال والإقتصاد والصحة والعلوم السياسة والحياة الاجتماعية وغيرها، ويتوفر هذا المحتوى بشكل منظم في بنوك من المعلومات، ومراكز البحوث ومواقع الجامعات. وتتوفر ايضا في المكتبات والمؤتمرات والمجلات العلمية والكتب الالكترونية والمجلات وغير ذلك.

يتوفر المحتوى الرقمي بلغات عديدة، منها المحتوى الرقمي العربي والذي يتكون من المـواد المعرفيـة المكتوبـة باللغـة العربيـة والتـي تعد للنشر علـى شـبكة الانترنـت سـواء كـان هـذا المحتـوى يأخـذ شـكل الـنص العربـي أو المـادة السـمع بصـرية أو الأشـكال أو البـرامج والقطـع البرمجية. إن صناعة المحتوى الرقمي العربي هي احد الركائز الاساسية للاقتصاد المعرفي في ظل تحول المجتمعات العربية إلى مجتمعات المعرفة والمعلومات، حيث ان ضعف المحتوى الرقمي العربي يشكل صعوبة كبيرة للافراد في الاستفادة من المحتوى المتوفر على شبكة الانترنت، فالحصة الاكبر للمحتوى باللغة الانجليزية واللغات الاخرى مثل الصينية والالمانية واليابانية والفرنسية وغيرها.

 في اخر دراسة نشرت في ديسمبر 2018 أظهرت تراجع المحتوى العربي على الانترنت فرغم ان محتوى اللغة العربية كان يحتل المرتبة السابعة في سنة 2011 بنسبة تبلغ 1.6 في المئة، فقد شهدت تراجعت منذ 2012 بحيث خسرت ثمانية مراتب في قائمة أنتشار المحتوى حسب اللغات على الانترنت، وقد اصبحث نسبة المحتوى العربي الرقمي على الانترنت لا تتجاوز 0.6 في المئة مع نهاية 2018 لتحتل المرتبة 17 عالمياً.  كما تشير إحدى الدراسات حول أستخدامات المحتوى الرقمي على الانترنت بأن المحتوى الإلكتروني المتاح في مواقع الإنترنت مربتط بشكل كبير بالمجال الأکادیمي التعلیمي، حیث تزداد فعالیة هذا المحتوى في توظیفه في انجاز البحوث العلمیة الأکادیمیة، في إشارة إلی أهمیة وفعالیة مواد المحتوى المعرفي في خدمة متطلبات المجال التعليمي.

لقد أدى إنتشار فيروس كورونا بشكل سريع ومفاجئ في جميع دول العالم الى التحول بشكل إلزامي لاستخدام التعليم الالكتروني للحفاظ على المسيرة التعليمية والحفاظ على ما تبقى من السنة الدارسية من الضياع. فبعد ظهور هذا الفيروس تمكنت الصين وبسرعة مذهلة من التحول الى التعليم التزامني عن بعد من خلال الإنترنت لمائتان مليون طالب والتي قد تكون الاضخم في تاريخ البشرية، وبمجرد أنتشار الفيروس في جميع بقاع العالم تبعتها معظم دول العالم بلا اسثناء في التحول الى التعليم عن بعد والتعلم الالكتروني واصبح هناك توجه الى استخدام المحتوى التعليمي الرقمي، وقد تمثل ذلك في مباردة اليونسكو بأن وضعت جيمع  مصادرها التعليمية الألكترونية تحت تصرف العديد من الدول.  

وفي الوطن العربي كغيره من البلدان فقد كان ملزماً بالتوجه للتعليم عن بعد والتعليم الالكتروني للحفاظ على المسيرة التعليمية، وهذا التوجه ادى الى تفعيل العديد من المصادر التي تحتوى على محتوى تعليمي رقمي باللغة العربية، والتي لم تكن مستخدمة سابقاً لاسباب كثيرة منها عدم قناعة الجهات الرسمية بأهمية هذا المحتوى التعليمي وجدوى التعليم الإلكتروني، ففي مصر على سبيل المثال وفي الامس القريب كانت كلمة " أي كي بي " وهي اختصار للبنك المعرفي المصري (Egyptian Knowledge Bank) تعاني التجاهل والتقاعس والاستزاء، ولكن بعد التحول الى التعليم الالكتروني في مصر بفعل فيروس كورونا أصبحت هذه الكلمة هي طوق نجاة لدى العديد من الطلبة والمعلمين في مصر. وأعتقد بان هناك العديد من المبادرات العربية السابقة التي تضم محتوى التعليمي رقمي باللغة العربية تم تفعيلها.

ولكن.. هل هذا المحتوى كافً وبالمستوى المطلوب؟ يشير إلى ذلك مصطفى ابو شرار وهو مستشار في ادارة المعرفة بان معظم المحتوى في الأكاديميات الموجودة على الإنترنت هو باللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية ولا يوجد الكثير من المحتوى التعليمي العربي متاح حالياً عبر الإنترنت. وقد أكد السيد ابو شرار على ما أن تنتشر ثقافة التعليم الإلكتروني ستصبح هناك حاجة الى صناعة المزيد من المحتوى التعليمي وسيؤدي ذلك إلى غزارة الإنتاجية التعليمية بلغتنا العربية على الإنترنت، وهذا يتطلب من  المؤسسات التعليمية والجهات ذات الاهتمام والاختصاص منها الانتباه الى هذا التحول وأن هناك العديد من المصادر التعليمية والمحتوى العربي الرقمي الذي سينشأ نظراً الى هذا التوجه، ويجب العمل على وضع  المعايير لتحسين جودة هذا المحتوى، حيث يغلب على المحتوى المنشور على الانترنت  تكراره وعدم أصالته والعشوائية في تقديم مضمونه الذي يفتقر للمراجع والمصادر الموثوق بها، وصعوبة الوصول إليه من قبل المتصفح. وهذا يتطلب أيضاً وقبل كل ذلك كما تقترحه احدى الدراسات بان الحاجة الى مؤشر للمحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية بات أمراً ضرورياً ليدل على مدى إثراء الإنترنت بهذا المحتوى، وبالتالي يمكّن للمهتمين والدارسين ومتخذي القرار بالاطلاع على وضع المحتوى العربي واقتراح الخطط المناسبة والتي يمكن ان تزيد ھذا المحتوى كماً ونوعاً، كما انه يمكن ان يعطي تنبؤات بمعدل نمو المحتوى العربي خلال السنوات القليلة القادمة. ولن يقتصر الموضوع على المحتوى الرقمي والمصادر التي ينتجها هذا التوجه للتعليم الالكتروني، ولكن سينتج محتوى رقمي كنتيجة للعمل عن بعد، وعن المؤتمرات العليمية والبحثية التي سوف تتحول لتعقد بشكل كامل من خلال الانترنت في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا.

______

المراجع:

·         المحتوى الرقمي العربي على الانترنت: دراسة في الاستخدامات والاشباعات 

·         مقياس نسبة مؤشر المحتوى العربي الرقمي 

·         نسبة المحتوى العربة مقارنة بالمحتوى العالمي

·         تراجع المحتوى العربي على الانترنت 
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف