الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من على الرف إلى الحياة الكاملة بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-04-02
من على الرف إلى الحياة الكاملة بقلم:مروان صباح
من على الرف إلى الحياة الكاملة ...

مروان صباح / قد ضربت عفواً عن معظم أو حتى بعض تلك القواعد القاطعة والبسيطة ، عندما تساوت البشرية كفرشاة الأسنان ، على الرغم من اختلافاتهم العميقة ، ويعود الفضل لفيروس كوفيد 19 ، لكن الحكومات انقسمت بطرق مختلفة في مواجهة الجائحة ، بالفعل الأنظمة الشمولية مثل الصين الشعبية لم تنتظر حكومة بكين لكي تستئذن شعبها باتخاذ الإجراءات المشددة من أجل احتواء الفيروس أو لم تهتم لرأيه واعتبرت أنها في حالة حرب شاملة وبالتالي مجلس الأمن القومي هو الوحيد المخول بأخذ القرارات وكل من داخل الجغرافيا الصينية عليه الالتزام ، وهنا قد يعود قرارها السريع مناسباً مع وعي الحكومة لأهمية محاصرته في أرضه ، لأن التأخر سيسمح له بالانتشار ، في المقابل ، عاشت الرأسمالية الليبرالية بين التنبؤ لمخاطر الفيروس والاستمرار في الحياة العادية الذي راكم التعثر في فرض قرارات تتناسب مع مخاطر الفيروس ، لم تستطيع الرأسمالية الليبرالية تقديم نموذج مختلف عن الاشتراكية الصينية ، فوقعت في مربع التخوف من خسارة أحزابها الانتخابات القادمة التى تتولى الحكم في البلدان من اتخاذ قرارات صارمة تتشابه لإجراءات الصين ، بل دخلت الحكومات في دوامة الصراع التقليدي مع المعارضة( المتهاكلة ) وإعادة نبش القوانين كالإرهاب الذي يقيد الحريات العامة ، فأصبح فيروس كورونا بنسبة لليمين المنسوخ واليسار الوهمي مادة سلطوية ، الغاية منها نشر الخوف بين الناس من أجل فرض قيود إضافية ونوعية ، كأن على سبيل المثال ، الصين أو الدول العربية بحاجة إلى هذه المادة لكي يفرضوا على شعوبهم القيود .

قد يصح السجال بأن الاتهامات تجاوزت كل نطاق عريض للتخوف الإنساني حيال واقعة حامية ، وبالتالي لقد أنقسم العالم بين ثلاثة دوائر في التعامل مع الفيروس كورونا المستجد ، الجهة الأولى تعاملت معه كتهديد يهدد الأمن القومي ويحمل خصائص هادمة للاقتصاد الوطني وبالتالي القوة الصناعية والتجارية لدولة مثل الصين ، إذ ما تمكن منها الفيروس كوفيد 19 ستتراجع إلى دائرة الصفر ، ودول مثل الدول العربية اعتبرته اختراق لأمنها الجودي الذي ترتب على ذلك ، التعامل معه بأعلى درجات الحكمة ، أما الدائرة الثانية ، مثل بريطانيا تعاملت الحكومة هناك مع الفيروس باستخفاف ، بالرغم أن الملكة إليزابيت الوحيدة في المملكة وحتى بين الأسرة الحاكمة ، أخذت الفيروس على محمل الجد وعزلت نفسها على الفور ، والدائرة الأخيرة ، الدول الأوروبية تحديداً ، كبلتها أصوات المعارضة التى افترضت بأن الطريقة الصينية ليست سوى تعزيز الرقابة وايضاً تعميق سلطة الأحزاب الحاكمة من خلال تشديد قبضتها على مناحي الحياة أكثر أو أنها فرصة ستمنحها ذلك ، كأنهم يعيشون في حقبة ما قبل الديمقراطية ، وبالتالي يمكن للسلطة إعادة إنتاج مجتمع جديد المفاهيم لكن هذه المرة ، برغبة جماعية ، تطالب بإنقاذها من الموت بأي تكلفة كانت حتى لو جاءت على حرياتها الشخصية ، وهذا الطبع لا يحصل إلا إذا تمكنت الآلة الإعلامية من انتاج وترويج الزعر في أوساط الخائفين ، دون أن تراعي تلك الفئة لحجم الضحايا التى تتساقط في كل لحظة ، بل لعبا اليمين المنسوخ واليسار الوهمي دور كبير في تكبيل الحكومات الغربية بأخذ القرارات المناسبة والجريئة والسريعة ، ولو كان هناك قضاء واعي ، لا بد في المستقبل أن يتقدم لمحاكمة هؤلاء على أدائهم السلبي في حماية الأرواح ، قبل الخوض في متاهات الأضرار الافتراضية التى سترتب لاحقاً على مناخ الحريات .

في اعتقادي ، لقد اخفقوا البرلمانات الأوروبية في أخذ المبادرات أثناء ظهور الفيروس ، كان من الأولى لهذه البرلمانات الانتباه لدورها الجوهري في جمع الجميع على طاولة الطورائ ، لأن هناك من خلط بين الانفلونزا العادية وبين الفيروس الوبائي ، وبالتالي الكثير اعتقدوا أن ما يجري ليس سوى عملية نقل المتروك من على الرف إلى الواجهة ، إذن ترتب على ذلك ، مسؤولية مضاعفة امام الطواقم الطبية في المستشفيات والتى بالأصل مجهزة فقط للتعامل مع الظروف العادية ، وليست للحالات الاستثنائية الكبرى كما هو الحال اليوم ، بل فيروس كوفيد 19 ، اظهر جملة عيوب وعلى رأسها الفارق بين انتقال الفيروس من الصين بفضل أدوات التكنولوجيا ، مثل الطائرات ، وقدرة المنظومة الصحية في تطوير ذاتها حسب التطورات الميدانية والمستجدة .

بالرغم من كل المؤشرات المتناقضة مازال المرء يحتفظ بمقدار الحد الادني من ملكة التفكير البسيط ، ففي سلسلة كتابات الإمبراطور ماركوس اوريليوس ، صاحب أعتقاد كل شيء جاء من الطبيعة وبالتالي سيعود إليها ، أقتبس الرجل عبارة في تأملاته تعود لسقراط ، تقول المقولة( الحياة التى لا تخضع للنقد هي حياة لا تستحق أن تعاش ) ، لكن ، شرط أن يمتلك الناقد رجاحة العقل ، لأن اليوم مع فيروس كورونا الجميع تحولوا إلى عناصر طفولية ، المعارضة تتخوف من استثمار الحكومات لفيروس كورونا وتعمق قبضتها على إرادة الشعوب ، في المقابل الحكومات اخفقت في أنتاج نموذج مغاير للنموذج الصيني ، بينما التكنولوجيا اقتصرت فقط على فضائل الأرباح .

بصراحة ، لم أستمع أثناء الأزمة الحالية خطابات فكروية تحمل نبرة الهيمنة من حكام أوروبا ، بل جميع الخطابات كانت فاقدة للحزم ، وهذا يعود إلى خوفها من محاسبتها في الانتخابات القادمة عندما اعتقدوا بأن الفيروس مجرد إنفلونزا عادية ، إذن حالة الاستثناء كانت طبيعية وتطلبت من الحكومات تقديم نموذج آخر يتقدم من على الرف إلى الحياة العادية ، تماماً كما تحولت الأجنحة الطوارئ في المستشفيات من جناح استثنائي صغير إلى كلي في المشافي ، أي أن المشافي وكرودراتها ومرافقها الخارجية وسياراتها الاسعافية تحولوا جميعاً إلى طوارئ .

وطالما السجال حامي الوطيس ، ويستعر حول مسألة الخطاب الفكروي وحالة الطورائ ، إذن ، ايضاً من حق المفكرين إعادة طرح على الطاولة الأسباب الاجتماعية والسلوكيات التى خلقت مناعة القطيع .. والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف