الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أودية القدس، مياهها،عيونها، ينابيعها ،آبارها، وأسبلتها بقلم:د. سامي عطا الجيتاوي

تاريخ النشر : 2020-04-02
أودية القدس، مياهها
عيونها ، ينابيعها ، آبارها ، وأسبلتها ................(الحلقة الثالثة )

ورد ذكر الماء في القرآن الكريم حوالي 63 مرة، باعتباره من ابرز اسس الوجود، وانه من خلق ونعم الله على عباده، وانه اصل كل شيء حي. ولقد حثت السنة النبوية على عدم التبذير في الماء وان كان المرء يغرف من نهر جارٍ. وربطت احاديث للرسول الكريم بين توفير الماء والصدقة، لذا فقد اقترن عمل الخير وارتبط بانشاء الاسبلة والقنوات والاحواض والمسقاوات وغيرها من المنشآت المائية. ونظرا لاستخدام الماء للايفاء بشروط الطهارة (الوضوء)، واستخدامه في كثير من الشعائر الدينية، عند اغلب الاديان حتى الوثنية منها، فقد اكتسب الماء اهمية دينية علاوة على ضرورته القصوى لاستمرار الحياة وللاستخدام اليومي.
وازدادت مكانة الماء في القدس لعاملين: الاول شح المياه فيها، ففي البلدة القديمة وحول نواتها لا تتوفر انهار ولا يوجد الا نبع ماء واحد هو عين سلوان، وماؤها نسبيا ثقيل وعذوبته خفيفة،
وثانيا لقداسة المدينة للديانات السماوية الثلاثة ووجود زوار وحجاج على مدار العام، مما استلزم تأمين الماء النقي الصالح للطهارة والشرب، لسكانها وزوارها ومؤسساتها الدينية من معابد وكنائس ومساجد. ونظرا لشح الينابيع في القدس وحولها، فان هذا ادى الى الاعتماد على مياه الامطار الساقطة، ومع الحرص على مياه الامطار، وتأسيس مجموعة من المنشآت المائية المتنوعة من اسبلة ومسقاوات واحواض واقنية وبرك وصهاريج وأبار، ورغم ان معدل ما يسقط على القدس من امطار سنويا يعادل ما يسقط على مدينة لندن، الا ان هذا المصدر لا يفي بما هو مطلوب، مما استوجب البحث عن مصادر مياه قريبة وبديلة، وتمثل ذلك بجر المياه من منطقة ارطاس والعروب بواسطة اكثر من قناة عرفت اشهرها باسم قناة السبيل.
حيث ان المسجد الاقصى، هو من المقدسات الاسلامية البارزة، وهو موضع الاسراء والمعراج، فقد استقطب منذ اوائل العهد الاسلامي، ولا زال حتى اليوم، عددا كبير من الزوار من كافة انحاء العالم الاسلامي ومن انحاء فلسطين خاصة في شهر رمضان والمناسبات والاعياد الدينية. وكان على السلطة الاسلامية القائمة تأمين الماء لتمكن المؤمنين من القيام بعبادتهم وشعائرهم. ان الاهتمام بالآبار وبتوفير مصادر المياه لمنطقة المسجد الأقصى قد نالت حظها من العناية والاهتمام، منذ بداية العصر الاموي واستمرت حتى يومنا هذا..
وهناك عدد كبير من الأودية التي توجد في منطقة “القدس” وحول المدينة، ونستعرضها كما يلي:
1 - وادي الصرار: ويسمى أيضًا بوادي “روبين”، ويمتد بين منطقة “القدس” شرقًا ويافا غربًا، ويربط جبال “القدس” بالسهل الساحلي، ووادي “الصرار” يحمل هذا الاسم حتى يصل إلى قريتي “المغار”، و”قطرة” فيحمل هناك اسم وادي “قطرة” وبعد منطقة “تل السلطان “يعرف باسم نهر “روبين” ويبلغ طول الوادي حتى آخره نحو 19 كيلومترًا.
2 - وادي قدرون أو - الوادي الشرقي - : يبدأ هذا الوادي على بعد ميل ونصف الميل إلى الشمال الغربي من المدينة، حيث يسير أولاً إلى الشرق حتى يصل إلى الزاوية الشمالية الشرقية من سور المدينة، ثم ينحرف بعد ذلك بميل حاد تجاه الجنوب فينحدر بين سور المدينة من الجانب الغربي وبين جبل “الزيتون” وتل “الزيتون” وتل “المعصية” من الجانب الشرقي. يلتقي بعد ذلك مع وادي “هنوم” المنحدر من الغرب بعدها ينحدر المجرى الموحد على “مارسابا” المسمى بوادي “الراهب”، ثم يمتد إلى البحر الميت؛ حيث يسمى بوادي “النار”، وكان يعرف قديمًا باسم “الوادي الأسود”، أو (وادي ستنا مريم)، ويسمى في المصادر العبرية (وادي يهو شافط) ، ويقال إن نبي الله تعالى “عيسى بن مريم” - عليه السلام - رفع منه، وفيه مصلى أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” - رضي الله عنه - وقبور الأنبياء، و”قدرون” اسمه القديم، وأسماه العرب أيضًا بوادي “النار” ووادي “سلوان.” وفيه يقع نبعا سلوان ، وبئر أيوب، يبلغ طول الوادي حوالي (3) كم، يبدأ بالقرب من الشيخ جراح ، وينتهي عند وادي الربابة (هنوم) إلى جنوب المدينة اليبوسية القديمة بجوار بركة سلوان ، ثمّ بإتجاه الشرق إلى أن يصب في البحر الميت.
3 - وادي هنوم أو الوادي الغربي: ويسمى "وادي الربابة " ينحدر رأسًا إلى الجنوب من شمال غربي المدينة، ثم ينعطف شرقًا بعد وصوله إلى حد المدينة الجنوبي حتى يتصل بـ”الوادي الشرقي” ( قدرون ) عند الموضع المعروف باسم “بئر أيوب” ويسمى هذا الوادي أيضًا بوادي "سلوان” حيث اسم النبع الموجودة فيه، كما يعرف كذلك بوادي “بني هنوم” نسبة إلى قبيلة كان يسمى بها الوادي قبل وجود بني إسرائيل على نحو ما ورد في العهد القديم في أسفار “يشوع” و”نحميا “و”الملوك الثاني” وغير ذلك ، كما كان الجزء الجنوبي الشرقي من هذا الوادي يسمى “توفة “أو “وادي القتل” كما ورد في التوراة عنه..
4 - وادي الجبانين: ويعرف أيضاً بـ(وادي التروبين)، أو (وادي الطواحين)،أو (وادي صناع الجبن)، ويقع داخل البلدة القديمة فيما يعرف حالياً بالواد، تعرض الوادي إلى الردم عبر العصور ولا توجد أدلة على وجود عيون فيه.ويمتد هذا الوادي من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي من مدينة” القدس”؛ حيث يتصل بوادي “سلوان” الذي يتصل بوادي “قدرون” شرقًا، ويقسم هذا الوادي المدينة إلى قسمين مؤلفين من هضبتين مستطيلتين؛ الغربية: يحدها وادي “هنوم” من الغرب، والشرقية: يحدها وادي “قدرون” من الشرق، ويسمى وادي “الجبانة” في الجزء الجنوبي الغربي من “القدس” بوادي “الزبالة”، وهذا الوادي مطمور الآن كما ردم جزء منه في أعمال توسعة لجبل “صهيون” وللمسجد القدسي الشريف الواقع على جبل “الموريا” .
5 - وادي الأرواح: ويلتف هذا الوادي حول جبل صهيون من الغرب وحتى أقصى الجنوب، وتوجد به مدافن الموتى.
6 - وادي الجوز: ويطلق عليه أحيانًا اسم “الوادي الشرقي” أيضًا؛ لأنه يبدأ شرقي مدينة” القدس” ثم يتجه جنوبًا حتى ينتهي بوادي “قدرون” الذي يصب في البحر الميت ، وهو يفصل بين سور المدينة الشرقي، وبين جبل “الزيتون” وجبل “بطن الهوا” ، وهو واد غير عميق، ولا توجد فيه عيون أو ينابيع.
7 - الوادي الكبير: ويبدأ من شمال “اللطرون” في جبال “القدس” ثم يتجه إلى الشمال الغربي مارًا بشمال “اللد” ثم يلتقي بنهر “العوجا” عند حريسة.
8 - وادي القلط: يبدأ شمال شرقي “القدس” على قرب من قرية “العيسوية” ثم يتجه إلى الشمال الشرقي مارًا بمدينة “أريحا” ثم يصب في نهر الألردن شرقي “عين حجال”
9 - وادي مكلك: يبدأ شرقي “القدس” ثم يتجه شرقًا؛ حيث يصب في شمال البحر الميت بالقرب من قرية “كاليا” .
10- وادي مقطع الجص: يبدأ عند قرية “بيت فجان” من قضاء “القدس” ثم يتجه إلى الجنوب الشرقي حتى يتصل بوادي “المشاش” ويصبان معًا تحت اسم “درجة” في الشاطئ الغربي للبحر الميت .
11- وادي التعامرة: يبدأ في جبال “القدس” إلى الجنوب الشرقي عند “المشاش”
12- وادي زيتا: ويبدأ غربي جبال “القدس” شرقي “بيت جبرين” ثم يتجه إلى الشمال الغربي، ثم يلتقي بوادي “صفرين” أو “لخيش” .
13 - الوادي المستعرض: داخل البلدة القديمة، ويبدأ من باب الخليل وينتهي عند باب السلسلة، متعامداً مع وادي صناع الجبن (التروبين).
مياهها
بالرغم من أن يبوس كانت ذات كثافة سكانية عالية نسبياً كسائر المدن الكنعانية، إلا أن الموارد المائية كانت محصورة في مياه الأمطار المتجمعة في البرك والآبار، إضافة إلى العيون ، كعين سلوان وملحقاتها التي اعتبرت المورد المائي الوحيد داخل المدينة ومحيطها.
وقد أدّى استمرار تطور المدينة ، واطّراد زيادة عدد سكانها إلى التوجه نحو تأمين مصادر مائية إضافية، مع المحافظة على ما هو موجود فيها أصلاً وتطويره، فمحيط القدس صخري قاحل، لا سهل فيه ، ولا أنهار أو بحيرات، اعتمد أهلها على ماء عين أم الدرج (عين سلوان )، ومياه الآبار التي تعتمد على مياه الأمطار ، وفي جوار حصن يبوس شرقاً يوجد نبع غزير في وادي قدرون، وكان يعرف باسم (جيحون)، وكان اليبوسيون قد حفروا نفقاً تحت هذا الجبل لنقل مياه النبع إلى داخل الحصن ... وكان نقص المياه من المشاكل الكبرى التي واجهت سكان المدينة المقدسة. وكان سكان القدس يجمعون ماء المطر في حياض وصهاريج وبرك وآبار، وكانت وفيرة في الماضي في كل مكان، وتعد من شرايين الحياة في القدس ، تحظى بالصيانة، وأكثرها كان يُستعمل ماؤها بانتظام منذ القرن الأول الميلادي ، ولم يعد الآن لمعظمها وجود.
وقد اتخذ ينبوع سلوان "عين أم الدرج" أهميته القصوى خلال فترات الحروب والحصار، فاليبوسيون قاموا بحفر نفق يصل المدينة المسورة بمصدر النبع من أجل نقل المياه خاصّة خلال الغزوات عامي(1049 ق.م - و1200 ق.م ) حيث شحت داخل المدينة المحاصرة، كما شحت أيضاً على الغزاة المحاصرين للمدينة بقيادة الملك داود ، والذي تسنى له احتلال المدينة وإخضاعها لسلطته بعد تمكنه من السيطرة على مصادر النبع.
اهتم الغزاة أثناء الحكم العبري بتعزيز السيطرة وتطوير مصادر المياه خاصة منطقة نبع سلوان، وقد تمّ في عام (1890) اكتشاف نفق جديد يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد بطول حوالي (536م) وظيفته تسهيل الوصول إلى مياه النبع الغزيرة من داخل المدينة، فيما أشارت كاثلين كنيون - Kenyon) - (Kathelen خلال حفريتها في منطقة النبع ضمن السفح الجنوبي المجاور للمسجد الأقصى المطل على سلوان عام (1961م) إلى موقع سور المدينة اليبوسية في جهة الشمال ، وإلى القناة التي تم حفرها داخل التل إلى الطرف الجنوبي من المدينة ، إلى البركة التي تعرف الآن بالبركة الحمراء أو بركة سلوان، كما تمّ الكشف عن بقايا أبراج ودعامات وسور للمدينة اليبوسية في الجهة الغربية ، وتحديد موقع النفق اليبوسي ومسربه إلى داخل المدينة المسورة.
دفع توسع المدينة نحو الشمال والغرب وازدهارها خاصة في فترة السيد المسيح - عليه السلام - باتجاه البحث عن مصادر أكبر لتزويد المدينة بالمياه، وتورد الأناجيل المختلفة ذكراً لمصادر المياه في ذلك الوقت، فالمقعد حمل سريره ومشى عند بركة حسيدا (بركة الغنم)، أمّا إبصار الأعمى فقد تم عند بركة سلوام (سلـوان)، لاحقاً ، وفي فترة حكم( بيلاطس- بونتيوس- Pontio- Pilato- 26 - 36م) تمّ الاستعانة بقناة أنبوبية حجرية لنقل المياه من برك سليمان المغذاة بعيون العروب الغزيرة إلى داخل مدينة القدس، وعرفت بالقناة السفلى، ثمّ تمّ بناء القناة العليا التي تصل المدينة من الجهة الجنوبية الغربية في موقع حارة النصارى ، وباب الخليل في زمن الإمبراطور الروماني - ( سبتموس سفيروس- (Septimius- Severus (193 م - 225 م ).
وقد حدثت تغييرات في أنظمة التزود بالمياه مع تعاقب العصور وسياسة الحكومات، فأحياناً كان يتم الاستغناء عن المياه الواردة للقدس عبر القنوات، نتيجة لحصار ما، أو خلل في نظام التوريد، وأحياناً أخرى كانت العين الرئيسة للقدس تسد ويتعطل تدفقها كما حدث ولمرات متعددة في أيام حكم الرومان، والذين في عهدهم استطاع الثوار الدخول إلى المدينة المحصنة عبر أنفاق ضخمة استعملت للتصريف الصحي.
كانت ايلياء (القدس) مدينة مزدهرة منذ الفتح العمري لمدينة القدس عـــــام (15هـ/636 م)، وكانت عين ســلوان معروفة وفعّالة، وكذلك القنــاة التي يجري بها الماء إلى الصهاريج والآبار شهدت اهتماماً خاصاً في عهد الخليفة عبد الملك بن مــــروان (65-86هـ/648–705م)، وأفرد لها المؤرخون والرحالة جانباً كبيراً من الوصف والتحليل، فالاصطخري في "المسالك والممالك" عــــــام (340هـ- 951م) وصف القدس بقلة عيونها وزراعتها بالبعلية"، أمّا المقدسي فقد أسهب في الإشارة إلى الوضع المائي ضمن كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" عام (375هـ - 985م) وأشار أنه لا دار في القدس إلا وبها صهريج أو أكثر، وأن بها ثلاث برك عظيمة، وأن المدينة كانت تسقى من عين سلوان، التي أوقفها عثمان بن عفان على ضعفاء البلد، كذلك فإن تحت العين بئر أيوب"، وتبعه ناصر خسرو في القرن التالي (438هـ - 1047م) في وصف العين والبركة الملحقة بها، مع ذكر أن هناك الينابيع الثلاثة القائمة فوق حمام، ورجّح أن المدن أقيمت فوق العيون للمحافظة على الأراضي الزراعية وكذلك للابتعاد عن الفيضانات على الرغم من صعوبة نقل الماء من العيون إلى البيوت المرتفعة، كما تحدث عن العين التي تخرج من صخرة وقربها برك وقنوات ومبان أخرى.
اتخذت المصادر المائية للمدينة أهميتها الاستراتيجية مجدداً بعد تعرضها للحصار الصليبي في حزيران عام (493هـ/1099م)، حيث كانت العين الرئيسة "عين سلوان" تحت سيطرة المسلمين المحاصرين في المدينة، فيما قام الأمير افتخار الدولة الذي كان يدير المدينة بردم الآبار في بر المدينة لمنع استفادة الغازين منها.
وفي العهد الأيوبــي ( 648هـ –1250م) تَطَلَّب الازدهار العمراني للمدينة ، والزيادة السكانية ، وتعاظم إقبال الناس على زيارة معالمها الدينية والمدنية تحسيناً وتطويراً في المرافق المائية، إذ قام الملك السلطان العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب عام (599هـ/1202م)، بعمل سقاية الحرم ، والمطهرة وتحصين الأسوار ، وتعمير الآبار ، وإقامة الأسبلة، إضافة إلى سبيل الشعلان الذي بناه الملك المعظــم عيسى ( 648هـ -1287م) شمال الحرم ، بالقرب من رواق الملك المعظم.
أما في عهد المماليك وضمن شغفهم بإعمار وازدهار المدينة، فقد تمّ إعمار وترميم قناة الماء الواردة من العَرُّوب، وتوصيل مائها للقدس في أواخر ربيع الأول (728ه- 1328م) في عهد الملك الناصر محمد بن قـلاوون ( 741هـ –1341م)، كما تمّ تجديد إعمار البركة الكائنة شمال المسجد الأقصى المعروفة اليوم بالكأس في عهد الملك الظاهــــــــــــر بـــرقوق ( 801ه –1398م)، كما تم في عهد السلطان الملك الأشرف أبي النصر اينال (857هـ/1453م) تعمير العديد من الأسبلة منها : السبيل المقابل للمدرسة الأشرفية مقابلاً لدرج الصخرة الغربي فوق البئر ، وأيضاً : قناة العروب ، وعمارة بركة المراجيع (بركة السلطان)، وتزايد التركيز على تعمير هذه القناة والسعي لجلب المياه من الجبال والوديان المجاورة أيام الظاهر سيف الدين خوشقدم (865هـ- 1460م)، والملك الأشرف قايتباي (872هـ- 1467م) للتغلب على فترات الجفاف التي ألمت بالقدس، خاصة في العام (873هـ- 1468م).. وضماناً لدرء مخاطر عدم انتظام سقوط الأمطار، والتلف المتكرر الحاصل في القناة الموردة للمياه، فقد تمّ التوجه نحو إنشاء عمائر مائية جديدة ، وتحديث عمائر قائمة خاصة في منطقة الأقصى توفر الماء للشرب والسقاية، ومنها السبيل الكبير فوق البئر المقابلة لدرج الصخرة من جهة الغرب، والمعروف بسبيل قايتباي.
لم يقتصر اهتمام المماليك بالمنشآت المائية على العمل الإنشائي الآني، بل إنهم حرصوا على ضمان الاستدامة، عبر تخصيص وقفيات على المصالح المائية ومن أهمها وقفية الأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار بقرية مجدل فصيل ، وأوقاف أخرى على قناة السبيل.
وفي فترة الحكم العثماني للمدينة ( 1335هـ –1917م)، انصب الاهتمام كما في بقية المدن الإسلامية على تأمين الموارد الغذائية وأهمها الماء، وزاد الاهتمام بمنشآت المياه القائمة وتحديثها في عهد السلطان سليمان الأول (القانوني) ( 974هـ – 1566 م)، حيث جدد وأهَّلَ العديد منها كبرك سليمان، (((( برك سليمان : ثلاث برك بنيت عند رأس وادي أرطاس بإقامة سور من الحجارة بعرض الوادي ، تسيل مياه البركة العليا إلى البركتين الأخريين الأدنى (والبركة التحتا غريبة الشكل، وربما كانت مدرجاً للرياضات البحرية). والبرك ليس لها علاقة بنبي الله سليمان – عليه السلام - ، وإنما أتى اسمها من السلطان سليمان القانوني الذي عَمَّر البرك في القرن العاشر الهجري.وبعد أن تخرج المياه من البرك تلتقي بمياه عيون أرطاس ، وتسيل كلها في قناة واحدة إلى القدس.)))
وقناة السبيل، وبركة السلطان، وبئر أزبك التي هدمها اليهود مع المدرسة القائمة فوقها عام (1948م)، كما قام بوقف الأوقاف على قناة السبيل ، للإنفاق من ريع هذه الأوقاف على تعميرها، وقد قام السلطان سليمان القانوني أيضاً بتعمير العديد من الأسبلة، كسبيل طريق الواد، وتجديد وتأهيل سبيل باب الأسباط ، وسبيل باب السلسلة، كما عين الموظفين اللازمين لإدارة القناة، واهتم السلطان ومن تبعه من السلاطين بضرورة استدامة وصول المياه إلى القدس ورفدها بمرافق إضافية، ومنها سحب المياه من جدول في قرية أرطاس إلى قناة السبيل، وتأمين حماية المياه في برك سليمان من الاعتداءات بإنشاء قلعة البرك ، وتخصيص الأموال اللازمة لإعمار القناة وتأهيلها.
حاول العثمانيون إحداث تغيير نوعي في تعمير وتطوير قناة السبيل من خلال أسلوب ومواد البناء فيها، فبعد أن كانت ذات قطع حجرية مجوفة ومتداخلة بعضها ببعض، تم تطعيمها بأنابيب فخارية في محاولة لتحسين أدائها، إلا أن ذلك ترافق مع بعض المشكلات منها اختناقات لسوء التنفيذ أحياناً، وبسبب قلة نسبة الميلان الطبيعية أحياناً أخرى، أو للسببين معاً في معظم الأوقات، وكانت آخر محاولات تحسين أداء القناة عام (1898م)، عبر مد أنبوب حديدي إلى القدس بقدرة ضخ مقدارها (180متر مكعب في اليوم )، فيما بقي النفق تحت مدينة بيت لحم ، والنفق تحت جبل المكبر ضمن مجارٍ حجرية.
نالت المنشآت المائية الأخرى كالبرك، والأسبلة، والحمامات، والآبار والصهاريج أيضاً نصيبها من الاهتمام والتطوير والإعمار اللازم، وكما في العصور القديمة شكلت المصادر المائية عاملاً استراتيجياً في الحروب، فخلال حملة إبراهيم باشا على فلسطين عـــام (1831م)، قام إبراهيم باشا ووالده محمد علي باشا بالتمركز في منطقة برك سليمان، وعيون سلوان، زيادة في إحكام السيطرة على القدس والضغط على السكان.
وقد اعتبرت تطويرات أنظمة تزويد المياه في بداية القرن العشرين مناسبات جماهيرية، فكان ترميم وإصلاح أي مقطع من مقاطع قناة العروب يعتبر إنجازاً للوالي أو للسلطان، فعند وصول مياه العروب مجدداً عام (1901م) إلى منطقة الكأس( مكان الوضوء بالأقصى ) إثر خراب طويل ، تم تنظيم احتفال كبير حضره أعيان ومشايخ البلد.
ومع انتهاء الحكم العثماني والتغييرات الديمغرافية والسياسية التي حصلت في القدس، قل تدريجياً الاعتماد على مياه المناطق الجنوبية ، وكذلك على الآبار والبرك والصهاريج، وتحولت إلى مصادر ينابيع وعيون أخرى ذات إنتاجية عالية، ففي عام (1926م) تم سحب المياه وضخها من عين فارة شمال شرق القدس، ومن ثم في العام (1930م) من عين الفوار (6 كلم شرق عين فارة)، وبعدها تم جر المياه من عين القلط في نفس الوادي عـــــام (1934م)، وبعد ذلك تم التوجه إلى رأس العين بين القدس واللد إلى الجهة الشمالية والغربية ، وهي عين ذات تدفق غزير، ويمكن القول إن مياه رأس العين كانت ستكفي احتياجات المدينة لولا قيام الإسرائيليين بتخريب أنابيب المياه الواصلة للمدينة بعد احتلال المنابع عام (1948م)، حيث عادت المدينة (الجزء الشرقي الذي أصبح تحت الحكم الأردني) للاعتماد على مياه عيون وادي القلط حتى عام (1967م)..
العيون ، والينابيع ، والآبار
يقع في جبال القدس والخليل ورام الله (227) نبعاً غزارتها تزيد عــــــن (100 لتر في الثانية) من أصل (1000) نبع موجودة في فلسطين، وتتراوح غزارتها ما بين (10 و500 لتر في ثانية)، ولعل من أهم الينابيع والعيون التي ورد ذكرها في تاريخ القدس، عين أم الدرج – سلوان، إضافة إلى عيون وينابيع أخرى تعتبر فرعية، وأهم العيون والينابيع الموجودة في المدينة:
1 - عين أم الدرج : وهي العين التاريخية الرئيسة في القدس القديمة، وتعرف أيضاً بعين سلوان، وعين جيجون، وعين العذراء، وقد سميت بعين أم الدرج نسبة إلى الدرجات المؤدية إليها، وتبتعد هذه العين حوالي (300) متر عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور الحرم خارج السور القديم لمدينة القدس اليبوسية وهي عين ذات إنتاجية غزيرة جداً وأدنى إنتاج لها يصل إلى (73,000متر مكعب كل يوم) فيما يعادل أكثر إنتاج لها خمسة أضعاف هذه الكمية.
جرت عدة حفريات أثرية للمنطقة المحيطة بعين سلوان، هَدَف معظمها لتأكيد الروايات التوراتية عن الدور الإسرائيلي في تأسيس مدينة القدس، ولعل أبرزها الحفرية الَتي قام بها الضابط المهندس شارلز وارن (Charles Warren) ما بين عامي (1867م–1870م)، والذي كان أول من حفر أفقياً باتجاه القسم المغطى من المسجد الأقصى بعد أن لم يسمح له بالحفر في باحاته، وخلال أعمال الحفر تم اكتشاف النفق اليبوسي المستخدم لجلب المياه إلى داخل المدينة المسورة والذي أشار بعض المؤرخين إلى أن الملك داود استخدمه لغزو المدينة، ويشابه النفق أمثاله في المدن الكنعانية القديمة التي كانت قائمة في العصر البرونزي المتوسط وأهمها مجدو، التي يعود نفقها إلى أبعد من العصر البرونزي المتأخر أيام الملك أحاب، كما وجد شبيهاً لهذا النظام المائي في هازور وجيزر (يازور وأبو شوشة) وغيرها، ومن المرجح أن الماء كان يسحب أفقياً ثم يرفع بالأوعية الخاصة بالحبال من ممر عمودي، ثم يحمل عبر الممر المنحدر.
ومن الجدير بالذكر أن كاثلين كنيون - كما أسلفنا - خلال حفريتها المشهورة، كانت قد اكتشفت بقايا السور اليبوسي أسفل النفق المذكور إضافة إلى تمديدات سحب المياه وبعض الأواني الفخارية التي تعود إلى العصر البرونزي القديم، فتمّ لها بذلك إثبات أن السور الموجود يعود إلى اليبوسيين مما يدحض أوهام قيام الملك داود ببنائه في تلك الفترة، كذلك فقد تم الكشف عن بناء نفق آخر بطول حوالي (536.5م)، لاستخدامه أثناء حصار سنحاريب للقدس عام (713 ق.م) وهو ما يسمى نفق سلوان، أو نفق حزقيا، وكان هذا النفق قائماً قبل حزقيا ضمن المحاولات المتكررة للوصول إلى مصدر النبع..وتمتاز خصائص مياه العين بنسبة الملوحة العالية خاصة في القرون الأخيرة مع أن العديد من الرحالة قد وصفوا عذوبة ماء العين، وقد يكون ذلك بسبب طريق مجرى المياه الذي يؤدي إلى العين عبر الردميات في منطقة الواد، وقد وصف النابلسي ملوحة العين حيث قال:
ملوحةُ ماء العين شيء محقـق ............ وليس به نقص وفيه كمال.
وقد كانت مياه النبع تقوى وتضعف وفقاً لفصول السنة وغزارة الأمطار..
2 - عين أيوب (بئر أيوب) : وتسمى أيضاً (عين روجل)، أو (بئر أيوب) أو (عين القصّار)، وهي أشبه ما تكون بالبئر التي تفيض مع ماء الشتاء، وتقع على ارتفاع (595م) فوق مستوى البحر، وأصل التسمية يعود إلى النبي أيوب - عليه السلام - الذي قيل أنه استحم بها وشفي، وذكر هذه العين النابلسي، وقال بأنها أسفل وادي سلوان على بعــد (400م) من بركة سلوان، والراجح أن صلاح الدين هو الذي بناها، وجنوب البئر توجد بقايـا مسجـد، ومن المعتقد أن النبع هو امتداد لنبع سلوان، وأنه انتهى بفعل هزة أرضية.
3 - عين اللوزة : تقع عند اتصال وادي الربابة بوادي قدرون على بعد (531) متراً جنوب شرق بئر أيوب، ويجري فيها الماء الفائض من بئر أيوب.
مصادر تخزين المياه : إن الموازنة المائية في فلسطين، لا يمكن أن تؤمن الاحتياجات من مياه الأمطار الهاطلة مباشرة نتيجة العجز الكبير في معدل التوازن المائي السنـوي، وفي مدينة القدس حيث يقل معدل الأمطار عن مدن الشمال وساحل فلسطين، نتيجة للطبيعة الطبوغرافية والجغرافية خاصة الاتصال بالصحراء جنوباً والغور شرقاً، وبسبب التزايد المطرد في عدد السكان فإن سكان القدس قاموا بالاستفادة من فائض المياه السطحية الجارية، وتجميعها في آبار وصهاريج وبرك وأحواض لاستغلالها عند اللزوم، وهذه تشتمل على:
1 - الآبار والصهاريج : توجد في القدس العديد من الآبار والصهاريج، وغالباً فإن الآبار تتكون من نتوءات وفجوات صخرية ولـها عدة اتساعات يتم توسيعها وتشكيلها، أما الصهاريج فهناك عدة سبل لبنائها بالمواد الإنشائية كالحجر، ومن الصهاريج المشهورة، صهريج الرملة الذي شيده الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وقد ساعدت طبيعة التكوين الجيولوجي على وجود آبار طبيعية كثيرة، إضافة إلى ما تم تعميره من الصهاريج والآبار.. تُصنف الآبار من حيث وظيفتها إلى ثلاثة نماذج هي:
أ - آبار النبع : التي تحتوي عادة على مصدر تدفق للمياه من خلال الصخور يؤدي إلى امتلاء البئر وفيضانه كبئر أيوب..
ب - آبار الجمع : "أبيار تجمع ماء الشتا" التي يتم سحب المياه إليها من خلال فتحات وثقوب من مناطق مستوية كأسطح البناء والأفنية .
آبار الأقصى
آ
يحتوي الأقصى على بضع وثلاثين بئرا عامرة، فيها من الماء ما يكفى لسكان البلدة القديمة بالقدس، وليس للمصلين الذين يفدون إلى الأقصى فقط. وهذه الآبار موزعة بين صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى ، وباقي ساحات المسجد الأقصى المبارك،.. تِسعٌ من هذه الآبار في ساحة الصخرة، والباقي في ساحة المسجد القبلي ، فمهما يهطل المطر لا يذهب خارج الآبار ولا يضيع سدى، بل ينصرف إلى تلك الآبار وينتفع الناس به. وهي من الحجر الصلب ، والتي لا تحتاج إلى عمارة أو صيانة إلا نادراً، ويسهل إصلاحها، وجُعل القسم الأعلى منها على هيئة التنور، وعلى رأس كل بئر غطاء من حجر حتى لا يسقط فيه شيء، وآبار المسجد الأقصى يستعملها المصلون وأهالي البلدة، ولكل بئر اسم خاص يعرف به، وهي لا تكفي الآن لتزويد القدس بحاجتها من الماء، مما جعلهم يجلبون الماء من موارد أخرى ؛ فاقتصر استعمالها على المصلين الذين يفدون إلى الأقصى، إضافة إلى سكان البلدة القديمة بالقدس.ويوجد في الأقصى عشرات آبار المياه العامرة؛ وهي موزعة بين صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك، وباقي ساحات المسجد الأقصى، ومن هذه الآبار:
1- بئر مئذنة باب الأسباط: وهي بئر طولها سبعة أمتار، وعرضها أربعة، وعمقها ستة، جدرانها حجرية؛ تقع على بعد يسير جنوبي مئذنة باب الأسباط.
2 - بئرآ المدرسة الغادرية: تقع هاتان البئران أمام المدرسة الغادرية؛ وهما مستطيلتا الشكل، لهما فتحتان علويتان، يحمل سقفها أربع دعامات ضخمة، أطوالها معًا تسعة عشر مترًا، وعرضهما سبعة عشر مترًا؛ أما عمقهما، فهو أربعة عشر مترًا؛بني السقف بشكل أقواس. 3- بئر باب حطة: وهي صغيرة الحجم تقع جنوبي مطهرة باب حطة، وعلى حدود المصطبة.
4 - بئر البائكة الشمالية الشرقية: وهي بئر متطاولة، طولها اثنين وعشرين مترًا؛ مبنية من الحجارة، وتتكون من غرفتين؛ تقع تحت أقدام مدخل البائكة الشمالية الشرقية. 5 - بئر المدرسة الأسعردية: تقع هذه البئر على حدود سور المسجد الأقصى المبارك، غربي باب الملك فيصل، تحت المدرسة الأسعردية، وهي صغيرة الحجم، محفورة في الصخر. 6 - بئر الغوانمة: وهي بئر مستديرة الشكل، صغيرة الحجم تقع شرقي مئذنة باب الغوانمة؛ ومحاذية لسور المدارس في شمالها.
7 - بئر باب الناظر: تقع بئر باب الناظر بالقرب من باب الناظر، عند زاوية الرواق الشمالية الشرقية من دون المدرسة المنجكية (دائرة الأوقاف اليوم)؛ وهي متوسطة الحجم، مستديرة الشكل؛ طولها: ثلاثة أمتار، عرضها متران، وعمقها أحد عشر مترًا ونصف المتر. 8 - بئر إبراهيم الرومي: تقع هذه البئر شمالي باب الناظر، وبمحاذاة الرواق الغربي، وهي عبارة عن مجمع مياه كبير. عمقها أحد عشر مترًا؛ وهي غير منتظمة الجوانب، أشبه بقبة محفورة في الصخر، يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1935-1936م.
9 - بئر مصلى شعلان: تقع هذه البئر في زاوية صحن الصخرة الشمالي، في غربه، بمحاذاة مصلى سبيل ومصطبة شعلان. وهي مستديرة الشكل، بلغ قطرها ثلاثة أمتار، وعمقها أحد عشر مترًا. 10 - بئر البائكتين الغربيتين الشماليتين: تقع هذه البئر في طرف المصطبة الكائنة بين البائكتين الغربيتين الشماليتين. وهي مستديرة الشكل، صغيرة الحجم. 11 - بئر سبيل قايتباي: تقع هذه البئر تحت سبيل قايتباي، حتى تحت الرواق الغربي. وهي متطاولة وقليلة العرض، مقصورة الأرضية والجدران. بلغ طولها ثمانية وعشرين مترًا، وعرضها ستة أمتار، وعمقها أحد عشر مترًا ونصف المتر. 12 - بئر شرقي باب المغاربة: تقع هذه البئر شرقي باب المغاربة مباشرة. 13 - بئر شرقي مسجد المغاربة: تقع هذه البئر شرقي مسجد المغاربة. وهي مستطيلة الشكل وتشكل تتمة لبئر شرقي باب المغاربة.
14 - بئر غربي الكأس: تقع هذه البئر غربي الكاس وبمحاذاته. وهي متوسطة الحجم، مستطيلة الشكل. 15 - بئر شمالي مدخل مبنى المسجد الأقصى القديم: تقع هذه البئر شمالي مدخل مبنى المسجد الأقصى القديم. وهي صغيرة الحجم، وغير مستعملة. 16 - بئر جنوبي البائكتين الجنوبيتين: تقع هذه البئر جنوبي البائكتين الجنوبيتين، شرقي الكاس، لها فم ظاهر شرقي مصطبة الكاس وبمحاذاتها. طولها عشرة أمتار، وعرضها ستة؛ أما عمقها فعشرون مترًا.
17 - بئر غربي مدخل المصلى المرواني: تقع غربي مدخل المصلى المرواني؛ وتعد أكبر آبار المسجد. بلغ طولها أربعين مترًا، وعرضها ثلاثين، وعمقها أربعة عشر مترً. وهي، محفورة على شكل مغارة، وتتسع لتسعة ملايين لتر من الماء.
18 -- بئر الورقة: تقع هذه البئر شرقي رواق مبنى المسجد الأقصى المبارك. ذكرت في بطون الكتب بقصص غريبة؛ حيث يقال إن ورقة من الجنة وقعت فيها. طولها ثمانية عشر مترًا، وعمقها ثلاثة عشر مترًا؛ أوصلت بها مواسير أقطارها 1,6م. 19 - بئر جنوبي بئر الورقة: وهي بئر صغيرة الحجم، تقع جنوبي بئر الورقة. 20 - بئر شرقي مسجد عمر: تقع هذه البئر شرقي مسجد عمر رضي الله تعالى عنه، لها فم ظاهر قرب المخازن. وهي متطاولة، تمتد إلى خارج أسوار المسجد والمدينة؛ طولها ثلاثة وثلاثين مترًا، وعرضها تسعة أمتار، وعمقها ستة عشر مترًا.
21 - بئر جنوبي مدخل التسوية الشرقية: تقع هذه البئر جنوبي مدخل التسوية الشرقية، لها فمان؛ وهي عبارة عن ثلاث غرف؛ تربط بينها قناة عرضها أربعة أمتار؛ وطول كل غرفة من هذه الغرف ثلاثة عشر مترًا، وعرضها ثمانية، وعمقها عشرة أمتار.
22 - بئر شمالي مدخل التسوية الشرقية: تقع هذه البئر شمالي مدخل التسوية الشرقية (المصلى المرواني)، تدعى بالمستنقع لضخامتها؛ إذ إن أكثر طول لها ستة وثلاثين مترًا، عرضها ستة أمتار، وعمقها عشرون مترًا. 23 - بئر شمالي شرق البائكة الشرقية: تقع هذه البئر شمالي شرق البائكة الشرقية؛ ولها من الأشكال، شكل معين، بلغ عمقها أربعة عشر مترًا، ولها سقف برميلي الشكل.
24 - بئر شمالي شرق البائكة الشرقية: وهي بئر منتظمة الشكل، عمقها عشرة أمتار، تقع شمالي البئر "السابقة" وبمحاذاتها.
25 - بئر شمال البائكة الشرقية: تقع شمال البائكة الشرقية، شمالي غرفة المدرسين؛ وتمتد بجزء يسير تحت صحن الصخرة؛ طولها ثلاثة وعشرون مترًا، عرضها ثلاثة أمتار، وعمقها ثمانية أمتار.
26 - بئر شرقي بئر شمال البائكة الشرقية: وهي بئر شكلها يشبه المغارة؛ دائرية الجوانب؛ عمقها عشرة أمتار؛ تقع شرقي البئر "السابقة". 27 - بئر غربي بابي التوبة والرحمة: تقع هذه البئر غربي بابي التوبة والرحمة، بانحراف يسير للشمال؛ أسطوانية الشكل، قطرها ستة أمتار، وعمقها أحد عشر مترًا.
28 - بئر بين البائكتين الشمالية والغربية وقبة الصخرة: تقع هذه البئر في صحن الصخرة؛ بين البائكة الشمالية والغربية وقبة الصخرة، وفوهتها ظاهرة. وهي مستطيلة الشكل، طولها أربعون مترًا وعرضها سبعة أمتار، وعمقها خمسة أمتار ونصف المتر؛ بناؤها أقواس منخفضة الارتفاع؛ وهي مقصورة الحيطان. وهي بئر مغلقة. 29 - بئر غربي قبة الأرواح: طولها اثنا عشر مترًا، وعرضها ثمانية أمتار، وعمقها عشرة أمتار؛ لها فتحتان علويتان. تقع في صحن الصخرة، جنوبي غرب قبة الأرواح. 30 - بئر الخليلي: تقع هذه البئر في صحن الصخرة، شرقي "مكتب لجنة الإعمار" مباشرة، هي صغيرة الحجم، وأشبه ما تكون بمخزن. وهي غير منتظمة عمقها الشرقي متران ونصف المتر. دعيت بهذا الاسم؛ لوقوعها بجوار قبة الخليلي.
31 - بئر الزاوية الجنوبية الغربية مكتب لجنة الاعمار: تقع هذه البئر في زاوية مكتب لجنة الاعمار في زاويتها الجنوبية الغربية من الخارج؛ وهي مستديرة الشكل، صغيرة الحجم، بلغ قطرها أربعة أمتار، وعمقها عشرة أمتار.
32 - بئر شمالي البائكة الغربية الوسطى: تقع هذه البئر شمالي طرف البائكة الغربية الوسطى. لها فوهة ظاهرة، وبقربها وعاء حجري كبير، وكان يملأ بالماء للشرب منها، والبئر شبة اسطوانية، بلغ عمقها خمسة عشر مترًا.
33 - بئر الرمانة: تقع هذه البئر المتطاولة في زاوية صحن الصخرة الجنوبية الشرقية؛ وهي طويلة، تصل إلى ما تحت الساحة المنخفضة للمسجد الأقصى المبارك. طولها خمسة وثلاثون مترًا؛ وهي قليلة العرض؛ إذ لا يتعدى عرضها أربعة أمتار؛ أما عمقها فيصل إلى ستة عشر مترًا.
34 - بئر غربي غرفة المدرسين: تقع هذه البئر في صحن الصخرة، غربي غرفة المدرسين، غير منتظمة؛ لها فوهة طولها ثمانية عشر مترًا، وعرضها ثمانية أمتار، وعمقها خمسة عشر مترًا
35 - بئر شمال غرب غرفة المدرسين: تقع هذه البئر شمالي غرب سابقتها وبجوارها. طولها ثمانية عشر مترًا، وعرضها خمسة عشر مترًا، وعمقها خمسة عشر مترًا ونصف . ج- الآبار الارتوازية : ومن أمثلتها الآبار الارتوازية القائمة في معظم المدن الفلسطينية، التي تستخدم للشرب والزراعة.إن أقدم أشكال آبار الجمع هو ما يأخذ شكل زجاجة مكورة فتحتها ضيقة في الأعلى وعريضة واسعة عميقة في الأسفل، وتوضع على فتحتها بعد امتلاء البئر بالماء بلاطة من الحجر تعرف بالخرزة، وتسمى هذه الآبار باللغة الدارجة "بئر انجاصة". تصنف الآبار بالنسبة لاستخدامها إلى آبار عامة تقع خارج المجمعات السكنية ، وضمن ساحات المسجد الأقصى والأزقة والحارات، أو آبار خاصة تتواجد داخل المجمعات السكنية والأحواش حيث كانت تسيل إليها مياه الأسطحة ، وباحات المنازل عبر أقنية مكشوفة، أو بانحدارات مسواة، وتقريباً فقد كان لكل بيت صهريج أو أكثر، وكان لكل منزل حوض لجمع الماء. كان قيام سكان القدس بتأمين حفر أو بناء هذه الآبار يعتبر أمراً تقليدياً إمّا بسبب صعوبة الحصول على المياه من نبع سلوان ، أو بسبب حالات الحصار والحروب، أو كليهما معاً، وقد ذكرت الآبار الخاصة وأهمية وجودها تاريخياً، فياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان أورد بأنه "لا يكاد يخلو من الدار أو المنزل صهريج أو أكثر"، ويمكن للمرء مشاهدة العديد من الآبار داخل الأحواش والمساكن، سواء ما يقع منها في فناء البيت المكشوف "الحوش"، أو تحت مناطق مكشوفة مثل مدخل المسكن، أو ضمن الغرف أوغيرها ، إلا أن معظم هذه الآبار معطلة حالياً وغير صالحة بسبب قلة الصيانة وإلقاء القاذورات ومخلفات البناء داخلها، أو تحويل المجاري إليها بشكل جعل من الصعوبة بمكان إعادة ترميمها وتأهيلها من جديد، علماً بأن هذه الآبار إضافة إلى آبار الحرم الشريف أنقذت سكان القدس من الموت عطشاً أثناء حصار القدس خلال حرب (1948).
قدر روبنسون (Robinson) عام (1838م) بأن لكل بيت من بيوت المدينة بئراً واحدة على الأقل، وأنه نزل ببيت له أربعة آبار، وأن معظمها له فتحات دائرية في الأعلى وبعضها له قمة حجرية (خرزة) ومكان لتعليق الدلو..
أما توبلر (Tobler)، فقد لاحظ عام (1845م) بأن الماء المجمع داخل هذه الآبار كان عذباً حتى بعد مرور خمسة أشهر، وأن مياهها كانت تكفي حتى موسم المطر القادم، وأن البيوت صممت لتسهيل عملية تجميع المياه، وأن الأسطح والساحات بُلِّطت، ومن أجل التسهيل عملت بميلان خفيف، لتمكين المياه من تعبئة الآبار عبر شبكة من الأنابيب .. ولنفس الغرض يرى توبلر أن الشرقيين امتنعوا عن تربية القطط والكلاب لمنع التلوث، مع أن هناك أسباباً دينية تتعلق بالطهارة والنجاسة. وقد ساعدت القوانين العثمانية الأهالي على إنشاء الآبار وتعميرها، واشترط في ترخيص البناء وجود بئر في ساحة المنزل..
وقَدَّرَ بيروتي (Pierotti) عدد الآبار في القدس في نهاية (1850م) بـ(992) بئراً، وأن معظمها آبار قديمة، وقد وجدت دائرة المساحة البريطانية (7300) بئراً في المدينة، باستيعاب (450) ألف متر مكعب حوالي (98) مليون جالون، منها شبكة من الآبار تقع بجوار الحرم الشريف، وتتسع لـ(5900) متر مكعب أي حوالي (3.5) مليون جالون...إضافة للآبار الخاصّة فقد اشتهرت القدس بوجود آبار عامّة مشتركة لكافة سكان المدينة .. وبعد احتلال اليهود الإسرائيليين لباقي المدينة عام 1967م تمّ ربطها مجدداً بمياه رأس العين، ومن ثَمَّ تمّ شمل تزويد المدينة بالمياه ضمن خطط مشروع المياه القطري، وشركة مكوروت اليهودية تشرف على توزيع المياه.( )
أسبلة المياه بالمسجد الأقصى

السبيل لغة : إباحة الشيء من مال ونحوه . ( )
والسبيل : مكان لاستقاء الماء ، والسبيل هو الطريق وما وضح منه ، وللسبيل معان كثيرة ، فمنها قولهم : أسبل الزرع ، أي أخرج سنبله ، وأسبل الماء : بمعنى صبه . وأسبل المطر بمعنى : هطل .. وغيرها . والسبيل اصطلاحا : مكان عام للشرب ، جعل ماءه لسقاية عابري السبيل من قبيل أعمال الصدقة . ( )
والسبيل عبارة عن بناء صغير يخصص في الأماكن العامة ، وأركان الأبنية الدينية والمدنية للشرب منه . ( ) وقد توارث بنو عبد المطلب حق السقاية ، وعند فتح مكة ثبت لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لهم ذلك . وأقر عليها عمه العباس بن عبد المطلب – رضب الله عنه - ، ثم تولى السقاية من بعده ابنه عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما - .
نشأة الأسبلة : كانت فكرة الأسبلة موجودة في الجزبرة العربية قبل الاسلام ، وذلك في توفير السقاية والرفادة لحجاج بيت الله الحرام ، وكان أشراف قريش يتسابقون على الفوز بالسقاية للوافدين الى بيت الله الحرام ، للزيارة أو التجارة ، لأن في ذلك رفعة لهم وإعلاء من شأنهم .
وقد اهتم عصر الخلفاء الراشدين ، وبصفة خاصة في عهد كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان – رضي الله عنهما – بتوفير المياه ووقفها ، وإقامة أبنية خصصت لذلك الغرض والتي عرفت بالسقايات .. وقد شهد العصر الأموي عدة منشئات لتوفير المياه بمكة المكرمة ، من ذلك ما عرف بعيون الخليفة معاوية بن أبي سفيان العشر – رضي الله عنه – وكان لكل عين منها مشرعة .. (والمشرعة : المواضع التي ينحدر إلى الماء منها ) أي يسهل الاستقاء منها ..
وتعتبر الأسبلة من أجزاء الوقف الخيري ، وقد شاع الوقف لهذا الوجه من البر في سائر أنحاء العالم الاسلامي ، لعظم فضلها وثوابها ، وما أمر شراء بئر (رومة ) ببعيد ، إذ اشتراها عثمان بن عفان – رضي الله عنه – وجعلها وقفا على المسلمين .
وقد حرص المسلمون على توفير المياه للشرب والطهور في المسجد الأقصى المبارك ؛ فحُفرت الآبار ، وأنشئت الصهاريج والأسبلة داخله في الساحات المكشوفة لتخزين مياه الأمطار.
ويعود إنشاء أسبلة الأقصى إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، وجدد كثير منها أو استحدث في العصر العثماني بأمر من السلطان سليمان القانوني (926-974هـ/1520-1566م) الذي تميز عهده ببناء الأسبلة. وقد زودت بصنابير للمياه وثلاجات لدى تجديدها في العصر الحديث.
وكانت تسمى في العصر الأيوبي وما قبلها سقاية، وكانت الأسبلة تحتوي على طابقين:
الأول: عبارة عن بئر محفورة في الأرض لتخزين مياه الأمطار.
وأما الطابق الثاني: فيرتفع عن سطح الأرض حوالي متر وتوجد به المزملة لتوزيع الماء.( )
وعدد الأسبلة في ساحات المسجد الأقصى أحد عشر سبيلاً، وهي متفاوتة فيما بينها تفاوتاً كبيراً من وجهة معمارية. ومن أشهرها سبيل قايتباي، ويعتبر شاهداً من الشواهد البديعة التي تعود للعصر المملوكي، والذي يقع في الساحة الكائنة بين باب السلسلة وباب القطانين ، بناه السلطان سيف الدين إينال، ثم أعاد بناءه السلطان قايتباي ، حيث أقام سبيله على البئر الذي أقامه إينال، وقد بناه من الحجر الملون وفرش أرضيته بالرخام، وزخرف قبته وأركانه بالعناصر الزخرفية والمعمارية الإسلامية ، وله أربع نوافذ في جهاته الأربعة.
1 - سبيل الكأس (المتوضأ):
يتكون من حوض رخامي مستدير الشكل، وفي وسطه نافورة، وعلى جوانبه الخارجية صنابير ( حنفيات ) يخرج منها الماء ليتوضأ منه المصلون الذين يجلسون على مقاعد حجرية مقامة أمام تلك الصنابير، ثم يسيل الماء في مجرى حول الحوض إلى مجار تحت بلاط المسجد الأقصى ويجري إلى صهريج كبير في أرض المسجد. أنشأه السلطان العادل أبو بكر بن أيوب سنة 589 هـ - 1193م في العصر الأيوبي، وجدد بناءه الأمير تنكز الناصري سنة 728 هـ - 1327م، ثم قام السلطان قايتباي بتعميره وترميمه ثانية، ويقع الكأس بين مبنى المصلى الجامع ، ودرج صحن الصخرة المواجه له. يقع هذا السبيل المشهور أمام الجامع القِبْلي في منتصف المسافة تقريبا بينه وبين البائكة الجنوبية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك). وقيل إنه من بناء العباسيين في الأصل ، وجدده الأيوبيون فالمماليك، ويسمى سبيل أو ميضأة الكأس لشكله الشبيه بالكأس، ويُسمى أيضا "بركة". والكأس جميلة المنظر، عبارة عن بركة أسطوانية الشكل في وسطها كأس مرتفعة تتوسطها ماسورة مياه، تتدفق المياه منها إلى الحوض فتصب من الكأس في البركة بشكل جميل. يستعمل الناس مياه الكأس للوضوء خاصة، حيث الكراسي الجميلة الألوان والحجرية البديعة الصنع، من أمام كل منها حنفية موصولة بالبركة من الأمام، وعددها عشرون حنفية. وهناك مصطبة إلى الشرق من سبيل الكأس تسمى "مصطبة الكأس"، وعليها شبه محراب حديدي يظهر اتجاه القبلة ويحجز بين المصلين والمشاة، وتنبت في المصطبة سروتان عظيمتان تظللان مستعمليها من شدة الحرارة. وإلى الشرق أيضا من مصطبة الكأس، توجد بئر لها فم ظاهر بمحاذاتها بلغ طولها عشرة أمتار وعرضها ستة، أما عمقها فعشرون مترا.


سبيل الكأس
سبيل الكأس أمام الجامع القبلي ( الأقصى)


1 - بركة النارنج : بركة تقع في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك أمام المدرسة الأشرفية، بين مصطبة سبيل قايتباي شمالا وسبيل قاسم باشا جنوبا، ولها من الأسماء أيضاً "بركة عنغج"، بُنيت في عهد السلطان المملوكي قايتباي عام 887هـ/1482م، وقامت لجنة إعمار المقدسات بترميمها. وهي بركة مربعة الشكل طول ضلعها سبعة أمتار، فُرشت أرضها وحيطانها بالرخام وفي وسطها صحن نافورة معطلة، إذ استغني عن عملها بمخزن المياه الخاص بسبيل قاسم باشا الملاصق لها من الجهة الجنوبية، وبالمتوضأ الذي أضافته لجنة الإعمار في نهاية عام 1997، حول جهاتها الثلاث الأخرى. وهي عبارة عن 24 حنفية.
2 - صهريج الملك عيسى : بناء يقوم في الساحات الغربية للأقصى بين البائكتين الغربية والجنوبية الغربية أسفل صحن الصخرة أمام باب القطانين. أنشأه السلطان الأيوبي عيسى عام 607هـ/1210م ليكون خزانا للمياه، وسُمي باسمه. والبناء مؤلف من ثلاثة أروقة سفلية فصلت بقواطع بنائية فيما بينها، ولكل منها مدخل منفصل في جهتها الغربية. وهو يرتفع عن مستوى صحن الصخرة ببناء أضيف في الفترة العثمانية، وكان أحد أروقته الثلاثة قد استخدم في عهد المماليك مخزنا لحاصلات المسجد الأقصى وآخر مصلى للحنابلة، ثم أهمل فترة من الزمن وحُوّل بعد أمد إلى مخزن لحدائق المسجد، ويستعمل جزء منه حاليا عيادة طبية مكملة للعيادة الطبية الواقعة شماله، والجزء الأكبر منه عبارة عن مكاتب للأوقاف.
3 - سبيل البصيري :
سُمي أيضا سبيل الحبس وسبيل باب الناظر وبئر إبراهيم الرومي، يقع شمال شرق باب الناظر داخل المسجد الأقصى. أنشئ في عهد السلطان المملوكي الأشرف برسباي عام 839هـ/1436م، وقيل إنه أنشئ قبله وأن بناءه تجديد فقط. والسبيل اليوم شهد عملية ترميم وتشغيل من قبل لجنة التراث الإسلامي، وأصبحت مياهه مبردة بواسطة ثلاجة كهربائية وضعت داخله، وأوصلت بها مجموعة من الصنابير (الحنفيات) لاستخراج المياه الباردة منها.
5 - سبيل الشعلان : يقع هذا السبيل شمالي درج البائكة الشمالية الغربية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى.قام ببنائه السلطان الأيوبي الملك المعظم عيسى عام 613هـ/1216م، وجدد في العهد المملوكي على يد الملك الأشرف بربساي عام 833هـ/1429م، وجدد مرة أخرى عام 1037هـ/1627م على يد بيرام باشا والي العثمانيين في مصر، وذلك في عهد محافظ القدس محمد باشا. وكان السبيل عامرا حتى آخر عهد الاحتلال البريطاني، أما اليوم فإنه معطل. وقرب هذا السبيل يوجد مصلى يسمى مصلى سبيل شعلان، أنشأه السلطان العثماني محمد الرابع عام 1062هـ/1651م، ويستخدم اليوم غرفة للحرس ولا محراب فيه.
6 - سبيل قايتباي
سبيل مياه شهير يقع مقابل باب المطهرة بينه وبين الطرف الغربي لصحن الصخرة في الساحات الغربية للمسجد الأقصى.

بُني السبيل فوق الطرف الشمالي الغربي لمصطبة واسعة تحمل نفس الاسم ولها محراب في الجهة الجنوبية، وقد بناهما الملك الأشرف أبو النصر إينال عام 860هـ، ثم جدد الملك الأشرف قايتباي السبيل عام 887هـ/1482م بعد تهدمه وعرف باسمه، وأعاد تجديده السلطان العثماني عبد المجيد الثاني 1330هـ/1912م...والسبيل عبارة عن مبنى مرتفع وجميل دخلت فيه فنون العمارة وجملته الحجارة الملونة الداخلة في بنائه، وله قبة جميلة مزخرفة بزخارف نباتية، وقيل إنه السبيل الوحيد من نوعه في فلسطين قاطبة. وهو عامر ويُستفاد من مياهه المثلجة بثلاجة وضعتها داخله لجنة التراث الإسلامي، تعمل طوال ساعات النهار في فصول السنة الثلاثة عدا الشتاء. وتحت السبيل والمصطبة توجد بئر كبيرة عامرة بالمياه تمتد إلى ما تحت الرواق الغربي للأقصى، بطول 28 مترا وعرض ستة أمتار وعمق 11.5 مترا. وفي عام 1981 اكتشِفت حفريات صهيونية تمتد من الغرب إلى الشرق تحت باب المطهرة، وتنفذ إلى البئر بامتداد أكثر من 25م داخل باحات المسجد الأقصى، ولا تفصلها إلا أمتار قليلة عن قبة الصخرة. وإثر احتجاجات من جانب المسلمين، اضطر الصهاينة لإغلاق الفتحة التي كانوا يراقبون منها المسلمين عند السبيل، ولكنهم أعادوا لاحقا فتحها.
7 - سبيل منبر برهان الدين
يقع هذا السبيل على زاوية درج البائكة الجنوبية الغربية وعلى ظهر منبر برهان الدين ويبلغ عدد صنابيره 24، وهي حسنة ومرتفعة، وقد يستخدمها بعض الزائرين للوضوء. أنشئت على أيدي لجنة الإعمار المنبثقة عن دائرة الأوقاف الإسلامية في نهاية عام 1998.
8 - سبيل السلطان سليمان :
يقع في الساحات الشمالية للأقصى جنوب شرق باب فيصل، بناه السلطان العثماني سليمان القانوني عام 943هـ/1536م، وباسمه دعي. كما سُمي باسم سبيل السلسلة وسبيل العتم. ويقع السبيل عند الطرف الجنوبي لمصطبة تحمل اسمه تقع بين السبيل وبين باب فيصل. ويظهر أن بناء المصطبة تم كذلك على يد السلطان سليمان القانوني الذي تميز عهده ببناء الأسبلة، لذا دعيت باسمه. ويقوم محراب مرئي في الضلع الجنوبي للمصطبة يقابله في الجهة الأخرى سبيل سليمان.ألحقت بهذا السبيل ميضأة تسمى ميضأة سبيل سليمان وتقع بينه وبين قبة عشاق النبي إلى الجنوب. أنشأتها لجنة التراث الإسلامي عام 1997، وهي عبارة عن 34 حنفية.

9 - سبيل الشيخ البديري أو مصطفى آغا : يقع هذا السبيل في طرف مصطبة بدير في طرفها الشمالي الغربي، وهما (المصطبة والسبيل) جنوب باب الحبس باتجاه الشرق.

بُني السبيل في عهد السلطان العثماني محمود الأول عام 1153هـ/1740م بإشراف من مصطفى آغا قائم مقام القدس، وبأمر من الوالي عثمان بيك. نقشت أبيات شعرية مقروءة وجميلة في رخام حائطه الشرقي. والسبيل اليوم معطل، وقد رممته دائرة الأوقاف الإسلامية.
10 - سبيل الرحمة: يقع السبيل غرب بابيْ الرحمة والتوبة في المسافة بينهما وبين الطرف الشرقي لصحن الصخرة الحديث العهد. أنشأته لجنة التراث الإسلامي في رمضان عام 1416هـ/1995م، وهو عبارة عن 12 حنفية عامرة ومستعملة.
11 - سبيل الزيتونة: سبيل يقع غرب سبيل الكأس شمال الجامع القِبْلي الواقع في صدر الأقصى، أقامته لجنة التراث الإسلامي حديثا برعاية دائرة الأوقاف الإسلامية، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى شجرة الزيتون التي تحيطها حنفياته السبع. يعمل السبيل بواسطة ثلاجة ثبتت داخل جذع الزيتونة المعمرة ذات الشعب الثلاث والتي عرفت منذ بدايات القرن العشرين باسم "زيتونة النبي"، ولا يعرف سبب تسميتها بهذا الاسم.
12- سبيل المدرسة الغادرية : يقع أمام المدرسة الغادرية المهدمة جنوب شرق مطهرة وميضأة باب حطة، وهو عبارة عن كأس فيه أربع حنفيات كان يستغلها طلاب المدرسة الثانوية الشرعية ومن احتاجها من زوار الأقصى وعابريه، واليوم هو معطل.
13- سبيل باب حطة:
يوجد هذا السبيل البسيط على شكل تجويف داخل الجدار الشرقي لباب حطة، ويعود إنشاؤه إلى العهد

العثماني. رممته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أثناء بنائها لوحدة المراحيض القريبة، ثم ألغي نهائيا بعد ذلك.
14 - سبيل مئذنة باب الأسباط : يقع هذا السبيل غرب المئذنة، وهو عبارة عن أربع حنفيات تقوم على مبنى باطوني يشابه شكل كأس، والسبيل معطل.
15 - سبيل باب المغاربة
يقع هذا السبيل شرق باب المغاربة أي داخل المسجد الأقصى، وتحديدا على الطرف الجنوبي الشرقي لمصطبة مصلى البراق الواقعة شرق المصلى. يعود تاريخ إنشائه إلى العهد العثماني، وهو غير عامل.
16 - سبيل قاسم باشا
يقوم هذا السبيل بين المدرسة الأشرفية غربا والصحن الغربي للصخرة المشرفة شرقا في الساحات الغربية للأقصى.ويُسمى أيضا سبيل باب المحكمة نسبة إلى باب السلسلة الذي يقع بالقرب منه. بناه والي القدس قاسم باشا في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 933هـ/1527م، وسُمي باسمه. وظلت مياه السبيل تسحب من البرك التي أقامها سليمان خارج المدينة حتى نهاية العهد البريطاني، أما اليوم فمياهه من مشروع المياه القُطريّ (التابع لبلدية الاحتلال). والسبيل مثمن الشكل يُنزل إليه بدرجات، من فوقه سقف خشبي يحجب أشعة الشمس عن مستعمليه، ويقلل من ضغط الرياح القارصة ليلا والأمطار النازلة شتاء. وقد رممت السبيلَ لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية عام 1997، وهو عبارة عن 16 حنفية.( )










بوائك المسجد الأقصى






من عظيم نعمة الله على الأقصى أن جعله في مكان مرتفع وعلى تلة تعلوها صخرة بيت المقدس، حيث كان لهذا الارتفاع ميزة معمارية فتحت الآفاق أمام الخلفاء والحكام والصالحين أنْ يضيفوا ويرفعوا ويخططوا دوماً لتسهيل الصلاة والعبادة والحركة أمام الزوار العابدين في المسجد، ومن هنا أبدع الفن الإسلامي في أداء وظيفته التي لم تنحصر في مجال الجمال والزينة وإنما في طبيعة المبنى نفسه، ونحن اليوم أمام هذه القناطر والبوائك التي بنيت على جدار صحن الصخرة المشرفة تشكّل سياجاً معمارياً للأقصى كما أنّها تذكر بالموازين التي تنصب للحشر على هذه الصخرة يوم القيامة، فلهذا سميت بالموازين.
وأنتم يا عشاق الأقصى يا منْ وقفتم تحت هذه الموازين ترجون رحمة الله وتلتقطون صورها وهي تعانقكم بل قد بديتم بها وكأنكم زهرة خرجت لتوّها مع مطلع شمس ساطع، ثمّ سرتم ولم تتعرفوا عليها وتتأملوا بناءها، فتعالوا إلى هذه الجولة والعين باكية على كل بائكة، حال بوائك الأقصى يقول كثرت البواكي وليس للأقصى من يبكيك غيرنا نبكي حالك وحال المسلمين على مدى الزمان حتى يأذن الله للفرج القريب والنصر المبين.

ما هي البائكة؟
هي عبارة عن واجهة بناء مكونة من مجموعة عقود مرتكزة على مجموعة أعمدة تنتهي هذه الواجهة بشكل حجري معين، وعادة ما تبنى عند انتهاء الدرج وفي أعلاه.
أسماؤها:
بائكة جمعها بوائك وقنطرة جمعها قناطر وميزان وجمعها موازين.
البوائك (وتسمى أيضا القناطر والموازين) : عبارة عن أعمدة تربطها عقود، وتقع أعلى الدرجات الحجرية التي تقود إلى صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك. أنشئت هذه البوائك، لأغراض جمالية، فوق الدرجات التي تقود إلى صحن الصخرة ، والتي تسهل أيضا انتقال المصلين بين مختلف جهات المسجد الأقصى دون الحاجة إلى الالتفاف حول الصحن. بنيت في عدة عهود إسلامية أبرزها العهد المملوكي الذي كان من أزهى العهود التي مرت بالأقصى المبارك ، وجددت في العهد العثماني.
عددها:
بوائك المسجد الأقصى المبارك ، وعددها 8:
1 - البائكة الشمالية . 2 - البائكة الشمالية الشرقية . 3 - البائكة الغربية . 4 - البائكة الجنوبية .
5 - البائكة الجنوبية الغربية . 6 - البائكة الجنوبية الشرقية . 7 - البائكة الشرقية .
8 - البائكة الشمالية الغربية .
ثمانية بوائك اثنتان من جهة الشمال ، وواحدة في الجهة الغربية الشمالية ، وأخرى في الجهة الغربية ، وواحدة في الزاوية الغربية الجنوبية ، أمّا الجهة الجنوبية ففيها اثنتان ، وفي الجهة الشرقية فواحدة.
وظائف البوائك:
تؤدي البوائك منظراً جمالياً رائعاً ، وتعطي جواباً معمارياً لجميع الأدراج الحجرية التي يصعد بها إلى صحن قبة الصخرة ، حيث لم يتركْ الفنان المسلم هذا الدرج بلا نهاية، كما أنّها في كثير من الأحيان حملت توزيعاً هندسياً من خلال الأعمدة والعقود ، وأدّتْ دوراً وظيفياً في حصر الصعود والنزول إلى صحن قبة الصخرة ، وهناك من يقول إنّ هذه البوائك بعقودها وفتحاتها كانت ترمز إلى شيء معيّن ، فإن كانت ثلاثيّة الفتحات ترمز إلى المساجد الثلاثة ، وإنْ كانت رباعيّة ترمز إلى الفصول الأربعة ، وإنْ كانت خماسية ترمز للصلوات الخمس ، ومعظم هذه البوائك قد حملت تواريخ ونقوش مهمة للباني ، وزخرفة إسلامية رائعة وبعضها ثبتت فيه مِزْوَلة ( ساعة ظل ) .
وإليك بيان كل بائكة:
البائكة الجنوبية:
تقع في الجهة الجنوبية حيث ترتكز عليها قبة الميزان منبر برهان الدين وهي التي يصعد إليها من عند الكأس.وتعتبر هذه البائكة من أقدم البوائك ، حيث إن لها أصولاً عباسية ، وأعيد تجديدها في العصر الفاطمي ، ثمّ رممت في العصر العثماني زمن السلطان عبد الحميد الثاني ، وقد قامت لجنة إعمار الأقصى بترميمها عام 1982م.
وتتكون من دعامتين حجريتين ، بينهما ثلاثة أعمدة رخامية قديمة ، تعلوها أقواس حجرية مدببة الشكل وتعلو الأقواس بعض المداميك الحجرية المنتهية على شكلٍ مدبب ، بها مزولة شمسية لمعرفة الوقت ، وهي من صنع رشد الإيمان في سنة 1907م.


البائكة الجنوبية الشرقية:
تقع إلى الشرق من البائكة الأولى ، وهي تحمل تاريخ الإنشاء والمواصفات نفسها ، إلا أنّ المجلس الإسلامي قام بترميمها عام 1945م ، بها نقش يدلّل على أنها أنشأت في سنة 1021م/412هـ.

البائكة الشرقية:
هي من أكبر البوائك يصعد إليها بـ (25) درجة من جهة الزيتون في المنطقة الشرقية، تتكون من ركنين عظيمين ، يتوسطهما أربع أعمدة أسطوانية ، يعلوها خمسة عقود أنشأت في بداية القرن العاشر.

البائكة الشمالية الشرقية:
تقع في مقابل باب حطة ، فيها ثلاثة بلاطات منقوشٌ عليها الآتي: (البلاطة الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم، إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر, تكمّل بلاط الحرم الشريف ، وأنشئت هذه القناطر في أيام مولانا السلطان الملك الناصر العالم العادل محمد بن السلطان الشهيد الملك المنصور قلاوون ، وذلك في ثاني ربيع الأول سنة ست وعشرين وسبع ماية هجري).
وعلى البلاطة الثانية: (وكان فراغ هذا البلاط المبارك والقناطر المباركة).
وعلى الثالثة: (بنظر العبد الفقير إلى الله تعالى أيّدمر الشجاعي الملكي الناصري ناظر الحرمين الشريفين عفا الله عنه) .
البائكة الشمالية الغربية:
وبها نقش مكتوب بالخط النسخي المملوكي ما يلي: (بسم الله الرحمن الرحيم، أنشئت هذه القناطر المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الناصر العادل محمد بن السلطان الشهيد الملك المنصور قلاوون-رحمه الله - في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وسبع ماية للهجرة)، وهذه البائكة مقابلة لباب العتم "باب فيصل".
البائكة الغربية الشمالية:
والذي يقع بجانبها الآن مقر حراس المسجد الأقصى ، وهي عبارة عن ثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط ، وقد بنيت العقود على ركبتين عظيمتين في الأطراف ، يصعد إليها من جهة باب الناظر "باب المجلس" بثلاث وعشرين درجة، أنشأت سنة 738هـ.
البائكة الوسطى في الجهة الغربية:
يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 340 للهجرة ، وهي شبيهة بمنْ قبلها ، وتعتبر من أقدم البوائك، وهي مقابل الباب الغربي لقبة الصخرة وأقرب بائكة إليه، حيث تفضي إلى باب المطهرة في المقابل.
البائكة الغربية الجنوبية:
وهي تقع بجانب القبة النحوية ، ويعود تاريخ إنشائها إلى سنة 877هـ/1472م ، وبها نقش يشير إلى سنة الإنشاء والمُنشئ.
وختاماً لا يسعنا إلا أنْ نقف أمام الذين بنوا هذه القناطر ورفعوا هذه الموازين وقْفة إجلال وتأمّل، وقفة قارئ وناظر ومستبصر، وقفة زائر في جولة يتنقل بين هذه البوائك متعرّفاً على صفحات المجد، مترحّماً على قالون، مستغفراً لصلاح الدين، مادحاً سليمان، ممسكاً بالقرآن, تالياً آيات الرحمن لتعلوَ من فوق هذا الميزان لتتلاقى الدموع مع الآذان ، فيشرق النصر المبين على مساطب الأقصى ومحاريبه بإذن الله ربّ العالمين.










المقابر الاسلامية في القدس للمقابر الإسلامية في القدس ميزة خاصة، فقد دفُن فيها على مدار السنين عدد كبير من الصحابة ، والمجاهدين ، والعلماء ، والأمراء ، والقادة العسكريين ، ممن استشهدوا في الحروب الصليبية ، وأقاموا بالمدينة للمشاركة في الحامية العسكرية طوال العصور الأيوبية ، والمملوكية والعثمانية. هذه المقابر تتعرض شأنها شأن بقية أراضي القدس إلى اعتداءات مستمرة من دولة الاحتلال ومستوطنيها ، من أجل القضاء على التراث العريق الذي تضج به أراضي القدس ومبانيها، وكما يقال إن صدق روايات التاريخ تدل عليها الآثار.
وهذه المقابر منها ما كان مستعملاً فيما مضى واندثر مع الزمن، ومنها ما يزال مستعملاً حتى يومنا هذا ، رغم الاعتداءات الإسرائيلية عليها، وأبرز هذه المقابر:
1 – مقبرة ماملا:
وتسمى أيضاً : مأمن الله، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، مساحتها تقرب من مئتي ألف متر مربع، وهناك من يقدرها بأقل من ذلك، تقع غربي المدينة وعلى بعد كيلو مترين عن باب الخليل، وهي المكان الذي مسح فيه سيدنا سليمان ملكا 1015 ق.م، وفيه عسكر سنحاريب "ملك الآشوريين"، عندما هبط القدس 710 ق. م، وفيه ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها سنة 614م، وفيه دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي 636م. كذلك عسكر فيه صلاح الدين حين جاء ليسترد القدس من الصليبيين 1187م.
كانت فيما مضى بعيدة عن العمران، أما الآن فقد أصبحت في وسط البنيان بسبب اتساع المدينة وازدياد عدد السكان، ولهذا أصدر المجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يرأسه آنذاك المفتي الحاج أمين الحسيني أمراً يحظر دفن الأموات فيها، وكان ذلك في عام (1927).
واختلف الباحثون في تسميتها، فمنهم من يرى أن (ماملا) هي كلمة مشتقة من (ماء ملا)، وملا اسم ذاك المكان في غابر الأزمان، وفي ذلك قال الشاعر :
رعى الله وادينا المقدس إنه .... حوى روضة الفردوس أجداث مامُلا.
مآثر رضوان ومهبط رحمة ....... أصبت به من عالم الغيب مامَلا
وقيل أن ماملا اسم لقديسة ، وقيل أنها مشتقة من (ماء ميلو) وهو اسم الحي الذي كان هناك، أما كلمة مأمن الله فتعني باب الله. والجدير ذكره إنه دفن في هذه المقبرة ما يقرب من(70000) من شهداء المسلمين الذين قتلهم الصليبيون في ساحات الأقصى.
وهي من أكبر المقابر الإسلامية في القدس وتُقّدر مساحتها حوالي مئتي ألف متر مربع(200 دونم)، بينما قدّرها المهندسون بتاريخ 16/4/1929 بـ(137.450.29م2) أي بنحو 137 دونماً ونصف، علماً أن هذا التقدير من المساحة استثنى حينها منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من الأرض الموقوفة للمقبرة، كما استثنى مقبرة الجبالية التي كانت مقامة على القندرية، التي يفصلها الشارع عن مقبرة مأمن الله، وعندما سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي- الطابو- بتاريخ 22/3/1938 سجلت مساحتها(134.560 دونم) واستُصدرت بها وثيقة تسجيل أراضي"كوشان طابو" ضمن أراضي الوقف الإسلامي. وقد أصبحت هذه المقبرة في وسط البنيان بسبب اتساع المدينة وازدياد عدد السكان، ولهذا حُظر دفن الأموات فيها سنة 1927م بناءً على قرار صدر عن المجلس الإسلامي الذي كان يترأسه وقتها المفتي الحاج أمين الحسيني.
وهناك من يرى أنها مشتقة من (ماء ميلو)، وميلو هو اسم الحي الذي كان هناك في سابق الأزمان، وروي عن الحسن: (أن أصلها مأمن الله، وأنها مدفن الخلاصة الأبرار الوارد في فضلها الأخبار والأثار)، الى أن قال: إن من دفن فيها كأنما دفن في السماء.
وقد ذكرها النابلسي في رحلته فقال: إنها بظاهر القدس من جهة الغرب أكبر مقابر البلد، وفيها خلق كثير من الأكابر، والأعيان ، والشهداء والصالحين، وفيها: عدد من الصحابة ، والتابعين، الى ان قال: وقيل إن أصلها مأمن الله، وقيل: باب الله، ويقال: زيتون الملة،
واسمها عند اليهود بيت ملو، وعند النصارى بابيلا، والمشهور على ألسنة الناس مامل.
ومهما كان مصدر اسمها فإنها بلا مراء أقدم مقابر القدس عهداً، وأوسعها حجماً، وأكثرها شهرة، ولقد ساير تاريخها تاريخ المدينة، وذكر معه مراراً، ولقد كانت ولا زالت في أيدي المسلمين منذ قرون يجلونها إجلالاً منقطع النظير لكونها تعج بالعدد الكبير من الصحابة ، والمجاهدين والعلماء ، والأقطاب ، والصالحين.. ونذكر من القبور المعروفة فيها:
الفقيه ضياء الدين أبو عيسى محمد الهكاري، الشيخ أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أحمد القرشي الهاشمي ، قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة (675 هـ - 1276 م)، الكمال بن أبي شريف ، الأمير علاء آيد وغدي بن عبدالله الكبكي، المقر العالي عمر بن إبراهيم بن عثمان بن علم الواسطي (684 هـ - 1285 م)، الأمير صلاح الدين محمد أزدمر السلحدار الناصري (697 هـ - 1297 م)، إبراهيم بن محمد (708 – 1308 م)، القاضي شرف الدين منيف الحاكم بالقدس الشريف (714 هـ - 1313 م) ، الشيخ شرف الدين عيسى امام الحرم القدسي (719 هـ - 1319 م)، أيدمر الشيخاني ناظر الحرمين (721 هـ - 1321 م) الشيخ العابد الزاهد جلال الدين العقيلي المعروف بابن القلانسي، بنى له الأمراء بمصر زاوية وترددوا عليه، ثم انتقل الى القدس فتوفي بها سنة (722 هـ - 1323 م)، ودفن بماملا، الحاج عليوان بن إبراهيم الرندي، شهاب الدين بن جبارة المقدسي النحوي الحنبلي (728 هـ - 1327 م) / الشيخ حسام الدين قاضي القضاة عماد الدين القرشي (734 هـ - 1333 م)، شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفدا إسماعيل القرقشندي (778 هـ - 1376 م)، الشيخ أبو عبدالله الهندي (773 هـ - 1371 م)، بهادر أخوالست طنشق المظفرية (789 هـ - 1387م)، الشيخ عبد الله البسطامي (794 هـ - 1391 م)، الشيخ الإمام القدوة أبو بكر الشيباني (797 هـ - 1394 م)، الشيخ محمد بن أبي جوز، شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس احمد المصري المقدسي المشهور بابن الهائم، تولى التدريس في المدرسة الصلاحية وتوفي سنة (815 هـ - 1412 م)، قاضي القضاة شمس الدين الخالدي الديري (847 هـ - 1423 م) ، شيخ الإسلام أبو عبدالله محمد الرازي من ذرية فخر الدين الرازي، ولي ناظر القدس والخليل، وكان يدرس بالصلاحية، وتوفي بالقدس سنة (829 هـ - 1425 م)، قاضي القضاة وشيخ الإسلام شهاب الدين ابو العباس الأموي المصري المشهور بابن المجمرة، ولي التدريس في الصلاحية ، وتوفي سنة (844 هـ - 1440 م)، الشيخ محمد فولاذ (844 هـ - 1440 م)، النجم ابن شهاب الدين (844 هـ - 1440 م)، أبو الحسن البدري (844 هـ - 1440 م)، شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن آرسلان (844 هـ - 1440 م)، الإمام أبو عبدالله الذرعي (848 هـ - 1444 م)، القاضي برهان الدين أبو إسحاق الخزرجي المشهور بـ إبن نسيبة (852 هـ - 1448 م)، قاضي القضاة تقي الدين أبو بكر الرصاصي، الأمير ركن الدين منكورس الجاشنكير، القاضي أمين الدين عبد الرحمن بن شمس الدين الخالدي ، ولي نظر الحرمين بالقدس والخليل (856 هـ - 1452 م)، المحدث عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن برهان الدين القرقشندي (861 هـ - 1456 م)، الشيخ عثمان الحطاب المصري من أعيان الصالحين بمصر (892 هـ - 1486 م)، قاضي القضاة خير الدين ابو الخير، الإمام المقري الغزي المقدسي ولي قضاء القدس (876 هـ - 1471 م)، ودرّس بالمعظمية ، توفي بالقدس سنة (894 هـ - 1488 م)، الشيخ أحمد بن علي بن يسين الدجاني (969 هـ - 1561 م)، نجم الدين الخيري الرملي بن خير الدين الرملي. تعرضت مقبرة مأمن الله للاعتداءات التالية:
بتاريخ 15/7/1937 حوَّل أحد المستوطنين اليهود بصورة خفية مواسير المياه الصرف الصحي القذرة غربي المقبرة، وكانت القدس في ذلك الوقت تحت الاحتلال البريطاني.
وفي 9/12/1937 قام اثنان من عمال البلدية التابعة للاحتلال البريطاني بهدم قسم من سور المقبرة، وإلقاء الأنقاض والأوساخ فيها.
وبتاريخ 13/12/1937 أصدر أحد مهندسي البلدية أمراً إلى عماله بهدم قسم من سور مقبرة مأمن الله من الجهة الشمالية ، وإلقاء أتربة الشارع المجاور فيها.
وفي شهر نيسان 1947 استولى الجيش البريطاني على المقبرة وأقام فيها، كما قام بهدم أجزاء من سور المقبرة.
وفي سنة 1948 استولت دولة الاحتلال على المقبرة واعتبرتها ضمن الأملاك المحالة إلى ما أسمته حارس أملاك الغائبين.
وفي سنة 1967 حولت حكومة الاحتلال جزءاً كبيراً من المقبرة إلى حديقة عامة دُعيت "بحديقة الاستقلال"، بعد أن جرَفت القبور ونبَشت العظام البشرية.
وفي سنة 1985 انشأت وزارة المواصلات موقفاً للسيارات على جزء كبير من المقبرة. وفي أعوام 1985 ، 1986، 1987، دُمرت عشرات القبور وبُعثرت عظام الموتى بحجة تمديد شبكات مجاري، وتوسيع موقف السيارات.
وفي 15/11/ 2000 قامت شركة الكهرباء في دولة الاحتلال بأعمال حفريات في المقبرة ما تسبب بتناثر عظام الموتى بحجة تمديد أسلاك كهرباء في باطن الأرض. ثم استخدام جزء من المقبرة كمقر رئيس لوزارة التجارة والصناعة في دولة الاحتلال.
وفي شهر أيلول 2002 أعلنت المؤسسة الإسرائيلية في دولة الاحتلال عن نيتها إقامة مبنى للمحاكم الإسرائيلية في منطقة المقبرة. وتتعرض المقبرة اليوم لعمليات التهويد المنظم عن طريق إقامة مشروع استيطاني يسمى بمركز الكرامة الإنساني "متحف التسامح" في مدينة القدس بمشاركة حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية آرنولد شوارتزنيجر، وقد شرعت بإقامة المتحف شركتا "فيزنطال سينتر" و"أس دبليو سي ميوزميم" على أرض المقبرة بموافقة سلطة التطوير في دولة الاحتلال. وقد طالت الحفريات التي تجريها دولة الاحتلال عدة قبور باستخدام حفارات عامودية حتى ظهرت عظام الموتى فيها، كما أقامت دائرة أراضي إسرائيل بتاريخ 25/5/2006 سياجاً حديدياً حول أجزاء كبيرة من مقبرة مأمن لله وأغلقت باب المقام، ووضعت الدائرة لافتات على المقام باللغة العبرية" دولة إسرائيل- دائرة أراضي إسرائيل-ممنوع الدخول إلى هذه المنطقة- والفاعل لذلك يصنعه على عاتقه ويتحمل مسؤوليته"، هي عبارة تعني منع الفلسطينين من دخول المقبرة، رغم حصول مؤسسة كرامة على قرار من محكمة القدس الشرعية بتاريخ 6-2-2006 يقضي بمنع الاستمرار في أعمال الحفر" . وفي 10- 3 – 2006م أعطت المحكمة العليا في دولة الاحتلال مهلة شهرين للرد على اقتراحات القائمين على بناء "متحف التسامح" الذين اقترحوا نقل رفات الموتى إلى مكان آخر"لاستكمال عمليات البناء، مما يترك قضية المقبرة مفتوحة أمام كل الاحتمالات.
2- مقبرة الساهرة:
تقع عند سور المدينة من الشمال وعلى بعد عدة أمتار من الباب المعروف بالساهرة، وهي من المقابر الإسلامية الكبيرة، وهي قديمة العهد، ذكرها النابلسي في رحلته فقال: إنها تشتمل على قبور عدد كبير من الصالحين، وإنها واقعة فوق الزاوية الأدهمية، ذكرها أيضاً مجير الدين الحنبلي في تاريخه، فقال : "إنها البقيع الذي بجانب طور زيتا من جهة الغرب"، وعن إبراهيم بن أبي عبلة. أنها هي التي يشار إليها في القرآن الكريم عند قوله : ( فإذا هم بالساهرة ) (سورة النازعات، 14 ) ، ومن أسمائها: (مقبرة المجاهدين، ذلك لأن المجاهدين، الذين اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين وقضوا نحبهم أثناء الفتح دفنوا فيها، وما زال المسلمون يدفنون موتاهم فيها الى ما قبل الاحتلال، كانت فيما مضى أكبر وأوسع مما هي عليه الآن، وقد عثر المتأخرون على قبور كثيرة في البقعة التي كانت تقوم عليها دار جماعة الإخوان المسلمين ودور آل العلمي وغيرها من العمارات القائمة الى الشمال والغرب من المتحف الفلسطيني، وكان الناس فيما مضى يسمون هذه البقعة (مقبرة المجاهدين)، والاعتقاد السائد أنها جزء من المقبرة الكبيرة التي يطلق عليها: (مقبرة باب الساهرة).
3 - مقبرة باب الرحمة: هي إحدى أشهر المقابر الإسلاميةفي القدس، وتقع تحديدًا عند السور الشرقي للمسجد الأقصى. كانت فيما مضى أوسع منها في يومنا هذا، ولكن ضاقت مع الزمن ولم تعد تتسع إلا لعدد محدود من القبور، حيث تمتد من باب الأسباط وحتى نهاية سورالمسجد الأقصى بالقرب من القصور الأموية في الجهة الجنوبية. تبلغ مساحتها حوالي 23 دونمًا. وفيها قبور لمجاهدين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والأيوبي. تنوي الحكومة الإسرائيلية تحويل جزء من المقبرة لحديقة توراتية ضمن مشروعها لتهويد المدينة. فيها قبور عدد من الصحابة المجاهدين الذين اشتركوا في فتح بيت المقدس أثناء الفتحين العمري والصلاحي، ومن المدفونين فيها : الصحابي عبادة ابن الصامت الأنصاري البدري الذي توفي سنة (34 هـ - 654 م)، والصحابي شداد بن أوس الأنصاري الذي مات سنة (58 هـ - 677 م)، وقد جاء ذكرهما في كتب التاريخ الإسلامية، وقد ذكرها مصطفى اسعد اللقيمي(تـ 1178هـ/1764م) في كتابه (سوانح الأنس برحلتي لوادي القدس) ص (72)، فقال :
يمم مقام عبادة بن الصامت ....... والشهم شداد بباب الرحمة
فهما الإمامان اللذان تفيئا ....... من صحبة المختار أينع دوحة
وذكرها العالم الهولندي المشهور (ماكس فان برشام) فقال: إنها كانت مدفناً للإخشيديين، وهي اليوم عامرة، ويدفن فيها أكثر عائلات بيت المقدس موتاهم.
تعرضت مقبرة باب الرحمة لعملية تجريف بعمق متوسطه عشرة أمتار لتوسيع طريق مُعبَّد ليكون طريقاً التفافياً يستعمله المستوطنون اليهود للوصول إلى البؤر الاستيطانية بباب المغاربة وقرية سلوان، وقامت حكومة الاحتلال في وقت لاحق بهدم جدار في المقبرة ملحقة أضرار كبيرة بالقبور بحجة أن المسلمين يقومون بتوسيع المقبرة مع العلم أن الأعمال التي كانت جارية هناك آنذاك تتركز على تبليط المقبرة وكسوة وترميم بعض القبور المتآكلة، بالإضافة إلى الحفريات المتعددة في المقبرة للوصول من خلالها للمسجد الأقصى.
4- المقبرة اليوسفية: تقع عند باب الأسباط والى الشمال من مقبرة باب الرحمة، وكل ما يعرف عن ماضيها أن الذي عمرها هو الأمير (قانصوه اليحيا وي) كافل المملكة الشامية، وذلك سنة (872 هـ - 1467 م). وهي اليوم عامرة يدفن فيها المسلمون موتاهم. وكان أوري لوفولينسكي رئيس بلدية الاحتلال في القدس قد وقع بتاريخ 7/6/2004 م على أمر هدم إداري لجزء من المقبرة وأصدر أمراً بمنع أعمال الصيانة فيها.
5 - مقبرة النبي داود: -
تقع في حي النبي داود على جبل صهيون، وهي مجموعة مقابر لآل الدجاني، تتألف من ثلاث مقابر، "الأولى تعود لعائلة الشيخ سليمان الدجاني وأحفاده، والثانية لعائلة الشيخ أنيس الدجاني وأحفاده، والثالثة مخصصة لدفن أطفال عائلة الدجاني وتسمى تربة المنسي ، نسبة للشيخ محمد المنسي ، وتقع جنوبي مقبرة الأرمن والسريان".
وأما الذين لم نذكرهم من آل الدجاني فإنهم كانوا يدفنون موتاهم قبل الاحتلال في مقبرة باب الرحمة ، واليوسفية ، وفي ماملا، وهناك من يرى أن الشيخ محمد المنسي صحابي ، وأنه الجد الأول لعائلة الدجانية، ذكره الحنبلي في تاريخه، فقال: إنه اشترك في فتح بيت المقدس، وتوفي فيها، ودفن في محلة بالقرب من خليفة الله سيدنا داود عليه السلام، كان أمير الأمراء موسى باشا أراد أن يعمل عليه قبة، وعين من حفر الحدود، وجوّر الجور ، ورمى الحجارة، عندئذ قام النصارى ومنعوه، ولما جاء خلفه مصطفى باشا راح أهل القدس يرجونه (صدقة عنه وعن ولده) أن يجعل عليه قبة، فصدر أمره الى معمار باشي القدس الشريف بأن يعمّر به قبة من حجارة قصر النقيب.
7- مقبرة الإخشيديين :
تعد واحدة من المقابر الإسلامية في مدينة القدس، ولها تاريخ عريق عرف منذ أكثر من ألف عام ، وهي من معالم القدس التاريخية التي تحدثنا عن تاريخ القدس، ودفن في تلك المقبرة عدد قليل من الأخشيديين، وهي واقعة في الزاوية الشرقية الجنوبية من ساحة الغزالي الموجودة خارج باب الأسباط وهو المكان الذي يعتقد أن الأخشيديين دفنوا فيه استنادا إلى ما جاء في كتاب ” الولاة وكتاب القضاة ” لأبي عمر الكندي سنة 1908. وتعد من أصغر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة حيث تقدر مساحتها بحوالي 40 مترا مربعا وفيها ثلاثة قبور للأخشيديين : وستة قبور أخرى تعود لأعيان القدس وشهدائها، وقد أطلق عليها اسم مقبرة شهداء فلسطين ، بينما تدعى بالأصل المقبرة الأخشيدية نسبة لأصحابها الأصليين. تم ترميم قبور الأخشيديين عام 1979 من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وذلك استنادا للنقش الحجري الموجود على السور من داخل المقبرة والذي وضعته دائرة الأوقاف حيث كتب النص التالي: ” بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد هذه تربة مؤسس الدولة الأخشيدية أبو بكر بن محمد طغج الأخشيد توفي يوم الجمعة لثمان بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة هـ ودفن معه ولداه أبو القاسم أنوجور بن محمد المتوفى يوم السبت سابع من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة هـ وأبو الحسن علي بن محمد المتوفى لإحدى عشرة خلت من محرم سنة خمس وخمسين وثلاثمائةهـ . دائرة أوقاف القدس 1399 – 1979″. ونستدل من هذا النقش أن هذه المقبرة تضم قبر محمد بن طغج الأخشيد مؤسس الدولة في مصر، وقد ولد محمد بن طغج في بغداد سنة 268هـ وفي سنة 319هـ ولاه الخليفة العباسي دمشق ثم ولاه مصر سنة 321هـ، وقد سادت كلمته من بعد في مصر والشام والحجاز، وذاع صيته في البلاد العربية ، وتوفي الأخشيد في دمشق سنة 334ه ، ونقل جثمانه إلى القدس ودفن فيها بناء على وصيته، ونستدل من اللوح الحجري أن ولد الأخشيد أنوجورين محمد أبو القاسم ، والذي تولى الحكم عن أبيه صغيرا سنة 335هـ فعين كافور وصيا عليه ، وفي سنة 349هـ توفي أنوجور الأخشيد في مصر، ودفن في القدس بجانب والده بناء على وصيته، ويوجد في تلك المقبرة قبر علي الأخشيد وهو شقيق أنوجور والذي تولى الحكم بعد أخيه ، وكان كافور هو الحاكم باسمه، وقد توفي علي الأخشيدي سنة 355هـ وحمل إلى مدينة القدس ودفن في مقبرة عائلته أيضا. ويذكر المرحوم كامل العسلي في كتابه ” أجدادنا في ثرى بيت المقدس ” نقلا عن كتاب ” الولاة وكتاب القضاة ” لأبي بكر الكندي في سيرة أبو الحسن علي بن الأخشيد ، أنه توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من محرم سنة 355هـ ، وكان عمره يومئذ ثمان وعشرين سنة ونصف ، وحمل في تابوت إلى بيت المقدس ، ودفن مع والده محمد بن طغج ، وأخيه أبو القاسم أنوجور بن محمد في باب الأسباط.
وقد اختلف بعض المؤرخين على المكان الذي دفن فيه الأخشيديين بالنسبة لما جاء في كتاب الكندي ، فلا مسوغ للشك في روايته لأنه مؤلف معاصر ، ولذلك فإننا لا نعتقد أن هناك ما يبرر قول ” ماكس فان برشم ” أن الأخشيديين دفنوا في مقبرة باب الرحمة ، أي خارج باب الأسباط . كما لا نجد أي مبرر لما ذهب إليه محمود العابدي حول إمكانية دفن الأخشيديين في المنطقة الواقعة جنوب غرب المسجد القدسي، حيث تم اكتشاف قصر أموي فيه مصلى وشواهد وقبور قديمة، إن مقبرة الأخشيديين لا تضم سوى ثلاثة قبور لهم ، بينما يفيدنا تاريخ الأخشيديين أن هناك أربعة منهم لا ثلاثة دفنوا في مدينة القدس ، وأن الرابع هو الحسن بن طغج أخو مؤسس الدولة، وقد توفي في الرملة سنة 342هـ ونقل بعد موته ودفن بالقدس. وهناك أخشيدي آخر ليس من ملوك الأخشيديين وإنما كان عماد دولتهم والوصي على عرش ملوكهم وهو كافور، فقد قال صاحب ” النجوم الزاهرة ” إن كافور توفي في مصر سنة 356هـ وحمل تابوته إلى القدس ، ودفن في المقبرة الأخشيدية غير أن ابن خلكان والمقريزي يقولان إنه دفن بعد موته في القرافة الكبرى بمصر، ويقول المرحوم كامل العسلي أن دفن كافور الأخشيدي في القدس أمر محتمل كل الاحتمال ، وإن كان مكان قبره غير معروف. هذه هي مقبرة الأخشيديين بالقدس حتى أوائل الثمانينات من القرن الماضي ، ومنذ ذلك التاريخ دفن اثنين من شهداء اللأقصى وهما: الشهيد صالح محمد اليماني ، والشهيد جهاد إبراهيم بدر وكان ذلك يوم الاثنين 11 ابريل 1982م كما ويوجد في المقبرة ضريح المرحوم أنور زكي نسيبه الخزرجي محافظ القدس السابق ( 1913-1986 ) وضريح المرحوم سماحة الشيخ سعد الدين العلمي مفتي القدس والديار المقدسة ( 1911-1993 ) وقد دفن سماحته فيها بنفس اليوم الذي دفن معه المرحوم أنور عبد الحي الخطيب التميمي محافظ القدس السابق ، والذي ولد في مدينة الخليل سنة 1917م، وكان آخر من دفن في المقبرة الأخشيدية المرحوم حسن فطين طهبوب أول وزير أوقاف فلسطيني وقد دفن فيها بتاريخ 27 ابريل سنة 1998م رحمهم الله أجمعين. لقد عرفت التربة الأخشيدية منذ مئات السنين في مدينة القدس وقد حافظ عليها المسلمون ضمن أوقافهم، وكما ذكرت آنفا فقد وضعت دائرة الأوقاف الإسلامية لوحة حجرية تشير بوجود الأخشيديين في المدينة المقدسة، ووضعت أيضا لوحتين حجريتين بجانبها ، فاللوحة الأولى عبارة عن قائمة بأسماء شهداء مجزرة الأقصى والتي وقعت في ساحات الحرم القدسي بتاريخ 8 تشرين أول سنة 1990م، واللوحة الثانية نقش عليها أسماء شهداء مجزرة الأقصى الثانية والتي وقعت داخل الحرم القدسي بتاريخ 27 أيلول سنة 1996م، وبهذا الشكل أخذت هذه المقبرة حلية تاريخية أليمة جديدة.( )
8 - قبر الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت:
يقع هذان القبران في مقبرة الرحمة، الواقعة إلى الشرق من سور الأقصى الشرقي، بالقرب من باب الرحمة، حيث شهد هذان الصحابيان فتح بيت المقدس في العام 15هـ.
أهم التُّرَب والأضرحة:
1- ضريح الأمير محمد على الهندي:
أحد أمراء الهند المعروفين، وأحد المناصرين لقضية فلسطين، توفي في بريطانيا في العام 1930م، وقد نقل جثمانه إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك، ودفن هناك، إلى جوار المدرسة الخاتونية.
2- ضريح أحمد حلمي عبد الباقي:
أحد زعماء فلسطين المشهورين توفي في العام 1963م
3 - ضريح عبد القادر الحسيني:
استشهد في معركة القسطل سنة 1948م ودفن إلى جوار والده.
4 - ضريح أحمد عبد الحميد شومان:
أحد اشهر رجالات فلسطين، وهو صاحب ومؤسس البنك العربي توفي عام 1974م.
5- ضريح المجاهد سعد الدين الرصافي، داخل تكية (خاصكي سلطان).
6- ضريح الحسين بن علي:
توفي في عمان سنة 1931 يقع الضريح إلى يسار باب المطهرة، أسفل بناء المدرسة العثمانية والشرفية السلطانية.
7- ضريح فاطمة بنت معاوية:
ويقع هذا الضريح في مقر الزاوية الوفائية، كانت في القرن الثامن عشر منزل الرحالة الشهير "مصطفى البكري الصديقي".
8- ضريح الشيخ جراح: يقع شمالي القدس، في حي الشيخ جراح، بالقرب من جامع الشيخ جراح، الذي شيد في العام 1313هـ. ويعود الضريح إلى الأمير "حسام الدين الجراحي"، أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي وطبيبه، وتوفي عام 598هـ ودفن في زاوية الشيخ جراح. 9- ضريح محمد بن عمر العلمي: يقع في مكان أسفل الزاوية الأسعدية في جبل الزيتون وقد شيد هذه الزاوية "أسعد أفندي التبريزي" مفتي الدولة العثمانية. 10-ضريح الشيخ ريحان: والشيخ ريحان هو الصحابي أبو ريحانة، كان مولى رسول الله، ويقع هذا الضريح في حارة السعدية، في عقبة الشيخ ريحان، داخل مسجد الشيخ ريحان. 13- ضريح عكاشة:
يقع في حي معروف باسمه، ويسمونه حي النبي عكاشة، إلى الشمال الغربي من المدينة، وهو قريب من القبة المعروفة بالقيمرية، وهو بناء محكم في داخله ضريح الصحابي الجليل عكاشة، وفيه مسجد كان المسلمون المقيمون على مقربة منه يغشونه ويصلون فيه صلواتهم الخمس، ولكن اليهود الذين يكرهون الإسلام ويكرهون أن يروا إلى جانبهم أي أثر من آثار المسلمين نسفوه في 27 آب سنة 1929م، فأضحى بعد ذلك طللاً بالياً، وما كان في مقدور القائمين عليه أن يدفعوا عنه الأذى، لأنه قائم في وسط الأحياء اليهودية.- رحمهم الله أجمعين -
وهناك تُرَب كثيرة أخرى في القدس نذكر منها:
1 - تربة علاء الدين البصيري: تقع بباب الناظر من أبواب الأقصى من الناحية الغربية الى الشمال، مدفون فيها آيدغدي بن عبد الله الركني الأمير علاء الدين الأعمى الزاهد ناظر الأوقاف بالقدس الشريف، له آثار جميلة بالقدس والخليل والمدينة المنورة، عاش في القدس الى أن مات (سنة 693 هـ - 1293 م)، وقد ذكره أبو المحاسن يوسف بن تغري بردا الأتابكي في مخطوطة (المنهل الصافي). ولعل لقب البصيري أطلق عليه لأنه وإن كان أعمى من حيث الجسم إلا أنه كان بصيراً من حيث الفعل والفكر، ومعلوم أن اللغة العربية هي لغة الأضاد.
2- التربة الأوحدية: تقع بالقرب من باب حطة ، شمال الأقصى، على يمين الداخل إلى الحرم الشريف، شيد ها الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك عيسى بن العادل، شقيق صلاح الدين الأيوبي.وكان ذلك في20 ربيع الثاني697 هـ- 1398 م".
3 - التربة الجالقية: تقع في رأس درج العين بطريق باب السلسلة عند ملتقى هذه الطريق بطريق الواد، ذكرها مجير الدين فقال: إنها وقف ركن الدين بيبرس الصالحي العجمي المعروف بالجالق، وهو مدفون بها توفي في 10 جمادى الأولى (707 هـ - 1307 م)، وكان من أمراء الشام في دولة الملك المنصور قلاوون.
4 - التربة السعدية: تقع بباب السلسلة باتجاه المدرسة التنكزية عند مدخل الأقصى، واقفها هو الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير بدر الدين منتصر بن عبدالله الجاشنكر الرومي الحاجب بالشام في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون. في العام 711هـ، وتعرف هذه الدار اليوم بدار الخالدي.
5- التربة الكيلانية: في جوار المدرسة الطازية من الغرب، وهي منسوبة الى الحاج جمال الدين بهلوان بن الأمير شمس الدين قراد شاه بن شمس الدين محمد الكيلاني اللاهجي المشهور بابن الصاحب كيلان، ذكرها مجير الدين فقال: إن المذكور جمال الدين أوصى ابنه الأمير نظام الدين كهشروان بأن يصرف من ثلث ماله، مائة ألف درهم فضة، ويدفع ذلك إلى ابن أخي الموصي الأمير علاء الدين علي بن بهاء الدين سالار بن شر ملك الكيلاني، ليتابع بذلك مكاناً ويعمره تربة بالقدس الشريف، وقد تهيأ نقله ودفنه هناك، وتاريخ الوصية (10 شعبان 753 هـ - 1352 م)، وقد عمرت هذه التربة وبها ضريحه ونقل إليها كما أوصى به، وكان يقيم فيها جماعة من عائلة الدنف (الأنصاري) قبيل احتلال المدينة.
6- تربة توركان خاتون: تقع الى الشمال من طريق باب السلسلة، عند التقاء هذه الطريق بطريق الواد، مدفون بها توركان خاتون بنت طقتاي بن سلجوتاي الأزبكي. ماتت سنة (753 هـ - 1352 م).
7 - التربة الطشتمرية: تقع بالقرب من الكيلانية، وهي وقف الأمير طشتمر العلائي، أنشأها سنة (784 هـ- 1382م)، وعندما توفي دفن فيها.
8 -تربة القرمي: وهو الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد القرمي (بكسر القاف وفتح الراء) مولده في السابع عشر من ذي الحجة سنة عشرين وسبعمئة، نشأ في دمشق وسمع الحديث فيها، ثم أقام ببيت المقدس وبنى فيها زاويته المعروفة، وتوفي في القدس نهار الأحد التاسع من صفر سنة ثمان وثمانين وسبعمئة الموافق (1386 م)، ودفن في زاويته المشهورة، ودفن عنده ولده الشيخ زين الدين عبد القادر، وكان رجلاً صالحاً من أعيان بيت المقدس، وتوفي سنة (843هـ). 9 - تربة المثبت: وتقع على بعد بضعة أمتار من تربة القرمي الى الشمال من الغرب على الطريق بين باب خان الزيت والحرم، مدفون فيها الشيخ أحمد المثبت، ذكره النابلسي فقال: "إنه كان نقيب الشيخ محمد القرمي وإن قبره تجاه قبره، بينهما زقاق في مكان معمور".
10- تربة الملك حسام الدين بركه خان:
تقع هذه التربة مقابل المدرسة الطازية ، في الساحة المفتوحة من مبنى المكتبة الخالدية، الواقعة على طريق باب السلسة، وهي عبارة عن ثلاثة قبور متجاورة، لبركة خان وولديه: بدر الدين، وحسام الدين.
عمرّت هذه التربة سنة (792 هـ)، وكانت فيها المكتبة الخالدية.
11- التربة المهمازية: ذكرها مجير الدين فقال: إن واقفها هو الأمير ناصر الدين المهمازي، وكانت على عهده مسكناً. ولا تتوفر عنها معلومات أخرى، ومكانها مجهول في هذه الأيام، كما أننا لا ندري من هو ناصر الدين هذا، أهو الأمير ناصر الدين الذي ولي نظر القدس والخليل على عهد الملك ناصر محمد الدين بن قلاون (729هـ - 1328م)، وكان يطلق عليه لقب (مشد الأوقاف)؟ أم هو الأمير ناصر الدين محمد بن بهادر الفخر بن الظاهر الذي كان نائباً عن السلطان على عهد الملك الظاهر برقوق (789 هـ - 1387م )؟ أم هو الأمير ناصر الدين محمد أيوب الذي تولى نيابة السلطنة على عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي (882 هـ - 1488م) ؟.
12 - تربة الست: واقعة في عقبة التكية الى الشمال من دار الأيتام الإسلامية، ويسمونها أيضاً تربة خاصكي سلطان، ذلك لأنه مدفون فيها خاصكي سلطان زوجة السلطان سليمان (960 هـ - 1552 م) اسمها الأصلي روكسيلانة، وهي يهودية ، روسية الأصل ، ثم أسلمت.
13 - تربة الشيخ جراح: على طريق نابلس وعلى بعد كيلو مترين من صور المدينة الى الشمال، كانت هناك زاوية لها وقف وموظفون، وقفها الأمير حسام الدين الحسين ابن شرف الدين عيسى الجراحي، أحد أمراء القائد صلاح الدين، توفي في صفر (سنة 598 هـ - 1201م) وقد ذكرها مجير الدين، فقال: (إن بظاهر هذه الزاوية من القبلة قبور جماعة من المجاهدين يقال إنهم من جماعة الجراحي)
14 - التربة القيمرية: واقعة بالقرب من مزار سيدنا عكاشة في الحي الكائن غربي القدس، ذكرها مجير الدين فقال: قبة محكمة البناء بظاهر القدس من جهة الشمال مما يلي الغرب، نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله، قبورهم فيها، وهم: الأمير الشهيد حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري، وفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمئة (1250م)، والأمير ضياء الدين موسى بن أبي الفوارس، وفاته في عاشر ذي القعدة سنة ثماني وأربعين وستمئة (1250م)، الأمير حسام الدين بن حسن القيمري، ووفاته في الرابع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وستين وستمائة (1262م)، والأمير ناصر الدين بن حسن القيمري، ووفاته في عشرين من صفر سنة خمس وستين وستماية (1266م)، وبالقبة المذكورة قبر الأمير ناصر الدين محمد جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل، وفاته ليلة الإثنين حادي عشر من محرم سنة ست وسبعين وسبعمائة (1374م)، وبظاهر القبة المذكورة تربة فيها قبور جماعة من المجاهدين.
15- تربة الأمير سيف الدين منكلي بغا: تقع في داخل المدرسة البلدية إلى الغرب من المدرسة الإشرافية السلطانية، أوقفها الأمير سيف الدين منكلي بغا، حيث توفي في عام 782هـ.
16- التربة الطازية: وهي تربة الأمير "سيف الدين طاز" أحد كبار رجال دولة المماليك، زمن الملك المظفر "حاجي" ويقع الضريح في الطابق الأول من التربة الواقعة في باب السلسلة.
17- تربة الأمير قنقباي الأحمدي: تقع هذه التربة في المدرسة البلدية، وهي لأحد الأمراء المماليك "قنقباي الجابي الاحمدي".
18-تربة تركان خاتون: تقع هذه التربة في طريق باب السلسلة حيث عمرتها "تركان خاتون" بنت الأمير تسقطاي بن سلجوطاي، سنة ثلاثة وخمسين وسبعمائة ودفنت بها.
19- تربة الأمير "علاء الدين بن ناصر الدين محمد":
نائب القلعة الصليبية، وتقع هذه التربة داخل المدرسة الصليبية شمالي الأقصى . ( )


يتبع ..........................
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف