الأخبار
الصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيراني
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زغودة 5 بقلم:شقيف الشقفاوي

تاريخ النشر : 2020-04-01
من روايتي الجديدة
زغودة ( 05 )

وقف و تثاءب ، تقدم صوب الجالسين على المقعد المحادي ، ثم استرسل كأنه يقرأ من ديباج ، أنا يحي جئت من تانفدور و أقصد مسلخ رويسوا ، ارغمتني على الهروب الأوضاع الأمنية الصعبة التي يعيشها أهل الميلية ، لكن لما نزلت في المحطة ، اكتشفت أن العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة هو في الواقع غابة شاسعة من التناقضات و المتاهات ، هو خليط من الوهم الذي يستوطن عقول البشر ، لتضليل الحقيقة وتمرير الحيل التافهة القائمة على الخداع و المراوغة ،
لم يكن ليهدأ أو ليتوقف و كأن نوبة جنون أصابته ، لكن الشابينالمحاديين له دعاه للهدوء و الجلوس ، فهما أيضا من الميلية ، وبعد التعارف تبين أن الشاب الذي يشبه الشريف المعزوزي هو ابنه بالفعل ، قدم إلى العاصمة منذ أعوام ، و يشتغل خياطا في القصبة ، أما الثاني فهو السعيد البحري من بني فتح يشتغل في البريد المركزي ويسكنان معا في مرقد العيشاوي في بلكور ،
قال له السعيد البحري : أنا أعرفك ( يا البركة ) أنت لست من تانفدور أنت من أولاد يحي و والدك اسمه حسين و هو مغترب في فرنسا ، و أمك هي بنت خالة المرحومة أمي ، هجرت بك إلى تالة لفدور لما فارقها زوجها و استقر في فرنسا
صمت يحي صمتا موحشا ، فتح فمه و تاه في الفراغ ، و قد تيقن أن العالم قرية صغيرة بالفعل و إلا لما كان البحري يعرف عنه كل هذه التفاصيل ، ثم تساءل في نفسه أليس المبروك من سرب له هذه المعلومات لإفشالي و إبعادي عن زغودة
غاص البحري في لجة تفكيك لغز هذا القادم الجديد من الميلية ، الذي تربطه به قرابة العائلة و علاقات الجغرافيا ، و أصبح ملزما بمعاونته ريثما يستقر و يشتغل في مسلخ رويسو ، فمن عادته الاهتمام بمثل هذه الحالات التي كثيرا ما تتكرر ، فيقوم بعلاجها علاجا محكما قائما على تجاربه السابقة و المتعددة التي استمدها من كثرة احتكاكه بالناس في البريد المركزي ، و تشكلت عبر طفولة صعبة و مريرة عاشها في جبال بلهادف ، و اكتسب من خلالها حسا اجتماعيا و إنسانيا ، إنها حالة إنسانية غريبة و شاذة لا تتكرر إلا ناذرا ، أما ابن الشريف المعزوزي فقد تظاهر باللامبالاة ربما تشفع له في التخلص من عبء لن يتحمل ثقله ،
تلفت السعيد البحري صوب يحي و قد أبدي نوعا من الاهتمام به ، بعدما تذكر ابراهيم عكاك و قال له :
- شوف يا ( البركة) الليلة ستقيم معنا في مرقد العيشاوي و غدا ساتصل بعمي ابراهيم عكاك فهو من سيتكفل بك و يشغلك في المسلخ ،
لم ينم يحي ليلته تلك و بقي يتقلب في الفراش ، تذكر ليلة عبور رتل الشاحنات العسكرية في اتجاه تاسكيفت ، و سمع الطلقات النارية الكثيفة ، وفي الصباح عثروا على جثث أشخاص و أياديهم مقيدة بالأسلاك وأثر الرصاص باديا على وجوههم ، قالت له أمه يجب أن تبحث عن حل ، الحالة لا تشفع لأحد و عملية نقل الرعب انطلقت ، حتى جيراننا سافروا إلى ورقلة سرا كي لا يأخذوك معهم ، وقال له غبة لماذا لا تسافر إلى العاصمة و تبقى هناك ريثما تهدأ الأوضاع ، و يستتب الأمن ، هيه ابن ( القح...... ) غبة اخفى علي استحضاره للبندقية من اجتماع لمريجة حتى لا أكشف أمره ، لو تفشى القتل لبدأ بي فهو لا يعرف غيري ، و قد أسررت له أخبار خطيرة حين سارحته أن أبي التقى في فرنسا المجاهد كسولة العلوي وهو يسحب معاشه من إحدى البنوك هناك ،

.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف