كورونا وصارع المصالح بين دول الاتحاد الأوروبي
بقلم المستشار :سمير ضاهر
ظل الاتحاد الأوروبي ولمدة طويلة من الزمن يتمتع بالقوة والمنعة في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والعلمية و الاجتماعية ، ذلك لأنه يضم مجموعة من دول أوروبا القوية وذات الموروث التاريخي الهام على صعيد البشرية جمعاء ، فكل دولة من دول الاتحاد تمثل قوة عظيمة في ذاتها .
وبعد أن أزلت دول الاتحاد الحدود بينها وجعلت لنفسها عملة اليورو كعملة موحدة ، وأزالت القيود عن حرية التنقل والعمل والاستثمار وأصبح لها نظام الشنجن في الوصول إليها ، كل هذه العوامل جعلتنا امام امبراطورية عظيمة بمعنى الكلمة يهبها القريب و البعيد بل وظلت في منعة وقوة لتنافس عمالقة هذا الزمان الولايات المتحدة وروسيا و الصين.
ولقد لعب الاتحاد الأوروبي دورا في الصرعات الإقليمية الشرق أوسطية ليحافظ على مصالح الاقتصادية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة التي يجمعهما حلف الناتو بل وظل الاتحاد الأوروبي يشارك في كل المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة سواء في العراق وسوريا وليبيا و اليمن .
جاءت كورونا لتكشف مدى هشاشة هذه العلاقات خاصة بعد ان ضرب هذا الفيروس كل من ايطاليا وأسبانيا بشدة وبقية دول القارة أيضا وأصبح صراع المصالح على اشده و القول نفسي نفسي أصبح سيد الموقف ، فاقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي و التي تعتمد على السياحة و الخدمات و الصناعة و التجارة و الزراعة ضربت في الصميم بسبب اجبار تلك الدول الاعتماد سياسة الحجر المنزلي وخوف الأوروبيين من النزول الي أماكن العمل وتفشي الفيروس بشدة .
وظهر هذا الصراع برغم من عبارات المجاملة التي صيغت في بيان قمة العشرين ، حيث طلبت إيطاليا الدعم بتزويدها بأدوات الفحص السريع للفيروس و الكمامات وأجهزت التنفس الصناعي ولكن سرعان ما خاب ظنها وتكرر نفس الشيء مع اسبانيا حيث امتنعت الولايات المتحدة الامريكية بتزويدهما بأجهزة التنفس الصناعي و المستلزمات الطبية لنظراً لتفشي الفيروس فيها، بل وقد وصل الامر الي قرصنة وسرقة الأجهزة المعدات الطبية من عرض البحر والتي كانت متوجهة الي إيطاليا ولولا تدخل الصين لكن الأمر أفظع .
لقد بنت أوروبا تقدما علميا واقتصاديا واجتماعيا ولكنها لم تنتج حضارة لان الحضارة أساسها المبادئ و الاخلاق .
بقلم المستشار :سمير ضاهر
ظل الاتحاد الأوروبي ولمدة طويلة من الزمن يتمتع بالقوة والمنعة في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والعلمية و الاجتماعية ، ذلك لأنه يضم مجموعة من دول أوروبا القوية وذات الموروث التاريخي الهام على صعيد البشرية جمعاء ، فكل دولة من دول الاتحاد تمثل قوة عظيمة في ذاتها .
وبعد أن أزلت دول الاتحاد الحدود بينها وجعلت لنفسها عملة اليورو كعملة موحدة ، وأزالت القيود عن حرية التنقل والعمل والاستثمار وأصبح لها نظام الشنجن في الوصول إليها ، كل هذه العوامل جعلتنا امام امبراطورية عظيمة بمعنى الكلمة يهبها القريب و البعيد بل وظلت في منعة وقوة لتنافس عمالقة هذا الزمان الولايات المتحدة وروسيا و الصين.
ولقد لعب الاتحاد الأوروبي دورا في الصرعات الإقليمية الشرق أوسطية ليحافظ على مصالح الاقتصادية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة التي يجمعهما حلف الناتو بل وظل الاتحاد الأوروبي يشارك في كل المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة سواء في العراق وسوريا وليبيا و اليمن .
جاءت كورونا لتكشف مدى هشاشة هذه العلاقات خاصة بعد ان ضرب هذا الفيروس كل من ايطاليا وأسبانيا بشدة وبقية دول القارة أيضا وأصبح صراع المصالح على اشده و القول نفسي نفسي أصبح سيد الموقف ، فاقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي و التي تعتمد على السياحة و الخدمات و الصناعة و التجارة و الزراعة ضربت في الصميم بسبب اجبار تلك الدول الاعتماد سياسة الحجر المنزلي وخوف الأوروبيين من النزول الي أماكن العمل وتفشي الفيروس بشدة .
وظهر هذا الصراع برغم من عبارات المجاملة التي صيغت في بيان قمة العشرين ، حيث طلبت إيطاليا الدعم بتزويدها بأدوات الفحص السريع للفيروس و الكمامات وأجهزت التنفس الصناعي ولكن سرعان ما خاب ظنها وتكرر نفس الشيء مع اسبانيا حيث امتنعت الولايات المتحدة الامريكية بتزويدهما بأجهزة التنفس الصناعي و المستلزمات الطبية لنظراً لتفشي الفيروس فيها، بل وقد وصل الامر الي قرصنة وسرقة الأجهزة المعدات الطبية من عرض البحر والتي كانت متوجهة الي إيطاليا ولولا تدخل الصين لكن الأمر أفظع .
لقد بنت أوروبا تقدما علميا واقتصاديا واجتماعيا ولكنها لم تنتج حضارة لان الحضارة أساسها المبادئ و الاخلاق .