الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين والمتغيرات الدولية في مواجهة فيروس كورونا

تاريخ النشر : 2020-03-31
فلسطين والمتغيرات الدولية في مواجهة فيروس كورونا
فلسطين والمتغيرات الدولية في مواجهة فيروس كورونا
د.سليمان عيسى جرادات
رئيس الهيئة الفلسطينية لحملة الدكتوراه في الوظيفة العمومية
شكل تفشي وباء كورونا المستجد اختبارا هائلا لدول العالم المتقدم تكنولوجياً واقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وللدول الفقيرة المعتمدة على الإمكانيات المتواضعة بمواردها البشرية والطبيعية وعلى المساعدات والمنح والقروض الدولية التي تحصل عليها بابتزاز سياسي او اقتصادي وتنفذ مشاريعها بما تخدم مصالح الدول الكبرى , واليوم أصبح العالم المتقدم والفقير متساوياً وليس بمنأى عن الفيروس وسرعة انتشاره بين كافة الطبقات الاجتماعية بمختلف مسمياتهم ودرجات وظائفهم وأعمالهم ومكانتهم الاعتبارية بان الفيروس لا يعرف عرقاً أو لوناً أو حدود جغرافية محلية ودولية وان العالم كان يجب أن يتوحد في مواجهة هذه الكارثة الغير معلومة المصدر المباشر إن كان فعلاً بشرياً أو وباءً طبيعياً والفرق الوحيد سيكون في التصدي الفعلي وتقليل الإصابات واليات وإجراءات المعالجة وطرق الوقاية منها بعد تخلي الكيانات السياسية عن بعضها البعض ، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة تقييم العلاقات الدولية سياسيا واقتصاديا ومصالحها وخططها وسياستها واستراتجياتها ورؤيتهم لتكون أكثر تسامحاً وعدالة وإنصاف بعد أزمة كورونا .
وبما أن أزمة كورونا ثبتت فشل الدول الكبرى ومجموعة دول العشرين والسبع + 1 ومجموعات إقليمية أخرى التي تهيمن على السياسة والاقتصاد العالمي ومعظم دول العالم ، واعتبار العالم قرية صغيرة سهلت حرية التبادل والانتقال للإفراد والشركات والبضائع من خلال خلق نظام معقد في الاعتماد بدمج تلك الاقتصاديات في شبكة عالمية على إنتاج الدول الكبرى بالدرجة الأولى ، أثبتت مدى هشاشة تلك العلاقات والتكتلات والتحالفات السياسية والاقتصادية الدولية مما سيؤدي إلى انهيارها وانسحابات من تلك المنظمات والتجمعات الدولية الاقتصادية أمام جائحة فيروس كورونا واستمراره والتي لم تستطع من منع الانتشار الواسع دون إذن للعبور في جميع دول العالم سيكون الثمن باهظا للخسائر الاقتصادية والتجارية وأسواق المال والأعمال ومكانتها السياسية ، وتداعياتها السلبية على المستوى المحلي بعدم القدرة على توفير منظومة صحية وحاجتها من المواد الطبية ومستلزماتها وسبل توفرها ولعدم الاستجابة باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية وتدابير السلامة العامة لمواطنيها ، واتخاذ إجراءات بمنع وتصديرها لسد حاجات ومساعدة الدول الشقيقة والصديقة والحليفة مما سيؤدي إلى أزمة عالمية في الثقة بالعلاقات بين الدول في وقت الأزمات والكوارث والأوبئة والطلب في حال استمر الوضع إلى عدة أشهر قادمة واتهام الدول الكبرى في التقصير في الضعف والتنسيق في التعاون الدولي .
ودولة فلسطين كانت وما زالت وستبقى جزء من الخارطة التاريخية والحضارية لتكوين العالم منذ قرون مضت ، لديها من العلاقات الدولية ما يميزها ، ولكنها تواجه نفس المصير بإجراءات وآليات وفقاً للإمكانيات المتاحة المتواضعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي براً وبحراً وجواً ويتنصل من مسؤولياته القانونية والأخلاقية ويكبل حركة المؤسسات الحكومية الفلسطينية وإجراءاتها التي أصبحت محط تقدير منظمات ومعظم دول العالم للإجراءات السريعة والعملية التي تم اتخاذها، بل أصبح هدف لدى الاحتلال بتصدير الفيروس إلى المجتمع الفلسطيني بعد حصره ومعرفة بؤر انتشاره بالسماح للعمال الفلسطينيين بالدخول للعمل وعدم توفير الحماية لهم الأمر الذي سيبدد الجهود الفلسطينية والإجراءات الوقائية ويؤدي إلى انتشار الفيروس بطريقة سريعة ومستدامة ، هذا الأجراء وحد الجهود الفلسطينية الحكومية ومؤسساتها الأمنية والصحية ولجان الطوارئ المركزية بالمحافظات بالتعاون مع مؤسسات وفعاليات ومكونات المجتمع المحلي بضرورة زيادة شدة الإجراءات والعقوبات على المخالفين دون رحمة والابتعاد عن العاطفة أو أي مسميات للقضاء على الوباء في بلد إمكانياته وموارده وتحركاته لا تكفي طالما أنه لا يوجد التزام وانضباط بالتعليمات للوقاية من الفيروس الذي سيجبرنا لمواجهة حقيقية تسنزفنا أمام تهديد خطير تعاني منه دول العالم.
أخيراً أن فيروس كورونا سيكون درساً مهماً للعالم بأكمله في إعادة ترتيب أولوياته بكافة الاتجاهات ، وللفلسطينيين بشكل خاص في إدارة الأزمات مستقبلاً بتنظيم أولوياته وتنشيط وتكثيف الانفتاح على العالم والاقتصاديات العالمية والاستفادة من الاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية ، وإعادة البيت الداخلي وإنهاء حالة الانقسام ، والاعتماد على الذات على المستوى السياسي والاقتصادي والصحي والتكافل الاجتماعي ، والاستثمار في الموارد البشرية المنتجة وعدم إقصاء الكفاءات العلمية والإدارية ، والاستمرار في دعم العناقيد الزراعية والصناعية وتشجيع المنتجات وعجلة الاقتصاد الوطني ، وإعادة العمل بقانون عصري للضمان الاجتماعي، فلنكن مستعدون لان تكوين وتحالفات العالم ستكون مختلفة بعد القضاء على فيروس كورونا الصحي للاستعداد للمواجهة الكبرى والتعامل مع فيروس الاحتلال الإسرائيلي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف