الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2020-03-31
الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري بقلم: رائد الحواري
الصورة واللفظ والفكرة
آفاق الجبوري

النت يسهم في تطوير الأدب والفنون، فعندما يضع الأديب صورة/لوحة مقرونه لنصة الأدبي، فأنهما يتماهيان معا، ليشكلا جسم أدبي/فني، ورغم أن الفصل بين الصورة/اللوحة وبين النص الأدبي، يُبقي هناك خصوصية لكلا منهما، إلا أنهما معا، يعطينا شكلا أدبي/فني جديد، فما دامت المتعة حاضرة والفكرة موجودة، بالتأكيد فأن هذا التزاوج بين الصور/اللوحات والأدب سيشق طريقة في المستقبل ليكون شكل أدبي جديد، له من يربط بين اللوحة/الصورة والنص ليس على مستوى الفكرة فحسب بل على مستوى الألوان والاضاءة والكلمة والحرف.
بتجرد ـ قبل الدخول إلى النص ـ استوقفتني صورة الطفل الواقف والحامل للمغذي، والمريض المستلقي على الأرض في مكان غير مناسب للمرضى، لكن ـ رغم قسوة النص ـ لم يكن يقل جمالية عن الصورة، وأن يبدأ النص بحرف "لا" بالتأكيد له دلالة تشير إلى رفض ما في الصورة، ما يجري على الأرض:
"لاكورونا في بطون الفقراء
ألم يَقل لنا ذلك الطبيب
انها لاتعيش في الحرائق
من منا لم يرى ؟
تلك الحرائق التي أشعلها الجوع
في بطون الجوعى"
وأن تكون الكلمة الأولى الطاعون الجديد "كورونا" وأن تأتي مجموعة من الألفاظ القاسية في فاتحة النص: "الفقراء، لا، الحرائق، لم، أشعلها، الجوع، الجوعى" واللافت أن كل الألفاظ القاسية السابقة مكررة، وحتى لفظ "بطون" مكرر، وهذا يعكس ما تحمله الكاتبة في العقل الباطن، بمعنى أنها تكتب بمشارعها الداخلية وليس من خلال (الوعي)، فلفظ "الفقراء" والمعنى/الفكرة المتعلقة بهم، والحروف التي يشكلها نجد له أثر على بقية الألفاظ: " بطون، لا، لم، الجوع، الجوعى" فكل هذا الألفاظ لها علاقة بالفقراء، ونجد حرف القاف حاضرا في "يقل، الحرائق" كل هذا يجعل الألفاظ والحروف متوحدة في خدمة موضوع/فكرة الفقراء.
لكن القصيدة افتتحت بلفظ طبي "كورونا"، والصورة تفتقد لحضور الطبيب، وحتى للمكان مناسب، وهذا استدعى أن يكون هناك (حضور/تناول) للطبيب في النص، فكان "الطبيب" وما قاله: "لا تعيش في الحرائق" يربط بين الصورة وفاتحة النص، وما يستدعي التوقف، الحروف الكثيرة وأسماء الاشارة التي سبقت ولاحقت حضور الطبيب: "ألم، لنا، ذلك، أنها، لا، في، من، منا، لم" فبدت لنا وكأنها تتماثل مع (التواجد/الحضور) الضعيف أو السريع للطبيب، هذا ما تعكسه لنا تلك الحروف الكثيرة، وهذا ما نجده من خلال الطفل الحامل للمغذي، فهو حامل الكيس الذي وضعه الطبيب، ولم يبقى/ولم يستطع أن يتابع حالة المريض.
"من يعلم لماذا ؟
لم يخنقنا دخانها!!!
جلادة الإنسان
مارثون عالمي
يتسابق إليه الجميع
حفاة بلا رحمة
قرع بطون الفقر
لا يوقف السباق
لا منعطف ..
حتى تلك المنحنيات البارزة
فوق جسد هزيل
لا تُغير مجرى السباق"
كلنا يعلم أن الأسئلة في النص الأدبي تستوقف المتلقي ليتفكر فيما يطرح، فيما تحمله الأسئلة، ففي الفاتحة جاء "ألم، من منا، وهنا تستمر الأسئلة: "من يعلم" وفي هذا المقطع نجد مجموعة ألفاظ تحمل حرف القاف الموجود في الفقراء: "يخنقنا، يتسابق، قرع، يوقف، السباق، فوق" وهناك ألفاظ متعلقة بالفقر والفقراء: "يخنقنا، حفاة، بلا رحمة، قرع البطون، لا، جسد هزيل، الالفاظ المجردة توصل الفكرة، وهناك حرف "لا" الذي يؤكد عدم وجود "رحمة، يوقف، منعطف، تغير" ورغم هذا الواقع القاسي إلا أن هناك أيضا "مارثون، سباق" ويجب خوضه، أو المشاركة فيه.
"جماجم النافقين
قناديل أعطبتها
غفوة الإنسانية
لازال السباق
يتخذ هياكل الأجساد جسراً
يعبر به صوب الوحشية
فإن ماتت الضمائر
من يوقد قناديل الإنسانية .."
الألفاظ " جماجم، قناديل، عفوة، السابق" تشير إلى صورة متعددة ومبعثرة، لكنها تجمعها مأساة الفقراء: "النافقين، أعطبتها، الوحشة، ماتت" وأيضا نجد حرف القاف في: "النافقين، قناديل، السباق، يوقد" بهذا تكون وحدة النص حاضرة في الألفاظ والحروف قبل أن تكون في الفكرة، وهذا ما يجعل النص (صادر/خارج) ليس من حالة الوعي، بل من العقل الباطن، من داخل الكاتبة.
وإذا ما ربطنا لفظ "الإنسانية" الذي جاء أكثر من مرة بالصورة، يمكننا أن نقول أن الصورة والنص يكمل أحدهما الآخر.
النص موجود على صفحة الكاتبة Afak Aljobory AlJobory
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف