الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أحلام سكنها التوجس بقلم:فرج الجطيلاوي

تاريخ النشر : 2020-03-31
تنويه: القصة القصيرة نصوص يصعب ان تحكى، هذه القصة مستوحاة من التوجسات التي رافقت اتفاقية
كامب ديفيد. وكادت أن تنشب حربا (عربية-عربية) في سبعينيات القرن الماضي.
أحلام سكنها التوجس
أسند العسكري منصور رأسه بأحدي يديه كأنما يعاني صداعا مبرحا، تصفح ورقة كتب سطران فيها كان قد استلمها من الضابط الخفر لكتيبة الحدود للتو، دعك رأسه من خلال القبعة، ضغط بكلتا يديه علي صدغيه، اعتملت يده اليسري في نقر أخمص البندقية نقرا يلحن رغم عدم توافقه لأغنية حنين، نفض رأسه، طرقع رقبته، طرد بطريقة قسرية بقايا ارق وتثاؤب.
أرسل بصره نحو الأفق القاتم من ثم حوله الي الطريق، أستنشق نسمة خريفية تائهة آتية من الشمال بشيْ من الضيق.
"حتى هبوب النسمة يكون غما عند هذا الباب البائس"
حدث نفسه
تزحزح قليلا في الكرسي الذي يقتعده أمام حجرة الخفارة ، أستل الحربة من الغمد وعلي الأرض رسم خطوطا متقاطعة لم يمكث علي هذه الحال طويلا اصطخبت الخطوط ، تداخلت تحت أضواء البوابة الخافتة، بعث بنظراته الي سلسة الجبال المكللة بالظلمة ، هو لم ير الجبال ، الجبال تجثم عليها الظلمة هو يعرفها سطحا وتضاريسا ،هناك الجبال حيت تتمركز الحشود ،أرتد الفؤاد محسورا، عواء الذئاب أخذ في الازدياد بعد غياب مواويل الرعاة في سهول الوادي، العواء النشاز يطبع الوحشة في اعماق الوادي، البوابة تسد امتداده كما يفعل الليل عند الحدود في كيان منصور وكل الجنود المعسكرين في البوابات الممتدة من مضيق جبل طارق إلى مضيق هرمز.
هذا ما يردده دائما عند إجابته عن سؤاله على الحدود حالها وأحوالها.
انطلقت من أعماقه تنهيده ملتاعة وهو يراقب بأسى حمامة برية كانت جرحت برصاصة متهورة أثناء محاولة عبورها في موسم الهجرة من مسكنها، مسح بيده فوق ريشها,ضمها إليه وبحنين شاعر راح يخاطبها وهو يلعن التوترات والهزائم والخيبات والأحباطات.
منصور واحد من الملايين الذين تجرعوا الالتياع من هذه الخيبات، لم يمضي أسبوع علي زواجه حتي استدعي الي الالتحاق بنوبة الحراسة.
أحتضن الحمامة المجروحة في لحظة تجرد فيها من أقنعة حراس بوابات الحدود وراح يهمس مخاطبا هذة الحمامة المهيضة, استرسل في تذكر زوجته: "يا مهجة! يا صبرية! يا عطرها ! احملي هذة المراسيل إذا ما شفي جناحاك ! انفلتي! تسللي ! قال لها تسللي، وعيناه تجوبان كل الأنحاء، توجس خيفة من المعبر الحدودي، جابت عيناه ألأنحاء حتى نهاية المدي المسفلت بالظلام، لمعت بحدقتيه كل الأضواء الواهنة المحيطة بالبوابة.
تمارس الأضواء بحكم تواجدها مهنة العسة، هنا ووضعت الأضواء للمراقبة للتلصص ، كعيون الذئاب في الوادي والدروب المهجورة.
تقمع البوابة طموح الوادي وتفرض الهجر علي الدروب، لقد أغلقت الحدود ولم يعد يمر مسافرون ولم يعد رجال الجوازات الجمارك يتواجدون.
إعلان حالة الطوارئ بعد مبادرة كامب ديفيد خربت كل الأمنيات الطيبة، خيم التوتر، أصيب الوطن بحالة الذهول ، تبدلت اتجاهات العداء، طفحت كل المساعي بالخيبة .
خاطب منصور نفسه بعد ان ابتعدت الحمامة عن البوابة "لن تصل المراسيل فبين المهجة والصبرية والمراسيل ذئاب وعتمة ".
تنهش ذهن منصور هواجس، تراصت عذابات الحدود في العتمة، تجول ببصره نحو صاحبه في نوبة الحراسة حيث هذا الأخير يدفع الدفة اليمني للبوابة يمنة ويسرى، يميل برأسه قليلا في اتجاه الغرب كمن يسترق السمع أحدث الدفع صريرا نتيجة احتكاك الدفة المتواصل بالأرض.
توقف الدفع عندما ترنحت الخواطر في مصيدة الهرولة، سقطت في مستنقع لأوامر، تقدم صوب منصور زميله في الحراسة، دفع من صدره السؤال الاعتيادي المستهلك:
ماذا في الأوامر يا منصور؟
الحشود في مواجهة الكبود يا رافع !
إنشاء الله تخرب ، نحن ماذا يخصنا !
أنت الرماد ، كبش الفداء الأول يا منحوس!
وأنت يا عريف منصور يا مسعود ما هي قيمتك في هذه البوابة ؟
تم بحنق ضمر سوء نية نضح بها لسانه أستطرد :
أنت حارق بخور! زوجتك في شهر العسل يعاشرها اليأس يا منصور!
لا تردد مثل هذه الحماقات !
قذف منصور رافع بحجرة التقطها من جانب الطريق. تركه يشحذ ذاكرته ، يعري سريرته للعتمة حيث يتسكع العواء وكذلك نقيق الضفادع.
أستغرق منصور في تقصي الزمن الرتيب ،توق الحنين الظامئ ودبيب الأسى يتصارعان في جأشه ، أخذت طويا نفسه التحديق في أشباح الظلمة ، أشباح تمرق وتعود تمرق وتعود الي الظلمة.
أمتد مسرب مقيت بين نفسه والليل والبوابة ، الليل بساط قاتم,نجومه شاحبة، تسكنه ألأشباح والعواء ،تقيم في نفسه سنوات من الغبن والعسف وقهر الرتب الكبيرة ، البوابة مربطه ، الوتد المد قوق في كيانه، الذئب الذي يطارد حمامة مراسيله ، هو أقرب شاة للربط ، هذا ما أراد أن يشير أليه في مطارحته لرافع وهكذا أعترف للحمامة الجريحة.
إذا أصيبت بوابة الشقيق بتوتر فاءن بوابتنا تصاب بالصداع، انتقلت الحمى إلى أرجاء الوطن بالعدوى، منصور شعر بأعراض هذه العدوى، البلدان الشقيقان اللذان كان أحدهما يكتحل بالأخر صارا في حالة مواجهة، دقت طبول الحرب بينهما.
اختلاج القلب شوقا للزوجة والحبيبة صار نارا تتوقد في المكنون، أشواق القلوب الشرقية صارت خناجر ، ولم تعد الأشواق الغربية تبحث عن ارتوائها في الدلتا بين النهرين.
الجمر يتقد في قلب الجندي منصور وفي قلوب رجال الجوازات و الجمارك وكل حراس الحدود .ببطء تلتهم النار المسرب الفاصل بين القطرين، تصهد بهدوء سخان الشاي ، لفترة وجيزة جلس منصور يسند ظهره الي الجدار ، ارتشف جرعات الشاي الساخنة. ناست الجرعة في الذاكرة ، سرى برد ليل الحدود لنهاية فصل الخريف في أطرافه ، خفف من الكرب ، الذي يسببه النطاق حول خاصرته، كالبندول مر بعينيه هنا وهناك نحو صاحبه في نوبة الحراسة أذ ذاك توقفت عيناه عند صاحبه الملتصق بالبوابة الحديدية ، يلف ويدور في مختلف الاتجاهات كالخروف المربوط، يعبث بالقفل والسلسلة ممررا الحربة في حلقات السلسة، مر الوقت في غياب العابرين من ناحيتي البوابة.
نادي منصور زميله بصوت جهوري وقد نسي ما دار من توتر في الحوار السابق بينهما "رافع ! رافع" تعال خذ جغمة شاي.
ولما لم يأبه لندائه, تابع ملاطفا؛
زعلت مني ! أم أصابك..... لا سمح الله!
ثم في تهكم: ترتع مع طيف الغزال الشارد !
صمت قليلا ثم أردف: "الغزال لايرتع في الليل المظلم ! يرتع في الضحى في الشمس الوضاحة لا يرتع بجوار البوابات ، البوابة جدب ، وفي الجدب لا ترتع الغزلان".
أدعوك للاستماع إلي! إنني أخاطبك !أخاطب العشبة التعسة في نفسك!
أنت تخبئ الذئاب بداخلك! حذاري ! حذاري! أنا لم أزعل منك يا رافع ، أنت بتعاملك معي بهذه الطريقة تعمق الفجوة بيننا ونحن نحرس بوابة واحدة، صمت منصور على مضض، أعياه استجواب الظروف السيئة ، زميله في الحراسة يندب حظه فكلما أوشك موعد تسليمه المناوبة لأخر تعلن حالة طوارئ،صار منصور ورافع في حالة مواجهة من جراء خيبات الأمل.
أندفع منصور نحو رافع ، مسكه من ذارعيه، هزه بعنف، أنفجر غاضبا :" الحدود أسلاك شائكة مكهربة بين الشفة والبسمة ، بين ثدي الأم وفم الرضيع".
استدار نحو القضيب الحديدي الذي يوضع كحاجز أول بالبوابة الرئيسة، يستند القضيب الحديدي علي دعامتين ، وبأحد طرفيه يربط بسلك معدني مما يسهل حركته، فك السلك المعدني من حلقة ملحومة بأحدي الدعامتين ، رفع القضيب، جذبه بشدة نحو الأسفل، عمل جذبه طقطقه شديدة، استشاط الرجل غضبا:"هه ! إنشاء الله لا تقوم لك قائمة".
غير أن هذا لم يشف غبنه ، الغبن يعشش في الليل وينهش في المشاعر.
قلب منصور بين يديه تلك الورقة؛
"يوقف العبور الي حين أشعار أخر "
نكث أحشاء الماضي ، تصفح وريقات أخر من اللحظة الحاضرة ،الكتابة رديئة جدا رمادية كالرؤية وسط سحب الدخان ، أو العواصف ، بداخله تعربد عواصف ،تتلمس يده عتلة الأمان لبندقيتة ، لم تكن العتلة في وضع الأمان ، تفقد ذهنه المسافة بين الأصبع والزناد.
أنهمك رافع القابع بجوار البوابة في تحريك مؤشر المحطات لمذياعه الصغير الذي يرافقه كعلبة الدخان وعلبة الثقاب, فهو من مدمني إذ اعة لندن، الدوريات تكثر من تحركاتها جيئة وذهبا ممزقة سكون الليل.
حاول منصور مرة أخري كسر الحواجز النفسية التي شرع في نصبها زميله في الحراسة رافع منذ أول ألليل ، أتجه إليه وقد عزم أن يضمد جراحاته.
ماذا في النشرات الموجزة؟
تجاهل رافع السؤال, أمعن في شد أعصابه ، أخذ في إدارة مضخم الموجات لجهازه ذاك ، بصوت ساخط؛
"أنني ذاهب لأنزوي في الزريبة : حجرة الخفارة" تم أردف بحنق
هل يتعكر مزاجك إذا ارتحنا من وجع المسافرين, و...
قاطعه منصور بلهجة يزيد فيها الغضب: ما بك تخلق حاجزا وهميا بيني ويبنك
لا يكفي أننا جميعا في الزريبة؟
"البلوى واحدة !الواحد لابد أن يصفع إحساسك البليد، كأنني أنا الذي حرمتك من السفر ألي خطيبتك ، يلعن الحدود".
غمغم رافع ردا علي ثورة منصور:
"أنا عسكري أتنفس بالأمر ، التفت بالأمر لا ألعن حدود ولا يهود"
رد منصور بعبارة حادة: "يا ليتها عقمت"
استعرت لهجة رافع وقد صار فريسة هياج عصبي أليم؛
" أمك".
هز منصوررأسه متواعدا وهو يعض بنواجذه سبابته ، كبرت همومه ، شعر بغصة تتضخم بحلقه الكالح ،تحولت هذه الأشياء جميعها إلى مرجل يغلي في أعماقه ما لبثت هذه التداعيات أن امتدت لتشمل الغائبين الحضور, تطوقه من كل الاتجاهات، وجوه نظرة تبتسم وأخري تعلوها الكآبة ، وجوه الأمهات والزوجات والأطفال ، وجوه الآباء الشيوخ والفتيان والفتيات ، الوجوه التي بحذوها الأمل أن لا يعترضها المسرب المقيت ، وذئابه المتربصة.
(2)
ينتصف الليل, تصل النجوم إلي الطرف الأخر من السماء، عواطف منصور التي راودته نحو زوجته العروسة تحاصرها الأوامر المليئة بالتوجس ، الذئاب الحدودية تتربص لإشعال نيران الفتنة، الذئاب تتسكع ، تعبر، تتبرز هنا وهناك’ برازها وباء ، تتلذذ بالعبور، تبارك أشتعال الحدود وتمزيق ثدي الوطن بأنيابها القذرة.
حشود العسكر على مسافة من طرفي البوابتين الفاصلين, أسلحتهم بأيديهم ينتظرون بأسى، الذئاب لا تأبه لهذا التواجد فتزيد من عوائها.
منصور شعر إزاء هذه الإرهاصات السيئة بحمل تقيل يحط علي صدره، كاد يكتم أنفاسه، يمور تبكيت الضمير في أعماقه يتساءل في نفسه؛
ماذا لو لم تكن هنا وهناك بوابات بين الأشقاء ؟
لا تفتيش! لا استجواب ! عندئذ لن تجد الذئاب، أية ذئاب فرصة للضحك علي الذقون، والحال هذه كل الأشياء في الظروف العادية تمر بفوهة زجاجة، الوجوه حذرة خائفة من الاستجواب، القامات متعبة من السفر.
ماذا بعد!
التفتيش عما تكن الخواطر مثلما تقليب الأمتعة والشؤون الجوانية
أضاف محدثا نفسه وهو يتابع زوبعة أفكاره ماذا لو تفعلها يا منصور في ليلة شؤم كهذه ! أن تكسر زجاجة علي رأس ذئب ! أن تنسف البوابة !
حرض كوامن غضبة ، كأنه يجد متعة في ذلك" أن تمزق البلاغات المحتقنة! أن تصرخ بصوت عال أن أوقفوا هذا الهراء، تصحو الجغرافيا الدائخة ، لن يطارد بعدها رصاص طائش حمامة تحمل مراسيل عشق لن تتعرض أعماقها للاستجواب ، تنتهي بذلك أسطورة الجمركة والعسة, تحرق المسارب المقيتة، يطارد رمادها الذئاب المخبرة الرمادية".
تحركت في رأس منصور أفكار جسورة، غطت عينيه غشاوة وهو ينظر إلى زميله رافع الذي أنضم بهواجسه إلي الذئاب، لم يدخل في جدال أخر معه.
قررمنصور مطاردة الذئاب في نفس رافع ،التي تحاول إحكام قبضة أنيابها القذرة في أحلامه الهاربة من المواجهة، حاول رافع التخلص من الخوف الذي ينهش في جأشه، خوف سرعان ما سلمه لهاجس باطني ، يده أبعدت حامل بندقيته من أحداث أيما صوت، حدق بذهول ، أصاخ السمع ، ارتعدت فرائصه.
في غفلة من الحشود التي أعيادها تقصي خطى الليل الطويل،جمع منصور الحطب والخرق والأبواب القديمة المرمية مطوقا باب البوابة الرائيسي، صب سائل أشتعال علي لأكوام،أشعل منصور النار ،أشعل رافع سيجارة ، طرد الأدخنة إلي جوفه ، ازدحمت في ذهنه كل مكونات الوطن، صور باهتة، بدا المشهد لعينيه غريبا، صرخ محذرا!
ماذا تفعل يا منصور؟
أحرق البخور!
تحرق البخور! ، لكن النار تعثبن في البوابة وتلهب جوف الليل ، بتشنج داس رافع على السيجارة بقدمه :هل كنت تتوقع شيئا يا منصور؟
المطر! ألا تري! وهو يشير ألى البروق التي تمزق ظلام أخر الليل.
جذب منصور بعنف ذارع رافع الأيمن حتي سقطت عن كتفه بندقيته، بلهجة حاسمة خاطب منصور زميله بروح معنوية عالية وهو يدفعه نحو النيران اللا فحة؛
هيا أحرق كل أشيائك الرمادية!أحرق كل أقوا لك المأثورة!
بفزع صرخ رافع وهو يخاطب مشدوها منصور وقد تملكته الدهشة وسط عواء الذئاب التي ولت هاربة تحت وطأة طوفان النيران:
أنظر النار أحرقت البوابة الأخرى !من أشعل النار هناك ؟
أين الحشود ؟ ستقوم الحرب !
الحشود لم تحرك ساكنا ، صارت المسافة بعيدة بين الأصابع ولأزندة ، كشفت الأشياء عن هويتها؛ الرماد عرق النار، المطر عرق السحب ، توحد هدير السيول برخ الرصاص المنهمر صوب الذئاب من كل الأنحاء, سمع عواء الذئاب وقد سعرت أثر أصابتها بالرصاص المنهمر فلاذت بالفرار من الوادي والدروب .
عندما كان الفجر يطارد فلول الليل ، لاتزال النار تضطرم في كلتا البوابتين بينما رافع يعانق بحرارة منصور، غمره الفرح ، بلله المطر ،أشرقت الشمس كاشفة عن انسحاب الحشود العسكرية من الجانبين الشرقي والغربي ، شاهدة علي ازدحام منقطع النظير لحشود المسافرين من كلا الجانيبين ، لاحت علي وجوهم الغبطة ، عانق يعضهم بعضا كأنهم يتبادلون تهاني المعايدة . فرج الجطيلاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف