الجائحة والسياسة
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *
كنت أعتقد سابقاً أن العلاقات الدولية هي أحد فروع علم السياسة, إلى أن انتظمت في برنامج اكاديمي في العلاقات الدولية لأكتشف العكس تماماً أي أن السياسة هي أحد فروع العلاقات الدولية, ومناسبة الحديث كانت في محاولة متواضعة لاستقراء المستقبل فيما يتعلق بتأثير الكورونا على العلاقات الدولية مستقبلاً, رغم أن هذا الموضوع يبدو مبكراً الحديث فيه لأننا ببساطة في منتصف أزمة لا يستطيع مخلوق أياً كان أن يتنبأ بموعد لنهايتها , ولكن ما المانع أن نجري هذا التمرين الذهني الهام جداً ونحن على أسرتنا الدافئة أو في مكاتبنا الوثيرة لا شيء طبعاً.
في النظام الدولي الحالي نحن أمام طرفان فاعلان: الأول وهو الولايات المتحدة وهي القائدة الحقيقية للنظام الدولي حتى اللحظة والثاني هي الصين وهي الطرف الثاني الذي يطمح لقيادة النظام الدولي بصيغة لم يعلن عنها حتى الأن والمقارنة بين سلوكيهما قد يكون مؤشراً على المهارات والقدرة والحنكة التي يجب أن يمتلكها أي طرف يسعى الى قيادة العالم للمرحلة القدمة وتبرز هنا جائحة الكورونا كاختبار واقعي عملي يُحدد تلك الصفات القيادية التي تحدثنا عنها.
الصين ورغم أن الفيروس ظهر عندها ابتدعت وسائل فنية واجرائية تمكنت من خلالها من محاصرة الفيروس بشكل رائع جداً ولم يصبها الذعر وبدأت تعود الى حياتها الطبيعية , وبدأت تساعد الدول الأكثر تضرراً من خلال ارسال فرق أطباء من الذين خاضوا التجربة الناجحة في بلدهم وكذلك ارسال مواد طبية مثل الكمامات والعقاقير وأجهزة التنفس الصناعي التي يعاني العالم كله نقصاً فيها وكذلك المواد الحيوية الأخرى وهي الكيميائيات اللازمة للفحوص المخبرية للكورونا وهذه أيضا مواد شديدة الأهمية لمواجهته والخطوة الثالثة التي قامت بها الصين كانت هي تشكيل وتحشيد اصطفاف دولي واسع لمحاربة الكورونا وقد تم ذلك من خلال منظمات إقليمية متعددة مثل البريكس ومنظمة اتفاقية شنغهاي وغيرها كثير , وبعد كل هذا عرضت المساعدة على أمريكا في لحظة سخرية تاريخية.
أمريكا في المقابل لم تأخذ الأمر على محمل الجد منذ البداية بل أخذته باستهزاء وعجرفة لدرجة أن الرئيس الأحمق قال نستطيع في مختبراتنا أن نتوصل الى لقاح للفيروس في يومين، وبعد أن وصل الفيروس الى أمريكا اكتشف السخيف أنه لا يملك أدنى مقومات مقاومة الفيروس أو الصمود في وجهه وبدأ الأطباء الامريكان يشكون من قلة التجهيزات والعقاقير رغم أن أجهزة الأمن الأمريكية حذرته من هذا الوضع.
عندما تقارن دول العالم بين اسلوبين لإدارة الأزمة وهي حتماً فاعلة فسيكتشفون بدون جهد ذهني كبير من هو الذي يستحق ويملك مؤهلات قيادة العالم.
مقالنا القادم إن شاء الله عن النكسة التي أصابت العولمة.
يرحمكم الله
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *
كنت أعتقد سابقاً أن العلاقات الدولية هي أحد فروع علم السياسة, إلى أن انتظمت في برنامج اكاديمي في العلاقات الدولية لأكتشف العكس تماماً أي أن السياسة هي أحد فروع العلاقات الدولية, ومناسبة الحديث كانت في محاولة متواضعة لاستقراء المستقبل فيما يتعلق بتأثير الكورونا على العلاقات الدولية مستقبلاً, رغم أن هذا الموضوع يبدو مبكراً الحديث فيه لأننا ببساطة في منتصف أزمة لا يستطيع مخلوق أياً كان أن يتنبأ بموعد لنهايتها , ولكن ما المانع أن نجري هذا التمرين الذهني الهام جداً ونحن على أسرتنا الدافئة أو في مكاتبنا الوثيرة لا شيء طبعاً.
في النظام الدولي الحالي نحن أمام طرفان فاعلان: الأول وهو الولايات المتحدة وهي القائدة الحقيقية للنظام الدولي حتى اللحظة والثاني هي الصين وهي الطرف الثاني الذي يطمح لقيادة النظام الدولي بصيغة لم يعلن عنها حتى الأن والمقارنة بين سلوكيهما قد يكون مؤشراً على المهارات والقدرة والحنكة التي يجب أن يمتلكها أي طرف يسعى الى قيادة العالم للمرحلة القدمة وتبرز هنا جائحة الكورونا كاختبار واقعي عملي يُحدد تلك الصفات القيادية التي تحدثنا عنها.
الصين ورغم أن الفيروس ظهر عندها ابتدعت وسائل فنية واجرائية تمكنت من خلالها من محاصرة الفيروس بشكل رائع جداً ولم يصبها الذعر وبدأت تعود الى حياتها الطبيعية , وبدأت تساعد الدول الأكثر تضرراً من خلال ارسال فرق أطباء من الذين خاضوا التجربة الناجحة في بلدهم وكذلك ارسال مواد طبية مثل الكمامات والعقاقير وأجهزة التنفس الصناعي التي يعاني العالم كله نقصاً فيها وكذلك المواد الحيوية الأخرى وهي الكيميائيات اللازمة للفحوص المخبرية للكورونا وهذه أيضا مواد شديدة الأهمية لمواجهته والخطوة الثالثة التي قامت بها الصين كانت هي تشكيل وتحشيد اصطفاف دولي واسع لمحاربة الكورونا وقد تم ذلك من خلال منظمات إقليمية متعددة مثل البريكس ومنظمة اتفاقية شنغهاي وغيرها كثير , وبعد كل هذا عرضت المساعدة على أمريكا في لحظة سخرية تاريخية.
أمريكا في المقابل لم تأخذ الأمر على محمل الجد منذ البداية بل أخذته باستهزاء وعجرفة لدرجة أن الرئيس الأحمق قال نستطيع في مختبراتنا أن نتوصل الى لقاح للفيروس في يومين، وبعد أن وصل الفيروس الى أمريكا اكتشف السخيف أنه لا يملك أدنى مقومات مقاومة الفيروس أو الصمود في وجهه وبدأ الأطباء الامريكان يشكون من قلة التجهيزات والعقاقير رغم أن أجهزة الأمن الأمريكية حذرته من هذا الوضع.
عندما تقارن دول العالم بين اسلوبين لإدارة الأزمة وهي حتماً فاعلة فسيكتشفون بدون جهد ذهني كبير من هو الذي يستحق ويملك مؤهلات قيادة العالم.
مقالنا القادم إن شاء الله عن النكسة التي أصابت العولمة.
يرحمكم الله