الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصدمة بقلم:خديجة على حزين

تاريخ النشر : 2020-03-30
الصدمة بقلم:خديجة على حزين
 الصدمة 
 بقلم / خديجة على حزين 

عائلة مكونة من زوجان وابن وحيد وكان هذا الابن يتحمل المسئولية منذ صغره وكان أبوه سبب في بناء شخصيته , وسبب في أن يجعله ذو قلب صالح , وخلق راقي وكان هذا الصبي ذو منظر حسن جميل يشد من ينظر إليه وكذلك أخلاقه تطغى على جماله , وكان الصبي متعلق جدا بأبيه الرجل الوقور وكان يحبه حباً شديداً ومع مرور الزمن , كبر الفتى وأصبح شاباً يافعاً في ريعان شبابه وكان أبوه يكثر عليه من النصائح التي ستفيده في حياته ويعلمه خبرته في الحياة ويحسنه بالخلق ويحصنه بالدين والتقرب إلي الله ... 

وفي مرة من المرات قال الشاب لوالده ...

ــ يا أبتي ماذا عسيَّ أن أفعل أن ضاقت بي الدنيا ولم أجد من يعينني في شدتي فأجاب الوالد ..

ــ عليك حينئذ أن تتقرب إلي ربك أكثر وأن تستغفره وتطلب العفو والرضا منه ليزيل لك تلك الغُمَّة وسوف تنكشف عنك أي غمة بأذن الله يا ولدي ...

ومن ساعتها والشاب لم ينسى وصية والده , وكان يعمل بها حينما يقع في شدة كبر الوالد وشعر بأيامه الأخيرة في الحياة فأوصى ابنه بأمه بأن يهتم بها ويحل محله إن أخذ الله أمانته وبأن يكمل دراسته بالجامعة ويصبح ذا شأن كبير ومنصب راقي في المستقل , فهذا أمله منه طوال حياته , وبأيامٍ قليلة مات الوالد , وكان ذلك شديداً على الابن وحيد أبويه الذي كان متعلقا بوالده كثيراً جداً , فقد كان له خير والد وخير قدوةٍ , وأصبح منعزل في بيته , متألماً من فقدان والده , وكانت أمه ترى صنيع أفعال ابنها الوحيد من فقدان أبيه فحثته على الاجتهاد في الدراسة وبأن يحقق ما تمناه أباه منه , ووصاه به , وبأن حزنه هذا لن يعيد له أباه , ولن يرجع الماضي , وعليه بالجد في الدراسة ليحقق أمل أبيه , وأملها هي أيضاً .. فأصبح الشاب يدعو لوالده كل يوم , ويجتهد في دراسته في الجامعة .... 

وفي مرة من المرات , أعجب الفتى بفتاة في الجامعة , من أصدقائه المقربين وسرعان ما أحبها وقرر بأن يبوح لها عن حبه لها , وبالفعل صارحها بذلك , فأجابته علي الفور , بأنها كذلك تحبه , وكانت تلك الفتاة من أصحاب الطبقة الراقية , من عائلة غنية جداً , وكانت تود أن تتعرف على هذا الشاب أكثر فأكثر , وكانت كل يوم تطلب منه بأن يعرفها على أمه , ويأخذها إلي بيته , فتعرفها عن قرب , ولكنه كان يرفض دائماً خوفاً من أن يذهب بها إلي أمه فتري الفتاة منزله القديم وحالته الاجتماعية فترفضه ومع كثرة الإلحاح وافق الشاب أن يعرفها بأمه وحينما ذهبت إلي بيته , ورأت منظر البيت وأمه العجوز التي رحبت بها بسرور شعرت الفتاة بالصدمة وطلبت منه على الفور بأن تخرج من المنزل , فلبى طلبها باستغراب منه , ولكن في اليوم التالي , أصبح يتصل بها , ليتفقد أحوالها كالعادة فلم يجد أي رد على كل اتصالاته , ولم يجدها في الجامعة بأي مكان , واستمر هذا الحال إلي يومين , وباليوم الثالث رآها تمشي مع احد طلاب الجامعة الأغنياء , فذهب إليها وطلب أن يعرف سبب تهربها منه , وعدم الرد عليه , وعن هذا الشخص الذي كان يمشي معها بفناء الجامعة , فأخبرته بأن الزواج قسمة ونصيب , وكذلك العلاقات حرية شخصية , ومن الآن وصاعداً عليه أن يبتعد عنها فحدث ما كان يخشاه من بعدها عنه , أصبح بحالة حزن شديدة , وألم لا يطاق بعد ذلك الحادث , فقد قلبت كل موازين حياته , فلم يعد يذهب إلي الجامعة , ولم يصلي كما اعتاد منذ صغره , ولم يفعل شيئا سوى البقاء في المنزل , حبس نفسه في غرفته باكياً شاكياً وحيداً حزيناً , كل ذلك وأمه ترى حالته وألمه فهي تعلم بكل قصته , فقررت الذهاب إلى تلك الفتاة , ذهبت إلى جامعة ابنها التي لم يعد يذهب إليها مذ ذلك الوقت فقابلت الفتاة هناك وأخبرتها عن سوء حالة ابنها الوحيد , وعليها بأن تصلح ما أفسدته , فأخبرتها الفتاة بوقاحة قائلة لها : 

ــ ألا ترين منزلكم كيف شكله إنه أقذر من الحمامات , هل ترين الحالة التي أنتم عليها أنا لا استطيع أن أتخيل كيف سأعيش في بيت مثل هذا إن تزوجت ابنك ..  

عادت ألأم بكل خيبة أمل وإحباط , متألمة من حالة أبنها الوحيد , 

أتي الصباح على ضجيج ودقات على باب منزل تلك الأسرة البسيطة , ذهب الشاب إلي الباب ليفتح وإذ بأحد أصدقائه يخبره بأن أمه سقطت في السوق , ونقلوها إلى المستشفي فهرول ذلك الشاب إلي المستشفي ليعلم بأن أمه بحالة خطيرة جداً فقد أخبروه بأن أمه حدث لها شيء مؤلم جعل بعض أجزاء من دماغها تتوقف وتتلف وفي خلال ثلاثة أو أربعة أيام إن لم يتمكن الطب من معالجتها فقد يفقد أمه وطلبوا منه بأن يدعوا لها , ويتمنى من الله بأن تحدث لها معجزة لتنجوا , فأخذت دموع الشاب تنهمر .....  

بالسابق موت أباه , وبعدها فراق وبعاد حبيبته , وهاهي أمه تضيع أمام عينيه ماذا عساه يفعل ...؟!.. 

 أخذ يبكي ويبكي لا يعلم ماذا يفعل حتى تردد صوت أباه في أذنه , حين أوصاه بوقت المحنه والشدة عليه بالدعاء والاستغفار والرجوع إلي الله والتقرب إليه فأبواب السماء وقت الدعاء تكون مفتحة ..........

أدرك بأنه بعُدَّ عن ربه كثيراً , وعن الصلاة , وعن ما أوصاه به أباه , فمنذ أن تركته حبيبته التي كان يبني أحلامه عليها ومستقبله معها , فكان عليه الرجوع الاستغفار واللجوء إلى الله .. 

فأصبح بكل وقت يدعو , ويستغفر الله , ويصلي , ويقرأ القران , ويدعو الله بأن لا يفقد ما تبقي له من هذه الحياة بعد رحيل أباه , ليهتم بأمه فهي وصية أباه .... وأصبح على هذا الحال ثلاثة أيام , وفي اليوم الرابع ذهب لأمه في المستشفي كالعادة ليتفقد حالتها , وحين رآه الأطباء ذهبوا إليه مسرعين , وعلى وجوههم ألف سؤال وسؤال , وأول ما بدءوه بالكلام قالوا له : 

ــ أنت ماذا كنت تفعل في الأيام الثلاث الماضية ..؟!.. 

 فأجابهم في خوف وارتباك ,,

ــ كنت أتقرب إلي ربي وأستغفره وادعوه حتى يزيل الهَمْ ويكشف الغم ...

فابتسموا له قائلين له :

ــ قد استجاب الله لك , أمك منذ الصباح تسأل عنك وهي أفضل الآن من ذي قبل .. فابتهج الشاب وسعد كثيراً , وذهب لأمه بكل فرح وشوق فأخبرها بما حدث وأنه من الآن فصاعداً لم يفعل إلا ما يرضي الله ويرضيها هي وفقط ........... 

عاد الشاب إلي الجامعة , قابله صديقه المقرب إلي قلبه رحب به , وأخبره بما حدث في الجامعة منذ غيابة , وسؤال أصدقائه , وتفقُدُ الأساتذة له ,  

أنتظم الشاب في دراسته , واجتهد في دروسه , وجدَّ في تحصل العلم , ثم تخرج من الجامعة وأصبح طبيباً مشهوراً يشار إليه بالبنان , وبعدها ترقى فأصبح رئيساً للجامعة ,  ثم أخذ يترقى في المناصب حتى أصبح وزيراً للصحة , ثم تزوج من فتاة غاية في الحسن والجمال والأخلاق , تقية وراضية بالمعيشة .. كل ذلك من رضى الله عليه , ورضي أمه على ذلك الشاب ...

*****************************  

تمت الجمعة 27 / 3 / 2020 

خديجة على السيد محمد حزين / مصر 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف