الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المرأة السوداء بقلم:نورا الصلاج

تاريخ النشر : 2020-03-30
في اي بلد هي !
و إلى أين ستصل؟
تأن في ظلام الليل تأن مع نفسها دون ان يسمعها احد سوى الله .

في أحد الليالي تنقل قدماها بحزن في ليلة سوداء و السماء تحمل غيوماً سوداء يبدو أنها ستهطل هذه المرة دموعي بل سيكون مطرها كالون دموعها التي تسقط على وجنتي وخالطها كحل عيناي
فوق رأسي كالرماد ، تمشي و عيناها تذرف دمعاً لكن لا تعرف على من تبكي هل تبكي على فلذة كبدها الذي سرقت روحه السماء
اما أجلس وارثي ذاك البلد الذي دمرت كل ذرة تراب فيه.
روحها المتثاقلة على أكتافها شعرها الأسود الحريري غزاه الشيب و جعله موطن له ثغراها الباسم أصبح يشدو صباحاً بالغناء أصبح ناياً حزينة يعزف الحانا هالكة بالموت فقط.
ذاك الشارع الاسود الذي تفتت فيه شظايا روحها لم يعد بوسعها التحمل وقفت على ناصية الطريق و همت بالبكاء كطفل سرقت دميته المفضلة منه .

يأتي من بعيد رجلٌ يشع النور من وجهه ترى اي نور ذاك الذي يأتي فجأة في وسط الظلام نظر إليها بود و مسح دموعها برفق و قال :
ما بكِ أيتها الشابة!!
نظرت إليه نظرة سخرية و قالت شابة !
_أجل شابة
+كيف تقول شابة و الشيب قد غزا شعري و التجاعيد قد ظهرت على وجهي
_ قبل أن اجيبك أخبريني أنتِ ما اسمكِ؟
+اسمي لا أعلم لقد نسيت اسمي لكنني أذكر انهم كانوا ينادوني أمل ، لكنني أرى نفسي الآن امرأة سوداء ليس بها أي امل !
_ حسناً ، أمل جمال الاسم يكفي لنشر الأمل في هذا الشارع الاسود
أبتسمت أمل بسمة صفراء مزيفة لكن بين ثناياها يوجد بعض الامل المخفي .
+أيها الغريب كيف ستعيد الأمل لشارعٍ أهلك بالظلام أصبح مثل مدينة أشباح لا مفر منه سوى الموت .
_ لا تقلقي انتِ ، فقط إخبريني ما بكِ و أنا سأجعلكِ تخرجين من هذا الشارع الاسود.
أنا امرأة كنت في صباي من أجمل النساء كان شعري اسود و كثيف عيناي يخرج الضوء منهما و ثغري ينشد أجمل الالحان في ليلة لا يوجد بها ضوء قمر أختفى كل ذلك فقد غزا الشيب رأسي و عمت الظلمة على عيني و ثغري لم يعد يعرف سوى الحان الموت .
كنت أسكن في بيت كبير و جميل يعمه الحب و الحنان في ليلة لا يوجد بها ضوء قمر سقطت القذيفة على بيتنا قتلت فلذة كبدي ابني الوحيد قتلت زوجي و هدمت بيتي ليس هذا فقط فقد اخدت يدي اليسرى مني لم يعد لدي سوى يد واحد و وجه مشوه .
أعيش بين حب و حرب الآم و أحلام لم أعد أعرف طعم الحياة أعيش بين الدموع الحزن.
ذاك الرجل الغريب لم يتمالك نفسه و بكى بقلبه لا بعينيه لا يريد أن يريها دموعه حتى لا تفقد الأمل حتى لا تفقد اسمها .
أمسك يدها الوحيدة و قال لا تحزني سأعيد البسة إلى وجهك أعيد يدك و وجهك أيضاً .
لحظات هدوء عمت أرجاء الشارع فقالت امل قاطعة ذاك الصمت .
هل ستعيد لي زوجي و ابني!
لا تقلقي تعالي معي و ستكونين بخير
أمسك يدها و ذهبا سوياً إلى منزل( الرجل الغريب ) وضع لها بعض الطعام فقد كانت جائعة و بعد أن أنتهت قال لها أستريحي و نامي و في الصباح سنبدأ عملنا .
أشرقت شمس الامل من جديد تحمل بين أشعتها آمال لتحي قلب امل .
استيقظ الرجل و وضع الفطور و تناولا الفطور ثم ذهبا إلى المشفى الذي يعمل به ذاك الرجل أخدها إلى أحد أطباء الأطراف الصناعية ليصنع لها يد صناعية علها تعوضها يدها القديمة .
و فعلاً صنع يداً لها و وضعت يداً لأمل و بعد أشهر أخدها إلى أحد أطباء التجميل ليعيد لها ما ذهب ملامح وجهها الجميل
حاول الأطباء قدر الإمكان ان يعيدوا لها وجهها و بعد الانتهاء شكرت أمل ذاك الرجل و عاودت إليه السؤال مرة أخرى
هل ستعيد لي زوجي و ابني !
صمت قليلاً ثم ... انا حقاً اسف لا أستطيع فعل ذلك فالمال لا يعيد الأموات إلى الحياة
غرق وجهها بالدموع مرة أخرى و قالت
إذاً ما فائدة كل هذا لا أريد يدا ولا وجهاً اريد عائلتي .
قال انا حقاً اسف لا أستطيع فالحرب تأخد ولا ترجع
مشت بخطى متثاقلة نحو غرفتها و ارتدت رداء الصلاة و في تلك السجدة خرجت روحها لتعانق السماء .
جاء الرجل الغريب في اليوم التالي ليوقظها إلا أن روحها قد رقدت بجانب زوجها و ابنها .
توفيت أمل لكن لا زال الكثير من الناس يمشون في ذاك الشارع الاسود

النهاية
نورا الصلاج
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف