الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أحلام بسبسة بقلم:محمد حافظ العبادلة

تاريخ النشر : 2020-03-30
أحلام بسبسة بقلم:محمد حافظ العبادلة
احلام بسبسه
محمد حافظ العبادلة
هناك قصة بطلتها قطة جائعة غلبها النعاس وهي تبحث عن طعام في زمن صعب ،فنامت وحلمت ان فأر سمين يتحرك بالقرب منها فمنّت نفسها بوجبة دسمة (حلم الجوعان عيش) وبدأت بمطاردة الفأر في المنام ،فلجا الفأر الذكي لعنق زجاجة ودخل فيها ،صارت القطة بسبسة تدحرج الزجاجة محاولة الامساك بالفأر ،وصل الفأر الى قاع الزجاجة فحاولت بسبسه الامساك به ،استغل الفأر فرصة انشغالها وخرج من عنق الزجاجة ليدخل جحره وينجو من بسبسه.
يحاول البعض التطاول على الحق فيظن انه اصبح عملاقا ،لكن لو نظر الى عيون الناس المنتمين لفلسطين لوجد انه بدأ يصغر بمجرد تطاوله على الحق ،إنّ الكثيرين من هؤلاء البعض يعتقدون ان الظروف تغيرت وان الوقت قد حان ليكشروا عن انيابهم الصدأة والنتنة لافتراس الحق والشرعية ،ولعل ما يشجع هؤلاء انشغال العالم بأزمته ،إنّ شعبنا كالنباتات النجيلية تنبت جذوره وفروعه كلما تعرض لاعتداء ،بل انه مع مرور الايام يتسلح بالبصيرة والوعي ،فقد يكون السكون كموناً يُنبئ بقرب العاصفة ،نقول لهؤلاء قد يكون الفشل المؤقت نجاحا من نوع ما لأنه سيكون دافع لعمل مثمر على طريق النجاح.
• قال منظر الثورة الصينية (خطوتان الى الوراء... وخطوة الى الأمام) يعني الكثير بمسيرة القيادة لأن من يتقدم خطوة يتوقف عن التراجع ،ما قدمته القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني أساسه المصلحة العامة وليس فئوية فصيل سياسي او عسكري لمنع كارثة كان ممكن أن تكون بغزة وأهلها ،وهنا قد تتراجع القيادة تكتيكيا عن موقف او قناعة لتحقيق السلم الاجتماعي ،لذلك ترى المقاومة وأهلها تحكيم العقل ،وليس عيبا بذلك.
كثيرة هي المشاكل التي تتطلب موقف واضح مع ذلك تجد كثيرين يتفرجوا بل يدفنوا رؤوسهم بالتراب كالنعامة ظنا منهم ان السلبية هي الملاذ والملجأ لسلامتهم من سؤال معلمهم السياسي.
إنّ السلبية قتل للنفس ،وهي أسوء انواعه حيث الاكل والشرب واشباع الغرائز دون تفكير ادمي.
إنّ صاحب الموقف السليم يكون رحب الصدر واسع الأفق يمارس النقد والنقد الذاتي لتقييم وتقويم الذات قبل الاخرين ،اذا اردنا ان نحيا نتسلح بوضوح رؤيا نستطيع من خلالها تحديد موقف ،نحن مع من؟ وضد من؟ لماذا نسلك هذا السلوك او ذاك؟ ولمصلحة من ؟ فإذا اجبنا على هذه الأسئلة نجد انفسنا نقف الى جانب غالبية شعبنا الواقع تحت وطأة ضغوط الحياه المختلفة.
لا نريد ان نجد انفسنا كمن يهتم بتشييد القبور وزخرفتها اكثر من اهتمامه ببيته ،حتى لا نُتهم بفقدان الامل بالحياة الكريمة.
الضفة وغزة توأمان سياميان ملتصقان بجغرافيا فلسطين التاريخية برأسين منفصلين وأربعة اذرع وأربعة ارجل عاشا معا بسقف غزة اريحا منذ 1993م حينما يتضايقان من الوضع القائم ويختلفان يدق احدهما رأس الاخر ويضربان كوعيهما ببعض لكنهم يتقاسمان جغرافيا الوطن معا ،وحتى اللحظة يفكروا بالانسجام والوحدة وإن لم يرغبا في ذلك ،لأنه لا يوجد امامهما غير التعايش لأن الانفصال القسري يعني نهايتهم.
للخروج من هذا النفق السياسي يجب تثبيت الشرعية والاحتكام لها ،عندما تغيب القيم تنتهي الثقة بالنفس.
وعينا السياسي يجب ان يمنع المتخاذلون من التباري بالركوع على اعتاب اسيادهم ،ويجب منعهم من طلب العون من اسيادهم ضد اخوانهم.
• في زمن الكورونا مطلوب الابتعاد عن الاشاعات التي تضعف التكافل الاجتماعي ،ويجب ان نسأل انفسنا لماذا نردد الاشاعة دون معرفة مصدرها او صحتها؟ عندها نحدد اماكننا مع المجتمع المتماسك ام نحن معول هدم دون عناء التفكير بضرر الإشاعة.
مسكين هذا الوطن ،فما أكثر المتسلقين على جدرانِه ،وما اكثر المنافقين والمتمسحين به ،أصبحت المبادئ موديل يتغير بالمناسبات وشغيلتنا السياسية تتشدق بالديمقراطية وتمارس الاستبداد ويتحدثوا عن الحرية ويمارسوا القهر.
لماذا لا نفكر في احترام وعي المواطن وصدق حسه الوطني؟ لماذا يتجاهل شغّيلتنا السياسية ارادة المواطن؟ ألهذه الدرجة اصبحت الوطنية عباءة فضفاضة يرتديها العابرون؟ الثورة ليست عنف ولا تتناقض مع العلم والوعي والثورة عدوة للغش ،وقادتها يجب ان يكونوا الاكثر احساسا ورحمة بالمواطنين ،فهل نحن كذلك؟
الجميع يحارب الفئوية باللسان ويبقى فئوي حتى العظم ،ويُقبل الاخر لاكتمال الديكور السياسي ،وحتى لا تبدو الصورة مشوهة.
حياة الانسان ليست رخيصة ولا قيمة مهدورة عندنا لنفكر بمنطق معزول عن كرامته وامنه ،لذلك يجب ضبط سلوكنا على قاعدة المصلحة العامة وإننا بسفينة واحدة ،ولنضبط بوصلتنا لنصل الى وجهتنا بأمان ولتحقيق امنيات مواطن فلسطيني غلبان لازم دروس التربية الذوقية والسلوكية لتعلم السلوك السليم في المواقف المختلفة وهي قمة الثورية وأقصر الطرق لتحقيق الاحلام.
اما امنيات الفلسطيني الغلبان فهي بحاجة الى مصباح علاء الدين السحري ،فهو يريد العيش بأمان وشوية كرامة وعدالة اجتماعية ومساواة بفرص العمل ،مساواة امام القضاء ،عدم التمييز بين المواطنين بسبب الانتمائات السياسية ،يريد المصالحة واصلاح المنظمة ،يريد استقلال اقتصادي بفك الارتباط بالكيان الصهيوني ،يريد وقف التنسيق الامني ،هنا انتفض خادم مصباح علاء الدين قائلا (تأدب ايها الغلبان الفلسطيني وتحدث معي عبر قنواتك التنظيمية) ،فأدركت حجم مأزق امنيات الفلسطيني الغلبان المحكومة لقنوات تكلست حتى انكسر جسرها الشعبي.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف