الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كورونا..عدل بطعم الموت..نرجسية تقود إلى كارثة بقلم:د. سمير الددا

تاريخ النشر : 2020-03-30
كورونا..عدل بطعم الموت..نرجسية تقود إلى كارثة بقلم:د. سمير الددا
كورونا....عدل بطعم الموت...نرجسية بنكهة كارثة
من ملامح خطورة تداعيات فيروس كورونا الذي يجتاح العالم منذ 3شهور تقريبا غير الصحية أن العالم اصبح الان بلا رأس او بلا قيادة في ظل انكفاء القوة العظمى التي كانت تدير العالم على نفسها وانشغالها بما يمكن اعتباره أخطر ازمة يعيشها هذا العالم منذ حوالي القرن.
في تقديرنا انه لم يحظ حدث في التاريخ الحديث بمثل ما حظي ويحظى به فيروس كورونا المستجد من تغطية اعلامية واهتمام دولي من كافة الجوانب وعلى جميع الأصعدة من قبل حكومات دول العالم ومنظماته الدولية والاقليمية والمحلية بكل اتجهاتها وتخصصاتها واماكن تواجدها.
يذهب بعض المراقبين ان الاهتمام الدولي الهائل المنقطع النظير والغير مسبوق يعتبر أكبر بكثير من ان يستأثر به انتشار فيروس تاجي ليس هو الاول وقطعا لن يكون الاخير من نوعه, ويذهب هؤلاء الى ان هناك امرا اخطر من ذلك ولا يعرف احد ما هيته يختبئ خلف هذا الفيروس وعلى درجة من الاهمية والخطورة بما يتناسب مع ضخامة الاهتمام الاعلامي والدولي المنصب على هذا الفيروس.
قد يبدو هذا التساؤل مستساغا لو كان في السياق الطبيعي لانتشار الفيروسات في مواسمها السنوية وفي بيئاتها المعتادة وبوتيرة مألوفة وتحت السيطرة, ولكن قد يزول العجب اذا ما اخذنا في الاعتبار عدة عوامل قد تميز انتشار هذا الفيروس وتبرر هذا الاهتمام العالمي...منها:
المساواة او العدالة شبه المطلقة التي تحلى بها هذا الفيروس على عكس ما جرت به العادة عند غيره من الفيروسات التي اعتادت على الازدهار والانتشار فقط في الدول النامية, بل في المجتمعات الاشد فقرا على وجه التحديد.
كان من الملفت تجاوز هذا الفيروس لكل الخطوط الحمراء ليتجرأ على اقوى وأكبر دول العالم تقدما وخصوصا الدول الغربية التي كانت تتسيد العالم وبالاخص أهم تلك الدول واشدها ثراءا وترفا ومنعة وتحصنا, وعلما, لقد كان اشد فتكا بتلك الدول ولم يأبه لاموالها وسلاحها ونفوذها واختراعاتها وصناعاتها وشركاتها وبنوكها واعلامها وطائراتها وكل مقومات نهضتها, بل اشبعها قتلا ومرضا ورعبا وشل مفاصلها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني وفضح مكامن ضعف انظمتها وكشف عجزها عن توفير ابسط احتياجات مواطنيها عندما تعلق الامر بالصحة والحق في الحياة’ فأصبحت تلك الدول امامه مشلولة بلا حول لها ولا قوة وتتخبط يمينا ويسارا لا تتدري اين تذهب وماذا تفعل, وكأنه (كورونا) يفتح "الدفاتر القديمة" لتلك الدول ليحاسبها على ما اقترفته تاريخيا من فظائع وجرائم وظلم بحق الدول المستضعفة والشعوب المغلوب على امرها, وليحقق عدالة (ربما جزئية) لم يجرؤ على تحقيقها ما يسمى النظام العالمي بهيئاته ومحاكمه ومنظماته وقوانينه ودساتيره وكل لوائحه.
ها هو كورونا (قدس الله سره وابعد عنا شره) يضرب بلا تردد وبدون ان يرف له جفن أهم شخصية في أهم مملكة على وجه الارض, الدولة الملكية الوحيدة في العالم التي تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي التابع الامم المتحدة وتملك حق النفض "الفيتو" الذي لم يستطيع ان يشفع لها امام فيروس....!!!!
هذا وجه كورونا الذي لم يألفه الغرب, لهذا تفاجأوا واندهشوا وانصدموا فكان كل هذا الاهتمام الذي نراه على كافة الاصعدة بهذا الضيف الجرئ والثقيل القادم من الشرق ليكدر صفو حياة السادة المرفهين في الغرب بكل جرأة, نعم اكاد اجزم ان تفشي الفيروس في اكثر دول العالم رقيا وتقدما هو احد اهم الاسباب الذي جعلته يحظى بكل هذا الاهتمام الاعلامي والعالمي.
ولنا ان نتخيل لو ان هذا الفيروس العتيد انتشر فقط في دول افريقية او دول اسيوية او حتى في دول امريكا اللاتينية التي تقع خارج تصنيفات الدول المتقدمة أو دول العالم الاول, أكاد اجزم انه لن يحظى باكثر من يكون خبرا في شريط الانباء في اسفل شاشات بعض الفضائيات التي تهتم بالاخبار ليس الا, لكنه (اي كورونا) كان اذكى من ذلك بكثير وعرف من اين تؤكل الكتف وعرف كيف ان يتربع على عرش النجومية في هذا العالم المنافق وبلا منازع, فلا اظن ان حظى حدث اخر (في القرن الاخير على الاقل) بمثل هذه الشهرة التي نالها كورونا على مستوى العالم كله.
هناك سبب اخر مهم لكل هذا الاهمتام بكرورنا, النتائج المرعبة التي خلفها هذا الفيروس على الصعيد الصحي والاقتصادي, والاجتماعي, والنفسي, السياسي والصناعي وغيره, فقد فرض منع تجول عالمي في معظم دول العالم ولاول في التاريخ الحديث بهذا التزامن وبهذا الشكل, وهو ما لم يحدث حتى في الحربين العالميتين الاولى والثانية, وبالتالي تسبب في توقف معظم مرافق الحياة وخصوصا المؤسسات الاقتصادية مخلفا كوارث اقتصادية مرعبة تفوق ما شهده العالم من ازمات اقتصادية في العقود السبعة الاخيرة وقد قدر الاقتصاديون خسائر الاقتصاد العالمي الذي دخل في مرحلة انكماش كما قالت يوم الجمعة الماضي كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد الدولي في مؤتمر صحفي نقلته قناة سي ان بي سي بحوالي 26 ترليون دولار, تكبدت الدول صاحبة الاقتصادات السبع الكبرى حوالي 75% منها.
الازمة التي تعيشها الان الولايات المتحدة ازمة خطيرة وحقيقة ومتعددة الابعاد ومعقدة, وباتت تهدد مستقبل اقتصادها واستقرارها بل يمكن انه يشكل خطرا على نظامها الفيدرالي.
على الرغم ان الصين كانت نقطة انطلاق الفيروس منذ اكثر من ثلاثة اشهر وطوال هذه الفترة والى الان لم يتجاوز عدد المصابين هناك حاجز 81500 مصاب, إلا أن الولايات المتحدة التي هي في بدايات الازمة التي بدأت هناك قبل اقل من شهر دفعت ثمنا باهظا يفوق بكثير ما دفعته الصين طيلة الشهور الثلاثة الماضية, من الناحية الصحية والاجتماعية والاقتصادية, فقد وصل عدد المصابين في مدة اقل من شهر من بداية تفشي الفيروس في الولايات المتحدة الى حوالي 110 الاف مصاب واجبر الحكومة الامريكية على رصد اثنين تريليون ومائتين مليار دولار لدعم الاقتصاد الامريكي وتخفيف اثار الكارثة على القطاع الخاص والذين فقدوا وظائفهم ومصادر رزقهم وهذا رقم غير مسبوق في التاريخ.
فهي ازمة صحية جاءت بالولايات المتحدة لتصبح اكبر دولة من حيث عدد الاصابات بعدما كانت منذ اقل من شهر تلمز في قناة دول اخرى كالصين وبعض الدول الاوروبية, بدلا من اخذ العبرة من هؤلاء والاستعداد الجيد والتحوط لتجنب كارثة مماثلة, لكن الغبي من لا يعتبر بغيره, وهذا بالضبط حال الرئيس دونالد ترامب الذي (لسوء حظ الشعب الامريكي) ان هو رئيسهم في تلك اللحظة التاريخية الحرجة, فالرجل ليس اهلا لذلك ولم يكون ولن يكن, فهو لا يمتلك الخبرة الكافية لمواجهة مثل تلك المواقف, فهو لم يعمل طوال عمره منذ تخرجه الا في العقار, ولا يمتك حسا انسانيا ولا يعرف الا في الربح والبيع والشراء, ولكن يملك الاحساس بحاجة ووجع الاخرين فقد عاش حياة مترفة فهو ابعد ما يكون من ان يشعر بشعور الاخرين وذوي الدخل المحدود وتحت المتوسط وهؤلاء يشكلون حوالي 75% من الشعب, فقد كان لتقاعسه عن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب قبل عدة اسابيع في بداية الازمة عندما اتهم الاطباء "بالتهويل" ولم يلتفت لنصائحهم بتخفيف الازحام والاختلاط بقوله مستخفا بآرائهم "لو ترك الامر للاطباء لاغلقوا البلد بالكامل", فكان الرجل ببلاهة يأخذ بشعبه الى قعر مستنقع مميت, فأغرقهم حتى اذانهم بكل "جدارة واقتدار" في مستنقع كورونا القاتل والذي يبدو ان قاعة "الامريكي" ما زال سحيقا, اعانهم الله.

فقد كان يزعم ترامب بنرجسية منقطعة النظير ان لديه اهم واكبر نظام صحي في العالم فاذا به يفشل فشلا ذريعا في منع انتشار فيروس, فقد قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها الصادر السبت، إن الأمريكيين يدفعون ثمن نرجسية رئيسهم دونالد ترامب، لتصبح بلادهم اكبر دولة في العالم من حيث عدد الإصابات بالفيروس, واعتبرت الصحيفة أن الأمريكيين يواجهون أحد أكبر التحديات في تاريخهم برئاسة "آخر شخصية على الكرة الأرضية يتمنى الأمريكيون أن تقودهم", وحملت الصحيفة البريطانية الرصينة ترامب تبعات تفشي كورونا في الولايات المتحدة، واصفة إياه بأنه "شخص يفتقر للعطف الإنساني والشعور تجاه خسائر الآخرين".
وأضافت الغارديان "أن يكون شخص معتوه على دفة القيادة في الحكومة الأمريكية، فتلك مشكلة دائمة، لكن أن يكون شخص بهذه النرجسية، وحب الذات، والغرور، ويعتقد أنه يتفوق على أهل العلم والطب، فهذه كارثة حقيقية".
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب رفض أيضا التحذيرات التي تحدثت عن وجود خلل في الاستعداد لتفشي وباء في شهر أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنه مع ذلك بدأ يتحدث الآن عن عدم إمكانية التكهن بالسيناريوهات المستقبلية لتفشي الفيروس.
وفي السياق نفسه, نشرت وكالة فرانس برس نشرت تصريحا للدكتور غابور كيلن مدير قسم طب الطوارئ في جامعة جون هوبكينز يشير باصابع الاتهام الى الحكومة بالتقاعس في بداية أزمة انتشار الوباء في الولايات المتحدة في بداية الشهر الماضي، حيث تم توجيه اصابع الاتهام الى الرئيس دونالد ترامب بالتقليل من خطورتها، ويقول الدكتور كلين تعليقا على الرأي الذي ابداه الرئيس ترامب في البداية حيال ازمة كورونا خلافاً لرأي مسؤولي الصحة أن انتشار الفيروس محلياً ليس أمراً "محتوماً", وفي هذا الصدد يقول الدكتور كلين: "ومع توالي الإصابات، بدا البلد عاجزاً عن رصد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين بشكل فعال لانتشار الفيروس على نطاق واسع ولعدم توافر امكانيات كافية لكشف الإصابات بالفيروس, وأضاف الدكتور كلين لوكالة فرانس برس: "لو تمكنا من الوصول إلى رصد الذين تواصلوا مع الأشخاص المصابين في الوقت المناسب، لكنا ربما عثرنا على المزيد من الحالات بشكل سريع، وعزلنا مواقع الانتشار الكبير ولما آلت الامور الى ما آلت اليه واختتم السيد كلين تصريحه بالقول ".الأمر الذي أعلّمه لتلاميذي في الطب: أي شيء أفضل من لا شيء، وكلما كان الوقت أبكر كان الأمر مجدياً أكثر".
اخر الكلام:
لله درك يا كورونا, ولي عهد أهم وأشهر واقوى مملكة في العالم ورئيس حكومتها وبعض وزرائها هم امامك على قدم المساواة مع بقية خلق الله, شأنهم شأن اي عامل بسيط في اي مستعمرة من مستعمراتهم القديمة, يبدو ان لا مكان للمحسوبيات او الواسطة في قاموسك, فليسعدك الله ويبعدك عنا, فلتعلم يا عزيزي كورونا اننا نراقب عدالتك وعدلك ولكن لا نرغب في اي من ذلك ولا فيك انت كذلك, فأهون علينا ان نبقى مدمنين على تقديس رموزنا وكبرائنا ونطرب لجلدهم لظهورنا خير من عدالتك المغمسة بالالم والموت, فاجمع اشيائك واحمل عصاك وارحل عنا غير ماسوف عليك, واعلم اننا لن نفتقدك الى الابد, ويا ريت ان تبادلنا نفس الشعور لا ردك الله.
حفظ الله الجميع
د. سمير الددا
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف