الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خاطر!!بقلم:محمود حسونة

تاريخ النشر : 2020-03-30
خاطر!!بقلم:محمود حسونة
1- خجول!!!
مع كل شروق، مع نور الشمس الخجول، وبصحبة الندى كانت تنتظرني عند المنعطف…
هي مَن كانت تطاردني بين أزقة المخيم وتغازلني، تنثر على رأسي ريشا أبيضا … تغنّي لي ما شاءت من أغاني الغرام...
-ما اسمك يا أسمر؟! تكلم يا أكحل!!
يغمرني الخجل ويخنقني، تضيع منّي الكلمات، والأرض تموج تحتي، أتعثر في خطواتي كأبله!! وقلبي يكاد يقفز من صدري ويسقط بين أقدامي!!!
في إحدى المرات استنجدت بأمي، كيف أنجو؟!
ضحكت أمي ملء قلبها حتى كاد أن يُغمى عليها!!
مرة واحدة توقفت مطرقا، لتقترب مني… كان الزقاق فارغا... أنا وهي وحمامة ترفرف فوقي… لامست بإصبعها شامة على خدي…
لم أتكلم، لم أتحرك، لم أسمع ولم أفهم ما قالت!!
كل ما فعلته أنّي نظرت إلى عينيها… بعدها أنا متطاير كورقة ممزقة بعثرتها الريح!!

2- أضاع المفتاح!!
تناول فطورا شهيّا مع كأسين من الحليب كعادته... وحين شعر بالتخمة تجشأ أكثر من مرة!!
لبس ملابسه الأنيقة و تعطر، فالأمور تسير هادئة مطمئنة كما خطط لها!!
لكنّه لن يتمكن من الخروج، كان الباب موصدا، ونسي أين المفتاح، لقد أضاع المفتاح!!
أخذ يذرع المكان ذهابا ومجيئا، ينتظر ولا يعرف ماذا ينتظر؟!
طرق الباب أولا ثمّ النوافذ فالجدران... ضرب الأرض بقدميه، ثم ركل ما صادفه!!
نظر إلى الشارع وصرخ، نادى بأعلى صوته، كانت الشوارع خالية إلا من القطط والكلاب والطيور الكبيرة، كانت سمينة ممتلئة بالطعام!! لم تكن تبحث في النفايات… أخذ يدور حول نفسه حتى أحس أنه أصبح أثقل من الكون، فأطبق جفنيه على الخوف، وسقط فوق سريره...
شعور الخوف اجتاحه، تمدد في داخله ليصير توترا خانقا،
تذكرأنّه هو من أغلق الباب، لكن ومتى وكيف، ولماذا، ثم أين المفتاح؟!
أخذ يتأمل يديه وقد أُرهقت، وتأمل البلاط و الجدران والسقف، قلّب أفكاره يمينا وشمال… أين المفتاح؟!
قام بجولة أخرى من الصراخ وضرْب الجدران والباب، صار يعدُّ خطواته عشرًا ذهابا، وعشرًا رجوعا، ثم تلهى بِعدِّ أنفاسه، ثمّ دقات قلبه، تعرّق، تعب، غرق من جديد في أفكار عن معتقداته وأمواله، والعالم، وعن المفتاح!!
اخذ يجترُّ أفكارا غريبة عن الوجود ، عن الآخرين، عن الحياة، أفكارا أشعرته بالانحطاط، كيف اهتزت دعائم حياته التي ظنّ أنها صلبة؟! اختزل كل ذلك في سؤال: كيف سينقذ نفسه من هذه الغرفة المغلقة؟! أين المفتاح؟!
ازداد إحساسه بأنه كان أحمقًا، والآن صار وحيدا معتوها بلا قيمة، شعر بجفاف ريقه، فتناول جرعة ماء، تذوقها كانت مُرّة،
لطمته أفكاره بصفعات ثقيلة، كانت أفكارا غريبة تفاجئه كاللعنة... ستأكل هنا وتمتلئ بالطعام وستشرب وتنتفخ، ثم يتعفن الطعام ويتلف الشراب، وماذا لو نفذ الهواء؟!
وقبل أن تختنق، ستملأ المكان بالاوساخ والقاذورات، وستتسلل إليك الصراصير والبراغيث والجرذان وتقرض ملابسك وأموالك وأحلامك وما بقي من طعام، ثم ستنهشك بلذة وعلى مهل تبدأ بأطرافك هذه الناعمة الطرية، ستنظر إليها وأنت عاجز!! ستكون أقوى منك!! بعد أن كنت تظن أنك الأقوى!! … أين المفتاح؟!
أعاد النظر من النافذة، رأى المشهد نفسه ، وبعض الذين صاروا مجانين!! وأخذوا يتصايحون، يقلدون أصوات القطط والكلاب ومشيتها، وينظمون لها السير بكل وقار!!
كان تائها غريقا يلفظ باقي أنفاسه، وكيف وفيمَ أمضى تلك الأيام والسنوات؟!
أكلت رأسه الأفكار والدِوار، فلم يعد إنسانا هادئا هانئا، لقد أضاع المفتاح والباب موصد ولا أحد يسمعه ولا يراه!!
فانهار مرة واحدة كلوح زجاج تهشم، وصرخ سأنهي كل هذا الآن!!
وفجأة هبَّ واقفا، لقد حضرته فكرة ، ماذا لو صار قطةً أوكلبا؟! لكن كيف سيخرج؟! الباب مغلق، ففطن إلى حيلة أخرى بأن يصير جرذا يقرض الباب ويهرب إلى الجرذان!!
كان عليه أن يتذكر قبل فوات الأوان أن المفتاح كان معه ولكنه نسي أين المفتاح؟!
كووورونا: الدرس والعنوان والمرحلة!!

3- خَاطر!!
فرشتُ أوراقي على المكتب وأخذتُ أكتب:
حول طاولة في ركن المقهى أنا واثنين من أصدقائي نشرب الشاي… نفتّش في المقهى وفي الكلام عن طُرفة تنعشنا من الضجر!!
أحدهم أصابه التثاؤب، والآخر أخذ يحدثنا عن تفوقه الدراسي، وأنّه كان يكره حصص التاريخ، وهو الآن عاطل عن العمل!!
وأنّ النادل انتبه له وهو يدخن النرجيلة، وقد ضاق نَفَسه وصار يكرر السعال ويعطس... ربما أصابته نخزة في صدره من أخبار تعرضها شاشة التلفاز!!
ثمّ إنّ رجال الشرطة والصحة حاصروا المقهى، وحجزوا المارة وأوقفوا حركة السير، وأحالوا النادل وكل مَنْ في المقهى للحجر الصحي!!
كم أحتاج من الوقت لأُقنع ضابط الصحة الواقف أمامي في المقهى، أنني وحدي ولم أبرح غرفتي… وكم كان ساذجّا حين صدّق ما كتبته، فهذه الأحداث ما هي إلّا أخيلة كتبتها على الورق، سأجعله يرتاح بجانبي ويشرب الشاي، ويرشق ملابسه حين يضحك من الدهشة، سأغرقه بمزيدٍ منها، حين أجعله يتعثر بالكراسي وهو يغادر المقهى، وأجعله ينسى هاتفه على الطاولة ليعود ليأخذه( لماذا جعلتني أنسى هاتفي؟!)
أنا في غرفتي ما زلت أشرب الشاي وأكتب!!
كروووونا: حَجْر وخيال وطرفة...

4- لأننا الآن في الربيع…
أريد أن أخبئ بين أوراقي زهرة من أزهار الربيع نقشتُ عليها اسمكِ، وزهرة أخرى أهديها لكِ، اختاري لها أنت الاسم الذي يعجبكِ، واحتفظي بها أينما تريدين!!
هكذا سيكون الربيع أجمل!!
أريد الفراشة الزرقاء التي حامت حول النور في حلمك، وقطرات الندى التي بللت زجاج نافذتك، والصورة التي أمسكتْ بكِ وأنت تضحكين هذا الصباح!!
نحن الآن في أوّل الربيع….
أريد فراشة أخرى طارت من بين أصابعك الدافئة؛ سألوّن أجنحتها بالألوان التي تحبينها، أطرزها على خمارٍ لكِ، وأنا أسمع ضحكتكِ الرائقة وأنتِ أمامي تماما!!
نحن الآن في الربيع...
أريد شيئا من النسمة التي لامست خديكِ، وأنت تمرّين أمام شرفتي، وشيئا من نور هرب من عينيك، أُضيء به كلماتٍ تغفين عليها كلّ ليلة!!
نحن الآن في الربيع...
أريد أن أقرأ فنجان القهوة التي شربتيه آخر مرة؛ سأفسر لكِ جميع الأحلام، وأحذرك من الأخبارالسيئة، لأرى الدهشة على وجهك وأنتِ تقرأين هذه الرسالة!!
من الآن سأتعلم كيف أحرس ذكرياتي في حكايات الربيع التي لا تنتهي!!
قاحلٌ من دونك هذا الربيع!!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف