الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إضاءة على الأدب الشعبي بقلم : د. سلطان الخضور

تاريخ النشر : 2020-03-28
إضاءة على الأدب الشعبي بقلم : د. سلطان الخضور
إضاءة على الأدب الشعبي
بقلم : د. سلطان الخضور
ما المقصود بالأدب الشعبي؟
هو كل ما يمكن استخلاصه بالتوارث والتواتر والتناقل الشفوي من جيل إلى جيل, بحيث يشكل مجموعة من المعارف والمعتقدات التقليدية غير المدونة, تتفق عليها مجموعة معينة من الناس, تجمعهم روابط عرقية أو دينية أو غيرها تشكل بالتالي جزءاً من الثقافة العامة للمجتمع, وتتألف من السرد النثري والشعري والأغاني والمواويل والأساطير والتمثيل والأمثال والخطب والحكايات والعادات والتقاليد والقوانين غير المكتوبة, التي تعكس صورة لتلك المجموعة في فترة تاريخية معينة شريطة أن تكون مفرداته باللهجة المحكية دون الفصيحة."1" الدأب الشعبي مفهومه وخصائصه كامل مصطفى الشيبي"2" الأدب الشعبي والثقافة الشعبية – جمال اسريفي
ونستطيع القول أن الأدب الشعبي يتناول في موضوعاته ما يتناوله الأدب المكتوب أو المدون, ففيه المعرفة ويتناول مختلف الأجناس الأدبية, ويؤدي وظائف اجتماعية معينة منها الدعوة للترابط والتلاحم, بالإضافة إلى دوره الرئيسي في التربية وتركيزه على العمل الجماعي وحب الوطن. وما يميزه عن الأدب المكتوب في اختلاف نوع المفردات, وحسب العالم الانجليزي (توميذ) الذي صاغه من كلمة فولك وتعني الشعب وكلمة لور وتعني الحكمة حيث تحمل مفرداته على الغالب الحكمة والموعظة وفيها من الدروس ما يمكن لسامعه الاستفادة منه على مختلف الصعد. أما مفرداته فهي باللهجة العامية المحكية تبعاً للزمان والمكان, فهو يعتبر ذاكرة جمعية تحتفظ بكثير من الموروثات التي وصلتنا بالتواتر إضافة إلى أنه يحمل قدراً أكبر من المفردات التي تتكأ على الأسطورة وتحمل قدراً اكبر من عالم الخيال, ولا نعني هنا التخيل, فالأدب المكتوب يحمل قدراً كبيراً من التخيل الذي يترك للمتلقي مساحة واسعة من الغوص في المعنى, لكن الأدب الشعبي هو مستودع يحتفظ بمخزون تراثي إثرائي يمكن استدعاؤه عند الحاجة وحسب الموقف.
ويعتبر الأدب الشعبي مجهول الهوية على المستوى الفردي, إلا أنه معروف على المستوى الجمعي, أي أننا لا نستطيع أن ننسبه إلى شخص بينما من الممكن أن ينسب كل جزء منه إلى المجتمع الذي يشكل الحاضنة بالنسبة له. فهو حقيقة يعبر عن اللاشعور الجمعي الذي ينتقل من جيل إلى جيل.
ونستطيع القول أيضاً أن الأدب الشعبي يستطيع تصوير التاريخ ويعكس الصورة الحقيقية للمجتمع بقدر أكبر من الأدب المكتوب لعدة أسباب نوجزها فيما يلي:
أولا- انفتاح الأدب المكتوب على العالم بحكم التدوين والاعتماد على التواصل والتبادل الثقافي بين الأمم, مما يقلل من الخصوصيات والفروقات بينه وبين الأدب الشعبي.
ثانيا- يختص الأدب الشعبي ببقعة جغرافية معينه وبفترة تاريخية محددة.
ثالثاً- نص الأدب الشعبي لا يحتاج إلى دارسين أو باحثين, فمن الممكن أن يروى من قبل أناس اميين لم يدخلوا المدارس وليس لديهم أدنى فكرة عن علوم الأدب, لأنه أعتمد على السمع والمشافهة في النقل.
رابعاً - يخدم فترة زمنية معينة حسب حاجات وثقافة المجتمع الذي يشكل الحاضنة الأدبية لهذا الأدب.

خصائص الأدب الشعبي : أكثر يمتاز به الأدب الشعبي البساطة والتلقائية والبعد عن البلاغة, ونستطيع أن نجمل خصائصه بالنقاط التالية:
1- يهتم بالحديث والغناء والزجل لاعتماده المشافهة وسيلة للنقل.
2- معرض للفقدان والضياع والنسيان والتخريف والتبديل إذا لم يتم جمعه وتدوينه.
3- قد تختلف تفاصيله من جيل إلى جيل اعتماداً على دقة الناقل والتزامه بحرفية النص.
4- تسند روايته إلى بعض الأشخاص الذين يملكون ذاكرة قوية ومهارة الحديث والدقة في السرد.
5- يحتاج إلى ذوق خاص, ولا يهتم به جميع أفراد المجتمع بنقس القدر, وتختلف نسب الاهتمام من شخص إلى آخر.
6- له طرف خاصة بالسرد, فقد يعتمد السجع والغناء كوسيلة للنقل.
7- يختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر ومن زمان إلى آخر. حسب المعتقدات والعادات والتقاليد السائدة.
8- يعتمد في كثير من الأحيان على الأساطير والخرافات, تبعا للثقافات القديمة كاليونانية والهندية والنيلية.
9- يعتمد على التكرار وكثرة الترديد كوسيلة للحفظ.
10- يستهل المرسل حديثة بعبارات ثابتة مثل " كان يا ما كان" وتدخل فيه مفردات محددة غير واقعية مثل المارد والغول والصبيان والبنات
11- التناغم والايقاع المتميز.
12- التحفيز والتشجيع. إذ يحث في معظمه على فضيلة يود ترسيخها في المجتمع.
ليلى أبو مدين- الأدب الشعبي- أصوله وخصائصه وتطوره وتقنياته
وعن دور الأدب الشعبي في العصر الحديث نشرت صحيفة المساء مقالاً للطيفة داريب أوردت فيها دور هذا الأدب, نستخلص منها أن الأدب الشعبي بحكم ذاتيته وخصوصيته التي تختلف من مجتمع لآخر, له دور واضح في الحفاظ على الهوية ومقاومة العولمة, وذلك لأنه متجدد ولا يهتم به إلا المختصون الذين يملكون مهارات ذاتية مميزة تمتاز بالصدق ونابعة من الروح وللك تعجز العولمة عن اختراقها.
ويرى عبدالرحيم طوبال أن الأدب الشعبي يحتاج لمنتديات وملتقيات خاصة به, تعتني به وأنه أيضا يحتاج إلى نقاد لوضعة على السكة السليمة, وتجنيسه بشكل مناسب.
في حين يرى محمد العريبي في ذات المقال أن الأدب الشعبي يجب أن يدخل في مناهج التعليم ليبقى حياً, وليستطيع مقاومة من يسعى للانتقاص من دوره, والاهتمام بما هو خفيف وسريع حسب حاجة السوق. ويذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ليقول أن التركيز على المال وعدم النظر للبعد الانساني الذي يحمله الأدب الشعبي بدعوى الحداثة والتطور.

أما جمال بخيت وفي نفس المقالة فإنه برة أن الأدب الشعبي هو الأكثر تفاعلاً مع الواقع والأكثر اشتباكا بكل ما هو حديث, وهو انتاج يومي يلجأ إليه في التعبير عن الواقع, ويضرب مثالاً بالقصيدة الشعبية التي كانت هي الحداثة عندما قيلت في وقتها, ما يجعله يحتاج إلى تطوير مستمر وهذا الأمر يخضع لثقافة الأديب.

ويرى جورج سعادة أن الأدب الشعبي لا يحتاج لإحياء لأنه في كل الدول مواكب للحياة وحي بذاته , ونحن لا نستطيع أن نقطع تواصل الحياة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف