الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدور رواية "عودة الدم المسروق" عن منشورات جامعة المبدعين المغاربة

صدور رواية "عودة الدم المسروق"  عن منشورات جامعة المبدعين المغاربة
تاريخ النشر : 2020-03-26
صدر عن منشورات جامعة المبدعين المغاربة رواية  تحت عنوان /عودة الدم المسروق/

للكاتب المغربي المصطفى لخضر / 

قدم للرواية الدكتور الناقد المغربي لحبيب الدايم ربي / الذي يقول عن الرواية /

بعد أن جرّبَ الأستاذ المصطفى لخضر تعبيرات لغوية راوحت بين الدارج والفصيح، شعرا ونثرا، في منابر إلكترونية، ها هو يعقد العزم، أخيرا، على انتهاج الترسل أداة للكتابة الورقية. وهو إذ يختار تدشين مغامرته بـ"عودة الدم المسروق " فليؤكد على إناخته بأرض المحكي زائرا ومقيما في آن، سيما وأن له من المسوغات الذاتية والموضوعية ما يكفي لتسريد حيواته وأخيلته. مادام التخييل، في البدء والمنتهى، محكوما بأشراط المعيش ومنها يتغذى. ما لم نقل إنه تحبيك لممكنٍ معيشي يتخلق من صلب الذاكرة والتجربة. ولا غرابة في أن تتغذى مسرودات لخضر من تلاقح سبخةِ التكوين بإركامات الاكتساب . أي أن الكاتب يشكّل عوالمه الأدبية مما عاشه وقرأه، على حد سواء. لهذا سنجده وهو يبني متخيله وكأنما يقده من ذاته قدّاً، رغم المسافة التي يضعها بين محفل السرد ومحفل الكتابة فلا يبغيان إلا قليلا. خاصة وأنه ينأى بنفسه عما هو سيري مباشر قد يُماهي بين الذات الساردة والفواعل المحرّكة لبرنامج الحكي. ذلك أن متنه الحكائي، في هذا الإصدار، الذي نتمنى أن يكون بداية الغيث، يقوم على ما يشبه الحياد في تدبير حكاية تبدو بسيطة، في ظاهرها، لكنها معقدة من حيث الأسئلة التي قد تتولد عن فعل تلقيها. فأمي فاطمة، من فرط الفاقة وحسن النية، سلّمتْ طفلتها لصديقتها أمي حليمة التي تحيا حياة الرفاه لكنها تشكو من العقارة. فتأتى للطفلة، والحال هذه، أن تنعم بخيرات مربيتها وحنان والدتها البيولوجية جنبا إلى جنب. إلى أن جاء يومٌ اختفت فيه أمي حليمة - ومعها الطفلة - عن الأنظار من مدينة فاس العتيقة. لترتسم فداحة الفقد التي ستعيشها أمي فاطمة وزوجها وأبناؤها، لحظة بلحظة، لحوالي خمس وثلاثين سنة. قبل أن تظهر طفلة الأمس، فجأة، ومن جديد، في صيف قائظ. فتطرق باب والدتها، وترد على الصوت المنهك: "قريب". كجَرْي العادة حين يردّ المغاربة ُ وهم يعرّفون بأنفسهم حين يطرقون الأبواب. فبهذا الحافز الحكائي تبتدئ القصة ومعها يتم إعادة استرجاع وقائعها الأسيانة. في محورين متوازيين: من جهة، محور أسرة أمي فاطمة وما كابدته وتكابده من فقر، سيما بعد موت الأب (ابا محمد)، وعطالة الابن والابنة، ومن جهة ثانية، محور أمي حليمة ( والطفلة )، وهِجْرتها للديار الإيطالية التحاقا بزوجها، إلى حين وفاتها، حيث ستصدم الطفلة من حقيقة كونها مجرد طفلة متبناة، فضلا عما ستقاسيه من طرف الزوجة الجديدة لأرملِ أمي حليمة. وبعد مسارات منهِكة ومتعرجة سيتأتى للطفلة أن تنهض من كبوتها، وتكافح إلى أن تتزوج، لاحقا، بأجنبي، بعد أن تحصلت على الجنسية الإيطالية فتنجب منه ثلاثة أطفال.

قد لا يكون مفيدا، هنا، تلخيص الحكاية (وهي حكاية حزينة بلا شك). ولو أنه يحسن بنا التوقف، بإيجاز، على بعض ما تضمنته من إشارات دالة. منها ذلك اللقاء بين الأم وابنتها، الذي وإن كان عاصفا، لأن "أمي فاطمة لم تكن مهيأة له بما يلزم من احتياطات"، فإنه كان دون "مستوى اللحظة". ما لم نقل مخيبا للآمال. شأنه في ذلك شأن اللقاء الذي جمعَ "خلدون" بوالديه، في رواية "عائد إلى حيفا" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني. حين عادا لرؤيته، بعد عشرين سنة من نكبة 1948، فأنكرهما لأنهما تخليا عنه وفرّا دونه من حيفا. ولعل العبارة اليائسة لـ"سعيد س" وهو يواسي زوجته صفية: "لقد سرقوه". قد تصلح لترجمة الشرخ الذي أحدثه الزمن بين شخصية "عودة الدم المسروق" وذويها. صحيح أن عاطفة الأمومة (لدى أمي فاطمة) ظلت قوية لكنها لم تكن كافية لتفادي عوائق ما حفره الزمن من أخاديد بينها وبين ابنتها. فضلا عن الشعور بالحرج وإضمار اللوم والعتاب المتبادلين: فالأم، في دواخلها، تؤاخذ ابنتها على كونها تأخرت كثيرا في ربط الاتصال بأسرتها، بعد أن أدركت كونها من صلب (ابا محمد)، وتتحمّل، على مضض، شعور هذه البنت بالتعالي على بيت الأهل وعدم حماسها للقاء إلا من باب جبر الخواطر. وكثيرة هي الموتيفات التي يتجلى فيها هذا الإحساس المضمر الواشي بعدم الاطمئنان. فيما البنت تبدو متبرمة، ومنتمية إلى عالمها الصغير(الزوج والأطفال) أكثر من انتمائها إلى ذويها من الأهل. وسيتجلى هذا أكثر في علاقة الأبناء(الإخوة) فيما بينهم حيث طغت المجاملة والافتعال، وربما سوء النية. في تجسيد واضح لدور التربية والمحيط، فضلا عن الزمن. في تشكيل الوعي الهوياتي لدى الأفراد. ولئن كان الأخوان(الأخ والأخت) قد أمّلا في عودة أختهم خشبة خلاص لهم ليس إلا..فإنها، من جهتها، ما كانت تفكر إلا في "استغلال" فاقتهم لصالح مشاريعها ومشاريع زوجها الأجنبي (بيرلسكوني) بإيطاليا. وبعضهم لبعض عدو مبين أو أقرب. سيما مع الفوارق الاجتماعية والثقافية التي لن يفلح "الدم" المشترك في ردمها. فالأخت الكبرى خادمة بيوت تحيا عنوسة مريرة، والأخ خريج جامعي معطل، متشبع بالأفكار المتطرفة، يشتغل- ويا للمفارقة !- لدى زميل له غادر الدراسة مبكرا.. من ثم ففرص الارتقاء للأخوين تبدو قاسية، ويلزمهما، إزاء هذا الوضع، تقديم تنازلات مبدئية وتجاوز عوائق نفسية كبيرة. لذلك فـليس أمام "صابرة"(الأخت الكبرى) سوى مزيد من الصبر. وما حنقها الخفي وغيرتها من أختها إلا تبكيت للذات والضمير بلا طائل يرتجى. ولا خيار أمام "جهاد" (الأخ) إلا مجاهدة الظروف، بدل الانصياع إلى أفكاره التكفيرية التي تختزل صورة أخته العائدة "المتبرجة"، وأسرتها الصغيرة في مشروع شخصي للفيء قد يغنمه من فسطاط الكفر(كما يفكّر) . لأن "هجر" (الأخت العائدة) تمت "سرقتها" وقضي الأمر. وعلى الأسرة الفقيرة أن تتدبر أمرها خارج هذه الحسابات الخاطئة العواقب. ويكفي تأمل أسماء شخوص هذه المسردية ( صابرة، جهاد، هجر، بيرلسكوني موسوليني) للقول بأن كل امرئ، من هؤلاء، قد نال من اسمه نصيبا. مادامت الأسماء أقدار المسميات لا محض وسوم اعتباطية. هذا في الخطابات الأدبية على الأقل.

صحيح لقد استرجعت أسرة أمي فاطمة، أخيرا، "دمها المسروق"، إلا أن هذا الدم، بفعل عوامل كثيرة، تحوّل إلى مصل بلا يحمور...أغلبه ماء... لا يجوز لعادة ولا لعبادة. ولأنه لا يمكن إصلاح ما أفسده الدهر فقد انتهت الحكاية عند هذا الحد...دونما أحلام في الأفق ولا أكاذيب منمقة، لأن أسرة أمي فاطمة الآملة في التحرر من فاقتها عن طريق"هجر" غاب عنها أن "هجر" ما عادت (لأهلها) إلا بحثا عمن يخفف عنها عبء التزامات أسرتها الصغيرة. 

والواقع أن الكاتب المصطفى لخضر الذي استدرجنا إلى "لحظة اللقاء السعيدة"، وأوهمنا، لفترة، بانفراجات قد تخفف من منسوب المفارقة التي تحياها شخوصه، سرعان ما تملص من لعبة الإيهام، لصالح "خيبة الانتظار"، بما هي إحدى المقومات "الأدبية" في نظرية التلقي، ليلجم العواطف ويترك الباب مواربا على المجهول، بل يرسم خططا في مقابل خطط مضادة، كي لا تنحل وقائع دراما أسرة أمي فاطمة، في زمن صارت المصالح أغلى من الدم والنجيع. يتم ذلك بأسلوب ينتصر للسلاسة والوضوح وينأى بنفسه عن التمحل والمعاضلة، ولو أنه يظل قريبا جدا من نبض البسطاء ومعاناة المحرومين، ومن دون مساومة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف