الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانسان في زمن الوباء بقلم:زياد هواش

تاريخ النشر : 2020-03-25
الانسان في زمن الوباء...

الوباء ظهرّ انسانية شرق آسيا ثم بقية آسيا وفقر افريقيا وانانية أوروبا وعنصرية أمريكا الشمالية واستهتار أمريكا الجنوبية وعزلة استراليا !
وحدها القارة القطبية حافظت على برودتها.

بمقدار ما كشفت مواقع التواصل الاجتماعي عن مزاجية الناس عبر العالم وسهولة التأثير بالأفراد على خلفية ارتباطهم بثقافات الجماعات...
كشف الوباء عن وحشية النظام العالمي وتأثيره السالب في الأنظمة المحلية وعلاقتها بإنسانها !

الانسان الوطني او الجيد في النظام العالمي المتوحش والمتجدد هو الانسان الذي ينفق دائما أكثر مما يملك ويقترض لينفق أكثر ويموت بدون ان يكلف شركات التأمين أي نفقات...
الانسان في النظام العالمي سلعة وعندما لا ينفق لا معنى له وعندما يمرض يجب ان يموت سريعا وبلا أي ضجيج !

إذا رد فعل أمريكا الفاقع وأوروبا الأقل فجاجة على الوباء هو بالفعل رد سياسي_اعلامي وانتخابي وليس أكثر من ذلك...
ولأنه يقتل كبار السن فلا باس في ذلك ولأنه ينتشر اكثر بين الفقراء فهو أمر طبيعي واصطفائي بل يؤكد علمية ثقافة الرجل الأبيض العنصري والمتفوق !

كشف المشهد الوبائي حالة الانسان الأوروبي وبدرجة أكثر وضوحا الانسان الأمريكي الخائف والاستهلاكي والخاضع تماما للإعلام السياسي النخبوي الاستعلائي...
حتى على مواقع التواصل الاجتماعي يبدو الانسان الأمريكي لا مباليا ويبدو الانسان الأوروبي متمسكا بتفوقه وراضيا بالصورة النمطية التي يعكسها سياسيوه عنه !

في أمريكا لا تقدم الدولة للمواطن أكثر من فرصة وفي أوروبا تقدم الدولة للمواطن النظام العام ولكن تبين اليوم أن هذا المشهد لا يتضمن بديهية الأمن العام الصحي والمعيشي الهش...
إن الأنظمة الرأسمالية تسيطر على مجتمعاتها عبر نظرية الفوبيا من الإسلام او من العرق الأصفر/الصين او من العرق الأسود/افريقيا او من المهاجرين...
ثم جاء الوباء ليكشف أن الفوبيا الغربية مجرد بروباغاندا في مقابلها لا توجد أي استعدادات حقيقية ومكلفة لأي سيناريو كارثي !

الاعلام الأمريكي يروج بقوة لنظرية المؤامرة الصينية للتغطية على المؤامرة الامريكية على الشعب الأمريكي او على الاصح المجتمع الأمريكي غير المتجانس ويبدو اليوم الرئيس ترامب مرتاح لمستقبله السياسي وإعادة انتخابه لمجرد أنه يستطيع القاء اللوم على الصين وليس على وول ستريت !

في افريقيا يبدو هذا الوباء اقل خطورة بالنسبة لتاريخ من الأوبئة المروعة التي تضرب القارة دوريا وبلا هوادة...

وفي اسيا يبدو الشرق الوثني أكثر قدرة على مكافحة أي وباء لأن الانسان الاسيوي الوثني او الفلسفي إذا صح التعبير يتقبل العلم ويحترم الحياة ويتمسك بالهوية الوطنية ويضحي من اجل البلاد وينتمي لشعب واضح الملامح للغاية ومتمسك بهويته الوطنية وعاصمته المركزية

وفي آسيا الغرب والاديان يبدو الانسان غارقا في متاهة تداخلات أرضية وسماوية وعلمية وغيبية ووطنية مركزية وإقليمية لا مركزية تجعل هويته ضبابية ووطنه ضبابا ومركزيته ملتبسة ونظرته للحياة اكثر التباسا وعلاقته بالموت اقرب الى الانتحار وعلاقته بأخيه الانسان غير منطقية !

ويبدو انسان حوض البحر الأبيض المتوسط المنتمي جغرافيا للعالم القديم وكأنه الانسان الأكثر عشوائية وميل الى الفوضى وتبدو هويته مخادعة وعقلانيته انتقائية وقدرته على التمييز الصحيح بين الحياة والموت معدومة !

لا يوضح الوباء دور الهوية الجماعية في انتشاره او في مقاومته ولا توضح ذلك المركزية او نوع السلطة السياسية وأكثر ما كشفه الوباء هو علاقته بالفساد بنوعيه فساد الأنظمة وفساد المجتمعات ويشكل الفساد الإنساني البيئة الحاضنة للوباء ولكل وباء وخصوصا إذا ما اجتمع في جغرافية ما فساد النظام وفساد المجتمع...
هذا التوصيف وحده القادر على قراءة ليس واقع الحال الوبائي اليوم والملتبس بل بعد ان تنشر الأرقام وتعلن الحقائق !

انسان هذا العالم المعاصر أو انسان "هنا والآن" يتخلى بسرعة عن فرديته في زمن الوباء ويعود لارتداء ثوب الجماعة التي تحتاج الى من يفرض عليها العقلانية متمثلة بالتشاركية الإنسانية والعزل والالتزام بالقوانين والأنظمة المرعية الاجراء في زمن الطوارئ ولكن وبمرور الوقت وازدياد التوتر وتصاعد حدة الوباء ستسقط الأقنعة الجماعية كلها وسيظهر الانسان بوجهه الحقيقي أو سنظهر جميعنا على حقيقتنا وهو أمر حتمي ومخيف للغاية.
25/3/2020

زياد هواش/صافيتا

..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف